خائفة من كلام الناس وفرق السن لكن أخشي تحطيمه برفضي
عمري 43 عام قبل عشرين عام تقريبا كنت حديثة التخرج من الجامعة وكنت من الاوائل على الكلية فتعينت مباشرة وبدات بدراسة الماجستير وكنت كل يوم عن عودتي من العمل للبيت اجد طفل صغير لايتجاوز عمره الست سنوات يقف بجوار باب بيتنا ولم اكن اعرف من هو كان وقوفه يتكرر كل يوم حيث يبقى متسمرا ينظر لي حتى ادخل السيارة للكراج وقوفه اليومي المتكرر جعلني انتبه له واسأل عنه فعرفت انهم جيران جدد حيث اشترى اهله قبل اشهر دارا في نفس الشارع الذي نسكن فيه وان اسم هذا الطفل الجميل محمد كنت اخرج احيانا مع اختي للمحلات القريبة عصرا وكثيرا ما صادفته فيها حتى تيقنت ان المسالة ليست مجرد صدفة بل ان هذا الطفل يتبعني اينما اذهب اتذكر يوما اني واختي خرجنا من المنزل للذهاب الى الاسواق القريبة وكان هو بالصدفة عائدا لداره وقبل ان يمر قربنا قلت لاختي: انتبهي لهذا الطفل قالت :ما به ؟ قلت : احفظي ملامحه فقط . ولما مر بقربنا وتجاوزنا قلت لها : التفتي الى الوراء فالتفتت قلت : ماذا رايت ؟ قالت :الطفل غير اتجاه سيره ويسير وراءنا فقلت لها :يبدو ان هذا الطفل اصغر معجب يمكن ان يصادفه انسان خلال حياته وقصصت عليها قصة وقوفه اليومي بانتظار عودتي وضحكنا كثيرا على الامر مرت السنوات والحال لم يتغير كل يوم يقف محمد بانتظاري وفي كل مرة اخرج فيها من البيت يسير خلفي مثل ظلي حتى ان اهلي عرفوا بقصة محمد والكل يضحك على الامر فهو مجرد طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر حتى انهم كانوا يعرفون غايته عندما كان يركض لمساعدة والدي اذا ما راه عائدا من السوق يحمل بعض اكياس الخضار والفواكه فيعرض عليه حمل الاكياس رغم سنه الصغير وعدم قدرته على حملها .في تلك الايام كنت منهمكة في الدراسة والعمل فانهيت و حصلت على الدكتوراه فضلا عن عملي الذي كان يشغل كل وقتي ويشغلني عن التفكير بامر الزواج باي شخص اما محمد فكان امره مضحك جدا بالنسبة لي خلال هذه السنوات وما بعدها حصل تعارف مع اهله حيث كانوا يرسلون لنا الحلوى بالمناسبات والاعياد ونحن نبادلهم الامر مع بقية الجيران وكنا نصادفهم احيانا عند الدخول او الخروج من المنزل فيحصل تبادل للسلام بين والدتي ووالدته فضلا عن تعرف والدي بوالده في المسجد وعرفنا ان والده لواء في الجيش ووالدته موظفة حاصة على تقاعد مبكر ولديه اخوة اثنين واخت واحدة وهو اكبر اخوته مرت السنوات وتزوج اخوتي جميعا وبقيت وامي وابي فقط كانت مشاريع خطبتي تبوء بالفشل لاسباب مختلفة وخلال تلك الفترة بدات تصلني رسائل على الموبايل من مجهول فيها كلمات الحب والاعجاب ولم اكن اعرف انها من محمد لان حولي الكثيرين في العمل من المتطفلين وراغبي الزواج فضلا عن ان محمد لم يكن يعرف رقمي على حد علمي ولكن ايا كان المرسل لم اكن ارد على اية رسالة ولا اعيرها اي اهتمام وفي احد الايام عدت للبيت ولم يكن محمد بانتظاري مر يومان وثلاثة ولم يعد ينتظرني قلت ربما انه مل من الامر او انه وصل لمرحلة الرشد وعاد له عقله او انه وجد فتاة صغيرة تناسبه فاحبها وفي اليوم التالي وصلتني رسالة من الرقم ذاته الذي كانت تصلني منه الرسائل مكتوب فيها (فرح ارجوك اريد ان اراك قبل ان اموت انا محمد جاركم وقد تعرضت لحادث حرق في جسمي ارجوك ارجوك اريد ان اراك) وحتى اكون صريحة شعرت ان قلبي يؤلمني بتلك اللحظة وذهبت لامي وحدثتها بالامر وترجيتها ان تأتي معي لنذهب لبيت محمد جارنا وبعد الالحاح