هل اترك حبيبتي بسبب اختلاف الطوائف التي بيننا؟

مرحبا بكم متابعي حلّوها , قبل أن أتخرّج من الجامعة أحبّتني فتاة ولفتت انتباهي إليها , وجعلتني أحبّها , لأكثر من سنتين نحن نتكلّم بشكل متقطّع ووصل بنا الحال إلى التحدّث بالخطبة والزواج

في بداية تعرّفي عليها كنت منجرفاً إليها ولم أكن أفكّر بالمستقبل , وعندما أصبحنا نفكّر بشكل جدّي وجدت أن هذه الفتاة لا تناسب عائلتنا , المشكلة في الزواج في عصرنا أنه ليس ارتباط بين شاب وفتاة وحسب بل بين عائلتين وإلا فكان الأمر سهل جداً , رضا وقبول وانتهى الأمر , عائلتها تنتمي لطائفة دينية معيّنة وعائلتي تنتمي لطائفة دينية معينة , مع أن ذلك بالاسم فقط لأن ظروف العائلتين جداً متشابهة والأفكار واللباس والطبخ حتى لأننا بالنهاية من نفس القطر , أنا والفتاة لا تهمّنا الطوائف لكن ذلك قد يشكّل حساسيات بين العائلتين فيما بعد , إضافة إلى أن الفتاة من نفس عمري بل وتكبرني بقليل أيضاً , أيضاً هي أقصر مني ب 25 سم تقريباً , وهي من محافظة وأنا من محافظة 

أنا الآن متغرّب للدراسة وطباع أهلي أنهم يعتبرون التفكير بالخطبة والزواج سذاجة من الشاب وقلّة عقل لمن لم ينهي دراسته ويحقق نفسه ويكون لديه استقرار ومال , أنا لا أجرؤ حتى على فتح موضوع الفتاة مع أهلي , ربّما هو تخوّف من نظراتهم واستغرابهم من الأمر والاحتمال الكبير لعدم موافقتهم , أيضاً لدينا مشكلة في عائلتنا وهي الاحترام الزائد عن الحد للأب والأم , لدي رهبة شديدة من أبي وأمي ولا أستطيع أن أمزح معهم حتى , نحن لا نتكلّم إلا بالأمور الضرورية جداً  منذ شهور عديدة أخبرت الفتاة بأن احتمال كبير ألا يوافق أهلي على خطبتنا وزواجنا , الفتاة بالطبع انهارت نفسياً وبكت جداً لأنها قد أضاعت ثلاث خاطبين من أجلي خلال السنتين التي قضيناها معاً , وهي لا تكذب فالخاطبين كانوا حقيقيين وتأكّدت من ذلك ,أنا لم ألمس يد الفتاة حتى , مرات معدودة على أرض الواقع وتحدّثنا أما باقي ما تبقّى فقد كان عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي , رغم أنها ليست فتاة أحلامي ولست راض تماماً عن جسدها(الأمر ليس تكبّر معاذ الله وهي أجمل مني , لكن أخبر بما يجري داخل نفسي بصدق) إلا أن هذه الفتاة تشعرني بالراحة والسكينة عندما أتحدّث معها , تشعرني برجولتي وأشعرها بأنوثتها , يستحيل أن يمر يوم من دون أن أفكّر بها

الفتاة متعبة نفسياً والسبب أنا , اكتئاب واختفاء بهجة وانعدام أمل , والسبب أنا  أنا لمّحت لأهلي بطرق غير مباشرة واكتشتف أنهم إن فكروا في يوم من الأيام أن يخطبوا لي فتاة فيجب أن يكون هناك ست سنوات على الأقل كفارق عمري وما لا يزيد عن 10 سم كفارق طول ويجب أن تكون من نفس الطائفة ومن نفس المحافظة ناهيكم عن نفس البلدة , أهلي تقليديين أعرف ذلك , لكن أشعر بذنب كبير منذ أن تركت الفتاة , كل فترة تقريباً أطمئن عليها وأرى تظاهرها بالتجلّد وبأنها لم تعد تريد أحد وبأنها أقوى لوحدها , تطلب مني أن أعتني بنفسي وتجعلني أتقطّع ألماً , أنا أريد الفتاة لأن الأمر تجاوز بالنسبة لي فارق العمر وفارق الطول وفارق المحافظات وفارق الطوائف , الأمر نفسي عميق , عندما تشعر أنك تريد هذا الشخص لأنك تشعر بالراحة والأنس معه , هي حبيبة وصديقة بنفس الوقت , مع كل أسف أنني منذ فترة أشعلت لها أحلامها من جديد وقلت لها أنني سأحاول , أنا غير قادر على إعطاءها كلمة نهائية , ربما لضعف في شخصيتي , خائف أن أتركها تماماً فأشعر بذنب مضاعف أنني علّقتها بنفسي أكثر , خائف عليها وخائف على نفسي لأنني لا أظن أبداً أنني سأجد فتاة مهما كانت تستطيع أن تعطيني نفس الشعور فهي الحب الأول والأخير , لا يمكنني تخيّل أنها من الممكن أن تنخطب لغيري , لا يمكنني تخيل أنها من الممكن أن تنام على وسادة واحدة مع شاب غيري في المستقبل , بنفس الوقت خائف من ردّة فعل أهلي السلبية وخائف من المشاكل والحساسيات التي قد تحدث مستقبلاً بين العائلتين كآباء وأمهات وإخوة وأخوات ماذا تنصحونني؟ هل أخبر الفتاة أن أمر استمرارنا غير مضمون وأتركها نهائياً (مع أنني قلبياً لا أستطيع ) , أم أحاول من أجلها وأتحدّى ؟ كلا الحالتين تحتاج شحنة قوية من المشاعر يمكنني أن أتظاهر وأقول لكم أنني أريد أخطفها مثل فيلم هندي لكن أرجوكم أريد حلولاً واقعية , حلولاً مجتمعية , لأنني أؤمن تمام الإيمان أن صوت مجموع الناصحين هو صوت الحق لأنهم ينصحون من منطلق خبرة عمر وتجارب سنين جزيل الشكر لكم