ما أجمل اللطف حين يكون مدخلاً للقلوب!

أحييكم وأشارككم قصتي في حال كان لكم فيها عبرة أو نصيحة قد يبحث عنها شخص يمر في تجربة مشابهة أو حتى من باب الاطلاع. أنا امرأة متزوجة منذ سبع سنوات ولكن مثل معظم الفتيات قبل الزواج خرجت من منزل عائلتي إلى منزل أهل زوجي مباشرة وقد كنت لم أتجاوز الثالثة والعشرين من العمر يعني خبرتي في الحياة العملية واختلاطي بالناس قليل جداً ومتواضع. ووجدت نفسي في بيت أشخاص جدد لا أعرف عاداتهم ولا طباعهم ورغم أنهم لم يسيئوا لي بشكل مباشر لكنني وجدت نفسي مباشرةً أشعر بالغربة بينهم وكأنني مرفوضة او غريبة أو كل ما أفعله موضع تشكيك. وبدأت تتكرر الحساسيات بيني وبين والدة زوجي وأخته الوحيدة حول أمور تافهة مثل الأعمال المنزلية أو آرائي بأشخاص نعرفهم أو رغبتي في المشاركة في الواجبات الاجتماعية التي تخصهم وبعد مدة من تكرر الجفاء والحساسيات هذه شعرت أنني وحيدة للغاية حتى عندما جربت أن أشرك زوجي في المواضيع بحيث يبدي رأياً أو يتكلم مع والدته لتغيير أسلوبها في التعامل وجدت أنه لم يتفاعل معي. غضبت في البداية ثم قدرت أنها والدته ولن يكون بوسعه امتلاك شجاعته بحيث يواجهها فيما يخصه هو فكبف يواجهها أن تغير أسلوبها معي. لذا قررت أن أكون أنا هذا التغيير الذي اتمنى حصوله كمعجزة. وقررت أن أغير أنا أسلوبي بأكمله وبدأت أتعامل مع كل من في عائلة زوجي وكأنه من عائلتي, فالأخوة حتى بوسعهم أحياناً إن لم يكونوا متحابين ومتفهمين أن يصبحوا كالغرباء بينما الغرباء بالقليل من التفهم بوسعهم أن يصبحوا كالأخوة وبالفعل بدأت أبقي على مزاجي إيجابياً وسعيداً في أغلب الأوقات وأتعامل مع الكل مثلما أتمنى أن يتعاملوا هم معي يعني حين يلقي أحدهم كلمة جارحة كنت أتجاهلها أو أي تعليق سلبي كنت أحاول ألا أفكر به كثيراً. أبقيت ابتسامتي على وجهي وأسمعت الجميع كلاماً لطيفاً وأظهرت لهم أنني أقدر جهدوهم في مختلف الأشياء التي قد يقومون بها سواء من أعمال منزلية أو موقف طيب مع أياً يكن فكنت أثني عليهم دوماً وأتعامل معهم بالكلمة الطيبة. بالطبع تقبلهم للأمر لم يكن سهلاً في البداية إذ أن الحساسيات بقيت موجودة وبقيت تتكرر لكن مع الوقت بدأ الموضوع يحدث نتيجة وبدأووا يرتاحون لوجودي بينهم يتكلمون أمامي بأريحية ويتعاملون معي بطيبة دون أن يخلو الوضع من بعض الاحتكاك ولكنه بالتأكيد ليس كالسابق. وهكذا استمريت باتباع هذا السلوك الإيجابي إلى أن عرفت طباع أهل زوجي وهم كذلك عرفوني وأصبحنا مقربين وليس غرباء كما في البداية .بالنهاية وببساطة كل قصتي يمكن تلخيصها ببضع كلمات : اللطف مع من حولنا يمكن ان يكون مدخلاً إلى قلوبهم وبالقليل من الإيجابية في سلوكنا يمكن لنظرتنا للحياة بكاملها أن تتغير.