وافقت فذهبنا واستقبلنا والده ووالدته بترحاب كبير ودخلنا فوجدناه قد تعرض لحرق من الدرجة الثانية وكان يتألم بشدة وعندما رأني قال لاهله لم اعد اشعر باي ألم انا الان بخير فجلسنا معهم واخبرتنا والدته انه فور عودتهم من المستشفى طلب منهم ان يعطوه الموبايل ليكتب لي واخبرتنا و والده عن تعلقه الشديد بي وحبه الكبير لي كان الموقف بغاية الاحراج ولا نعرف ماذا نقول لهم فالتزمنا وامي الصمت عندما خرجنا قالت امي هولاء عائلة مجانين كيف يفكرون هذا التفكير فهذا الامر مستحيل و بالتأكيد لهم غايات تتعلق بالاموال بسبب مركزك وراتبك وسيارتك ووضعنا الاقتصادي ورغم اني وجدتهم ليسوا باقل منا حالا فبيتهم في غاية الرقي وبمستوى لا يقل عن وضعنا ابدا ولكني التزمت الصمت حتى لا تتصور امي اني اريد الزواج من محمدفي اليوم التالي وما بعده بدات ارسل له للاطمئنان عن حالته وهو يرسل لي مطمئنا انه يتحسن وكانت والدته تتصل بي وتطلب مني التواصل معه لرفع معنوياته لان الامر يساعده على الشفاء وفعلا كنت افعل واستمر الحال الى ان شفي بحمد الله وعادت له عافيته دخل محمد الجامعة واصبح قريبا مني بحكم اني اعمل في الجامعة واصبحت رؤيتي له اكثر بكثير من دون اي تواصل سوى الرسائل احيانا وبكل احترام وفي احد الايام اتصلت والدته واخبرتني انها تريد ان تزورنا فقلت لها اهلا ومرحبا واخبرت والدتي بالامر فالمسالة عادية بحكم انها جارتنا وفعلا جاءت ورحبنا بها وجلست وتجاذبنا اطراف الحديث الى ان قالت ان الغرض الحقيقي من الزيارة هي خطبتي لابنها محمد وهنا استشاطت امي غضبا واسمعتها كلام جارح جدا ولكن المرأة قالت لها اني لم اطلب شيئا حرام لتسمعيني هذا الكلام واني ووالده نعرف ان فرق العمر بين محمد وفرح ثمانية عشر سنة ولكننا موقنيين انه يحبها بصدق وهذا ما جعلنا لا نقف بطريق سعادته ولكن امي اصرت على موقفها ورفضت اي نقاش بالموضوع اما عني فكنت كالمغمى عليها لا اعرف هل ما يدور حولي حقيقة ام خيال وما هو الصحيح الذي يجب ان اقوله او افعله اكتفيت بالاعتذار لام محمد وطلبت منها ان لا تزعل من تصرف امي وودعتها لباب الدار فقالت لي انها متمسكة بي اكثر وانها ستفعل المستحيل حتى يتحقق حلم ابنها بالاقتران بي مرت الايام وتعرضت مدينتنا لهجوم فاتصلت بي والدة محمد وهي تترجاني ان اقنعه بالمغادرة معهم لان والده عسكري كبير وسوف يقتلوه ان بقي في المدينة ويريد ان تغادر عائلته معه حتى لا يحتجزون احدهم ويستخدموه ورقة ضغط عليه للعودة واخبرتني ان محمد يرفض مغادرة المدينة طالما اني باقية فيها ويقول لهم كيف اغادر واترك فرح فقلت لها اعطيني محمد لكي اتحدث معه وفعلا ترجيته ان يستمع لكلام والديه وان يغادر معهما ومع اخوته وهو يرفض وبعد الحاح وتوسل مني وافق بشرط ان اغادر المدينة ايضا فوعدته باني ساغادر باقرب وقت غادر محمد المدينة مع عائلته وغادرنا بعدهم بايام ولكن لمدينة اخرى فاصبح كل منا في مدينة وكان يرسل لي سائلا عن احوالي كل يوم تقريبا واستمر يلح على اهله ان يأتوا للمدينة التي قصدناها وفعلا اضطروا للرضوخ له فانتقلوا للمدينة التي ذهبت لها مع عائلتي تاخر محمد بدراسته بسبب الاحداث التي مرت بالمدينة وقبلها في العام الذي تعرض فيه للحرق الا انه تخرج بحمد الله وكان الاول على دفعته وهو الان بعمر الخامسة والعشرين واما عني فقد اصبحث في الثالثة والاربعين وتوفي والدي رحمه الله وبقيت ووالدتي لوحدنا وما زال طلب محمد ووالدته قائما . في اخر مرة اتصلت ام محمد قالت لي ان محمد يوم كان عمره ست سنوات عاد للبيت وقال لها امي اني احب فرح فقالت له من فرح ؟ قال : جارتنا تقول انها ضحكت كثيرا واخبرت والده بالامر فضحك اكثر ثم انها كانت تسأل محمد كلما مرت الايام هل ما زلت تحب فرح فيقول لها نعم يا امي واكثر من السابق تقول انها سألته هذا السؤال طوال سنوات طفولته ومراهقته حتى دخل الجامعة فتوقعت ان يصادف فتيات بعمره فينسى فرح ولكنه كان يجيبها انه لايحب غير فرح ولا يريد من الدنيا سواها تقول عندها تأكدت ان الامر اكبر من ان نضحك عليه او نقابله باستخفاف وان مشاعره صادقة وليست مجرد نزوة وكيف اننا نحزن على مجنون ليلى ونستاء لمن وقف في طريق حبه لليلى ثم نقف بدورنا في طريق حب صادق استمر طيلة هذه السنوات كان هذا مضمون اخر اتصال لام محمد معي قبل يومين فماذا افعل بالله عليكم انصحوني فانا في حيرة من امري بين خوفي من كلام الناس الذي لا يرحم بسبب فارق السن الكبير وبين وحدتي وخشيتي ان اضيع انسان لم اجد من يحبني ويتمسك بي مثله فماذا افعل
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
- أخصائية علم النفس والتثقيف الصحي ميساء النحلاوي قصتك مميزة حقا، ان كنت تحبيه وواثقة من مشاعرك فتزوجيه، يبدو انه يحبك كثيرا فكم انت محظوظة يا فرح. المهم ان تكوني انت مقتنعة وان تتناقشي معه بوضوح وشفافية عن العقبات التي قد تواجهكما بسبب فارق العمر، كلام الناس لا ينتهي ولا سبيل لإرضائهم ولست مضطرة لارضاء احد أصلا طالما انك تتصرفين بالحلال. مبروك لك يا فرح وأتمنى ان تكون ايامك مثل اسمك كلها فرح.
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 15-05-2017
-
عزيزتي قصتك هذة اعادتني للماضي الذي عشته فقد مريت بمثل هذة التحربة عندما كنت صغيرا في سن السابعة وحبيت بنت جيراننا وهي تكبرني بالعمر باكثر من عشرين سنة وكنت العب مع خوانها واجلس عند بابهم حتى اشوفها وهي خارجة للسوق مع امها او احد اخوتها وتعلقت بها اكثر من تعلق هذا الولد بك وكبرنا وهي دخلت الجامعة وتخرجت وصارت تحضر لشهادة الدكتوراة وانا لسه في مرحلة الثلنوية ايامها وتخرجت ودرست في الجامعة وتخرجت منها بدرجة امتياز وهي صارت دكتورة في اكبر مستشفيات المدينة وتقدم لها خطاب وكانتترقض الجواز لاجل. مايشغلها عن عملها حتى صار عمرهاقرابة الثلاثة واربعين سنة واقنعت امي بان تخطبها لي فقالت كيف اخطبها لك وهي دكتورة واكبر منك بالعمر بمراحل كبيرة ولكني اصريت عليها وفعلا ذهبت امي وكلمت امها والام قالت الراي للبنت وابوها. وكل شي ماشي تمام لكن الاقدار حرمتني منها فقد تعرضت حبيبتي لحادث سير مع صاحبتها وتوفيت رحمهاالله وكدت افقد عمري بعدها وحزنت عليها اشد الحزن والالم قرابة ثلاث سنوات وانا افتكرها واحلم بها في منامي. وكرهت العيش بعدها ولكن الله لطف بي واخرجني من حالة الحزن والكابة التي كنت بها ورجعت للحياة مرة اخرى وادعوا لها في صلاتي وان يصبرني الله على فراقها ويعوضني خير منها والحمدلله اكرمني الله بالزواج من اختها الصغرى وهي بمثل سني وفتاة جميلة ومحترمة وخلوقة وفيها بعض صفات حبيبتي الاولى اختها الكبرى وتمت خطوبتنا ونستعد للزواج بعد فترة قصيرة ان شاءالله
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 22-05-2017
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات الحب والعلاقات العاطفية
احدث الوصفات
احدث اسئلة الحب والعلاقات العاطفية
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين