لا يهم العمر في الزواج إنما المهم هو الأختيار الصائب لشريك

اهلي وضعوني في مصحة نفسية بسبب عنوستي عمري سبعة وعشرون عاماً، لدي ثلاث أخوة وفتاة منذ ثلاث سنوات تعرضت لمشكلات في منزل أهلي وكنت أشعر بالوحدة الشديدة والغربة وسطهم كما كان يتقدم لخطبتي الكثير من الشباب ولكن يحدث أمر ما يجعلهم يتركوني بدون حكي أو أي أسباب شكت والدتي في الأمر وكانت تقول لأخوتي أراها تكلم نفسها بشكل يومي وتجلس وحيدة، فقد تكون "ملبوسة"، نعم قالت والدتي هذه الكلمات وصدقها أخوتي بشكل سريع وقرروا أن يضعوني في مستشفى للعلاج النفسي، وتركوني دون حتى أن يعرفوا ماذا قال الطبيب، قام الطبيب بتشخيص حالتي النفسية وجلست في المستشفى كي أتلقى العلاج وطوال رحلة علاجي لم يزرني أهلي مرت ثلاث أعوام من التعب والوحدة التي كانت تجعل حالتي تسوء في الكثير من الأوقات، وتجعلني أشعر بأنه لا سبيل للخروج من أركان هذه المستشفى وإن خرجت إلى أين أذهب فقد تركوني أهلي وعندما كنت أحاول التواصل معهم عن طريق الهاتف كانوا يعنفوني ولا يرغبون في الحديث معي ويغلقون التليفون في وجهي قبل الخروج من المستشفى طالبت من الطبيب مساعدتي في البحث عن عمل أو مكان أجلس فيه، فعندما تواصلت المستشفى مع أهلي للخروج والتأكيد أني قد تم شفائي بشكل وهناك تقارير تثبت ذلك، لكنهم رفضوا استقبالي أو استلامي أو حتى الجلوس معي ولو للحظات شعرت بألم شديد من الموقف ولكن بدأ التحدي الأكبر كي أثبت لهم أني لا أحتاج لأحد هم من تركوني وحدي وكانوا سبب مرضي لمعاملتهم السيئة ونظرتهم المستمرة بأنهم الأفضل وكلماتهم السلبية عن الزواج والعنوسة وأني سأظل بجواري أمي حتى الأربعين أو الموت فلا فرق بين الأمرين كنت أجلس وحيدة حتى لا أسمعهم وأكلم نفسي كي أشعر أني موجودة بالحياة وافقت المستشفى أن أعمل معهم كممرضة أو مساعدة لطبيبي الذي كان يوليني اهتمام كبير ويشجعني على التعلم، طلبت أيضا أن أقوم بدراسة المرض النفسي بشكل مكثف وأذهب لجلسات مع أصدقاء وأخصائيين اجتماعيين وبعض الأشخاص الذين يرون تجاربهم وكيف قاموا بمواجهة المرض النفسي ووصم المجتمع و التعامل معه كنت اؤدي عملي جيد وأشعر بالتحسن الشديد وأن لوجودي معنى بدأت في عمل صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للحديث مع أي شخص يتعرض لسوء معاملة أو يشعر بمشكلات نفسية أو يريد الحديث ولا يستمع إليه أحد كنت أحاول أن أضع في قلوبهم الثقة لحكي روايتهم دون خوف أو الشعور بالخذلان فالآن استطيع أن أقول أن لحياتي معنى حقيقي ومنذ عدة شهور تقدم لخطبتي زميل في إحدى جلسات العلاج النفسي كان شاب وسيم ولديه أسرة جيدة أحبتهم وأحبوني وتزوجنا في فترة قصيرة ولكن هو من كنت أتمنى في يوم من الأيام بحياتي لا تخجلوا من أنفسكم ولا العلاج النفسي جميعنا نرغب في الحديث والتعبير عن رأينا ولا يهم العمر في الزواج المهم الاختيار الصواب والمهم أن نصبح مؤثرين فيمن حولنا كي نذهب ونترك أثر جيد يتذكرنا الناس به