إدمان لعبة ببجي pubgحقائق وأرقام وتجارب عن لعبة ببجي

لعبة ببجي (Player Unknown’s Battlegrounds (PUBG
صدرت لعبة ببجي المعروفة أيضاً بلعبة ساحات معارك اللاعبين المجهولين عام 2017 في شهر آذار/مارس، وكانت نسختها الأولى مخصصة لأجهزة الكمبيوتر وأنظمة تشغيل ويندوز وإكس بوكس ون، ليتم فيما بعد طرح النسخة الجديدة للهواتف المحمولة أو ببجي موبايل التي تدعم أنظمة تشغيل آندرويد ونظام ios.
ووصل عدد اللاعبين في ببجي مع نهاية 2018 إلى أكثر من 400 مليون لاعب، وتعتبر أجهزة الموبايل الأجهزة الأكثر استخداماً في اللعب، كما حققت ببجي حصة قدرها 61.9% من سوق ألعاب الفيديو كرقم قياسي انخفض فيما بعد إلى حوالي 48% لكنه يبقى رقماً كبيراً، فلعبة فورتنايت الشهيرة لم تحقق إلا 8.5%.

طريقة لعب ببجي وفكرة اللعبة
تبدأ اللعبة عندما يقفز 100 لاعب من الطائرة إلى جزيرة مهجورة حديثاً، هي على الأرجح تحاكي منطقة ما في الاتحاد السوفيتي سابقاً، ثم يدخل اللاعب في رحلة عنيفة وقاسية للبحث عن المساعدات الموجودة بشكل عشوائي في البيوت والمباني المهجورة، وهي مساعدات طبية وأسلحة والمساعدات التي ألفناها في ألعاب الفيديو عموماً.
اللعبة تنتمي إلى ألعاب البقاء، فالمطلوب بكل بساط أن يحافظ اللاعب الفرد على حياته بمواجهة 99 لاعب آخر، يجب أن يقتلهم جميعاً، ويجب أن يحصل على ما يبقيه حيّاً من مساعدات وما يزيد قوته من أسلحة وذخائر وميزات حتى يصل إلى النهاية.

في جزيرة مهجورة ينتصر اللاعب الأعنف والأكثر خبرة باستراتيجيات اللعبة من خلال قتل كل من هو حي على نفس الجزيرة، والجائزة عشاء الدجاج winner winner chicken dinner.
في اللعبة ثلاث خرائط متاحة للعب مختلفة فيما بينها بحجمها وبيئتها، الجزيرة الأساسية في ببجي هي الخريطة المتوسطة وتتألف من جزيرتين متصلتين بطبيعة غابات، فيما تبدو الجزيرة الثانية أكبر وذات طبيعة صحراوية، أما الخريطة الثالثة فهي الأصغر حجماً وهي عبارة عن ثلاث جزر خضراء متصلة مع بعضها بجسور، ويتم إصدار خرائط جديدة في تحديثات اللعبة كالخريطة الثلجية وغيرها.
 

شكَّلت الألعاب الإلكترونية منذ نشأتها طفرة في عالم الترفيه لم يشهد لها العالم مثيلاً، فالانتقال من الألعاب التقليدية كالشطرنج أو النرد أو ألعاب الورق إلى الألعاب الإلكترونية كان سريعاً وسلساً ومخيفاً في الوقت نفسه.
ومع تطور صورة ألعاب الفيديو من الرسوم البسيطة إلى الرسوم المجسَّمة شديدة الدقة والواقعية؛ أصبحت الألعاب الإلكترونية أكثر إثارة واستقطاباً، ولا شكَّ أن ألعاب العنف والقتال هي الأكثر رواجاً.

القتل والأنانية في ببجي
في تحليل مهم للعبة ببجي نشرت الجارديان مقالاً للصحفي المتخصص بألعاب الفيديو كيث ستيوارت، حيث يرى ستيوارت أنَّ لعبة ببجي استطاعت جذب الانتباه لأنها ببساطة تطور أقصى للرهبة والرعب وانعدام الإنسانية!، فالنسخ الأقل تطوراً من ببجي أو النسخ الأولية للعبة كان من الممكن أن يقوم اللاعبون بتكوين فريق فيما بينهم، وهذا ما يسميه ستيوارت "القدر الأدنى من الحشمة الإنسانية والتفاؤل" لكن في ببجي أنت وحدك تماماً، مع الغضب والموت.
قتل عشوائي وموت مفاجئ، غالباً لن ترى قاتلك، قد تقتل بطلق ناري من الخلف أو بضربة مقلاة على الرأس!، وأنت يائساً تحاول أن تبحث عن المزيد من المساعدات وأن تقتل المزيد من اللاعبين!.
وربما يكون أخطر ما في لعبة ببجي وأكثر ما هو جذاب أنها تدور في بيئة طبيعية تماماً، بيوت مهجورة لكنها تحتوي على مظاهر حياة بالكاد غادرتها!، ويبدو أن المدنيين رحلوا هرباً من الموت، من الغريب أن كل هذا يعتبر بشكل أو آخر من عوامل الجذب التي تتمتع بها ببجي.

الواقعية مع مزيد من السيطرة
أن تكون في مكان واقعي في بيوت ومعدات مألوفة وصورة مجسمة للمدن والقرى الحقيقية؛ لكن مع قدر أكبر من السيطرة والتحكم بهذا الواقع، ومع هدف واضح هو الحفاظ على الحياة وقتل الآخرين، كل ذلك يجعل من معظم الناس وخاصة الرجال أقرب إلى التعلق بلعبة مثل ببجي.

