فوائد الزنجبيل الصحية
سواء أكنت تقوم بتقطيع هذا الجذر العطري حتى تتذوق النكهة أو تقوم بتحضير كوب من شاي الزنجبيل المهدئ، فإن الفوائد الصحية للزنجبيل تستحق الاستكشاف، بحيث لا يقتصر الأمر على الزنجبيل الغني بمضادات الأكسدة، لكنه استخدم في التقاليد الطبية حول العالم لعدة قرون؛ لتخفيف الألم وكبح الالتهاب والمساعدة في استقرار حالات الغثيان، في هذا المقال نقدم لك كل ما تحتاج إلى معرفته حول الفوائد الصحية العديدة لجذر الزنجبيل، وكيفية إدخاله صمن نظامك الغذائي الصحي.
فوائد جذور الزنجبيل كمضاد طبيعي للالتهابات
يحتوي الزنجبيل على مركب جينجيرول (Gingerol)، وهو مضاد طبيعي للالتهاب ومضاد للأكسدة أيضاً، حيث تنبع أهمية مضادات الالتهاب الطبيعية، من أنها يمكن أن تساعد في كبح عدم توازن جهاز المناعة المفرط، فالالتهاب هو استجابة جسمك الطبيعية والصحية للإصابة أو المرض، ويخبر خلايا الدم البيضاء أن الوقت قد حان لبدء عملية الشفاء، لكن الكثير من الالتهابات يرتبط بفرط عمل جهازك المناعي، وهذا هو السبب في أن الأطباء وأخصائي التغذية على حد سواء حريصون على أهمية مضادات الأكسدة الطبيعية، فهي تساعد على تقليل الالتهاب في جميع أنحاء الجسم.
يخفف تناول الزنجبيل من ألم العضلات والتهاب المفاصل
بسبب خصائص الزنجبيل المضادة للالتهاب، فإنه يستخدم عادة للمساعدة في تخفيف آلام العضلات والمفاصل، بما في ذلك التهاب المفاصل، وقد وجدت إحدى الدراسات: "أن الرياضيين الذين يتناولون مكملات غذائية تحتوي الزنجبيل أو يتناولنه بشكله الطبيعي؛ ستنخفض لديهم آلام العضلات بعد أداء التمارين"، فإذا كنت رياضياً ضع في اعتبارك إضافة الزنجبيل إلى وجبتك بعد التمرين للمساعدة في تخفيف ألم العضلات في اليوم التالي، كما يخفف أعراض التهاب المفاصل، فهو مضاد للالتهابات، مما يعني أنه يقلل من التورم، إذ قد تحصل على تخفيف من الألم والتورم إما عن طريق تناول الزنجبيل مع الطعام أو كشراب، أو من خلال استخدام الزنجبيل من خلال الضغط بكمدات قطنية تحتوي الزنجبيل المبشور على المنطقة المصابة.
يساهم الزنجبيل في تخفيف آلام المعدة وحدة الغثيان
إذا سبق لك أن شربت الزنجبيل أو شاي الزنجبيل في محاولة لتهدئة معدتك، فأنت تعرف بالفعل أن الزنجبيل يمكن أن يساعد في الحد من حالة الغثيان، كما أن شاي الزنجبيل أيضاً هو المشروب المثالي لتناوله بعد وجبة ثقيلة، فكوب من شاي الزنجبيل يمكن أن يساعد على الهضم بشكل أسرع، كما أن شرب الزنجبيل سوف يساعد على تهدئة معدتك والوقاية من الانتفاخ وتشكل الغازات أيضاً.
يمكن أن يساعد الزنجبيل في تنظيم نسبة السكر في الدم
غالباً ما يُقدر الزنجبيل لقدرته على التهدئة، لكن إحدى أكثر الفوائد الصحية الأكثر إثارة للدهشة من تناول الزنجبيل، هي أنه يساعد أيضاً على تنظيم نسبة السكر في الدم، وهذا يقلل من الأعراض السلبية لارتفاع نسبة السكر في الدم، التي إذا تركت دون علاج.. يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، مثل مرض السكري، ووفقا لأخصائي التغذية السريرية الدكتور جوش آكس (Josh Axe): "يمكن أن تقلل مكملات الزنجبيل امتصاص السكر في الدم وتساهم في تعزيز مستويات السكر الصحية بدلاً من ذلك، مما يساعدك على البقاء في صحة جيدة".
