كيف أتقبل فكرة أن طفلي يعاني من التوحد

كيف أتقبل فكرة أن طفلي يعاني من التوحد؟ أكره طفلي فهو منبع القلق في حياتي، أرجوكم تفهموا مشاعري لان ما انا فيه امتحان صعب لا أطيق عليه صبرًا، حملت بعد زواجي بأربعة أشهر وكان اسعد خبر في حياتي ولكن في اول متابعه مع الطبيبة قالت أن الحمل حرج لأني أعاني تشوها في الرحم وتتوقع أن ألد الطفل مبكرا

هنا سيطر القلق علي فأصبحت لا أخرج ولا أتمشى وأسهب في القراءة عن هذه الحالة وعن الأطفال الخدج وكل شئ..ويشاء الله أن أتم حملي 40 اسبوعا ولا ألد حتى بالطلق الصناعي واتحول لعملية طارئة يدخل الطفل على اثرها الحضانة لثلاثة أيام لأنه شرق بالماء

المهم مكثت عشرة أيام منذ دخولي حتى خروجه، واذا به يرفض الرضاعة الطبيعية ولكني أصررت أن لا يتناول الحليب الصناعي فكنت اشفط الحليب بالمضخة كل رضعة حتى اتم عشرة أشهر، تفانيت في رعايته وصورته في كل شهر وكان يحب أغاني الاطفال فكنت أدعه يشاهدها فكان يقلدهم ويحفظها ويستمتع

حينما بلغ سنة وثمانية أشهر انتبهت لتدهور مهارته فهو لا يتكلم لا يدرك جيدا وكلما ينطقه كلام التلفاز ..فورا قطعت الشاشات وتفرغت له تماما، بعدها ظهرت عليه سمات توحد وتشتت ادخلناه لمعالج نطق ودفع والده الكثير

لكنه للاسف غبي لا يتحسن ومتعلق بنا جدا، يذهب خلفي لأي مكان وان استيقظت استيقظ معي، وفي استيقاظه قمة الأسى فأنا أشاهد حركاته الغبية والمقلقة ولست كالأمهات، الآن انا حامل في الشهر السابع ومرهقة منه أشد ارهاق جسديا ونفسيا

اقضي يومي كله في البحث عن سمات التوحد والاحظ بعضها عليه وبعضها لا توجد، أصبحت اتنفس الادرينالين بدل الهواء، تخيلوا أن هذا نصيبي بعد شوق ووله لطفل، أنا لا استحق هذه الحياة أبدا فأنا لم أعذب أمي وأبي فلقد كنت ذكية ونبيهة وأقرأ المجلدات وأنا طفلة وأحفظ بسرعة البرق

أصبحت ألوم القدر وأسخط طول يومي واحيانا اضرب ابني ان ايقظني من النوم وأدعوا الله أن يختفي أحدنا من الآخر، أنا لا أريد هذا الأمتحان أبدا ولكن كيف أهرب؟؟أفكر دائما في الانتحار وحينما أرى الاطفال فصحاء وابني ذو العامين ونصف كالأبله لا ينطق الا تفاحة وموزة وكم كلمة أخرى، يصيني حنق شديد، واذا قال لي زوجي هو بوابتك للجنة أغضب أكثر وأقول له لما لا تكون بوابتي الصلاة والعبادة والصدقة كأغلب الناس

يا جماعة أنا لست قاسية ولكني أقل من هذا الأمتحان، الناس يلدون أطفالا يمطرون عليهم سعادة وانا طفلي منبع للقلق والخوف من المستقبل..كانت لدي حياة مليئة بالانجاز ولدي شهاة ماجستير في عمر صغير، كرهت أني تزوجت وانجبت هذا الطفل، كيف اتقبله ساعدوني اكره لانه سبب لي القلق والحزن والحسرة وانمنى موت أحدنا