حقائق هامة عن دواء أسبرين
الأسبرين (Aspirin) هو الاسم العالمي الموحد للمادة الدوائية المسماة (أستيل حمض الصفصاف) أو (ASA) اختصاراً، تعد مادة الساليسيلات التي يحتويها الأسبرين من أقدم المواد المستخدمة في الطب إذ اعتاد الطبيب الإغريقي أبقراط على جعل المرضى يمضغون أوراق شجرة الصفصاف لخفض الحرارة والتقليل من أعراض الالتهاب.
يعد الأسبرين أول مضاد التهاب غير ستيرويدي تم اكتشافه (وهي زمرة دوائية لها آثار مضادة للالتهاب، مسكنة للألم وخافضة للحرارة)، يوصف لوحده في تسكين الآلام الخفيفة كالصداع البسيط والآلام المرافقة للطمث بالإضافة إلى أعراض الزكام والإنفلونزا والآلام المرافقة لالتهابات المفاصل المزمنة، كما يوصف بالمشاركة مع المسكنات الأفيونية (مثل المورفين) ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى لمعالجة الآلام المتوسطة والشديدة.
بالإضافة إلى ذلك يملك هذا الدواء دوراً هاماً في تمييع الدم (أي جعله أقل لزوجة) لذلك يوصف للمرضى ذوي الخطورة العالية للإصابة بجلطات الدم والسكتات القلبية والدماغية على المدى الطويل بجرعات يومية صغيرة للحفاظ على ميوعة الدم لديهم في الحد المقبول.
بدايةً سوف نتحدث بشيء من التفصيل عن هذه الاستخدامات والجرعات المستخدمة فيها:
تحذير هام: لا يعتبر موقع حلوها مسؤولاً عن إساءة استخدام الأدوية بأي شكل من الأشكال، وننصح بعدم تعاطي أي نوع من الأدوية والعقاقير أو العلاجات الشعبية قبل مراجعة الطبيب المختص للحصول على التشخيص والعلاج.
متى يوصف الأسبرين وما هي الجرعات الصحيحة في استخداماته الكثيرة؟
في الجرعات العالية (حوالي 300 ميللي غرام) يمكن له أن يعالج أو يخفف من أعراض:
- الحمى الرثوية (Rheumatic Fever).
- التهاب المفاصل الرثياني (الروماتيزم).
- حالات التهاب المفاصل الأخرى.
- التهاب تامور القلب (Pericarditis).
في الجرعات المنخفضة (حوالي 75 ميللي غرام) يستفاد من تأثيره المضاد لالتصاق صفيحات الدم والذي يمنع تشكل الجلطات فيه على المدى الطويل، عالي الخطورة لدى المرضى الذين يعانون مما يلي:
- نوبة قلبية سابقة أو خناق صدر سابق.
- حادث وعائي دماغي أو سكتة دماغية.
- أمراض في الشرايين المحيطية.
- جراحة على شرايين القلب لتركيب المجازات عند انسدادها.
يمكن أيضاً وصف الأسبرين للأطفال الذين خضعوا لجراحة على القلب أو المصابين بداء كاوازاكي (من أمراض التهاب الشرايين التي تصيب الأطفال) ولكن حصراً تحت الإشراف الطبي.
من هم الأشخاص الذين يشكل الأسبرين خطراً عليهم؟
يمكن لغالبية الناس تناول الأسبرين بأمان تام، لكن في حالات معينة لا بد من استشارة الطبيب قبل تناول الأسبرين، ومن أهم هذه الحالات:
- في حال سبق لك التحسس على الأسبرين أو أي من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى.
- إذا كنت مصاباً بالربو (لأن الأسبرين يزيد من تقبض القصبات التنفسية وبالتالي يفاقم أعراض الربو).
- في حال سبق لك الإصابات بقرحات في المعدة.
- إذا كنت تعاني من مشاكل في الكبد أو الكليتين.
- إذا كنت مصاباً بالناعور أو أي من الأمراض النزفية الأخرى.