يعمل الزنجبيل على الوقاية من احتمالات الإصابة بأمراض القلب
بالإضافة إلى خفض وتركيز توازن نسبة السكر في الدم، وجدت إحدى الدراسات أيضاً أن الزنجبيل يمكن أن يقلل من البروتينات الدهنية (lipoproteins)، وهي تشكل عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب، لذا جرب إضافة بضع ملاعق من الزنجبيل الطازج المبروش إلى الخضروات المسلوقة أو المشوية مثلاً كذلك جانب السمك الغنيّ بالأوميغا 3، وستتضاعف الفوائد التي تحصل عليها من مضادات الأكسدة الموجودة في الزنجبيل والخضر والسمك، وكلها تعزز صحة القلب، كما أن تناول 5 غرامات من الزنجبيل يومياً لمدة 3 أشهر؛ خفضت مستوى الكوليسترول السيء.
يحافظ الزنجبيل على استقرار حالات مرضى السكري
يساعد الزنجبيل على تنظيم الأنسولين والحفاظ على عملية الأيض لدى مريض السكري (العملية التي يقوم بها الجسم لتحويل ما تأكله وتشربه إلى طاقة)، مما يقلل من المخاطر المترافقة مع الإصابة بالسكري، إن الحفاظ على الأنسولين في عمليات الأيض هو أمر حاسم بالنسبة للأشخاص الذين يكافحون للحفاظ على وزن صحي، لكن لا تعتقد فقط أنك تستطيع تناول وجبات خفيفة بنكهة الزنجبيل، فكما تقول أخصائية التغذية جيكلين لندن (Jaclyn London): "احفظ كل من الزنجبيل المجفف والطازج في متناول يدك للعصائر المنكَهة والفطائر والخضروات المطبوخة"، وفي حين أن بعض المركبات الكيميائية في الزنجبيل الطازج قد تنخفض مع مرور الوقت، فإن عملية التجفيف تحسّن الكثير من المركبات المفيدة في الزنجبيل، وبذلك لا تختلف الفوائد ما بين الزنجبيل الطازج والمجفف كثيراً.
يقلل تناول الزنجبيل من مخاطر الإصابة بأمراض السرطان
هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الخواص المضادة للالتهاب يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، والزنجبيل هو أحد أقوى مضادات الالتهابات لدينا، حيث وجدت دراسة نشرت في المجلة البريطانية للتغذية عام 2012: "أن مستخلص الزنجبيل كان فعالا في منع نمو خلايا سرطان البروستاتا"، كذلك فإن الجزيئات النشطة في الزنجبيل قد تبطئ من نمو بعض خلايا بعض أنواع السرطان مثل: سرطان القولون والمستقيم والمعدة والمبيض والكبد والجلد والثدي والبروستاتا، لكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت هذه الفوائد مثبتة بنسبة 100%.
يعمل الزنجبيل على تخفيف المغص الذي تسببه الدورة الشهرية
بسبب خصائص جذور الزنجبيل المضادة للالتهابات أيضاً، يمكن أن يكون مفيداً لتخفيف الألم من تشنجات الحيض، حيث يشبه في مفعوله بعض مسكنات الألم مثل: ايبوبروفين (Ibuprofen)، وفقاً لدراسة منشورة في عام 2009، (وهذه أخبار رائعة لأغلبية الفتيات والنساء اللاتي يعانين من ألم غير عادي خلال الدورة الشهرية)، حيث يمكن أن يساعدك كوب من شاي الزنجبيل على استعادة الطاقة والقوة المستنزفة بسبب ألام الطمث والمغص المزعج.
يعمل الزنجبيل على التخفيف من حدة نزلات البرد
بفضل المركبات القوية المضادة للفطريات وللميكروبات التي يحتويها الزنجبيل، قد يساعدك أيضاً في مقاومة نزلات البرد أو العدوى، والطريقة التي يمكنك فيها تناول الزنجبيل في هذه الحالة؛ إضافة الماء الساخن مع ملعقتين من الزنجبيل المبشور الطازج وعصير ليمون واحد ونصف ملعقة طعام من العسل، كما يمكن لربة البيت إضافة ملعقة صغيرة من الزنجبيل الطازج المبشور أو المجفف الناعم إلى حساء الدجاج لبعض فوائد مكافحة البرد من خلال وجبة لذيذة، فبطبيعة الحال.. الزنجبيل غني بمضادات الأكسدة ومركبات تمنع الإجهاد، التي تساعد جسمك أيضاً على محاربة الأمراض المزمنة مثل: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الرئة.
