هل تقبل بالزواج من امرأة مطلقة؟

هل تقبل بالزواج من امرأة مطلقة؟ أعاني من أمرٍ سبَّبَ لي إزعاجاً وقلقاً ولا أعلم كيف لي أن أتعامل معه، لم أجد ناصحاً عاقلاً يمكنُ لي أن أقتنع بكلامه، ولم أجد نفسي في موقفٍ أحتار فيه كهذا، أنا شابٍّ اليوم في مطلع الثلاثينات من العمر، تعرضت لمشكلةٍ شخصية يصعب عليّ كتابتها لظروفٍ لا يعلمها القارئ، تقدمت لشابة جميلة، ومن عائلةٍ راقية، وهي قريبةٌ مني، ولقد أحببتها كثيراً

وعندما تقدّمتُ لخطبتها قامت برفضي، ولم أجد تفهماً منها ولا من جميع أفراد عائلتهاأو حرصاً منهم على سؤالي أو التأكد من وضعي الإجتماعي لكي يأمنوا على إبنتهم معي، بمن فيهم والدها (وهو من أقاربي)، بل أصدروا عليّ حكماً مسبقاً بناءاً على ما سمعوه من الآخرين، واصلت حياتي وقلت لعله خيراً، حققتُ نجاحاً كبيراً في أعمالي الخاصة، وأصبح الأمرُ مثارَ إهتمامٍ لكل معارفي، القريب والبعيد، وكان أكثر من شخص يعرض أو يلمح لي بتزويجي من ابنته، ولكني كنت أعتذر منه بطريقة جيدة وأغادر الموقف بشكل محترم

ولكن الصادم في الأمر أن الشابة التي أردتها يوماً ما تمت خطبتها من شخصٍ لا يمكنُ مقارنته معي إطلاقاً ووافقت على الزواج به سريعاً، صُدِمْتُ لسوء اختيارها وتسرعها، أردت التحرك في هذا الموقف ومحاولة إقناع والدها بالعدول عن هذا القرار، وتزويجي إياها فأنا أولى بها من هذا الشخص، ولكني خشيتُ من الرفض ثانيةً وحينها ماذا يمكنني أن أفعل بكرامتي؟! وخاصة أن والدها من النوع الذي يصعب عليّ مصارحته وكشف بعض الأسرار له، لبساطته وعدم تفهمه لوضعي

ولم أجد الشخص الذي يمكنني الوثوق به وإرساله إليها (ستتعجبون من ذلك)، فعائلتي ترفض رجوعي إليها بدعوى الكرامة، أقربائي يحسدوني على الزواج بها ولا أثق بهم مع الأسف الشديد، وأخيراً .. تزوجت الإنسانة التي أحببتها يوماً بمن لا تستحق، وعشت بعد ذلك في معاناةٍ نفسية، أفكرُ بها دائماً وأتخيلها، وهذا هو شعور الرجل عندما ترفضه أنثى، وأنا أفهم هذه الحقيقة النفسية، ولكن بعد عامٍ وعدة أشهر من زواجها تطلقت من هذا التافه ولم تتحمل حياتها معه لسوءِ أخلاقه، وأصبحت محطمةً لما حلَّ بها، وعاد إليَّ التفكيرُ مجدداً، هل أعود لخطبتها من جديد؟

كيف لي أن أتقبلها عند زواجي بها وهي كانت لشخصٍ قبلي قد عبث بها حتى وإن كان بالشرع (فهذا أمرٌ ثقيلٌ علينا معشر الرجال)؟، أكبر دافعٍ يجعلني أفكر بها هو حبي لها فقط (وليس هنالك أيُّ مصلحةٍ أخرى)، وثقتي بأخلاقها وثقافتها، بل ربما أكبر سببٍ جعلني أتأخر عن الزواج طوال هذه الفترة هو أنني لم أجد من أقتنع به مثلها، لا تلوموني على ما حصل، وسوف تقولون أنك أنت السبب ووو، الأمر يفتقد لكثيرٍ من الأمور التي تعمدتُ عدم تفصيلها 

أتخيل أنها ستقرأ هذه المقالة يوماً، فحينها لا أريدها أن تعرفني (هلوسة لا داعي لها)، الشابة أريد خطبتها ولقد بلغها الأمر، وأبدت موافقتها المبدئية، ولكن بدأت وسوسة الشيطان تجول في نفسي، أسألة ونصائح ومكائد لا تنتهي لا أجرأ على كتابتها، أفتوني - وفقكم الله كناصحين لأخيكم المجهول، فأنا لا أعلم كيف سأتقبلها كزوجةً لي بعد كل ما حصل، مع ثقتي الكبيرة في نفسي وعدم إهتمامي بآراء مجتمعي المحلي الذي أعيش فيه