- إذا كنت تعاني من ارتفاع غير مضبوط في ضغط الدم.
- إذا كان عمرك أقل من 16 عاماً أو أكثر من 65 عاماً.
تحذير هام: تناول الأسبرين ممنوع منعاً باتاً لدى الأطفال باستثناء عدد قليل من الحالات الخاصة والخاضعة للرقابة الطبية المكثفة لأنه يؤدي إلى اختلاط خطير اسمه متلازمة راي وهي حالة من التخريب الحاد والمتسارع في خلايا الكبد والدماغ.
في حال كنت تعاني من أي مما سبق يمكنك عندها استبدال الأسبرين بدواء مسكن آخر مثل الباراسيتامول (paracetamol)، وإذا كان الغرض من استخدامه هو تمييع الدم عندها يمكن استبداله بمميع آخر مثل الكلوبيدوغرييل (Clopidogrel) مثلاً.
كيف يتم تناول الأسبرين بالطريقة الصحيحة؟
على الرغم من كون الأسبرين دواءً أمناً نسبياً إلا أنه لا بد من التقيد بتعليمات الطبيب الذي وصف الدواء من حيث الجرعة وتوقيت تناولها، أو بالتعليمات الموجودة على النشرة الدوائية المرفقة في حال تناوله دون وصفة طبيب.
تعتمد طريقة تناول الأسبرين وجرعته على الغاية من تناوله:
- الجرعات العالية المسكنة للألم: يمكن تناول ثلاث أو أربع حبات من الدواء يومياً مع وجود فاصل زمني لا يقل عن أربع ساعات بين الجرعة والأخرى حتى اختفاء الأعراض، مع الانتباه إلى عدم استخدامه كمسكن بشكل مستمر لمدة تتجاوز عشرة أيام متواصلة أو لتخفيض الحرارة في حال استمرت لأكثر من ثلاثة أيام.
- الجرعات المنخفضة المميعة للدم: تؤخذ عادة جرعة يومية وحيدة مدى الحياة.
ما هي التأثيرات غير المرغوبة التي يمكن أن يسببها تناول الأسبرين؟
على الرغم من كون الأسبرين دواءً آمناً كما ذكرنا سابقاً وكثرة وصفه دون الحاجة إلى وصفة طبيب إلا أنه يبقى يملك كغيره من المسكنات العديد من الآثار الجانبية المحتملة، ومن أكثرها شيوعاً:
- ألم المعدة وعسرة الهضم: يشكو البعض من إحساس بالانزعاج أو النفخة ويمكن التقليل من حدوث هذا الأثر الجانبي بتناول الدواء مع الطعام أو شربه مع الحليب بدل الماء وتجنب الاستلقاء حتى مضي عشر دقائق على الأقل على تناول حبة الدواء.
- زياد احتمال النزف: وسهولة تشكل الكدمات على الجلد لأن الأسبرين كما ذكرنا يزيد من سيولة الدم.
أما الآثار الجانبية الأقل حدوثاً فنذكر منها:
- الحكة وظهور طفح بارز عن سطح الجلد.
- نقص السمع أو الطنين في الأذن وهو سماع الشخص لأصوات قادمة من داخل الأذن وليس من الوسط المحيط.
- صعوبات في التنفس أو هجمة ربو عند المصابين به سابقاً.
- رد فعل تحسسي من الدواء يتظاهر بصعوبة تنفس وتورم في الفم أو الحلق أو الشفاه.
- النزف داخل المعدة، والذي يتظاهر بتحول لون البراز إلى اللون الأسود (الزفتي) أو تقيؤ الدم النازف من الفم.
- النزف الدماغي: يُعزى ذلك أيضاً إلى زيادة سيولة الدم ويشكو المريض عند حدوثه من صداع شديد ومفاجئ، مشاكل في الرؤية وأعراض السكتة الدماغية مثل تلعثم الكلام وضعف في أحد جانبي الجسم.
