كيف تتعامل مع ابنك المراهق الذي لا يحترمك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد كيف تتعامل مع ابنك المراهق الذي لا يحترمك، أنا عندي مشكلة صعبة احترت كثيرًا في حلها ولم أجد أي مساعدة من أي أحد ففكرت في الكتابة إليكم عسى الله أن أجد عندكم حلًا شافيًا لمشكلتي سأحكي لكم قصتي من البداية

في الماضي تعرفت على رجل أجنبي وتزوجته كنت أعيش ظروفًا بائسة في بيتنا مع أبي وزوجته واعتقدت أن هذا الزواج سيكون الخلاص لكن للأسف الشخص الذي تزوجته طلقني بعد فترة وجيزة لا تتجاوز السنتين وبدون سبب واضح كانت صدمة عمري وتركت في داخلي جرحًا ما زال ينزف حتى الآن عدت إلى بلدي ومعي طفل صغير

كان من الصعب أن أعود إلى بيت أهلي لأني لم أكن مرتاحة فيه حتى وأنا بنت فما بالك وأنا مطلقة ومعي طفل كلمت طليقي وهو شخص ميسور الحال وله تجارة ومشاريع وشرحت له وضعي وأنه ليس لي مكان أعيش فيه وأنه لن يقبلني أحد أنا وطفلي فتكرم بدفع إيجار بيت بسيط لنا وكان يرسل لنا مصروفًا شهريًا نعيش به

عشت أنا وابني وحيدين في مجتمع لا يرحم ويحتقر المرأة التي تعيش بدون رجل تعرضت لكثير من المضايقات وتعبت كثيرًا لكني صبرت وتحملت كبر ابني ودخل المدرسة وتابعت معه جميع مراحل دراسته وهو الآن في السادسة عشرة من عمره

عندما كان عمره ست سنوات تزوجت مرة ثانية من شخص عازب لم يسبق له الزواج لم يكن أهله موافقين على الزواج فتزوجني من دون علمهم وأنا وافقت كنت أبحث عن الستر والاستقرار واحتجت إلى رجل وسند فتغاضيت عن رفض أهله وقلت لنفسي إن الوقت كفيل بأن يجعلهم يتقبلون الأمر لكن للأسف لم يحدث ذلك وانتهى الأمر بالطلاق مرة أخرى بعد كثير من المشاكل

كان يذكرني دائمًا أنني مطلقة وأنه تنازل وتزوجني وكأنه يمنّ عليّ بعد هذا الطلاق قررت أن أعود لمقاعد الدراسة لأشغل نفسي عن التفكير في الماضي الأليم ولأتعلم وأطوّر نفسي في الجامعة تقرّب مني أستاذ وأعرب عن إعجابه بي وقال إنه متزوج ولديه ثلاثة أولاد لكنه غير سعيد في زواجه

أعجبتني شخصيته وثقافته وهدوؤه ومكانته واقترحت عليه الزواج لكنه قال إنه يكره الزواج التقليدي ويعتبره نظامًا فاشلًا فاقترحت عليه زواجًا عرفيًا نلتقي فيه من وقت لآخر لأنني كذلك كرهت الزواج التقليدي وصارت عندي عقدة منه وبهذا الشكل تزوجنا

كان طيبًا وحنونًا وساعدني كثيرًا في دراستي وكان حريصًا أن أكمل تعليمي وأحصل على دخل واستقلال مادي اجتهدت وتفوقت ونلت الإجازة ثم الماستر وبعدها وظيفة جيدة الحمد لله صار عندي بيت وسيارة باسمي وما زلت مرتبطة بهذا الشخص إلى اليوم أحبه ويحبني نتحدث ونتشارك كل شيء وهو دائمًا يدعمني ويساندني

لكن للأسف لا أستطيع أن أقول للناس إنه زوجي ولا أظهر معه علنًا لا أعلم إن كانت هذه العلاقة صحيحة أم لا لكنها تعني لي الكثير تمنيت أحيانًا أن نكون زوجين في العلن لكنه يرفض ويقول إننا إذا عشنا في بيت واحد سنكره بعضنا البعض تحملت هذا الوضع لأنني وجدت فيه ما لم أجده في غيره من دعم وسند وسلوى

أردت أن أحكي لكم كل هذا قبل أن أتحدث عن المشكلة الأساسية التي تؤرقني وهي ابني كما ذكرت هو الآن عمره 16 سنة أصبح عنيدًا ومتمردًا لا يسمع كلامي ولا يحترمني يصرخ في وجهي وأحيانًا يرد الضرب بالضرب والشتائم بالشتائم يقول إنني ظلمته في صغره وأنه حان الوقت لينتقم

نعم كنت صارمة معه وأحيانًا أقسو عليه وأضربه لكن من أجل مصلحته لأنني كنت أخاف أن يطغى عليّ كوني امرأة وأبوه غائب كنت أحرص على أن يدرس ويتفوق وكنت أمنعه من اللعب كثيرًا في الخارج وأجعله ينام ويستيقظ مبكرًا ويقرأ الكتب ويذاكر كنت أفعل كل هذا لأحميه من الانحراف لا لأظلمه لكن هو يرى أني ظلمته وأصبح يكذب كثيرًا ويعاند ويكسر كل القواعد

اكتشفت أن لديه علاقة مع فتاة من زملائه يحبها ويريد الزواج بها في المستقبل حاولت نصحه بأن يبتعد عن هذه العلاقة ويركز على دراسته لكنه يرفض ويصر على الاستمرار العنف بيننا ازداد وأحيانًا نشتبك بالأيدي والشتائم أشعر أنني فقدت ابني ولم أعد أتحمل الوضع أفكر في إرساله إلى والده ليعيش هناك لكنني أخاف من الوحدة خاصةً أنه يرفض الذهاب إلى موريتانيا أرجوكم بماذا تنصحونني هل أرسله أم أصبر تعبت كثيرًا وأشعر أن حياتي أصبحت جحيمًا