اطفال قريبتي لا يحترمون الكبير فكيف اوجهها

عزيزتي كلامك صح. ولكن الافضل ان لا تتدخلي والله يعين كل حي على بلواه

والله يا حبيبتي كلامك من ذهب، وانا ارى هذا كل يوم ، تحولت المجتمعات الى مجتمعات مادية وانصب تركيز الاهل جميعهم على توفير احدث هاتف وافضل ملابس وادخال اطفالهم افضل مدراس ولكن نسوا في غمرة هذه الاهتمامات الاهتمام بأخلاق الاطفال وسلوكهم ومن ثم ثقافتهم في الشباب، ولكن وبكل صراحة أجد أن الأمر صعبا ، فهي لن تتقبل منك النصيحة وقد تنشأ المشاكل بينكما ، انصحك بتجنب هذه المصارحة عن تجربة لأني كدت اخسر شقيقتي في نصيحة مثلك تلك

لا اعلم اختي الكريمة ان كنت متزوجة ولديك أطفال أم لا ولكن اذا كنت متزوجة ولديك اطفال فحاولي دائما أن تتجنبي الحديث عن اطفالك او عن ترببيتهم او عن ما يفعلونه او غير ذلك لأنك سوف تشعر بأنك تقارنين ابنائك بابناءها وسوف تشعر بالاهانة الشديدة في هذه الحالة ، فكوني حذرة لأنك في موقف حساس كثيرا 

لن تصل نصيحتك لها الا عن طريق الكلام اللين الهاديء الذي يغيب عنه الاتهام، فإذا شعرت أنك تتهمينها بالتقصير فلن تستمع منك ولكن سوف تنفر وتقابل نصيحتك بالنفور والافضل ان لا تتحدثي عن أطفالها بشكل مباشر ولكن تحدثي عن وجود اطفال يفعلون كذا وكذا وهي سوف تفهم ، وكانت هذه طريقة نصح الرسول صل الله عليه وسلم فلم يكن ينتقد فعل شخص من صحابته ولكن كان يقول "مابال أناس يفعلون كذا وكذا" كي لا يضعه في موقف محرج

لا تقولي لها النصحية بشكل مباشر ، ولكن استخدمي وسيط ثالث بينكما ، امك على سبيل المثال فهي امرأة كبيرة ولها سلطة على ابنة اختها ولها كلمة نافذة لديها وليست ندا لها قد يتم المقارنة بينهما وسوف تتقبل بعض الشيء منها ولكن اذا اخبرتها انت فسوف تشعر بعدم الارتياح وإن لم تصدك فإنها لن تستمع إلى ما تقولينه بكل تأكيد

لا احد من الممكن ان يعترض على ما تقولينه يا اختي العزيزة فكل ما قلته سليم مائة بالمائة، ولا يوجد من يستطيع ان يشكك في هذا ولكن اذا اقتربنا من ارض الواقع فسوف نجد أنك لا تستطيعين ان تتجدثي الى قريبتك او حتى تنصحيها لأنها سوف تنظر الى الامر باعتباره تدخلا في شئونها الخاصة وهذا سوف يفسد العلاقة بينكما ، فلا احد يقبل كلمه على اولاده، خاصة وان درجة القرابة لا تسمح ، فهي ابنة خالتك وليست اختك

يا عزيزتي إن آباء اليوم أصبحوا لا يسعون إلا لإرضاء أطفالهم، تجنبا لأي نزاع أو مشكلة أو إثارة أي نوع من الإحباط لديهم. كما يبدو أنهم باتوا عاجزين عن معارضتهم أو مواجهتهم أو حتى رفض مختلف طلباتهم، وهو ما يساهم في جعل الأطفال أكثر أنانية، وتطلّبا، وتهوّرا، وعدوانية ،واطفال قريبتك لا يحترمون الكبير لأنهم لم ينشؤوا على هذه القيم، وهم يعتقدون أنهم مركز العالم وإذا كان الآباء يرغبون في نيل احترام أطفالهم، فيجب أن يكونوا قدوة لهم. فدون أدنى شك، يتعلم الأطفال بشكل أساسي من خلال التقليد ومراقبة كيفية تفاعل الوالدين مع الأشخاص الذين يتعاملون معهم يوميا، لكن من الضروري أيضا أن يوضح الوالدان لأبنائهم معنى الاحترام ومدى أهميته في الحياة.

اطفال قريبتك لا يحترمون الكبير لأن الأهل من الواضح لا يبلون جهد في ذلك و سلوك الاطفال مكتسب و الاحترام هو سلوك متبادل، ولا يمكن أن نطلب من الطفل أن يحترم الأكبر منه، قبل أن نعلمه معنى الاحترام، ولكي يفهم ما هو الاحترام فيجب أن نبدأ باحترامه أولاً كي يعاملنا بنفس الأسلوب ،ان التعبير عن الحب والاهتمام عن طريق قول كلمة «أحبك» للطفل، أو باحتضانه، أو لمس شعره بشكل تلقائي، ودون مناسبة أو سبب، سيعلمه الحب غير المشروط، والاهتمام بأفراد أسرته وأيضا حب والديه والاهتمام به و الشعور بمقامهم ولا تنسي أن التحدث بهدوء لكسب الإصغاء والاهتمام، وتجنب الصوت العالي هو أول الخطوات في جلب انتباه الطفل ليتعلم الاحترام