أفخر أني استطعت تحقيق أحلام أولادي ولم أتركهم للشارع

احتفل بانجاز رحلة 30 سنة وحدي بعد نجاح ابنتي بـ99% اليوم احتفل بانجازاتي الكبيرة في عيوني فقط بعد كفاح دام اكثر من 30 عاماً لوحدي، اليوم استطعت ان اكمل واجبي تجاه 6 أولاد 4 بنات وولدين، فجميعهم قد تخرجو من كليات قمة وكانت اصغرهم اليوم التي حصلت علي الثانوية العامة بمجموع 99%. في الوقت الذي كنت احارب فيه الجميع واولهم نفسي بانني لم ولن استطيع تحمل مسئولية كهذه. كانت البداية عندما أخطأت وتزوجت من رجل غير مناسب لي من الناحية الاجتماعية والتعليمة، فهو لم يحالفه الحظ في التعليم ولكن كان مستواه المادي معقولاً، ولكن بعد زواجنا اكتشفت ان الجانب التعليمي يسبب له مشكلة فهو ناقم علي كل من تعلم بينما عكس مقولة فاقد الشئ اكثر شخص يعطيه فهو لم يكن ذلك كان يريد ان يكون كل الناس مثله. بدأت غيرته من عملي وتفوقي فيه، وكان دوما يطالبني بترك العمل، ليس من باب انني مقصرة في عملي او بيتي ولكن كانت الغيرة فقط هي المسيطرة عليه وكل ماهو قادم من تصرفات كان يثبت ذلك. عندما وصل سن الأولاد للمدارس لم اجده متشجع ان يقدم لهم ودائما ما كان يردد جمل مثل "هما اللي اتعملو أخدو أيه؟"، " العمل ليس بالشهادات"، "ها انا امامك غير متعلم ولكني استطيع ان اوفر لكم كل مصاريفكم"، بدأت أقنعة باللين ان من حق أولادنا ان يكون لهم حظا ونصيبا افضل مما توفر لنا، حتى عملي تنازلت عنه من اجل الأولاد كي يتعملو. مرت السنوات وكانت المدارس والكتب الدراسية اكبر المشاكل بيننا فهو عندما يأتي للمنزل لايريد ان يكون واحدا مشغولا بكتبة او دراسته ووضعه شرطا لكي يوافق ان يستمرو في دراستهم كل ذلك بحجة انه يريد ان يجلس معهم ويشعر بانهم حوله. كنت اشعر انني احارب من اجل 6 أطفال لكي يستطيعو ان يحصلو علي حقوقهم العادية والطبيعية تخليت عن كل شيء من اجلهم فقط، بدء يفتعل معي المشاكل المادية وانه لم يوفر جنيها واحدا من اجل الدراسة فالمعيشة اولي بهذه المصاريف بالرغم انه لم يكن يوفر سوي مصاريف المدرسة العادية، وكانت امي تتولي أي مصاريف إضافية دون ان يعلم سواء كتب خارجية او دروس تقوية او مجموعات وخلاف. ولم يكتفي بهذا فقط كلما رأي كتاب في البيت قام بتمزيقه وتعنيف الأولاد وفي أوقات اخرى يشجعهم على الخروج لكي يهملو دراستهم ويسقطو. كنت أقوم بمجهود مضاعف لكي أحاول ان اعيد ما يهدمه من مفاهيم في الأولاد، وبعد حوالي 7 سنوات توفي زوجي وتركني احمل كل المسئوليات بمفردي! كانت المعاناة الاولي اننا فجأة وجدنا انفسنا بلا مأوي فالشقة كانت باسم اخوه وهو كان يعمل عملا خاص فليس هناك معاش او مصدر دخل اخر. اتسعت شقة امي لكي تحملنا نحن السبعة، وكانت معاناتي في بدء البحث عن عمل من جديد من اجل تربية كل هؤلاء ومساعدتهم علي الحياة بشكل افضل. كان الكل سواء من أقارب زوجي او المقربين لي يقولون لي دائما يمكن ان يكتفو اولادك بهذا القدر من التعليم الان توفيرا للتكاليف ولكي يساعدوكي علي المعيشة، ولكني رفضت وبشدة رفضت ان يعمل احد منهم حتى بجوار دراسته. كانت الأيام تمر علينا كثيرا ونحن بلا لقمة طعام واحدة، كانت هناك أياما كثيرة اذهب إلي عملي علي قدمي حتى اوفر النفقات من اجلهم. اشتركت في العديد من الجمعيات وكتبت علي نفسي الكثير من وصلات الأمانة كي استطيع ان احصل على شقة ايجار قديم في إحد الاحياء الشعبية المتوسطة لكي يكون لهم بيتا خاص بدل من بيت امي الذي لانجد فيه متنفسا بسبب صغر حجمه. كما انني كنت اعمل في وظيفة مسائية حتى استطيع ان اقضي ديوني كلها، وان اوفر المصاريف المطلوبة حتى لم يعد احد يساعدنا كان كل من حولي يراني مجنونة ان اتحمل مسؤليه 4 بنات وولدين، وهم كانو الاخرين علي قدر المسئولية فاليوم حصلت الأخيرة على الثانوية ، فيما تخرج باقي اخوتها من كليات العلوم والاثار والتجارة، استطعت ان اوفي بعهدي معهم وان اؤدي مهمتي على اكمل وجه من اجلهم فقط. ومازلت أوصل عملي الحكومي صباحا والعمل المسائي، ويصادف هذا العام هو عام خروجي علي المعاش من العمل الحكومي الا انني سأواصل العمل الخاص في الشركة ولكن صباحا. انا افخر باولادي وافخر انني استطعت ان احقق حلمي ولو بسيط، ولم اتركهم للشارع او ان يشعرو ولو بذرة نقص طوال حياتهم قد يلوموني عليها فيما بعد