لا تزرع في غير أرضك هذه هي الحكمة التي خرجت بها من قصتي

لا تزرع في غير أرضك أضعت 7 سنوات بسبب قصة حب واهمة هذه هي الحكمة التي خرجت بها من قصتي بعد سنوات كبيرة ضاع فيها حلمي بعد الجري وراء السراب!، وفي السطور القادمة سأشرح معني حكمتي لان البعض قد لا يفهم عمق معناها، نشأت في أسرة، كنت انا الابن الوحيد لاب من طبقة متوسطة يعمل في احدي شركات الملاحة كعامل لم يحالفه الحظ في التعليم، ولكنه لا يمل في توفير كل ما اتحتاج له، وام لا تعلم في الحياة سوى انا ووالدي، كان ابي وامي يضعون كل احلامهم في وكنت في البداية على قدر المسئولية ولكن قد تسير الامور عكس ما نتوقع وتسيطر علينا فكرة قد تجعلنا نندم طوال حياتنا ونجري وراء السراب والحلم، كانت البداية عندما كنت في مرحلة الثانوية ، وفي يوم طلب مني والدي ان اذهب معه إلى بيت رئيسه في العمل ليعطيه بعض الاوراق الخاصة بالعمل، ذهبنا وهناك على باب البيت انتظرت والدي، رايت فتاه جميلة تدخل المنزل وحدث بيننا شجار من نوعية القصد للتعرف عليها، وشعرت للحظة انها هي الاخرى لديها هذا الفضول، في البداية لم افهم هذا الشعور ولكني وجدتني في اليوم التالي اذهب في نفس التوقيت لكي انتظرها، وهذه المرة بدء بيننا حديث طويل تعرفنا كلا مننا على الاخر، كان الفارق الاجتماعي بيننا كبير جدا وكذلك المادي والثقافي، وجدتها بعد ذلك تصر علي مقابلاتي، حاولت ان اصدها وصارحتها بحقيقة وضعي، واني لا املك شيئا انا في مدرسة عادية اما هي فهي في مدرسة دولية، امها أجنبيه، تعيش في فيلا كبيرة جدا لا نحلم انا وعائلتي كلها ان نعمل فيها ولكنني كنت قد احببتها بالفعل، وظلت لقاءنا مستمرة دون علم الاهل، وعندما علم ابي صدم ولم يتمالك نفسه وهو يثور علي، وانه غير مناسبة ولا ملاءمة لنا مطلقا، وانني مازال امامي الكثير، ابي كان على حق عندما قال لي: لكي تستطيع ان تكون مثلها فعلمك ومستقبلك هو الذي سيحدد ذلك اهتم بدراستك لكي يصبح لك كيان ثم فكر في الذي تريده، كما وجهني انه اذا علم اهل الفتاه فبالطبع سيتم رفد والدي من العمل، وبالفعل هذا ماحدث، حيث تتابعت الاحداث سريعا، من خناقات مع اهل الفتاه، لاستقالة والدي من العمل، لملاحقتنا، لارسال للشرطة لاخذ تعهد علي بعدم التعرض لها، لمرافقة امها لها في كل خطوة وغيرها وغيرها، اهملت كل شئ، حاولنا الهرب مرتين، وفي كل مرة تفشل ويلاحقنا والدها لما له من نفوذ في البلد، وفي يوم طلبت مني ان اتزوجها سرا ونسافر ونهرب بعيد، ولكن شجاعتي خانتني وعرفت بعدها ان والدها قرر السفر للخارج حتى لا تسطيع رؤيتي ثانية، وجاءت نتيجة الثانوية العامة وكانت انني رسيت! انهار والدي وامي، وانهارت معهم الاحلام التي كانو يخططوها، لم اكن ابالي بكل ما يحدث كان كل انشغالي فقط كيف استطيع السفر لكي اراها، علم والدي بما انوي عليه، حاول معي تكرارا ومرارا حتي قال لي مرة: لا تزرع في غير ارضك، كانت مقولته صادقة كان يريدني البقاء في وطني والزواج فيه، وقال لي اذا استمريت على هذا ستعيش طول العمر تائهة