رغم أني كفيفة واجهت التحديات واتبعت شغفي لأصبح مصورة بارعة

رحلة فتاة كفيفة لتعمل في مجال التصوير وتنجح به! السلام عليكم موقع حلوها، أشكركم على منحي المساحة لتعبير عن قصتي، التي أرغب في عرضها عليكم وعلى قراءكم، لعلها تلهم أحدهم عمري 26 عام، ولدت بعيب خلقي بالعين، فلم نور الحياة يوم ولدت، ومع ذلك رأيت دموع والدي وصدمته عندما حملني لأول مرة، ربما تشعر بأني مبالغة، لكنها حقيقة، فحتى عمر الخامسة عشر، كان والدي يرفض خروجي من المنزل، يرفض خروجي من الغرفة، تعليمي منزلي، دخلت مدرسة دينية وعلى الرغم من حزن والدي بسبب إعاقتي، إلا أنه غمرني بعاطفته، كنت ابنته المدللة، لم أكن أرغب بشئ إلا وكان يحضره، واتذكر عندما كنت صغيرة، ورغبت في دمية، قام بالعمل الإضافة لمدة أسبوع، حتى يتمكن من توفيرها، وكل ما كان يرغب فيه هو رؤيتي سعيدة، لكن طلب واحد كان يرفضه، حلمي كان يرفضه كنت أخبر والدي بحلمي، هل تعرفون ما هو؟ أرغب أن أصبح مصورة؟ أريد أن أتعلم التصوير؟ ذلك هو شغفي؟ الألوان، التي لم أراها في حياتي، لكن والدي كان يبكي، لا أعرف لماذا كان يبكي طوال الوقت؟ الوحيدة التي آمنت بموهبتي ورغبتي، عندما انتسبت إلى كلية الشريعة، سمعت عن دورة يقوم بتعليم المكفوفين التصوير، لم أتملك نفسي أمام ذلك الخبر، دفعت مداخرتي البسيطة من المصروف القليل الذي كنت أدخره، وذهبت إلى المركز قابلت هناك مصور عرفني كيف أرى الكاميرا بيدي، أخبرني أن أشعر بها ولا يجب أن رأها، علمني كيف أقوم بفتح العدسة، كيف اعتمد على أذني من أشخاص أثق بهم حتى يمكني تخيل الصورة والتقاطها، وكيف يمكن اختيار المسافة المناسبة لالتقاط الصورة بالطبع لم أنجح من المرة الأولى، لكن هذا لم يمنع شغفي واصراري على التعلم، وجدت في معلمي العيون التي فقدتها من لحظة ميلادي، بدأت اتبع شغفي، أهملت دراستي، بعد أن كنت الأولى على دفعتي، الأمر الذي لفت انتباه والدي، فبدأ يبحث عن السبب، حتى اكتشف الحقيقة قامت ثورة غضب في منزلنا، كان والدي يصيح طوال الوقت، وكان هذا من منطلق خوفه ورعبه مما يمكن أن اتعرض له بسبب تلك المهنة، والتنمر الذي يمكن اتعرضله، فأنا طوال حياتي اتعرض لنظرات الشفقة من الجميع بقيت في غرفتي لأيام طويلة، أصبت بالاكتئاب والحزن بسبب ابتعادي عن شغفي، أصبحت ابكي طوال الليل، حتى أشفق عليا والدي فدخل إلى غرفتي، أخبرني عن خوفه وقلقه، في تلك اللحظة انفجرت مشاعر كتمتها في قلبي مدة 22 عام، وهي أني لست ضعيفة، لست قاصرة، ليس ذنبي أني ولدت فاقدة النظر، إعاقتي ليست حائل أمام شغفي، في تلك اللحظة كنت أصرخ أنا لست ضعيفة، لست ضعيفة، أنا إنسان يمكنني التعامل مع مشكلتي، يمكننا تجاوز الأزمات لا أعلم هل اقتنع والدي بالأمر، أم أنه خضع مكرها برغبتي، ربما ظن أن الأمر لن يستمر كثيرا، أو أنني سأشعر بالإحباط، عدت مرة أخرى إلى دورات التصوير بشرط أن أحافظ على تفوقي، ووافقت تمكن مدربي من توفير جلسة تصوير لأول مرة، كنت أشعر بالرعب من المرة الأولى، لكني نجحت، استطعت أن التقط صور أبهرت الجميع، فيما بعد أصبحت مصورة حرة خاصة بعد ان سعى مدربي لنشر صور لي في مجلات ومواقع وقد نجحت، بالفعل نجحت أصبحت بعض الأماكن تطلب صور بعينها، على الرغم من أني لا أزال في بداية المشوار، إلا أننا نجحت، ومنذ أشهر قليل خُطبت لمدربي الذي أصبح عيني وأستاذي وحبيبي، وقريبا جدا زوجي ادعولنا