أفكر بالانتحار بسبب تسلط أهلي وتدخلهم في حياتي

عزيزتي ما تعانين منه مررت به قبلك وتزوجت باكرا وانا في السادسة عشر من عمري هربا من تسلط والدي والضرب والعنف . حتى تعلقت بزوجي لأني اعتبرته مخلصي من ظلم ابي . وانا في غاية الجمال والعرسان كثر ولكن اخترت شخص تقدم لي بعد ان الح والداي علي بالزواج خوفا من العنوسة مع العلم اني جميلة جدا حتى انه تقدم لي طبيب واشخاص كثر لهم قيمة..المهم ابتليت بزوج ضعيف الشخثية امام والديه وكنت انام على الارض كالخادمة وامه واخوتهالبنات على سريري وهذا غير وارد عندنا في لبنان ومع مرور السنوات اصبحت كسندريلا للتنظيف والخدمة وانام احيانا على الارض بدون فراش وابنتي الصغيرة على يدي مع العلم ان لديهم منزل ولست اعيش معهم ولكن اصبحو يقضون اشهر عندي نظرا لتوفر الراحة وكل هذا وكانو يكرهوني ويؤذوني وإن كنت مريضة وعلقت المصل في المنزل فتقول لي والدته او اخته عندما تفكين الابرة افعلي كذا وكذا... وهكذا قضيت سنين طويله وعندما نضجت بعد ١٠ سنوات وبدأت استجمع القليل من كرامتي وذاتي اصبحت سيئة بنظره يوما بعد يوم..حتى بت كل يوم في عراك ونفور ..المهم لا تتسرعي ان تقدم لك عريس وتحاولي الهروب من مصيبة الى اعظم منها ..واعلم ان ما تمرين به صعب جدا ولكن فضلي الوحدة على ان تعاني بأكثر مما انت به الان

الحمدلله، ارحمي اباك و امك، لأنهم قد يكونوا مروا بأمور تجعلهم يعتقدون ان بنتهم سوف تهجرهم و تفضحهم، وهذا غير صحيح، ما اريده منك ان تسامحيهم، و تسامحي نفسك، و ان تستغلي هذه الفرصة وهي فترة انتظارك، ان تقرأي كثيرا، و تطلعي على كثير من الامور، اقرأي حتى تصبح القراءة اقرب الناس لك، و ستتفاجأين يوما، بأنك ستجدين انك تستطيعين ان تكوني سعيدة، حتى لو كنتي تعيشين بدولة فيها حرب، او حتى دولة تكابد المجاعة، او حتى مرض لا يرجى برءه، اعتقد ان اعظم كذبه يعيشها الإنسان، ان يعتقد ان الآخرين يستطيعون ان يؤثروا على مصيره و على مستقبله، و ننسى ان جميع الأديان اتحدت على ان كل شيء ممكن حدوثه فقط اذا اراد الإنسان ذلك (انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء) انتي يابنتي ترغبي في ان تهديك الحياة للسعادة، ابحثي عنها في اي شيء، حتى لو وجدتيها بالقراءة او بممارسة الضحك حتى لو كان بدون سبب، لأن ما تركز عليه يضخم و يكبر و يصبح واقعك، وفقك الله لكل خير 

الانتحار جريمة في حق نفسك ، اما علمت ان الله حرم قتل النفس بغير حق، من ينتحر يا عزيزتي يدخل النار، هذا عقاب الله له، لأن روحك هي امانه الله سبحانه وتعالى لديك ولا يجب ان تتصرفي بها ، ولكن يجب ان تحافظي عليها لا ان تزهقيها، اتق الله في نفسك.

لماذا لا تستعينين بمنظمات الحقوق المدنية، انهم يعاملونك بطريقة سيئة للغاية، إلجأي للمنظمات الاجتماعية، ليس من حقهم ضربك وشتمك، وطلب البوليس لك، والسيطرة عليك كأنك مسجونة، هذا امر مرفوض تمام يا عزيزتي، ويجب ان تعلمي حقوقك. 
 

