حتى لو كنت مطلقة كوني قوية ولا تخشي نظرة الناس والمجتمع

حتى لو كنتِ مطلقة لا تقبلي بظروف غير مناسبة واسمعي قصتي فالتراجع والاعتراف بالاخطاء افضل تماما من التمادي فيه لنهاية العمر أخيراً أدركت انه لا معني لكلام الناس! ولا يهم أن اخوض تجربة واخرى وتفشل وأحاول من جديد في الطريق والتجاه الذي اختاره انا وليس الناس أنا أم لثلاثة بنات تزوجت مبكراً وقتما كنت مازلت في المرحلة الأولي الجامعية وطلقت أيضا مبكرا بعدما كان معي ثلاثة بنات اتحمل مسئوليتهم كاملة وأنا وقتها كنت 23 عاماً فقط خضت الحياة العملية حتى استطيع ان أوفر مصاريفهم واوفر لهم حياة كريمة، في الوقت الذي غاب والدهم عن الصورة بالرغم انه متمكن ماديا، وبعد مهاترات طويلة من المحاولات الودية الفاشلة خضنا سكة القضايا والمحاكم والتي انتهت بتغريمة نفقة للثلاثة بنات لاقيمة لها على الاطلاق كان عملي هو المصدر الرئيسي للمصاريف على المنزل والبنات، حتي اصبحو اثنان في المرحلة الاعدادية وواحدة في المرحلة الإبتدائية، كنت وقتها مقيمة في شقة أبي في هذه السنة توفي والدي ومن وقتها لم أعد اسلم من كلام الجيران في كل تصرفاتي والتشكيك فيها، لان الشقة كلها نساء فقط، وفي شغلي تعرضت لكثير من المضايقات من الرجال ظنا منهم بان المطلقة مستباحة ولن ترفض شئ تقدم لي وقتها رجل يعمل كمدرس ومتمسك بالارتباط بي بالرغم من ظروفي، طلب مني في البداية ان يعيش معنا في الشقة التي ورثتها، ولكني خشيت ان يأتي رجل غريب ويعيش مع البنات خاصة في سن المراهقة كما اني اعتبر ان تلك الشقة هي حقهم الوحيد كنت احسبة انه هو من ينقذني ويكون سندا لي وعونا وتعويضا عن زيجتي الاولي الفاشلة، ولكن ماحدث عكس ماهو متوقع تماما عرض علي ان آتي لأعيش معه في منزله ولكن على نفس العفش الذي كانت تعيش عليه زوجته السابقة، مؤكدا لي ان ظروفي المادية هي التي تمنعه فقط عن تغيير العفش، وانه كان مقيم لدي اخته والشقة مقفولة منذ 3 سنوات، وانه لم ولن يعود ثانية إلى زوجته السابقة بالفعل تم الزواج، اصبح يزورنا في منزلنا انا وبناتي كثيرا، واتفقت معه ان اقضي معه يومان في كاملين في الاسبوع، واصبح هو رجلنا امام الجيران والناس بعد زواجنا بحوالي شهور، تفاجئت أن زوجته السابقة طردت أولادة من البيت لكي يأتو ويعيشو معنا في المنزل وهم ولدين، ضايقني الامر كثيرا ولكني لم استطع ان اعترض كانو يأتو مشحونين من امهم لكي يصبو غضبهم علي بكل الاشكال، بدأت أنظر إلى أفعالة معي وجدته سلبي لا يحاول ان يبعدهم عني ، بالعكس بدء يقلل تدريجيا الاموال التي كان يعطيها لي حتي انقطعت تماما بالرغم من انه اجبرني على ترك عملي حتى اتفرغ له ولبناتي وكان يقول لي ان مصاريف اولاده واقامتهم الكاملة غير قادر عليها، اصبحت مديونة بسببه ولا اجد ما أصرف به على بناتي احترمت ظروفه واصبحت لا أطلب منه شيئاً، وبيته لم أعد اذهب هناك بناءا على طلبه، كان يحدد لي ساعات فقط لنتقابل دون علم الاولاد لانه لايريد ان يغضبهم منه، اصبحت اذهب وهم ليسو في المنزل، اقوم بتجهيز الاكل له لطوال الاسبوع وانظم الشقة وخلافة بعد فترة شعرت ان الامر مرهق جدا بالنسبة لي نفسياً، فكيف اقبل على كرامتي وضع بهذا الشكل، فكيف بعدما تزوجته ليصبح رجلي أمام اعين الناس اصبحت أقابلة كالحرامية! ناهيك ايضا عن الوضع المادي القذر الذي اصبحت اعانيه، كنت محتارة مابين ان اتخذ قرار ينصفني وينصف حياة بناتي للأفضل او ان ارضي بهذه الحياة بعد فترة من التفكير العميق، كان اول قراراتي ان اعود لعملي مرة اخري، فلا هناك معني او داع من جلوسي في المنزل بل خسرت كثيرا كان الامر مزعجا له واعلن عن رفضه هذا الوضع فتمسكت تماما بموقفي إما تعويضي ماديا انا وبناتي لكي نعيش حياة محترمة رفض، واصبحت لا اذهب إليه في المنزل، واكتشفت انه كان يريدني زوجة بلا حقوق فهو كان يعتقد انه نجاني من عيون الناس لمجرد زواجه مني وفي المقابل اخدمة هو واولادة والبي احتياجاته رجعت قبل ان اخسر نفسي وبناتي، الذين لم يرضهم الوضع وبدأو يبعدو عني، رجعت قبل ان يصلو لمرحلة عمرية لا استطيع تعويضهم ويكون كل شئ انتهي فان تعود متأخرا افضل من ألا تعود نهائياً نصيحتي لكل من يقرأ حكايتي كوني قوية ولا تخشي نظرة الناس والمجتمع ولا تقبلي أقل مما تسحقينه، فالزمن قاسي وحدة وهذا يكفي