حققت حلمي وحولت أبي من فلاح فقير لرجل ثري

حولت ابي من فلاح فقير لرجل ثري النجاح ليس دائما محض للصدفة أو خلافة، بل يتطلب مجهودا مضاعفا في الوقت الذي تغلق فيه الدنيا أبوابها عليك البحث مرارا وتكرارا على منفذ للخروج ولو من ثقب في الباب. أنا شاب مثل أي شاب كان يحلم بالمستقبل الواعد، أقيم مع والدي فقط في إحدى المدن الساحلية، توفت أمي منذ الصغر ولم يكن لي أخوات. كبرت وانا اري ابي الرجل المكافح الذي يرغب ان يعيش في أمان وليس لدية اي طموحات سوى ان احقق انا احلامي. أبي مثلة مثل اغلب الأباء في سنه، يحافظ على دخله لانه يعلم تماما انه غير قادر على التجارة وبمعني ادق وصل لمرحلة عمرية ستجعله غير متقبل لفكرة الخسارة والمخاطرة لان التجارة تتطلب قدرا كبيرا من المغامرة وخاصة لأن مواردنا محدودة فكل ما يمتلكه بخلاف الشقة التي نسكن فها قطعة أرض ورثناها عن والدتي وكان يحافظ لي عليها. في المرحلة الثانوية كنت قررت ان اخوض الحياة العملية فعلا، عملت في وظائف كثيرة ومختلفة من عامل أمن لعامل نظافة لنادل لغيرها وغيرها من الوظائف التي يعتبرها البعض انها تقلل منه ولكنها في الحقيقة أضافت لي خبرات كثيرة وكانت السبب لما وصلت له الأن. دخلت كلية الزراعه كان لي هدف اسعي إليه وهو تحويل تلك الأرض التي نقوم بتأجيرها إلى مزرعة كبيرة، حلم تخيلته يوما ولكني صدقته، ولكن لكي يتحقق كان لابد من الدراسة والدراسة الجيدة لكل أبعاد المشروع، وبالفعل دخلت باقتناع كلية الزراعة، وحققت فيها نجاحات مبهرة، وجهزت رسالة الدكتوراه ة التي فادتني كثيرا، وتزامنا معها كنت قد قدمت على دراسة إدارة أعمال. كنت وقتها لا أجد ما يكفي مصروفاتي، فإيجار الأرض بالكاد يكفي مصاريف البيت ودواء أبي، اضطريت للعمل بجانب الدراسة أكثر من عملين " كاشير" في أحد المحلات التجارية، ومسئول أمن في في شيفت الفجر، مما يتيح لي مذاكرة مواد دراستي، لا اتذكر انني كنت أنام إلا 3 ساعات في اليوم الواحد. يوم تلو الأخر كنت اشعر ان حلمي بدء يقترب وبالفعل، لم اقبل بالوظائف التي كان ابي يحاول معي باللين والشدة احيانا ان اقبلها لكي نوفر مصدرا جيد للرزق، ولكني كنت ارى ان هناك رزقا اخر في انتظاري، وكنت على يقين كلما تعبت كلما جنيت ثمارا أكثر. وبالفعل كان اول قرار أخذته هو انني لم اجدد للمستآجرين عقد الإيجار، وقررت ان أطبق كل ما تعملته وان انفذ مشروعي، 3 سنوات كاملة لم اتذوق خلالهم طعم الراحة حتى استطعت ان اكون ضمن اول اسماء التجار موردي الموالح في محافظتنا، ولم أكتفي بذلك ولكني سعيت لتوسيع مشروعي واستطعت ان احصل على قرض من البنك، لكي ادخل مرحلة التصنيع، وعام يلو الاخر، حتى اصبحت مزعتنا واحدة من أكبر المزارع، واستطعت ان اتوسع بشراء كل الاراضي المحيطة حولنا. ولأن تحقيق اي هدف هو بداية هدف أعلي، بدأت أفكر في مرحلة ان يكون لي منافذ بيع خاصة بي ولم أكتفي بمرحلتين التصنيع والانتاج. 15 عاما متواصلا استطعت ان احقق فيهم كل ما حلمت به، ربما جاءئت هذه الاحلام علي حساب حياتي الشخصية والعائلية فبسبب ذلك تزوجت في سن متأخر نسبيا كنت 39 عاما وقتها، كل من في سني وقتها كان لديهم أكثر من طفل، ولكن لكل منا هدفه ولا يستطع احد ان يحصد كل شئ مرة واحدة والحياة اختيارات. ولكن الحمد لله انني حققت حلمي ومازال امامي أحلام كثيرة اتمني تحقيقها.