اكتشفت أن أهلي لم يحسنوا تربيتي
آمل ممن سيقرأ قصتي أن ينصحني دون تجريح. أنا شاب في منتصف العشرينات. اكتشفت منذ مدة قصيرة, أن أهلي لم يحسنوا تربيتي. ليس ذلك من قلة الأدب, لكن تجارب الحياة أثبتت ذلك. ولدت في عائلة ثرية, وتربيت أن كل شيء تقريبا محوره المال. بمالنا نتعلم في أفضل المدارس, وإن لم ننجح لا بأس, كل المدارس الخاصة تتمنى أن ندخلها. بسبب مالنا يتهافت علينا الناس. بسبب مالنا, ترغب العائلات بمصاهرتنا... بعد تخرجي من الجامعة, توسط لي أبي في شركة معروفة لأتدرب فيها لعامين أو ثلاث قبل الانتقال والعمل معه. منذ البداية, كان الموظفون والموظفات يعاملوني بتميز عن غيري. بعدي بقليل, دخل مهندس متخرج حديثا أيضا, وكان من المتفوقين في دفعته, لأن شركتنا لا توظف الا المميزين. كان مميزا بكل شيء. تعلم العمل بسرعة, وكان الوحيد الذي ينصحني بالعمل وخارجه, ويتحمل طريقتي المتعالية بالتعامل. نشأت بيننا صداقة جميلة. بالواقع كان صديقي الوحيد في العمل, لكن خلال بضعة أشهر, أصبح هو محط أنظار الجميع بتميزه, خاصة مديرنا المباشر. صرت أشعر أنه سرق مني الأضواء, وأحيانا أنه تعمد أن يصبح صديقي حتى يستفيد من مكانتي في الشركة. لم يعجبني هذا الواقع, فصرت أحقد عليه. ابتعدت عنه وصرت أكيد له المكائد, ولما لم يجدي الأمر نفعا, طلبت من أبي التدخل مع المدير لإزاحته, مدعيا أنه محتال ويسخر من عائلتنا... وبالفعل, لم يكلف الأمر أبي سوى اتصال واحد, لأجده في اليوم الثاني يلملم أغراضه من المكتب, وقد تم نقله الى قسم آخر في مدينة أخرى. لم يرق له الأمر فقدم استقالته, وانتقل الى شركة أخرى وسافر إلى بلد آخر. حين ذهب, أذكر أنه قال لي أنه يأسف أنه حاول مصادقتي, لكني لم أكترث. مرت سنتين تقريبا, كنت قد تركت الشركة وبدأت العمل مع أبي, وتقدمت لخطبة فتاة. بينما نحن في زيارة أهل الفتاة, وجدت مجسما للعبة فكرية, فتذكرت ذلك المهندس, لأنه كان أحد أبطال اللعبة في بلدنا. كان أخو الفتاة أيضا يهوى تلك اللعبة. خلال حديثنا, تحدثت عن زميلي السابق, فقال أنه يعرفه, وهو نوعا ما مثال أعلى له, باللعبة بل وبالسلوك والأخلاق. ما كان من أخو العروس الا أن أرسل بريد الكتروني لزميلي السابق يسأله عني, وكانت الصدمة حين أراني ما كتب زميلي السابق. كل ما كتبه كان شيئا جميلا ويتحدث فيه عن عائلتي ومكانتها وحسن تربيتي, لأنه ختم قائلا أننا لم نعد أصدقاء بسبب البعد وانشغال كل منا. عندها, تمنيت لو أن الأرض انشقت وابتلعتني. كم هو كبير صديقي السابق وكم كنت حقيرا بحقه! كل مال الدنيا لا يساوي تلك اللحظة. أخذت رقم صديقي السابق وارسلت له رسائل نصية لشكره على رأيه بي, لكنه لم يرد... اليو أنا مستعد لشراء صداقته من جديد بكل مال الدنيا لو استطعت. أتمنى أن يرد علي لأخبره عن أسفي وأتعلم منه معنى الصداقة.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
- الدكتورة سناء مصطفى عبده يا ولدي بارك الله بك لمشاركتنا هذه القصة الرائعة، وانا اعتقد انك الان شخص ممتاز ومتميّز، وهذه كانت تجربة عشتها وتعلمت منها درسا لن تنساه طوال حياتك، ستعلم ان المال ليس كل شيء بل بالاخلاق والصدق والاجتهاد والعلاقات الطيبة ورد الاساءة بالحسنة، وان تعامل الناس باحترام لاننا بالاخر سواسية الا بالعمل الصالح، والتقدير للانسانية، اعتقد انه لا بد من ان ترسل رسالة لصديقك تخبره بها عن الدرس الذي تعلمته وتشكره وتقوم بوعده ان تصبح انسان بمعنى كلمة الانسانية وتقدر الناس لاعمالهم وليس لمقدار ما معهم من مال، انت اليوم انسان افضل مليون مرة وصاحب اخلاق وصاحب ضمير صاحي، انت اليوم انسان تعرف الصح من الخطأ وتعرف كيف يجب ان تكون العلاقات، وانا جازمة اقول انك ستعرف كيف تربي اولادك، يا ولدي لا تجلد ذاتك بل قل هو درس تعلمت منه، وستعمل على تقدير نعمة الاصدقاء ونعمة العمل ونعمة الاجتهاد، وفقك الله ورعاك وسدد خطاك.
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 06-04-2017
-
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 23-04-2017
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قضايا اجتماعية
احدث الوصفات
احدث اسئلة قضايا اجتماعية
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين