الحرب على حلب خسرتني أملاكي و لكنني ربحت الأغلى
الصحة تاج على رؤوس الاصحاء،مقولة كنت اقرؤها وامر عليها مرور الكرام واحمد الله بعدهاولااقرأالاحرف بين السطور،فانا ولله الحمدمعافا سليم !!فهي بنظري للمرضى...ولاني لم اعرف يوما ماهو المرض الا الزكام ،وحتى لم اعي ان الواقع ممكن ان يتداعى ويمرض كما نمرض.نشأت في أسرة ميسورة الحال كما هي احوال أسر حلب الشهباءتجار ابناء تجار .كنت اعمل في تجارة الادوات المنزلية ولدي محلي الخاص.تزوجت زواجا تقليديا يعني خطبة اهل وانجبت ثلاثة ابناء والحمد لله في غاية الجمال،وكانت زوجتي على قدر من الجمال الا أنني لم ابدي لها ذلك فهذا حال معظم الرجال يخافون ان تطمع زوجاتهم بهم وينتابها الغرور وتصبح هي المسيطرة . كنت متحكما بها لابعد الحدودلا ادعها تخالط احدا ولا حتى لزيارة اهلها الا في الشهر مرة واحدة ،كانت تحزن كثيرا الا انها كانت انسانة مسالمة راضخة لي وجرت حياتنا على اكمل وجه نظرا لعدم وجود اي عوائق مادية كانت ام معنوية .وتوالت الأحداث متسارعة في سورية متسارعةواخذ الخراب يعم البلد ،ومن كثرة التوتر والجلوس على اعصابنا بدأت أشتكي من معدتي وهنا كان معظم الاطباء آخذين بالهجرة ،ولم يبق الا المتدربين واللذين نجحوا بالواسطة .اخذت اجري التحاليل والاشعة ولكن دون فائدة ولم ادر مما اعاني ؟؟؟وجائني الخبر الصاعق قامت مجموعة من المسلحين بالسطو على محلي وبعد ان سرقت ماسرقت احرقت ماتبقى من بضائع....ياللهول ثروة لاتقدر بملايين .حزنت اشد الحزن واشتد مرضي فكيف لنا ان نعيش ميسورين بعد الآن ؟؟؟؟ومن كثرة الحزن اخيرا نقلت إلى المشفى وبعد اجراء التحاليل تبين انه لدي ورم خبيث في البنكرياس وهو على اهبة الانتشار ويجب ان اخضع لعملبة استئصال جزء منه ،وكانت اوضاع حلب في تدهور يوما بعد يوم ،وانعدمت الحياة ولم يبق مستشفيات وأطباء والعلاج أصبح مستحيلا ،ومستشفى الاورام كانت أغلقت أبوابها وانقطعت الكهرباء والماء عن حلب .اضطررت الى ترك المدينة والذهاب الى العاصمة . وفعلا أقمنا في أحد الفنادق ،كان لدي بعض الاموال والاراضي يستثمرها لي أخي ،ولتخفيف التكاليف سافر ولدي الاوسط الى تركيا ليعمل وليساهم في المصروف ،وانا وزوجتي وولدي كنا نقطن غرفة واحدة .اضطرابني البكر للعمل في غير اختصاصه ليدرس اخوه ولا يحرمه من حقه في التعليم .كنا نأخذ راتب الاكبر لنسند به وضعنا الذي يؤول إلى الانهيار ،وبدأت الاموال التي مع أخي بالنفاذ وبدأ يشتكي من ضيق المعيشة وانا اعاني من الجرعات الكيماوية وأذوب شيئا فشيئا وصحتي تتداعى ولم أجد غير زوجتي وأبنائي عونا لي .كانت المسكينةتأخذ مهماتي رغم ضعف جسدها وتنزل إلى السوق عدا عن اوقات الاهتمام بي فبعد كل جلسة كنت ابقى أسبوعا طريح الفراش ،أعاني من الغثيان والإقياء والتعب والوهن .كانت لا تكل من الدعاء لي وفي بعض الأحيان ألمحها تبكي وانا نائم كي لاتشعرني بالضيق ،وأخذناعلى هذا الحال سنتين كاملتين .ورغم معاناتنا إلا أن صاحب الفندق كان يمص دمنا بالأجرة التي كان يرفعها تدريجيا كل شهر .وتكلفة العلاج غالية وحتى المعيشة اصبحت بقمة الغلاء فكان وضعي الصحي يتطلب مني نمط غذاء من نوع معين .ولهذا اضطررت كي أوفر قليلا أن أذهب للعيش في اللاذقية عند أقاربي والمساهمة قليلا بأجرة المنزل ،وحين يأتي موعد الجرعة اعود إلى العاصمة ومن ثم أرجع ولكن !!!يبدو ان الانسان بلا قرش ليس له قيمة ،فحين كنت معافى وغنيا كان أقربائي دوما يزورونني ويمكثون عندي ويقصدونني،اما الآن فقد بدأو بالتململ مني لذلك صعبت علي نفسي وقررت العودة إلى العاصمة فلم يتبق لي سوى جرعة واحدة وبعدها يعطيني الأطباء ثلاثة أشهر حتى يقرروا أن الورم اختفى أم أنه عاد .وفعلا عدت بأسرتي إلى دمشق وانتظرنا وجلسنا ليال طويلة ندعو الله ونتوسل اليه أن يمن علي بالشفاء .وما أعظم هذا الخالق العظيم عندما وعدناإن الله مع الصابرين ،طمأنني الأطباء أنني انتهيت من هذا الورم الخبيث ولكن يتبقى لي أن أجري الفحوصات كل ستة أشهر للإطمئنان ولأني خسرت عملي وتجارتي وبعت منزلي فلم يبق لي إلا أن أسافر لعند ابني .بعت مابقي لدي من أراض في حلب واستجمعت أموري وقررت السفر وابتداء حياة جديدة جعلتني اقدر نعمة الصحة والعافية وأن مايمر به الانسان ليس مهما بقدر نعم الله علينا بالمعافاة التامة وأخذت كل يوم أدعو الله اللهم أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك اللهم عرفنا على نعمك بدوامها لا بزوالها
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
- المدرب ماهر سلامة تجارب التفكر والتأمل الذاتي مليئة بالامتنان رغم الاْلم واللآم الكبيرة. هي قراءة المفارقات، التي يتعلم منها الناس، وتؤثر بهم، للتعلم من تجارب الآخرين. خسرت المال، وخسرت الصحة، وعرفت كم كنت قاسيا مع زوجتك، أو ظالما لها حتى. ولعل تقديم هذا الاعتراف هنا لدليل على انك شاركتها هذا الندم. شكرا لمشاركتك امتناناتك وتجاربك وآلامك لتنشر كلمة خير ضائعة على انسان هو بحاجة لها. وهذا تطبيق جديد وجميل وجدي لترك الاثر والصدقة الجارية. كم جميلة كانت كلماتك...كم كانت مؤثرة عندما حولت المأساة الى فلسفة يومية للحياة تعلمنا جميعا. شكرا
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 31-12-2016
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين
شارك في اخر الاختبارات