حينما رفعت رأسي عن الهاتف رأيت كم أن الحياة جميلة

السلام عليكم ايها الكِرام ... يا من تتوق ارواحكم الى الفلاح والسعادة , وتسيرون في الحياة وعلى أكتافكم جبالا من الهموم والاحزان , ايها الكادحون الصابرون .. اليوم آتيكم بقصة نجاح من طراز آخر .. قصة اختصرها بعنوان " حين رفعت رأسي عن الهاتف " ........ , للحظة شعرت ان الدنيا قد اصابها الشلل , قررت ان اخرج من موقع الفيسبوك , وحزمت امتعتي وخرجت منه , ثم اتبعته بخروجي من الواتساب و السناب شات وغيرها , اغلقت كل شيء وخرجت من (الشاشة) , كخروج جنين مكث طويلا في رحم امه , ثم خرج الى الحياة .. , خرجت ابكي , مما علق بي من تلك المواقع من سَفَه وعصيان وتسويف وضياع وقت وكآبة وسب وشتم وسوء ظن , ومقارنة بالاخرين , وكلام بغير علم , وخوض في الجدال , وتشتيت وضياع فكر, وإباحية تأتي من كل حدب وصوب, وجزء قليل من الفائدة التي لا اعلم مدى صحتها ..خرجت من كل ذلك , ولأول مرة منذ زمن طويل ,: اقرأ كتاب في يوم واحد دون تشتت , اطمئن في صلاتي دون التفكير بما قاله فلان وعلان , أقرأ القرآن ولا احسب كم تبقى لي من الصفحات , اتحدّث مع جدّي , أجلس معي ابي وأمي , اسأل اخوتي عن احوالهم , اجلس مع نفسي او مع كتابي او موهبتي دون ان يعكّر صفوَ ذلك كله مواقع تفاصل اجتماعي لأول مرة استمتع بكل لحظة , دون وسواس المشاركة مع الاخرين واصبر على المرض دون استجداء الاخرين وطلب دعائهم .. اصبحت تلفتني ضحكة الطفل , وجه الحمَام الجالس عند نافذتي , سكون الليل , هدوء الصباح , جمال القمر , سحر الفجر , ضحكة امي , حديث ابي العابر ووجهه الحزين , تجاعيد وجه عجوز على جانب الطريق , نور الامل في وجه آخر يتعطش الى الرزق والفرَج, بكاء طفل تاه عن امه في هذا الكون الواسع , حديث صديقتي على الواقع الاجمل من ألف دردشة تضيع تآلف الارواح وأُنسها .. وعلمت حينها اني على قيد الحياة ! .. أليس من حقي ان اكون على قيد الحياة وانا شابة لم اتجاوز الاثنين وعشرين عاما ! , أليس ظلما ان اخوض حروبي وابثّ طاقاتي في شاشة صغيرة , أليس ظلما ان اترك الحقيقة وألجأ الى الوهم .. بلى , ومن حقكم انتم ايضا .. والسلام ..