حقائق ومعلومات عن دواء باراسيتامول
دواء باراسيتامول (Paracetamol) هو الاسم العالمي الموحد للمادة الفعالة التي يمكن أن تباع تجارياً في مستحضرات دوائية مشهورة مثل بانادول أو سيتامول، كما يمكن أن تباع ممزوجة بالكافيين أو المركبات المضادة للاحقتان في بعض الأدوية الأخرى، وهو دواء مسكن للألم وخافض الحرارة ومضاد للالتهاب.
عادة ما يستخدم دواء باراسيتامول في علاج الألم الخفيف أو المتوسط مثل الصداع التوتري المزمن، ألم الأسنان أو الرضوض البسيطة لأنه أكثر أماناً من الخيارات الدوائية الأخرى مثل المورفينات أو الديكلوفيناك (ديكلون)، كما يفيد الباراسيتامول في تخفيف الحمى وخفض الحرارة لمرضى الرشح أو الإنفلونزا.
في هذا المقال سنتحدث عن ميزات دواء باراسيتامول التي جعلته أحد أهم الأدوية وأكثرها تداولاً حول العالم، بالإضافة إلى المحاذير الصحية المتعلقة به وطريقة استخدامه بشكل مثالي.
ما هي الأشكال التي يباع بها هذا الدواء؟
يمكن شراء معظم المستحضرات الطبية الحاوية على باراسيتامول من المحال التجارية والصيدليات باعتباره دواءً لا يحتاج إلى وصفة (Over the Counter Medication)، ويمكن أن نراه بأحد الأشكال التالية:
- حبوب دوائية (Tablets).
- كبسولات (Capsules).
- شراب (غالباً للأطفال).
- أقراص دوائية منحلة (يمكن إذابتها في الماء وشربها).
- تحاميل شرجية.
- حقن دوائية وريدية (لا يتم استخدام الشكل المحقون خارج المشافي في العادة).
في بعض المستحضرات الدوائية (وخاصة أدوية الزكام) يتم جمع الباراسيتامول مع مركبات دوائية أخرى مثل المسكنات الأخرى أو مضادات الاحتقان أو أدوية السعال.
من هم الأشخاص الذين يمكنهم تناول الدواء؟
يمكن لمعظم الأشخاص أن يتعاطوا باراسيتامول بدون مخاطر، ومن ضمنهم:
- النساء الحوامل.
- النساء المرضعات.
- الأطفال فوق عمر الشهرين (يتم تعديل الجرعة وفق وزن الطفل ويحصل الأطفال على جرعات مخفضة بالطبع).
ومن المهم أن تستشير الطبيب قبل تناول الدواء في الحالات التالية:
- إذا كنت تعاني من مشكلة كبدية أو كلوية.
- في حال كنت تشرب الكحول بشكل مفرط أو لديك سوابق من إدمان المشروبات الكحولية.
- إذا كان وزنك منخفضاً بشكل كبير.
- إذا كنت تتناول عقاقير أخرى إن كانت موصوفة طبياً أو ممنوعة.
تحذير هام: لا تتناول الباراسيتامول أو أياً من المستحضرات الحاوية عليه إذا حدث لديك ردة فعل تحسسية شديدة ضد الباراسيتامول في الماضي.
كيف تتناول دواء باراسيتامول بشكل صحيح؟
احرص على تناول الدواء وفقاً للتعليمات المكتوبة على النشرة الدوائية المرفقة به، أو كما وصفه الطبيب، تعتمد جرعة الدواء على عمر المريض، وزنه، بالإضافة إلى شكل المستحضر الدوائي ومدى تركيز المادة الفعالة ضمن المستحضر، ومن الأمثلة على ذلك:
- يمكن للشخص البالغ تناول قرص أو 2 من عيار 500 ميليغرام كل 4 إلى 6 ساعات، ولكن من الممنوع أن تتناول أكثر من 4 غرام (أي 8 حبوب من عيار 500 ميليغرام) خلال مدة 24 ساعة.
