أحببتها رغم مرضها لكنها لا تقبل الزواج بي

هل الحب يستطيع أن يتجاوز الجنون هذا سؤالي، فأنا شاب انعم الله علي بكل شيئ من عقل و وسامة و شهادة مرموقة و مال كثير و كحالي من الشباب أردت البحث عن إمرأة تناسبني و طلبت منها خيرة النساء دينا و أكثرهن جمالا و أعلاهن علما و خلقا و الحمد لله لم يكن في عيوب تجعلني أطلب أقل من هذا و بحثت أمي حفظها الله و عثرت بعد بحث دام سنتين تلك الفتاة و كانت يتيمة رباها جداها و الأولى على دفعتها و صاحبة الخلق و دين و عبادة و كان جمالها فائقا و فوق ما أطلب و حمدت الله على النعمة التي صبرت حتى وصلت إليها و ذهبت مع امي و خالي حيث كان أبي في سفر لدولة أخرى و تقدمت لعمها لان والديها توفوا و الحق أن هذه مواصفات أخرى رغبت بها في زوجتي حيث أعلم حالات حيث الزوجة لا يشوبها شائبة و لكن أهلها يفسدون الأمر و لهذا زادت فرحتي حيث ستكون بهذا أكثر تركيز علي و على أولادنا في المستقبل و كان العم محترم و رجل خلوق و قال أنه لا يعيب بي شيئ و لكن الأمر بيدها و دخلت فوالله وقع في قلبي في تلك اللحظة حب شديد و تعلق قوي لم أعرفه عن نفسي لأني من النوع الذي يحكم عقله و كنت أحسب قصص الحب من النظرة الأولى مجرد خرافة ، كانت خجولة و تتحدث بصوت منخفض و لكن هذا كان أكثر من كافي لأتزوجها و استعد للزفاف بأسرع وقت ممكن و كانت محترمة جدا و حتى أمي صعبة الترضية أحبتها و خرجت و انا سعيد و انا انتظر جوابها الاسبوع القادم و اتصلت عمي بخالي و كان الجواب صاعقة لي و هو الرفض التام و هذه كانت مفاجأة أفقدتني توازني فلم يظهر على العم و الفتاة أي رفض بل تحدثا بكل احترام و ذوق رغم استغرابي من قلة سؤالها عن أموري و لم أتقبل الأمر و تحدثت معه لماذاااا؟ إن كان رفض لأعرف السبب و إن كان سوء فهم فلنصححه فقال النصيب يا إبني و هذا قرار البنت وحدها و الله ييسر لك ما هو أفضل لأول مرة بحياتي أشعر بهذا الخزي و ليس تكبرا مني و لكن في زمن فساد و بطالة فلن تجد شاب مثلي و قليل من الشباب في سني يحقق ثراء مادي و يستعد للزواج و لهذا أعلم صعوبة العثور على فتاة مثلها تجمع كل هذه المواصفات ، ضربت أخماس بأسداس و راجعت سيناريو لقائنا و إكتشفت أني كنت بأفضل حالاتي كأسلوب و أناقة و حديث و إختفت الدهشة من داخلي و حل الخوف و القلق ، نعم الخوف من أن يأخذها رجل آخر لأنه الإحتمالية الوحيدة لرفضها و كل يقيني أنه لا يستحقها و ربما غرر بعواطفها و لا تعلم مصلحتها عرفت ان علي أن أقاتل كما فعلت طوال حياتي للحصول على ما أريد ، لأني أدرك ندرتها في مجتمعي ، فتوجد فتيات من حولي صاحبات دين و خلق و لكن دون جمال يملأ عيني أو فتيات بجمال و لكن بلا أخلاق أو نساء يملكن الدين و الجمال و لكن عقول كعقول عصافير و فشل دراسي و قلة طموح و لا أرغب بنساء مثلهن أن يربين أطفالي و قد صبرت عن العلاقات لأحصل على مثلها و لا أرغب بالزواج من واحدة ممن ذكرتهن ثم احتاج للزواج بأخرى لملأ نقصها لأني أخطط أن أبقى مع زوجة واحدة طول عمري طلبت مقابلة عمها و قبل و تحدثت معه و كوني سأحفظها و أرعاها و أضع نصب عيني إسعادها و لها مني كلما تطلب و قال أنني شاب لا يعيبه شيئ و ألف بنت تتمناك و لكن بنت أخي ليست من نصيبك و هنا قلت ما السبب طيب ؟ قال يا إبني البيوت أسرار و الله ييسر لك ما هو أفضل منها و طلبت منه مقابلتها و سأقنعها فرفض و قال هذه ليست عاداتنا لا يمكن أحد في العالم يتصور القهر الذي شعرت به و لا شعرت به منذ ولادتي، إجتماعيا هم أقل منا و لكن ترفعهم إستفزني لأبعد حد و سألته هل نصيبها رجل آخر ؟ فقال بهدوء يلي كاتبه ربي رح يصير يا اخوتي الكرام و الله أني احبها و كل مرة احبها أكثر و أكثر و في الوقت نفسه أشعر بحقد عليها و على تكبرها قررت أذهب لجامعتها لعلي أقابلها هناك و أنتظر خروجها و فعلت و لكن لم أقدر أتحدث معها بما أن إبن عمها يأخذها من باب الجامعة بسيارته و هم للعلم إخوة بالرضاعة و كررت الأمر و لكنني ما وجدت فرصة لأنها لا تخرج إلا عندما يأتي و لا أستطيع دخول الجامعة من دون استمارة دخول إزداد يأسي و حاولت أنساها و أبحث عن خطيبة جديدة و بسهولة عثرت على ثلاث فتيات جاهزات للزواج و لكن عند مقارنتهن مع الأولى يخسرن تماما بل لو جمعتهن معا ما يصيروا شيئ أمامها و إزددت قنوطا و دعوت الله يحول قلبها لي و يجعلها من نصيبي و اكتشفت أن صديقة أختي من جامعتها و طلبت من أختي أن تسأل البنت عنها و فعلت أختي بعد رجاء طويل و عرفت منها بعض المفاجآت و قالت أنها بنت مثالية و محبوبة المعلمين و الطلبة و ذكية و ثقافة غير محدودة و أخلاق و لكن ما عندها غير عيب واحد و هو العنف الشديد و المزاج القلق و التحدث مع نفسها فجأة في لحظات تقلب شخص ثاني و فهمت أنها مصابة بالذهان و الهوس الدوري و علامات إنفصام و قالت صديقة أختي بالحرف و كأن لها شخصية أخرى و أرجعت السبب أن والديها قتلوا أمامها و هي طفلة بحادثة سطو و هي كذلك أطلق عليها النار و لكنها عاشت و لكن منذ تلك الحادثة تشكلت فيها صدمة لا تزول رغم المتابعة من أفضل الأطباء النفسيين و خف داخلي الشعور بالإهانة و علمت أنها أرادت مصلحتي و قررت أن أكرر الأمر بعزيمة و ذهبت لعمها و كان هذه المرة أقل احتراما و أكثر غضبا و صارحته أنني أحببتها و مستعد أتحمل أي شيئ منها بما في ذلك مرضها و غضب بشدة و قال من أخبرك و لماذا تتطفل حتى تدخل أخوه الثاني لتهدأته و قال بالحرف أن إبنة أخي أمانة علي و آخر ما تبقى من أخي و مرضها مسؤوليتي و لا أحد غيري يتحمل لأني أبوها و لن اسلمها لأحد و قلت أني مستعد لعلاجها و تحمل كل شيئ و رفض قائلا كلامك كلام طفل لا يفقه معنى رعاية مريض و بنت أخي تفهم حالتها و ترفض الزواج من تلقاء نفسها و إذا تزوجت فستتزوج