وهو ماحدث بالفعل، حاولت امي ان تقنعني بعروسة، بنت خالتي وهي تعلم انها تحبني فلا احد في العائلة لا يعلم بقصة الحب التي تكنها لي، وكم رفضت من الرجال لكي اشعر بها واتقدم لخطبتها، هربت بعدما جهزت كل شئ دون علم اهلي، وتركت لهم رسالة، لا اعلم كيف فعلت هذا وتركتهم في حسرة طوال عمرهم! وقتها كنت متصور انني سأجدها سريعا وسينتهي الامر! واعود واحقق حلم والدي ولكن لم يحدث اي شئ من كل هذا، هربت على متن سفينة، وهناك بدأت رحلة جديدة من المرارة والغربة، والهرب من البوليس وغيره وغيره، اصبحت مجرد عامل هناك ان وجدت اصلا مكان يقبل بي! سنة تلو الاخري، لم انسى البنت التي احببتها ولكن الحياة صعبه تدهس الجميع والعجلة لا تتوقف ولا اتنتظر احد، نسيت اهلي ونفسي ونسيت السبب الذي جاء بي الي هنا، اصبحت كالتائه في البلاد، بسبب قصة حب عصفت بي الحياة كلها، حتى حلم العودة لم يعد واضحا، وبدأـ اسال نفسي اعود لأهلي لأقول ماذا؟ لقد خيبت ظنكم 7 سنوات كاملة ضاعو من عمري لا اعلم سوي السهر والتسكع والعمليات الطائرة السريعه التي كانو يستغلوني فيها! اقول ماذا اذا سالوني عن عملي او عن دراستي انني فشلت حتي الدراسة حلم والدي فشلت فيه، او انني تزوجت زيجات فاشلة من سيدات لا اعرفهم سوي اسابيع، وفي احدى العمليات تم القبض علي، وهناك قضيت في سجون الغربة 10 سنوات اخرى، خرجت بعدها وانا مصمم على العودة لوطني، اهلي وحشوني سأذهب وارتمي في احضانهم وسأعترف بهزيمتي انا الان في منتصف الثلاثينات من عمري، ضاع العمر والوقت في الهراء ، عدت لارض الوطن، كنت انتظر اللوم من امي ولكنها وجدتني تستقبلني بحفاوة بالغة، وعلمت ان ابي قد توفي حزنا على بعدما هربت، مما زاد من مأساتي، اصبحت ملازم البيت طوال الوقت لا اخرج لا اريد لاحد ان يراني هكذا خاصة ان سنوات السجن الطويله قد اثرت علي صحياً، بدأت امي تدفعني للعمل من جديد، لكني لم اكن اعلم ماذا سأفعل! واي عمل هذا الذي سأقوم به، وفي يوم اخبرتني امي ان هناك ضيف جاء لزيارتي، واذا هي ابنه خالتي التي خطبتها لي امي في الماضي، كأن الزمن عاد من جديد، وعندما سالتها عن اخبارها، علمت من امي انها لم تتزوج حتي الان، وهي الوحيدة التي كانت تؤمن بعودتي، دفعتني امي للزواج بها هذه المرة لم اقاوم، وبالفعل تزوجنا، لم اكن اي شعور بالحب او الكره ولكن بدأت حياتي تتغير للافضل عندما علمت ان زوجتي حامل! سأصبح أب، شخص جديد ومسئولية جديدة وحياة جديدة، بدات افكر في عمل واحد مما كنت اعمل به في الخارج، فكنت نادل للطعام ، ساعدتني امي وزوجتي بميراثها وفتحت مطعما صغيرا ولكنه اصبخ مشروع خاص بي، اصبح لدي امل ان لكي اصنع مجدا صغيرا لي ولنفسي، وبفضل صلتي البسيطة ببعض من عملت معهم في الماضي بالخارج، بدات اراسلهم واستطعت ان اقنع واحدا منهم في عمل استثمارات هنا في مصر ولكن هذه المرة سنكون شركاء ولست عاملا عنده ، وبالرغم من العمر الذي ضاع كثيرا وندمت على كل هذه السنين الا انني امل ان تكون لي سلسلة من المحلات باسمي ويورثها بعد مني ابني،