وجدت في حفيدتي عوض الله عن كسرة قلبي على فراق ابنتي

الحزن قاتل والله يعوض الحزن قاتل، هذه هي ملخص قصتي التي لا اعلم هل هي قصة انجاز ام انها قصة فراق وحزن عميق، انا ام لابنه ليس لي سواها في الدنيا، رزقني الله أياها، عشت حياتي كلها من اجلها فقط بعدما توفي والدها، ربيتها كل أصدقائها من المدرسة وحتى العمل يشهدو لها بحسن الخلق، كانت دائما تساعد الناس ولا تبخل عنهم، دائما كانت هي يد العون للجميع في ظروفهم الصعبة، تزوجت وهي ابنة الـ23 عاماً، لم تفترق يوما عن زوجها، كانو محبين لبعضهم البعض، لم يحالفهم الحظ في بداية زواجهم في الانجاب وبالرغم من ذلك لم تحزن هي او هو يوما، ولم يفكرا مطلقا ان يتركا بعضهم بالعكس كان عندهم امل وتفاؤل، انا امها كنت دائما استغرب منه، لا أتذكر يوما انها جائتني غاضبة منه، او هو اشتكي منها، كان بالنسبة لي نعم الابن الذي لم انجبه، كنت في قمة سعادتي لنجاح زواج بنتي، إلا ان الشئ الوحيد الذي كنت اتمناه ان اري اولادا لها قبل وفاتي ولم اكن ما يخفية لي القدر وان مهمتي في هذه الدنيا لم تقتصر على ذلك قط، بعد 7 سنوات زواج، في يوم وليلة انقلب الحال، اكتشفت ابنتي انها حامل! كانت الفرحة كبيرة جدا، اخيرا بعد طول انتظار اراد الله ان يكافئنا، عشنا فرحة 9 شهور، ونحن في انتظار المولود، ولكن لم تكمل فرحتنا، فقبل الولادة بحوالي ساعات، تلقيت مكالمة تفيد ان زوج ابنتي في المستشفي اثر حادثة كبيرة، كانت الصدمة كبيرة جدا، لم تسطتع ابنتي تحملها خاصة في ظروفها الصحية، دخل غيبوبة استمرت ايام، كانت الأحداث تتابع ولا أحد يصدق ماحدث، انجبت ابنتي، واصرت ان تكون بجوار زوجها، لم يستطع احدا منا ان يخفف عنها وطأة الألم وما نمر به، لدرجة انها فقدت قدرتها على الكلام، كان كل يوم يمر دون تحسن وبعدها بحوالي اسبوع توفي الزوج، مات زوج ابنتي ولم يري مولودة الجديد الذي انتظره سنوات، لأول مرة منذ 7 سنوات يفترق عن ابنتي، كان خبر وفاته صدمة لكل من يعرفهم، وجدت كل اصدقائها بجوارنا يحاولون تخفيف الألم عنها ولكنها وحدها كانت في عالم أخر حتي بنتها لم تشعر بها، في ذكري الأربعين لوفاة زوجها، ماتت بنتي، ماتت وتركتني وحيده، اعلم تماما مدي كسرة قلبها، واعلم تماما انها كانت قد فقدت الرغبة في العيش ولكنها لم تكن تعلم هي انني بدونها لا شئ وان ابنتها في اشد الحاجة لها، ولكن كانت كسرة القلب اقوي بكثير مننا والرابط الذي يجمعها بزوجها اقوي بكثير فقد رحلت له، لم تتعب ابنتي تماما ولم يكن بها اي مشاكل صحية، سوي الحزن الذي كان يسيطر عليها يوما يلو الاخر، ماتت وتركت لي طفلة لم تكمل الشهرين من عمرها، دعوت الله كثيرا ان يعطيني القوة ويمد في عمري كي اراها تكبر امام عيني، دعوت الله ان يلهمني الصبر بعدما احتسبت بنتي وزوجها عند الله، فهو خالقهم يرد وديعته وقتما شاء، وبالفعل ساعدتني اصدقائها واخت زوج ابنتي الراحل على تربية هذه الطفلة، التي ستكبر وتجد نفسها يتيمة الاب والام، عملت ما في استطاعتي لكي أؤمن لها حياتها وبالفعل كتبت لها كل شئ باسمها، وبعد مرور حوالي عشر سنوات، امدهم الله في عمري، كبرت البنت وهي سعيدة بقصة الحب التي جمعت ابوها وامها، كنت احكيها لها يوما، رأيت فيها عوض الله عن كسرة قلبي التي لم ابوح بها لأحد عن فراق ابنتي بنسخة منها رأيتها في ابنتها كل تفاصيلها تذكرني بها كطفلة، واتمني ان يمد الله في عمري حتي اراها في بيتها،