من إبن أخي لأننا سنتأكد أن يرعاها مهما حدث و لا يقدر على طلاقها أو الإساءة لها لأنه الدم دم و غضبت بشدة بعد كمية الإهانات لي و قلت لست من يقرر بل هي و قال نعم و سبق و قررت هي انك مرفوض يا إبن الناس و لم أصدق حرف و قلت يجب أسمع من فمها و إن رفضت شخصيا لن أعود أبدا و طلب العم حضورها و قلبي كان يرتجف من قرار سيقرر مصيري و دخلت و لما رأيتها عاودني ذلك الشعور و شعرت لحظتها بالغفران ، غفرت لها رفضي و يأسي و الأرق الذي عانيت منه ، غفرت لها كل شيئ و ما سيأتي و جلست في المجلس بوقار و تكلمت و بدأت كعمها أنه لا شيئ يعيبني و أني إبن ناس و لكنها لا تريد الزواج و لا تظلم أحد أو تظلم نفسها و أنها تتمنى ألا أحرجها أكثر و تحدثت معها و تعجبت من رقة صوتي و أخبرتها أنها معززة مكرمة عندي و سأتحمل معها كل المشقة و لن أتخلى عنها و كثير من الكلام الذي لو تسمعه أي فتاة فستسلم نفسها لقائلها و قالت ببرود أنها لن تغير رأيها و لن تنكر ما أشعر به و لكن علي أن أتأكد أنها مجرد مشاعر لحظية و حاولت مقاطعتها فأكملت كلامها بأنني أشعر بكل هذه المشاعر لأنني لم أنلها و عندما نتزوج سأجد كل خيالاتي العظيمة عنها مجرد سراب و هذا الحب الذي يحركني سيختفي مع التعود و الروتين و لن يبقى سوى واقع مرضها و مشقة التعامل معها و عاجلا أم آجلا ستتخلى عني بطلاق أو الزواج بأخرى و تؤكد أن العائلة التي تشترك معك الدماء وحدها من تتحملك أما الأزواج فأي طرف سيسأم من الآخر إذا لم يجد منه ما يريد و سألتني ما هو الزواج برأيك ؟ فقلت الحب و قالت لا بل السكن و انا و بكل صراحة أقول لك لا أستطيع أن أعطيك هذا و لا تتوقع مني شيئ و الإستمرار في طلبك يعني أمرين، إما أنك قبلت ما فيني و تظن أن حبك سيغطي مرضي و هذا يعني أنك واهم و تعيش في سراب جميل أو أنك لم تقبل ما فيني و تؤمن بقدرتك على تغييري و هذا يعني أنك متعجرف و أنا صامت في دهشة بينما صوتها يعلو شيئا فشيئا و شعرت عمي ينادي أحد و يحاول تهدئتها و كأنها بدأت تدخل حالتها و أصبحت تظهر شخصيتها الأخرى و طلب مني المغادرة و خرجت و كأني مخدر من الألم و الصدمة و القهر و عدت للمنزل و لا أعرف كيف إهتديت الطريق و قل طعامي و إزددت شرودا و مرضت لأسابيع و والداي يلحان مؤخرا علي بأن أتزوج و لكن لا أريد، كرهت نفسي و كرهت الزواج، سألت الله أن يرزقني إياها زوجة فلماذا لا ارزق بها؟ قهر والله قهر، بعد أن رأيتها لا أستطيع الزواج بغيرها، ألا يوجد أمل لأي معجزة تجعلها لي؟ شعرت كل إنجاز أنجزته حتى اللحظة لا قيمة له و طعم الخيبة و التعاسة مر في فمي، لا أستطيع أن أيأس منها رغم أن كل شيئ يشير لليأس، لم تبتلى إمرأة بكمالها و دينها و جمالها بالمرض بينما كثيرات أقل دينا و جمالا ينعمن بالصحة، مثل هذه الأفكار الشيطانية تدور في رأسي ، أرجو من الإخوة إرشادي كيف أحصل عليها؟