الصبر يا عزيزتي، لا يوجد حال يدوم الى الابد، عليك فقط ان تدركي ان كل هذا سيتغير ذات يوم، سواء بالعمل او الزواج او غيره، كل هذا سيختلف، ولهذا ما عليك سوى الصبر حتى وإن طالت مدة الصبر تلك يا اختي العزيزة، ولكن الفرج قريب ان شاء الله. 
 

جميعنا ربينا بتلك الطريقة، ان المشكلة الوحيدة اننا نقارن انفسنا مع الاخرين، وتفكرين فيهم، فما الذي يضايقك من انك لا تحملين جوال ولما تبكين لأجل هذا السبب البسيط، انت تقارني نفسك فقط لا غير، وهذا اكبر خطأ بكل أسف. 

كلها عام او اثنين وتتخرجين، اهتمي بدراستك، فالدراسة والعمل بعده سوف يعطيك فرصة من اجل ان تستقلي عنهم، لانه سيوفر لك حرية مالية وهذه الحرية المالية التي التي ستكفل لك الحرية الاجتماعية، وقتها تشتري جوال وتخرجي وتفعلي ما تريدين. 
 

اعلمي أن اهلك يفعلون هذا خوفا عليك يا ابنتي العزيزة ، ولأنهم يحبونك، وفي هذا العالم وفي تلك الفترة اصبحت الاخطار تحيق بالفتاة من كل اتجاه وهذا جعل جميع الاباء والامهات في حالة خوف دائمة على بناتهم، ولذلك استوعبي ان هذا ليس تحكم ولكنه حب. 
 

وسطي رجل ذات كلمة مسموعة في العائلة مثل عمك او خالك او جدك ، ليتكلم مع ابيك ويفهم منه السبب في التعامل مع بمثل هذه القسوة التي لا تليق ابدا بفتاة في مثل عمرك، وربما سمعوا كلامه او اعادوا تفكير فيما يقول. 
 

لو كنت مكانك ما وافقت على هذا الوضع وما قبلت، لماذا لا تحملين الى الان هاتف محمول؟ الجميع يتحدث في الهاتف ويتعامل به، هذا ليس عيب ولا خطر، ولكن هذا الانغلاق مخاطره كبيرة للغاية ولا يمكن ان يتم تربية مراهق بهذه الطريقة الان.
 

يا اختي العزيزة، لا أحد منا يختار اهله ابدا، بل على العكس هم يفرضون عليها مثل صفات خاصة بنا كاللون والطول والكثير من الاشياء الاخرى والشيء الوحيد الذي تستطيعين ان تفعلينه بدون ايذاء لنفسك هو الصبر فقط لا غير حتى تخرجين من هذا البيت وترتاحين
 

من الواضح ان اهلك لديهم مشكلة ثقة ووسواس فتغيبك عن المنزل هذه الفترة الضئيلة لا يستدعي طلب الشرطة واتهامك بأنك على وشك الهرب مع شاب وما الى كل هذا من الوساوس والشكوك التي ليس لها اي معنى والتي تنم عن قصور عقلي لديهم. 
 

الانتحار والهروب من المنزل كل هذا بسبب امور تافهه لن تقدم او تؤخر فانت ستكبري وتستقلي واهلك يحبوك ويهتموا بك لكنك مدلله تتمردي عليهم فتوقفي قبل فوات الاوان لانك عندما تكبري وتنضجي ستري مدى سوء تفكرك في تلك الفترة فكوني اذكى من ذلك وفكري في الامر بحكمة وسيطري عليه

انت مراهقه وستكبري وتفهمي خطاك لان تفكيرك مبالغ فيه بحد كبير ويجب ان ينتهي الامر في الحال فلا تعقدي الوضع ابدا بتلك الطريقة فالامر طبيعي ويقوم به كل الاهل فلا تفكري بشكل طفولي وانضجي لكي تخرجي من هذه الحاله فانت من لديك المشكلة ويبدو انك تحتاجي لبعض الوقت لينضج تفكيرك

