قصة صديقي أعادت لي ثقتي بالحب والإنسانية
ال مساء الخير أخوتي الكرام شكراً لموقعكم الذي يتيح لنا فرصة مشاركة التجارب المختلفة وتبادل الآراء ومن جهتي أحببت ان أشارككم قصة لم تحدث لي بشكل شخصي وإنما كنت شاهداً عليها فألهمتني وأستمر بذكرها لمن حولي لربما يجدون بها ما يلهمهم. من ستة أعوام ارتبط أعز أصدقائي والذي أعرفه منذ أيام المدرسة بفتاة اختارتها له والدته حين قرر أنه أصبح في سن مناسب للزواج. وخاصة أنه كان قد يعمل منذ سنوات الجامعة الأولى ودخله المادي ممتاز ومستعد من كافة النواحي. وفي الفترة التي سبقت الخطبة التقى بالفتاة وجلس معها وأعجب بها بشدة. وبعد الخطوبة بدءآ يتحدثان بانتظام فأحبها بصدق لأنها ذات شخصية مميزة ومرحة وكان متاكداً أنه سيكون سعيداً معها فتزوجا. مرت أول سنتان على زواجهم بسرعة كبيرة ورزقوا بطفلهم الأول الذي ملأ عليهم حياتهم. بالتأكيد كانت توجد بعض المشكلات البسيطة التي تحدث بين أي اثنين كل فترة ولكن بقي الرضا سائداً في حياتهم. ولكن بعد مدة شعرت زوجته فجأة ودون أي سابق إنذار بوجود كتلة صلبة في ثديها الأيسر. بعد مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي. وبالطبع كونها تعتبر ما زالت عروس وحياتهم الزوجية ما زالت في بدايتها وكون طفلها ما زال صغيراً جداً فإن وقع الأمر كان مأساوياً عليها وعلى زوجها وعلى أهلها. ولكن الفكرة الوحيدة التي طمأنتهم هي عندما أخبرهم الطبيب أن الكشف عن الورم جاء مبكراً بما يكفي لاستئصاله قبل حدوث أي انتشارات. ولكن مع ذلك فإن كونها صغيرة جداً في السن سبب شعوراً مضاعفاً بالحزن لدى الجميع. على سبيل المثال فإن أمها كانت تبقى معها في المنزل دون أن تتوقف عن البكاء لساعات متواصلة. الأمر اللذي كان يزيد من توترهم خصوصاً في الفترة التي سبقت إجراء الجراحة حيث كان توترهم قد وصل إلى أوجه. شخصياً وكمتابع لما يجري مع صديقي بشكل يومي تفاجئت بكمية الهدوء والصبر التي أظهرها. هدوء لم يكن يتنافى إطلاقاً مع تأثره الشديد وعاطفته تجاه زوجته التي يحب ولكنه كان قادراً على استيعاب ما يجري واستيعاب كل الخوف والذعر الذي كان أهل زوجته يمرون به وكان قادراً على التحدث مع الجميع وتهدئتهم وتصبيرهم انطلاقاً من إيمانه الكبير بحكمة رب العالمين. واظب على صلاته واستمر في عمله دون إنقطاع كما كان يهتم بطفله الرضيع وكافة أعمال زوجته لمدة أكثر من خمسة أشهر ما بين بداية التشخيص ثم الجراحة وما تلاها , فكان بمثابة الزوج الصابر المتفهم والأب المتفاني مع طفله بل حتى الأب والأم لزوجته في حين كان أهلها في قمة خوفهم وحزنهم. وكل هذا الصبر والقوة كانت ملهمة لكل من يراه في تلك الأيام. وبعد مرور أشهر على إجراء الجراحة, بدأت زوجته بالتحسن وأظهرت كافة الفحوصات أن الجراحة كانت ناجحة تماماً, واستعادت تدريجياً قوتها وقدرتها على تحريك ذراعها وعادت للاعتناء بطفلها الصغير وزوجها ومنزلها. وبعد ثماني أشهر من الجراحة استطاعت العودة إلى عملها. يومياً وفي كل حين أستمع بين الناس والأصدقاء إلى قصص في مجتمعنا تكون شديدة القسوة والظلم على المرأة, فهناك من يقوم بضرب زوجته عند أدنى مشكلة أو هناك من يفكر بالزواج مرة ثانية لأن زوجته قد قصرت في واجباتها في الشهر الأخير أو من يقوم بخيانة زوجته لأنه لا يكتفي من النساء, وفي كل موقف أفكر بصديقي هذا وبمدى الصبر والقوة التي أظهرها فيما تمر زوجته بهذه المحنة وكم كان يساندها ويعتني بها وبقي وفياً لهذا الحب رغم كل المصاعب , كل هذا يجعلني أؤمن أن المصدر الوحيد لسعادة الإنسان والرضا الذي يجده في حياته هو ناتج فقط عن مقدار الحب والتفاني والوفاء الذي يقدمها في كل شيء سواء حياته الزوجية أم المهنية أم الاجتماعية. وفي كل مرة أذكر هذه القصة أشعر أن الحب والإنسانية قادران دوماص على الانتصار على أي شيء.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
- 1
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 02-07-2019
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين
شارك في اخر الاختبارات