خوفي على ابني جعلني عصبية

إن جميع الأطفال يواجهون مشاكل في الدراسة ولكن من الواضح انك تعانين من مشكلة نفسية ، لأن هذه العصبية الزائدة من عمر 5 سنوات، وهذا يعني انه كان في الروضة، فأي دراسة تبدأ من الروضة، وكيف يمكن ان يفهم الطفل أنك تقسين عليه من أجل مستقبله وهو فر الروضة، طريقتك في التعامل خاطئة وارى انك نادمه على طريقة التعامل هذه وهذا جيد ولكن يجب ان تقفي أمام نفسك وتمنعيها من ايذاء صغيرك

الكثير من الأمهات أصبح لديهمن هوس بنجاح أطفالهن، ويبدأن في مقارنته بفلانة ابن فلان او فلانة بنت فلان ممن معه في نفس المرحلة الدراسية او العمرية ، وهم لا يعلمون انهم بذلك يحطمون اطفالهم بدون هدف اوداعي ، ولكن فقط لتثبت لنفسها انها نجحت امام الاخرين حتى لو كان هذا على حساب صحة ابنها العقلية والنفسية ، اقدر حبك الشديد له ولكن ليست هذه طريقة التربية السليمة ، كوني أكثر هدوءا وسيطري على مشاعرك

لا تنتج العصبية لا العصبية بكل اسف عليك ان تتعلمي السيطرة على نفسك ، لا اريد ان اقسو عليك ولكن عليك ان تعلمي أنك مسئولة عن انسان كنت انت السبب في وجوده في هذا العالم، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" فلا تدمري امانة الله واتقي الله فيه، وبدلي مشاعر الغضب والحنق تلك الى مشاعر حب وصدقيني مع الوقت سوف يتغير طفلك للأفضل

الطفل انعكاس لأبيه وأمه فإذا كان اسلوب تصفية المشاكل اليومية بهدوء والنقاش العقلاني واساليب الترغيب والترهيب وكذلك التشجيع وهذا اهم شيء سوف ينشأ الطفل على التفكير العقلاني وسوف تكون نفسيته اكثر هدوءاً، ولكن اذا كان اسلوب تصفية المشاكل اليومية سواء "مدرسية او سلوكية، إلخ..." بطريقة عنيفة فإن هذا سوف يكون سلوكه سواء معك او مع اصدقاءه او اخوته ، وفي المستقبل مع زوجته وابناءه

سيدتي الكريمة إن التعامل بعنف مع الأطفال لا يأتي بنتيجة أبدا بل على العكس يزيد هذا السلوك من احتقار الطفل لنفسه، ومع الوقت سوف يظهر عدم ثقة في الذات، ان استخدام اسلوب التشجيع افضل كثيرا من اسلوب العصبية والقسوة الزائدة ، الايمان بالطفل نفسه، ومدحه وتشجيعه وحثة قد يجعل طفلك طفل ناجح ، العصبية لن تفيد واذا كان يسمع كلامك الان بالعصبية والصوت المرتفع فإنه لن يسمع لك بعد 5 سنوات بل سيرد عليك العصبية بعصبية وسوف ينكسر قلبك ولن يكون لك الحق وقتها حتى لتشعري بالحزن

أنت تحتاجين أن تكوني هادئة وقوية فلا يتم استفزاز غضبك في اللحظات الأولي، فلا ينبغي أن تكوني غاضبة و ردة فعلك هي ذاتها مع كل أفعاله، الغضب السريع حق في حالة  وقوع أذى أو توقع حدوثه بشكل محقق سواء على نفسه أو الآخرين بسببه،  فيما عدا ذلك لابد من التريث والهدوء قبل اتخاذ أي ردة فعل غاضبة، متهورة و كوني قدوة يا عزيزتي قدر المستطاع، لو أرسيت قاعدة علمية وتربوية صحيحة فلا تتراجعي عنها، واجتهدي الموازنة بين الحسم في القرارات والمرونة، فتنويع مواقفك قد يشعر طفلك بأنك بلا شخصية أو أن الأمور سهل التهاون بها فيرتكب الأخطاء بلا مبالاة، ويتمادي، عدلي طريقة تعاملك وكلماتك وأدخلي الإيجابية في الكلمات والمعاملة ما استطعت، كوني قدوة في أفعالك فلا تطلبي الشيء وتفعلي عكسه، فالأطفال  أذكياء ويلاحظون تصرفات الكبار جيدًا وبدون أن تشعرى.

ما يمكنك صنعه معه بدون ضرب فهو أولا وأخيرا الصبر فلا تربية بدونه، تذكري أنك تتعاملين مع كائن حي غير مكتمل النمو العقلي والذهني والحركي، والعاطفي واللغوي والإجتماعي ، أنت لا تتعاملين مع عدو لك، أنت تتعاملين مع ابنك الي خلق ليخطى وسيظل يجرب، وسيخطيء،لأن ليس لديه معلومات ولا خبرات ولا يستطيع ذلك بمفرده، وفي الوقت نفسه لديه رغبة، وسيقوم بمساع لفعل ذلك، ومن المنطقي أن سيتخبط كثيرا، وسيحبط أيضا كثيرا وبعد الصبر ، و التفهم ، يأتي الثبات ، لابد أن تثبتي، فطفلك سيكرر خطوات للنجاح كثيرة، لابد أن تشعريه أنت بثباتك واصرارك على أن يتعلم الفعل الصحيح ويقوم به، فالطفل يتعلم بـ ( التكرار ) ولابد لذلك من اصرار وثبات.