أكره تخصصي ولا أتخيل أن أكمل أكثر

عزيزتي لقد مررت في نفس تجربتك و بقيت سنوات نادمة على تخصصي الجامعي.. لكن لا تيأسي.. الله سبحانه قدر لك هذا و ربما بعد سنوات سوف تعرفين الحكمة في ذلك.. انا ايضا درست تخصص علمي و كان توجهي هندسة. لكن في الجامعة درست اقتصاد و كان بعيد كل البعد عما رسمته في أحلامي و عن طموحي و عن أهدافي.. وحين تخرجت من كلية الاقتصاد درست ماجستير تربية و كان كل من عرف ذلك يسخر مني و يقول ان دراستي عبثية ولن أنجح ابدا و لن اجد عملا. انا اليوم أستاذة و قدمت الدكتوراه. صحيح ان واقعي اليوم بعيد عن اهداف الطفولة و المراهقة و عشت سنوات من الضياع و الحسرة والألم.. لكن احمد الله لانه الهمني لهذا و يسر لي هذه الطريق. كانت صعبة لكن سبحانه يعلم انني اقدر. عزيزتي. ثقي بنفسك و جدي الأمل و ركزي على النقاط الايجابية. لا تفقدي الأمل و اجعلي دراستك الان تحدي و اختبري قدراتك في الصبر والاجتهاد و تأكدي لن بضيع جهدك.. كنت نادمة على توجهي الدراسي.. لكن اليوم ندمت لاني ضيعت الوقت و الجهد في الحزن و الاحباط.. 

لست الوحيدة في هذا، انا الان سنة رابعة في مدرسة لم اكن اتخيل ان ادخلها اي لازالت سنة على تخرجي ان شاء الله تعالى، لم تكن ضمن مخططاتي ابدا ولكن ليس كل ماتريدينه ستجدينه فهناك قضاء وقدر فانا ولشدة كرهي لتلك المدرسة في سنتي الاولى والثانيه اصبت بالاكتئاب و حاولت اقناع اهلي بمغادرتها و ايضا عانيت من الغربة ما زاد الطين بلة وفي لحظة نظرت الى من حولي وسألتهم هل هذه المدرسة هي هدفكم من البداية والصدمة كانت ان اغلبهم اجابوا بالنفي فتمعنت ووجدت ان بامكاني ان ادرس التخصص الذي اريد ولكن ليس بشرط الان او يجب ان احصل على عمل فيما اريد فالعديد تنازلوا عن احلامهم من اجلنا اسالي فقط والديك وسترين ان امك تخلت عن اشياء عدة وابوك لم يستمر في فعل ما اراد وتحمل مسووليتكم. انا لا اخبرك ان تتخلي الان ولكن أجّلي ذلك حتى تحققي اكتفاءك الذاتي ثم انطلقي و إدرسي ماشئت فهناك العديد من المدارس الخاصة او السيبرانية التي ستعلمك ماشئت موازية جدولك الزمني الخاص مقابل مبلغ من المال و الله الموفق.

واضح أنك لست قنوعة و لا ترضي الا بما تفكري به و شخص عنيد ,, عليك أن تتقبلي تخصصك الحالي ان كنت ترين أن المخاطرة الاي سوف تخوضينها خسارة و من الممكن أن لت تنجحي بها و لا تحصل على مآزرة من أهلك 

أنت فتاة طموحة و قادرة على أن تصلي الى الحلم الذي تتمنيه من المهم جداً أن تعرفي ماذا تريدي وأيضا لا تنسي أن عليك أن ستخيري الله و أن من الأفضل أن لا تترك واقفة بلا أي محاولة للوصوصل الى حلمك الذي تتمنيه على الأقل ترضي ضميرك 

لا بل عليك ان تقومي بالمخاطرة لأنك تغامري من اجل أن تحصلي على حلمك و هذا أمر يبعث على الحماس لديك و لن تخسري تخصصك الحالي ان فشلت لا سمح الله ,,, لا تخبري أهلك و ادرسي اختبار يرفع من معدك مم اجل أن تدخلي التخصص اذلي تتمنه فالحياة ان لم تكن مغامرة ليس لها معنى

كوني قوية يا ابنتي ، لقد وضعك الله تعالى في هذا المكان لسبب ما و لحكمة ما ، لا تكوني ضعيفة مستسلمة بتلك الطريقة ، حاولي أن تحبي المجال وتتقبليه لانه ليس أمامك حل اخر ، فرفض والديك يعني انعدام فرصة أخرى ، وبالتالي المجازفة لن تكون في محلها على الاطلاق فقد يأتي عريس مناسب ويحدها والديك فرصة و يزوجونك منه ، وتكوني بدون شهادة أو وظيفة تستندي عليها ، فلا تجازفي 