بنيتي لا أحد يشك بنوايا أهلك الطيبه بالحرص عليك والحفاظ عليك ، نعم طريقتهم في التعامل معك خاطئه لكن اعلمي علم يقين أن هذا حد علمهم وأنهم يرون أن مايفعلون معك هو الفعل الصحيح للحفاظ عليك ، هم يفعلوا مايفعلوا يرجون أنك عندما تكبري تشكريهم على حفاظهم عليك حيث كانوا أدرى بالمصلحه ، وأكرر أن طريقتهم معك خاطئه في بعض الأمور لكن الأكيد أنها من قلب محب لحبيبه ، بنيتي الوضع الأن في هذه الحياة مخيف خصوصاً مع وسائل التواصل الإجتماعي ، لابد أن تقدري خوف أهلك من ذلك ، لابد أن أن تعلمي أنك لو كنتي في هذا الوقت أباً أو أُماً فا ستفعلي بأبنئك كم يفعل والديك معك وهذه حقيقه ، ولابد أن تفهمي أن أولادك سيتذمرون منك كما تتذمري أنتي من والديك الأن ، فكوني في مكان والدك وافهمي شعورهم بالخوف عليك ، بنيتي هنا بالموقع يومياً قصص تدمي القلب من فتيات بنفس عمرك ، اختطفها الذئب من وسائل التواصل واستدرجها حتى أوقعها بشر الأفعال وابحثي عن قصصهم هنا كلهن يبكين وخائفات ونادمات وبعضهن يلقين باللوم على أهليهم بأن لم يحافظوا عليهم وأنهم كان السبب بأن جعلوا كل شيئ لهم متاح ودون مراقبه وأعطوا أولادهم كامل الثقه ..! شيئ مبكي يابنيتي فا الوالدين لم يسلموا إن راقبوا ومنعوا الخطر عن أولادهم وكذلك لن يسلموا لو تركوهم بحريتهم وفتحوا لهم المجال لفعل رغباتهم ..! موقف الوالدين صعب ومتعب فهم بين الخوف على أبنائهم وبين الخوف من خسارتهم بسبب حرصهم عليهم وهو مالا يدركه الأبناء في هذه المرحله ، ارفقي بوالديك والمستقبل أمامك ولن تجدي أحن من اللوالدين والأهل مهما حصل .

الجميع يمر بهذا الوضع حتى يكبر فانت كنت طفله وبداتي في الخروج من الطفولة الان ومن الطبعي ان يخاف اهلك عليك لانك لم تصبح لديك خبرة في الحياة بعد وهذا امر طبيعي وليس امر مخجل حتى تخجلي منه لهذا انسي الامر وتوقفي عن اهدار وقتك بدون اي داع على الاطلاق وعودي لاهلك وتعاملي معهم كما يجب

لا يا ابنتي ان الامر ليس كما تريه فهم اهلك ويحبوك ويخافوا عليك من ان يستغلك اي شاب فانت لازلتي في مرحلة المراهقة ويجب ان تفهمي ان قرارتك غير متزنة والدليل هو الهروب من المنزل والتفكير في الانتحار بسبب امر لا يستدعي من الاساس ان تغضبي بسببه فهو امر بسيط ولا يستحق كل هذا التفكير

انت يا صغيرتي لجأتي للهروب بدلا من التفاهم مع اهلك وبدلا من محاولة الوصول لحل معهم فهذا غير منطقي وهو تصرف غير مسؤول تماما فحاولي ان تدركي تلك النقطة جيدا لتتمكني من الخروج من هذه الحاله فلا تعقدي الوضع ولا تشغلي بالك اكثر من اللازم بدون اي داع على الاطلاق 

ارى ان الامور بسيطه وان التفكير فيها اكثر من ما يجب لا معنى لها على الاطلاق فحاولي ان تخرجي نفيك من هذا الوضع وان تبدئي في الاهتمام لحياتك وان تدرسي جيدا لان شهادتك هي ماسينفعك في النهايه فلا يجب ان تستمري في التفكبر كانها نهايه العالم لان الامر فعلا لن يقدم او يؤخر فلا تفعلي هذا بنفسك