- الأطفال تحت سن الـ 16 يحتاجون إلى جرعة دوائية مخفضة، هناك قواعد لحساب الجرعة اعتماداً على الفئة العمرية والوزن ولكن من المفضل دوماً استشارة الطبيب أو الصيدلي من أجل تحديد هذه الجرعة لدى الأطفال وخاصة الصغار منهم إذ يجب قياس كمية السائل باستخدام سيرنج محدد بالميلي ليتر.
يبدأ تأثير الدواء خلال ساعة من تناول المستحضر الدوائي ويبقى تأثيره لعدة ساعات، ومن غير المسموح تجاوز الجرعة الدوائية حتى لو بقي الألم موجوداً.
يمكن للبالغين تناول الإيبوبروفن (بروفين) بالإضافة إلى الباراسيتامول عند الحاجة، ولكن هذه المشاركة الدوائية غير مفضلة عند الأطفال، كما يجب الحذر من تجاوز الجرعة بالخطأ عند تناول دواء إضافي يحتوي على الباراسيتامول بدون انتباه، تأكد من قراءة أسماء المواد الفعالة الموجودة في المستحضر الدوائي قبل استخدامه.
ما هي الأدوية التي يمكن أن تؤثر على الباراسيتامول في الجسم؟
يمكن أن يؤثر باراسيتامول على بعض الأدوية الأخرى ويتفاعل معها داخل الجسم مما قد يزيد احتمال حدوث الآثار الجانبية غير المرغوبة، قد يكون من غير الآمن تناول الباراسيتامول في نفس الوقت مع:
- المستحضرات الأخرى الحاوية على الباراسيتامول مثل أدوية الزكام.
- كاربامازيبين (Carbamazepine) وهو من الأدوية المستخدمة في علاج الصرع وبعد الأمراض المؤلمة.
- كوليستيرامين (Cholestyramine) الذي يستخدم في تخفيف الحكة الناتجة عن بعض الأمراض الكبدية (وخاصة التشمع الصفراوي البدئي PBC).
- إيماتينيب (Imatinib) وهو من الأدوية المستخدمة في علاج السرطان.
- كيتوكونازول (Ketoconazole) وهو دواء مضاد للإصابة بالفطور.
- ليكسيسيناتيد (Lixisenatide) وهو من أدوية الداء السكري.
- ميتوكلوبراميد (Metoclopramide) المضاد للغثيان والقياء.
- فينوباربيتال (Phenobarbital) وهو دواء منوم كما يستخدم في علاج الصرع.
- الوارفارين (Warfarin) وهو مميع دموي يستخدم في علاج الجلطات والوقاية منها.
عند تناول أي دواء جديد تأكد من عدم وجود تحذيرات ضد الباراسيتامول، كما يعتبر من المفيد أن تتأكد من الصيدلي عند تناول أكثر من دواء في الوقت ذاته.
لا يوجد دليل على حدوث مشاكل بسبب تناول أي نوع من الطعام مع الدواء، حتى أن المشروبات الكحولية بكميات معتدلة تعتبر آمنة بالمشاركة مع الباراسيتامول.
ما هي التأثيرات غير المرغوبة التي يمكن أن يحدثها هذا الدواء؟
من النادر أن يقود استخدام باراسيتامول إلى تأثيرات جانبية هامة، ومن الاختلاطات التي قد تحدث:
- ردة الفعل التحسسية، وأهم أعراض التحسس الدوائي هي الطفح الجلدي والوذمة في الجلد.
- توهج الوجه (أي احمرار الوجه مع الشعور بالسخونة)، انخفاض ضغط الدم وتسارع نبضات القلب، عادة ما يحدث هذا الاختلاط عند إعطاء الباراسيتامول عن طريف الحقن الوريدي وخاصة في المشافي.
- الاضطرابات الدموية مثل نقص الصفيحات الدموية أو نقص كريات الدم البيضاء.
- المشاكل الكلوية والكبدية وخاصة في حال تجاوز الجرعة المسموحة من الدواء.
استشر الطبيب أو الصيدلي في حال ملاحظة أي عرض مزعج عند تناول باراسيتامول، عادة ما تكون الآثار الجانبية خفيفة ولا تشكل خطورة صحية حقيقية ولكنها قد تكون مزعجة للمريض مما يستدعي علاجها على أية حال.