ابنتي الغالية لا يمكنكى ان تستمرى فى تخصص انت لا تشعرين بالرضا عن وحودك به فهذا سوف يجعلك فى مشكلة حقيقية فكل ما تحتاجين اليه الان هو ان تتعلمي كيف تكونى انسانه مجتهده وتقومى باجتياز اختبار تخصصك حتى تستطيعي ان تعيشي فى حياتك بشكل افضل من السابق 

انت كل ما تحتاجين الي ان تستوعبيه هو ان تحاولى ان تتعلمي كيف تكونى انسانه صلبة فحاولى ان تتعلمي كيف تكونى انسانه صلبة وتهتمى بالتخصص الذى انت به ولا تفكرى فى كونك تحبين هذا التخصص ام لا فلا تهتمين بكون التخصص الذى انت به الان ليس الذى حلمتي به حاولى ان تخرجى هذا التفكير من عقلك

كرهك لتخصصك الحالى امر غير طبيعي فكل ما تحتاجين الى ان تقومى به الان هو ان تحاولى ان تتعلمي ميف تكونى انسانه صلبة وتحاولى ان تجتهدى فى هذا التخصص فلا تفكرى فى ان تتركى هذا التخصص لأنكي تقومى بالمخاطرة بسنين من حياتك بتلك الطريقة لذلك افضل حل هو ان تستمرى فى تخصصك

المجازفة ليست تصرف مناسب الان انت كل ما تحتاجين الي ان تفعليه الان هو ان تتعلمي كيف تكونى انسانه صلبة وتحاولى ان تجتهدى لتنجحى فى المجال الذى انت به الان ولكن ان تتركى جامعتك هذا بحتاج الي ان تكونى علي يقين من انهم سوف يقبلوكى فى التخصص الدى تريدينه وهذا ليس امر يمكنكى ان تتاكدى منه

كان عليكي من البداية ان تقومى بالدراسة والاجتهد حتى تحصلي علي التحصص الذي تحلمين به ان تعيشي فى هذه الحالة من الحيرة امر غير جيد لكى ولمستقبلك عليكي ان ترضي بما انت عليه الان وتحاولى ان تنسي كل ما يحدث لكى الان وتحاولى ان تستمرى فى التخصص الذى انت به الان

النتى الغالية كان الله فى عونك من المؤكد انه ليس من الهين علي الاطلاق ان تعسشين في هذه الحالة من التوتر التفسي بسبب فكرة التخصص الذى تريدينه فى حياتك ولكن الامر يجب ان ينتهى بأن تقومى بدخول التخصص الذى تريدينه مهما كلفكى الامر من مجازفة بحياتك وبمستقبلك 

بما أن اهلك يرفضون الأمر تماما فليس أمامك سوى أن تبداي في أن تجربي نفسك في هذا المجال ، فحاولي أن اقراي أكثر عنه و تطوري نفسك به أكثر وأكثر ، أيضا انصحك بان تساعدي نجاحات الآخرين في هذا المجال لأن هذا ينعكس على المرء بالايجاب ، اعطي لنفسك الفرصة لتحقيق المجال وكوني صبورة وباذن الله تتمكني من تقبله 

سلامك و راحتك النفسية اهم شئ يجب أن تتمسكي بهم ، لا لم تكن نفسيتك معتدلة آمنة وراضية لن تتمكني من الاستمرار في أي مجال أو إثبات نفسك وتحقيق النجاحات به ، لا تتنازلي ابدا عن حقك في راحة وطمأنينة مهما قابلت من اعتراضات و مهاجمات ، فلن يتمكن أحد من الشعور بكي سواكي ، فافعلي ما ترينه الأفضل لكي 

انسحبي من هذا التخصص ولكن حاولي الالتحاق بغيره لا تتناولي عن حقك في الدراسة والحصول على شهادة قيمة ترفع من شأنك و من مكانتك ، إذا لم تتمكني من الانسحاب فاكملي في نفس التخصص هذا ما عليكي أن تفعليه ، الشهادة اهم من اي شئ اخر فلا تتنازلي ابدا عنها مهما كانت الظروف .

ما لا تحبيه لن تتمكني من الاستمرار به ، عليكي قبل أن يمر بكي الوقت أكثر من ذلك أن تنسحبي من هذا التخصص وتجربي من جديد الالتحاق بتخصص افضل تحبيه أكثر ، لا تخافي التجربة افضل من أن تحملي دائما الشعور بالشك في أفضلية التجربة ، خذي تلك الخطوة ولا تترددي وتضيعي وقت أكثر من ذلك 

الخطأ خطئك من البداية بأنك وضعتي من الأساس هذا التخصص الذي لا تحبيه من ضمن قائمة الاختيارات كان عليكي أن تبتعدي عنه تماما بما انك تكرهينه إلى تلك الدرجة ، والان ليس أمامك سوى تحمل تبعات هذا الخطأ والبدء في تقبله و تقبل الوضع والتاقلم معه ، لانه للاسف هذا هو الحل الوحيد المتاح