حمض الفوليك ومصادر الفوليك أسيد
حمض الفوليك لمن لا يعرفه، هو مركب كيميائي معروف باسم آخر هو "فيتامين B9"، يحتاج الإنسان إلى هذا الحمض ولا يمكن له الاستغناء عنه، لأنه ضروري من أجل إنتاج كريات الدم الحمراء، ليس هذا فقط، بل يقدم حمض الفوليك للإنسان العديد من الفوائد الأخرى الضرورية. سنتعرف في هذا المقال على أهمية هذا الحمض، والفوائد التي يقدمها لنا، بالإضافة إلى المصادر التي يمكن أن نحصل منها على حمض الفوليك.
هناك العديد من الأشخاص الذين قد يجهلون الأسماء العلمية لبعض المكونات الكيميائية والعناصر الغذائية على الرغم من أننا نتعامل معها بشكل يومي؛ أحد هذه المركبات المظلومة هو حمض الفوليك، والذي هو عبارة عن اسم آخر لفيتامين (B9)، من المهم أيضاً أن نعرف أن هذا المركب له صيغة كيميائية شهيرة وهي (C19H19N7O6). يمكن الحصول على حمض الفوليك من العديد من المصادر الغذائية المتنوعة، التي سنتعرف عليها بشكل مفصل في فقرة لاحقة.
تعرف على الفوائد المتنوعة لحمض الفوليك
يوجد العديد من الفوائد التي نحصل عليها من المكونات والعناصر الغذائية، إلا أن معظم الأشخاص يجهلون هذه الفوائد، لذلك قررا أن نتعرف معاً على أهم الفوائد المثبتة علمياً والتي نحصل عليها من حمض الفوليك. إن كان الأمر يهمك، تابع معنا هذه الفقرة لتعرف أكثر عن هذا الموضوع.
1- حمض الفوليك مفيد في إنتاج كريات الدم الحمراء
من المعروف للجميع أن كريات الدم الحمراء عند الإنسان تقوم بنقل الغذاء والأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسم بدون استثناء، وبالتالي فإن نقص عدد هذه الكريات عند الإنسان، سيسبب بدون شك أمراضاً عديدة أهمها فقر الدم، وذلك لأن خلايا الجسم لن تحصل على الكميات الكافية من الغذاء والأوكسجين؛ ويعتبر حمض الفوليك أحد أهم العناصر الغذائية التي تساعد على إنتاج الكريات الحمراء عند الإنسان، كما أن الأطباء ينصحون بالحصول على كميات كبيرة من هذا الحمض في حالات فقر الدم الشديد.
2- زيادة معدل الخصوبة عند الرجال
إن كان الأمر يشعرك بالحرج، أو إن كنت تبحث عن طريقة منزلية من أجل زيادة الخصوبة بدون الحاجة إلى تناول الأدوية أو زيارة المراكز المخصصة لهذا الأمر، فيسعدنا أن نقدم لك الحل. حمض الفوليك أحد أهم العناصر الغذائية التي تعمل على زيادة الخصوبة عند الرجال، وأثبت حمض الفوليك فعاليته الكبيرة في هذا المجال، لذلك يمكنك أن تتناول المكملات الغذائية التي تحوي حمض الفوليك من أجل زيادة خصوبتك، وبالتالي زيادة فرص حدوث حمل.
3- حمض الفوليك وصحة القلب
بالتأكيد يوجد العديد من الأدوية التي يمكنها أن تساعد في المحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية، إلا أنه يوجد بعض الطرق المنزلية والمواد الطبيعية التي ستحمي قلبك من أي مرض! نعم إنه حمض الفوليك مجدداً؛ يعتبر حمض الفوليك من أهم العناصر الغذائية التي تساعد على حماية القلب من أي مرض، وإن تناول حمض الفوليك والأطعمة التي تحوي هذا الحمض سيقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار 4%.
4- حمض الفوليك كمضاد للاكتئاب
بعض الأشخاص يعانون من الاكتئاب اليومي، وللأسف بلجؤون مباشرة إلى الأدوية والأطباء وغيرها من الحلول المعقدة التي ستسبب لهم أذيات نفسية أكبر في حال اعتادوا على هذه الحلول وخاصة الأدوية النفسية! الحل بسيط، يمكن لمن يشعر بنوع من الاكتئاب أن يحمي نفسه من هذه المشاعر السيئة بتناول حمض الفوليك أو المواد التي تحوي هذا الحمض، لأن العلم قد أثبت فعالية هذا الحمض في مكافحة الاكتئاب والقلق وغيرها من المشاعر النفسية المؤذية.
5- حمض الفوليك والأخطار المترتبة على ارتفاع ضغط الدم
بغض النظر عن أن ارتفاع ضغط الدم الشرياني بحد ذاته أمر خطير، إلا أنه قد يسبب أيضاً العديد من الأمور للإنسان، وأهمها السكتات الدماغية والجلطات القلبية، فكيف نتجنب هذا الأمر؟ ببساطة يمكننا الحصول على الجرعة المناسبة من حمض الفوليك يومياً من أجل وقاية أنفسنا من الأخطار المترتبة على ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
6- أمراض الكلى وعلاقتها بحمض الفوليك
يوجد العديد من أمراض الكلى الخطيرة التي تسبب أذيات كبيرة للإنسان، ولذلك ينصح بتناول حمض الفوليك، أو تناول المواد الغذائية التي تحويه، من أجل الحد من مخاطر الإصابة بأمراض الكلى، وبهذه الطريقة نحمي صحتنا من بعض الأمراض الخطيرة بدون أن نحتاج إلى تناول الكثير من الأدوية الصناعية.