فوائد الزنجبيل لصحة الدماغ
الخصائص المضادة للالتهابات والمقاومة للميكروبات هي واحدة من الفوائد الصحية الكثيرة للزنجبيل، هذه الجذور التي تستمر في العطاء خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية الدماغ، حيث اعتبر العلماء منذ فترة طويلة أن الالتهاب هو من أعراض الأمراض التنكسية مثل: مرض الزهايمر وداء باركنسون، لذلك قد يساعد استخدام جذر الزنجبيل الطازج في الأغذية؛ على تحسين الوظيفة الإدراكية كمحصلة لقدرته على تقليل الالتهابات، وفقا لدراسة نشرت في عام 2011.
فوائد الزنجبيل لصحة الفم واللثة والأسنان
قوة الزنجبيل المضادة للجراثيم تساهم في إشراق ابتسامتك، لأن المركبات النشطة في الزنجبيل المسماة جنجيرول (Gingerol) تلك التي تعطي الطعم الحاد للزنجبيل؛ تحافظ صحة الفم وتمنع البكتريا من النمو، وهذه البكتيريا هي نفسها التي يمكن أن تسبب أمراض اللثة، وأنواع العدوى الخطرة في اللثة.
كيفية دمج الزنجبيل في نظامك الغذائي
من أينما كنت تشتري جذور الزنجبيل، فابحث عن تلك التي تكون قشرتها صلبة وتحتوي على عدد قليل من الكدمات، وللاستفادة الكاملة من الفوائد الصحية الكثيرة للزنجبيل؛ عليك أن تتخلص من القشرة الخارجية لجذر الزنجبيل، وتأخذ الجزء الأصفر الطري، ويمكن أن تضيفه مبشوراً إلى اللحم المفروم أو صلصة المعكرونة، كذلك إلى العصير أو أي نوع من السلطة أو أي من أطباقك المفضلة، كما يتناسب الزنجبيل بشكل خاص مع صلصات الصويا أوالثوم، التي تُقدم إلى جانب السمك المقلي أو المشوي.
ولتخزين الزنجبيل، ضعع بقية القطع غير المقشورة أو المقطعة في كيس قماشي ثم ضعه في البراد، إن هذه الجذور سهلة الإضافة إلى نظامك الغذائي لدرجة أنك قد تميل إلى الإكثار من تناول المأكولات المفضلة لديك والمفيدة للصحة، كما تقول اختصاصية التغذية كريستي بريسيت (Christy Brissette): "وجود ملعقتين من الزنجبيل الطازج المبشور أو المسحوق خلال اليوم أمر جيد، فإذا كنت ترغب في تناول المزيد، تحدث إلى طبيبك، حيث يمكن أن يسبب الزنجبيل بعض الآثار الجانبية كما يمكن أن يتداخل مع بعض الأدوية".
تسبب زيادة كمية الزنجبيل ببعض الآثار الضارة على الصحة
على الرغم من عدم معرفة جميع الآثار الجانبية، يُعتقد أن الزنجبيل آمن على الأرجح لمعظم الناس، لكن عليك التوقف عن استخدام الزنجبيل وزيارة الطبيب إذا كان لديك إحدى الآثار الجانبية الشائعة التالية:
1- أي كدمات أو نزيف لا يتوقف.
2- حرقة أو إسهال أو ألم في المعدة.
3- نزيف حيض أثقل.
4- تهيج الجلد (إذا تم تطبيق الزنجبيل على الجلد).
أخيراً.. تعرفنا على أهم فوائد الزنجبيل الصحية، كما نوهنا إلى أكثر الآثار الجانبية الشائعة من تناول الزنجبيل أو الإفراط في تناوله، ومن خلال إضافة الزنجبيل إلى أطباقك المفضلة كذلك بعض العصائر والسلطة، ستحصل بالتأكيد على كامل هذه الفوائد.