ما الذي يحدث إذا تناولت كمية كبيرة من باراسيتامول؟
يمكن أن يؤدي تناول كمية كبيرة من دواء باراسيتامول -أو ما يعرف بتجاوز الجرعة (Overdose)- إلى تأثيرات شديدة الخطورة، فإذا تناولت كمية تفوق الجرعة المسموحة عليك أن تتوجه فوراً إلى أقرب وحدة إسعاف، كما يعتبر من المفيد أن تأخذ الباقي من الدواء أو النشرة المرفقة بالدواء معك إلى قسم الإسعاف حتى يتأكد الأطباء من نوع الدواء ويقدموا العلاج المناسب على هذا الأساس.
لا يجب أن تنتظر حتى حدوث الأعراض قبل استشارة الطبيب، فالجرعة الزائدة قد لا تعطي أية أعراض في البداية، ثم تتطور إلى شعور بالغثيان ثم القياء والألم الشديد في البطن، وهو أمر مخيف لأنه يشير إلى إصابة الكبد بشكل سريع وغير قابل للتراجع مما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة المفاجئة.
بعض الملاحظات والتعليمات الهامة عن الباراسيتامول
بالرغم من سلامة هذا الدواء وندرة حدوث اختلاطات حقيقية إثر تناوله، يبقى انتشاره الواسع وتنوع المركبات الحاوية عليه سببين هامين يستدعيان توضيح بعض التفاصيل بخصوصه، ومن الاستفسارات الشائعة:
هل الباراسيتامول آمن لدى المصابين بالداء السكري؟ لا تشكل مادة الباراسيتامول بحد ذاتها مشكلة لمرضى السكري، ولكن الدواء قد يتفاعل مع بعض الأدوية الفموية الخافضة للسكر مما يزيد احتمال حدوث آثار جانبية ويستدعي تبديل الدواء أو تعديل الجرعة بشكل مؤقت، إضافة إلى ذلك، هناك عدد من المركبات الدوائية التي تحتوي على الباراسيتامول الممزوج بالسكر أو المحليات الصنعية مثل الأقراص المعدة لمضغ أو الأقراص المنحلة مما يوجب أخذها بعين الاعتبار كوارد غذائي سكري لمرضى الداء السكري.
لدي قرحة هضمية ناتجة عن المسكنات فهل أدوية باراسيتامول آمنة؟ تعتبر المسكنات الشائعة سبباً أساسياً في حدوث القرحات الهضمية، وهي السبب الثاني بعد جرثومة المعدة التي تحتل الصدارة، ولكن الباراسيتامول ليس من الأدوية المسكنة التي تسبب ظهور القرحة أو نكسها، بل هو مفضل على المسكنات الأخرى لدى مرضى القرحة، ومن المسكنات المسببة للقرحة: الأسبيرين، الديكلوفيناك، البروفين..
هل يمكن اعتبار الباراسيتامول دواء التهاب؟ باراسيتامول هو مسكن ألم وخافض حرارة ومضاد للالتهاب، ولكن الالتباس هنا يكمن في التسمية الخاطئة المنتشرة في الكثير من الدول العربية، حيث يطلق مصطلح ’دواء التهاب’ على المضادات الحيوية (Antibiotics) مثل أوغمنتين (Augmentin) أو أموكسيسيلين (Amoxicillin) لكون هذه الأدوية مفيدة في ’الالتهابات الجرثومية’، قد يبدو هذا الالتباس تافهاً للوهلة الأولى ولكنه سبب أساسي في الاستخدام المفرط وغير المدروس للمضادات الحيوية، والذي يهدد الصحة العامة عالمياً بسبب تطور الجراثيم الخارقة التي اكتسبت مناعة ضد جميع المضادات الحيوية التقليدية.
وفي الختام.. نجد أن دواء باراسيتامول -بالرغم من كونه أحد أكثر الأدوية أماناً وقابلية للاستخدام لدى معظم الفئات العمرية والصحية- ليس خالياً من المخاطر، حتى أن بعضها خطير ومهدد للحياة مثل التفاعل التحسسي الشديد أو قصور الكبد الصاعق في الجرعات العالية، لهذا يجب أن نتعامل مع جميع الأدوية بحرص وحذر، ونبقيها بعيدة عن متناول الأطفال.