ما هي فوائد حمض الفوليك للمرأة الحامل؟
ربما يجهل الكثيرون هذه المعلومة، وربما نقوم باتباعها بدون أن نعرف في الحقيقة أهميتها، لكن هل تعرفين أنه من الضروري تناول الكثير من حمض الفوليك أثناء فترة حملك؟ نعم هذا صحيح، فحمض الفوليك من أهم المواد على الإطلاق من أجل المرأة الحامل، ولكن لماذا؟ لأن حمض الفوليك يحمي الجنين من التشوهات الخلقية، وبشكل خاص التشوهات الخلقية للجهاز العصبي، كالنمو غير المكتمل للحبل الشوكي أو الفقرات، أو النمو غير المكتمل لبعض أجزاء الدماغ. لذلك فإن تناول حمض الفوليك أثناء الحمل، من الممكن أن يحمي جنينك بنسبة تتجاوز الـ 70% من هذه العيوب.
ولكن لابد من تناول حمض الفوليك قبل فترة من محاولة الحمل، والسبب في ذلك أن عيوب الجهاز العصبي للجنين قد تظهر خلال مراحل مبكرة للغاية، قبل أن تعرف النساء أنهن حوامل حتّى! وينصح الأطباء البدء بتناول كميات كبيرة من حمض الفوليك قبل شهر من محاولة الحمل.
يوجد العديد من الأقاويل حول الجرعات الأفضل لحمض الفوليك، ولكن في هذا المقال قررنا دحض كل الإشاعات والمعلومات الخاطئة وتقديم المعلومات العلمية الصحيحة والموثوقة فقط. لذلك تعرفوا معنا على الجرعات اليومية المناسبة من حمض الفوليك:
- قبل شهر من محاولة الإنجاب وخلال فترة المحاولة، ينصح بتناول 500 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً.
- خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، يفضل الحفاظ على نفس الجرعة، والحصول على 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً.
- أما في الفترة التي تمتد بين الشهر الرابع والتاسع من الحمل، فمن الضروري زيادة الجرعة من أجل الحصول على 600 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً.
- أخيراً خلال مرحلة الإرضاع، من المفضل أن يتم تخفيض الجرعة إلى 500 ميكروغرام فقط من حمض الفوليك يومياً.
ماذا يحدث في حال تجاوزنا الحد المسموح في الجرعة اليومية؟
لا يجوز تجاوز الحد المسموح من الجرعات مهما كانت المادة التي نتناولها، فحتى الأدوية التي يصفها الأطباء قد تسبب آثاراً جانبية وأضرار في حال تجاوزنا الحد المسموح من الجرعة المخصصة لنا. وكذلك الأمر مع حمض الفوليك، لذلك تعرف على الآثار الجانبية المترتبة على تناول جرعة مفرطة من حمض الفوليك.
1- الجرعات الزائدة التي تتجاوز 1000 ميكروغرام يومياً من حمض الفوليك، قد تسبب آلاماً في جهاز الهضم بالإضافة إلى تشنجات في البطن متراقفة مع إسهال شديد.
2- الجرعات التي تتجاوز 1200 ميكروغرام يومياً من حمض الفوليك، قد تزيد من فرص الإصابة بالجلطات القلبية، وبشكل خاص عند الأشخاص الذين تعرضوا لجلطات قلبية سابقة.
كما قد تشمل أعراض الجرعة الزائدة، التنميل، والشعور بالوخز، وألم في الفم أو اللسان، أو شعور بالتعب والإرهاق، أو مواجهة مشاكل في التركيز.
من أين نحصل على حمض الفوليك؟
بالتأكيد من الضروري أن نعرف جميعاً من أين يمكن الحصول على حمض الفوليك؛ لذلك السؤال الرئيسي هنا هو من أين نحصل على حمض الفوليك؟ وما هي مصادره الطبيعية؟ يوجد العديد من المصادر الطبيعية لحمض الفوليك، ومن أهمها العدس والفاصولياء المجففة والبازلاء والمكسرات والأفوكادو والخضراوات المورقة مثل البروكلي والسبانخ والكرنب واللفت والبامية والهليون، بالإضافة إلى الحمضيات والعصائر الطبيعية، كما يمكن الحصول على كمية لابأس بها من حمض الفوليك من خلال تناول لحم الكبد أو رقائق الذرة مع الحليب.
في النهاية، من الضروري للغاية الحصول على كميات كبيرة من هذا الحمض بشرط ألا نتجاوز الكميات المسموحة والجرعات المقبولة المحددة من قبل الأخصائيين، ولكن تذكر جيداً أنك في حال أفرطت في تناول حمض الفوليك أو المواد التي تحتويه، يجب عليك مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن وذلك من أجل تجنب أي نوع من المشاكل أو الآثار السلبية التي قد تصيبك نتيجة إفراطك في تناول حمض الفوليك. تعرفنا في هذا المقال على حمض الفوليك وفوائده المتنوعة للإنسان بالإضافة إلى الجرعات المناسبة منه وأهم مصادره، في حال كنت تملك أي سؤال إضافي عن هذا الموضوع لا تتردد في سؤالنا.