أرسلته العناية الإلهية لينقذ أطفالي
وإذا مرضت فهو يشفين بسم الله الرحمن الرحيم الساعة الأن تقترب من الواحدة صباحا وكالعادة تراقصت أمامي هذه الحكاية الشخصية وعمرها أربعين عاما وكأنها حدثت هذا الصباح لأنها ما انفكت تقفز إلى الذاكرة كل حين ، كنت قصصتها غير مرة في منتديات كثيرة منذ وقوعها طمعاََ في أمرين أولاهما أن يقع نظر الطبيب بطل هذه الحكاية عليها عساني أعترف له بالجميل وثانيهما أن تسير هذه الحكاية بين الناس عبرة تزيدهم ثقة بربهم سبحانه وتعالى ، غير أني وجدت من ادعاها لنفسه ولا بأس إذا كانت تصل إلى القلوب الغافلة عساها تعود إلى ربها ، وخطر لي أن أنقلها من جديد إلى هنا فحلوها أولى بها ، وهي حكاية حقيقية بدأت يوم وضعت زوجتي ابنتنا في عمّان ، وبعد أن اطمأننت عليها ، تركتها في رعاية أهلها. وانطلقت بسيارتي بلا رفيق عائدا إلى مكان عملي في قطر ، وبرفقتي ابناي وعمرهما ٤ سنوات وسنتان، وكنت قد طلبت من رفيق السفر الأستاذ رحمه الله أن يواصل رحلته لأنني سأظل في الانتظار والاطمئنان على زوجتي ، وقبل أن يسألني أحد ، لماذا لم تترك الطفلين مع أمهما ليلحقوا بك سويا ؟ أقول : لأن الطفلين على جواز سفري ، لاختلاف جنسية الأم ، فانطلقت بلا رفيق عبر الأراضي السعودية ، وبذلك سوف أقطع أكثر من ثلاثة الآف كيلومتر ، طريق موحش ، وفي اليوم الثاني والشمس في كبد السماء ، والسراب من شدة الحر يتقدمنا في كل الأوقات ، والمكان لا بشر فيه ، وكل ربع ساعة أو أكثر تمر سيارة ، في هذا الوقت ، بدأ الطفلان يصرخان صراخا لا أستطيع له وصفا ولا تفسيرا، يمسك كل منهما ببطنه ، ويضربان برجليهما أرض السيارة بشكل متواصل ، كأن ثعبانا قد تمكن منهما ، فتوقفت أبحث عن السبب ، أعطيهما ماء فلا يقبلان ، أرش على وجههما الماء فيزدادان صراخا ، ونظرت إليهما بعد أن توقفا عن الحراك وارتميا منهكين ، شعرت أن الأمر قد انتهي وما بقي إلا نظرات وداع أخيرة ، لقد ذبلا وانهارت قواهما وما عادا يصرخان ولا يبديان حراكا ، نعم ، لقد كانت نظرات وداع ، لا حيلة لي في أمرهما ، وأنا أعرف الطريق فقد قطعتها من قبل مرات عديدة ،وهي غير الطريق التي يسلكها المسافرون هذه الأيام ، بعد ساعتين ربما نصل إلى مدينة أخرى ، فتركتهما داخل السيارة ، ووقفت خارجها ، أنظر في صمت إلى السماء أطلب العون ، هكذا نحن دائما ، لا نتذكر الله إلا بعد أن يعلو الموج وتدلهم الخطوب ، وكان علينا أن نذكره في الرخاء حتى يذكرنا في الشدة ، تمر سيارات قليلة ، فلم أطلب النجدة من أحدهم ، وماذا قد يفعلون لي ؟! حتى مرت من أمامي سيارة فارهة مسرعة كلمح البصر، ذهبت بعيدا بعيدا ثم توقفت ، واستدارت وعادت ، لقد كان يقصدني بعودته ، فتوقف عندي وسألني : هل من مساعدة أقدر عليها ؟ فلم أجبه ولكن دموعي المنهمرة أجابت عني ، فنزل الرجل ، ونظر إلى داخل السيارة ، فعرف الحكاية ، ثم ذهب إلى سيارته وعاد حاملا حقيبة ، أخرج منها سماعة طبيب ، إي ورب الكعبة ، لقد كان طبيبا ،انحنى عليهما فاحصا ثم استدار، وسألني وهو لا زال منحنيا على الطفل ، ماذا أكلا ؟ فأشرت إلى الطعام ، تفحص الطعام ، وقال : إنه فاسد ، لقد تسمما ، وبعد أن أجرى محاولات كاعطائهما ماء بكثرة ثم يمسك الطفل من رجليه ورأسه للأسفل ويدق على ظهره حتى خرج بعض الطعام من فمه ، ومحاولات أخرى وأخيرا فتح حقيبته ، وحقن كلا منهما بإبرة ، وأعطى كلا منهما حبتين من الدواء ، وسقاهما ماءا كثيرا وودعني قائلا : لا تخف إذا ما ناما طويلا ، وسيزول الشر بإذن الله ، وركب سيارته ومضى في سبيله في حراسة الباري عز وجل ، دون أن أعرف من هو ، وحتى لم أشكره ولو بكلمة وذلك من الهول الذي أنا فيه لكني لا ولن أنساه بالدعاء ما حييت ، جزاه الله كل خير ، وما كتبت هذه الحكاية إلا آملا أن تقع عينا هذا الطبيب الإنسان عليها قد أتمكن من الوصول إليه ، شكرت الله رب العالمين ،وتابعت رحلتي ، وناما نوما مستمرا وصرت كل حين أتوقف لأتحسس أنفاسهما واطمئن عليهما ، حتى وصلت إلى مدينة الإحساء ، وإذا بهما يستيقظان ويطلبان ماء وهما في خير وعافية وكعادة الأطفال طلبا ما يطلبه الأطفال من حاجيات ، وأنا فرح بهذا ، هذا هو ربكم سبحانه وتعالى ، إذا حدث مثل هذا ونحن في ييوتنا ، سرعان ما نحمله إلى المستشفى ، وإذا شفي المريض ، أرجعنا السبب إلى سرعة ذهابنا إلى المستشفى أو إلى مهارة الطبيب وما علم الناس أن الطبيب هو أيضاً من قدر الله وإرادته ، وسواء أكان الطبيب بجانبك أو بعيدا عنك ، فإنه سبحانه يشفيك ومريضك أينما كنت، لقد قرأت هذه الحكاية فتاة مريضة أبكتني حتى الشهيق عندما كتبت لي : كنت في حاجة شديدة إلى مثل هذه الحكاية التي بثت وملأتني أملا في الشفاء حتى قالت : بدأت أشعر ببعض العافية ، فازدادت الدموع مني انسكابا ، فالحمد لله رب العالمين
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
جزاه الله خيرا .هكذا الاطباء من 40 عاما هل مازال يوجد هكذا اطباء في وقتنا الحالي . للاسف فقدث الثقه بجميع الاطباء فكلهم يبحثون عن التجاره والشهرة وليس عندهم ذره ضمير
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 08-12-2019
جزاك الله خيرا
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 08-12-2019
الحمدلله وشكراً لله بالفعل هي حافز رسالتك وطريق البر أيضاً حدثت معنا قصه أصعب من قصتك ورأينا عذاب لم أكن لأعرف انه أصلاً موجود والله سخر لنا شخص من البدو وعنده محطه بانزين جزاه الله ألف خير ٤ أيام مع زوجي و٤ أطفال منهم رضيع على يدي فاعل الخير مش بس الذاكره لا تنساه والله يسخره ليثقل ميزانه بالحسنات
أصدقك أخي بكل كلمة كتبتها وباحساسك المفعم بالإمتنان لذاك الطبيب المبعوث من قبل الله جلّ علاه.. ماعليك غير الدعاء له في كل وقت تأتي ذكراه لمخيلتك وربك سيستجيب باذنه تعالى.. بيوم من الايام قد مررت بقصة مشابهة لقصتك مع تغيير الأحداث وكنت بقمة اليأس والانهيار لما لاقيته من سد جميع الأبواب بوجهي ولم يعد غير التراجع مع كسرة الآمال التي تحطمت عند قضاء حاجتي الإنسانية التي كنت متجهة اليها بكل حواسي .. فوالله عند بداية خطوة الرجوع مع الانكسار بعث الله لي انسان قد اطلقت عليه ملاك بهيئة ضابط بشري لا اعرفه ولا يعرفني واستوقفني وسألني مابك فأخبرته بجملة واحدة حسبي الله ماعاد ينفع اي شي وأدرت ظهري لاعود محملة بخيبات الامل التي اقتطعوها جميع من كان يعمل بالمطار.. ورجع استوقفني الضابط مرة ثانية وقال لي توقفي يا اختاه مابك ؟ واخبرته ببضع كلمات عن مشكلتي العويصة التي تلقيتها باوراق سفري التي لم اكن اعلم عنها شيء لعدم خبرتي بتلك الامور.. وبما انه ضابط ويعلم كل الامور اخذ اتصل بالمكاتب الداخلية الموجودة داخل المطار ومابعرف شو عمل لاني كنت منهارة وابكي على جنب الحائط لعدم سفري فكانت سفرتي هذي هي من اهم سفرات عمري فأمي تعبانة وعلى مشارف الموت واريد ان آتيها فهي تناديني باحساسها الداخلي الذي وصلني .. المهم يا اخ ضليت واقفة ابكي والضابط يجري المعاملات المعقدة لسفري عالانترنيت والضباط وقسم التأشيرات وجوزي الذي كان ببلد ثانية وبالنهاية تم كل شي بشكل ايجابي ولآخر لحظة لم اكن أعي ما يفعله.. وانتهى من كل الاجراءات واعطاني جوالي وطلب مني الاسراع وركضت معه وانا لا اعلم باللي ناطرني.. وبعدها وصلنا لقسم ختم التأشيرات وجهز كل الامور وبعدها ركضنا ولم ارى نفسي غير واقفة عند باب الذي يأتي باص الطائرة وينقلني للطائرة وفهمت بلحظتها ان اموري قد تمت وسفري قائم وطلب الضابط ان اصعد للباص لانه ماعاد في وقت والطائرة تاخرت بسببي بعض من الوقت.. كنت في حالة ذهول والتفت للضابط وانا اصعد وحدي بباص الطائرة وقلت له لا اعلم كيف اشكرك يا اخ وتركت ربي هو يعلم كيف يجازيك على وقفتك الانسانية معي لله بالله.. والحمدلله سافرت ووصلت بلدي ومنّ الله علي بشوفة امي ورعايتها وعاشت بعدها امي خمس سنوات والكل من كل اللي عرف قصتي وحتى امي دعو لذاك الضابط الذي لا اعلم عنه شيء وساعدني .. ولغاية اليوم كل ما اتذكره ادعو له من كل جوارحي بان يفك الله كربه وهمه مثل مافك كربي وهمي وساعدني.. ادعو له يا اخي الكريم صاحب الطرح فوالله دعواتك له قد تكون بيوم هي الملاذ له بموقف عصيب يمر به والحمدلله على فضله علينا ووقوفه معنا بأشد اللحظات..
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين
شارك في اخر الاختبارات