عند ملاحظة أي من الآثار السابقة يجب عليك التواصل مع طبيبك لتعديل الجرعة أو حتى إيقاف الدواء إن لزم الأمر، و التوجه إلى أقرب مركز رعاية صحية والحصول على المساعدة الطبية الفورية عندما تشك بأنك تعاني من رد فعل
تحسسي تجاه الدواء أو شعورك بأعراض السكتة الدماغية.
ما الذي يحدث عند تناولك لكمية كبيرة من الأسبرين أو كمية أقل من اللازم؟
إذا كنت تتناول الأسبرين بشكل يومي للوقاية من الجلطات في الدم ونسيت تناول الجرعة في وقتها يمكنك تناولها فور تذكرك لها ومن ثم متابعة الجرعات التالية كما السابق، أما بحال تذكرك لها مع اقتراب موعد الجرعة التالية دون مدة فاصلة ينصح بأخذ حبة واحدة فقط ومن ثم المتابعة بالعلاج كالسابق وذلك لتجنب ازدياد احتمال الآثار الجانبية الخطيرة التي تزداد بزيادة الجرعة.
أما في حال تناولت كمية كبيرة من الأسبرين تتجاوز الحد المسموح به يومياً أو شعرت بأعراض التسمم بالأسبرين مثل تسرع التنفس، الغثيان والقياء، التعرق الشديد والدوار يجب عليك عندها الاتصال بالإسعاف أو التوجه إلى أقرب مشفى ويفضل عندها أخذ علبة الدواء ليتأكد الطبيب المختص من كمية الجرعة التي تناولتها ويقدر خطورة الحالة.
ما الذي يحصل عند تناول الأسبرين مع غيره من الأدوية وكيف يتداخل مع عملها؟
قد تؤدي مشاركة بعض الأدوية مع الأسبرين إلى نقص فعاليته الدوائية وعلى العكس من ذلك قد يتداخل الأسبرين مع عمل الأدوية الأخرى مؤثراً على فعاليتها زيادة أو نقصاناً ومضاعفاً لخطورة آثارها الجانبية، من الأدوية التي يجب تناولها بحذر مع الأسبرين أو تعديل جرعتها:
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) ومن أهمها الإيبوبروفين والنابروكسين.
- مضادات تجلط الدم الأخرى مثل الوارفارين أو الهيبارين.
- الستيرويدات وعلى رأسها البريدنيزولون الذي يستخدم في علاج الكثير من أمراض المناعة الذاتية.
- مضادات الاكتئاب المثبطة لعودة التقاط السيرتونين.
- بعض أدوية ارتفاع الضغط وأهمها المدرات.
- بعض أدوية الصرع مثل الفينيتوئين.
- بعض المكملات الغذائية والفيتامينات.
هل يعد تناول الأسبرين آمناً أثناء الحمل؟
لا ينصح عادة بتناول الأسبرين خلال الحمل حاله حال بقية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إلا في حالات طبية قليلة، إذ يمكن وصفه بجرعات صغيرة للنساء الحوامل الذين يعانون من قصة إجهاضات متكررة أو انسمام الحمل مما يستدعي عندها الشك بالأمراض الدموية التي تزيد من تجلط الدم، أما الجرعات الأكبر فتحمل معها مخاطر حقيقة على الحمل تختلف باختلاف مدة الحمل:
في الثلث الأول من الحمل قد تؤدي الجرعات العالية من الأسبرين إلى الإسقاط أو حدوث تشوهات في الأجنة أما استخدامه في نهاية الحمل يؤدي إلى انغلاق مبكر لأحد أوعية القلب عند الجنين والتي تدعى بالقناة الشريانية، كما يزيد من احتمال حدوث الولادة المبكرة والنزوف الدماغية لدى الأم.
وفي الختام.. يبقى الأسبرين حتى الوقت أحد أكثر مسكنات الألم شعبية وأماناً خاصة أنه لا يحتاج إلى وصفة طبيب، ولكن هذا لا يعني أبداً تناوله بشكل عشوائي دون الانتباه إلى المحاذير المرافقة له والآثار الجانبية المحتملة حتى لا ينقلب
الدواء الآمن إلى خطر حقيقي على صحتك.