اسأل اللاعبين عن سبب تحميل ببجي!
إذا أردنا أن نقترب أكثر من قدرة لعبة ببجي على استقطاب اللاعبين لا بد أن نسأل اللاعبين أنفسهم عن السبب، شخصياً مررت بتجربة إدمان قصيرة في مرحلة المراهقة على لعبة GTA فاي سيتي، على الرغم من الاختلاف الكبير بين اللعبتين إلا أن عناصر الجذب تكاد تكون متقاربة، العنف والسيطرة والواقعية.
ولا أنكر أن تجربة GTA تركت أثراً عميقاً في وقتها، فعندما تجد سيارة جميلة في الشارع سترغب ببساطة أن تنزل السائق منها عنوة وتأخذها، وتشغل الراديو وتنطلق دون أدنى إحساس بالذنب!، وتتطور رغبتك بالتدريج في دهس المارة وخوض معارك مع الشرطة لا طائل منها سوى إطلاق النار!.
في إفادة مشابهة من أحد لاعبي ببجي يقول أنه خلال أسبوعين فقط من تحميل لعبة ببجي لاحظ تأثيرات واضحة على تفاعله مع بيئته، فهو يمشي ويخاف من أي صوت يصدر قريباً منه ويشعر بالخطر والخوف والترقب بشكل مستمر، كما فكر بسرقة سيارات ودراجات نارية أكثر من مرة، حتى أصبح مؤمناً بحاجته لمساعدة عقلية!.

مجتمع ببجي
من أكثر الأمور التي جعلت من لعبة ببجي أكثر رواجاً هو استخدامها كوسيلة للتواصل الاجتماعي، حيث يقوم عدد كبير من مستخدمي لعبة ببجي بالدردشة الصوتية أو الدردشة السريعة أثناء اللعب، والحديث لا يقتصر على اللعبة فقط بل يتجاذب اللاعبون أطراف الحديث في أمور مختلفة.
فضلاً عن جود دوري أو بطولة للاعبي ببجي أشبه بدورات الألعاب الرياضية، وبطبيعة الحال يشكل اللاعبون وخاصة الصغار منهم مجموعات لعب في المدرسة أو الجامعة، وغالباً ما يبدأ ضغط الأقران على الأفراد اللذين لم يدخلوا مجتمع ببجي بعد، وسيشعر المراهق أنه منبوذ إن لم يكن جزءاً من محاولة القتل والنجاة من الموت عبر شاشات الهواتف المحمولة.

وفيما تشكو بعض الزوجات من تعلق أزواجهن بلعبة ببجي ويعتقدن أن هذه اللعبة أيضاً قد تكون طريقة للخيانة!، سنجد حالات تعارف تكللت بالخطبة والزواج، فعادة ما تكون اختبارات الحياة ومواقفها خير طريقة للتعرف إلى شريك المستقبل، لكن ببجي بالنسبة لشريهان كانت الطريقة الأفضل للتعرف إلى أحمد، فما كان يقوم به أحمد اللاعب لحماية شريهان اللاعبة جعلها تشعر بالأمان! ببجي صورة عن الحياة كما تقول شريهان

الإدمان على ببجي
من المؤكد أن إدمان الألعاب الإلكترونية لا يقل خطورة عن أنواع أخرى من الإدمان، فمن يتعلق بلعبة ببجي سيفقد بكل تأكيد إرادته باتخاذ قرار التوقف عن اللعب، وقلما نجد لاعباً قادراً على تنظيم وقت معين للعب أو قادر على الموازنة بين ببجي وأمور حياته الأكثر أهمية، وسنتمكن من لمس ذلك بوضوح من خلال الحالات التي سنتحدث عنها في الفقرة القادمة.
 

يرد إلى موقع حلوها الكثير من القصص والاستفسارات حول إدمان الألعاب الإلكترونية وحول تأثير لعبة ببجي على الحياة التماساً لآراء القراء ومساعدة الخبراء، ونحن إذ نعرض عليكم بعض القصص الواقعية عن إدمان الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو وتأثيرها على المجتمع إنَّما ليستأنس أصحابها برأيكم ولتتعرفوا أكثر على هذه القضية.
فنحن في موقع حلوها نؤمن أن التجربة الإنسانية مهما اختلفت الثقافات والمواقع الجغرافيا تبقى متشابهة إلى حد بعيد، ونؤمن أن مشاركة التجارب الإنسانية في مجتمع حلوها قد تكون خطوة نحو تحسين حياة الأفراد من خلال حصولهم على النصائح والاستشارات ومن خلال تعرفهم إلى قضايا تلمسهم وتشبه قضاياهم.

زوجي يمنعني من الكلام كي لا يسمع اللاعبون صوتي
في تجربة ربما هي من أقسى التجارب التي شاركها أفراد مجتمع حلوها تستعرض لنا صديقة الموقع معاناتها مع إدمان زوجها للعبة ببجي، الزوج الذي عاد من الاغتراب فاجأ زوجته بتعلقه الشديد بهاتفه النقال ولعبة ببجي، فلا عناق ولا كلام لا خروج من المنزل، والأدهى من ذلك كله أنه يمنعها من الحديث كي لا يسمع اللاعبون في ببجي صوتها!!.
لقراءة القصة كاملة وقراءة التعليقات وآراء الخبراء يمكنكم زيارة الرابط (زوجي يمنعني من الكلام في البيت بسبب لعبة ببجي).

لعبة ببجي سرقت زوجي من عائلته
إحدى صديقات موقع حلوها تعاني أيضاً من إدمان زوجها على لعبة ببجي، فهو يقضي معظم وقته منعزلاً عن زوجته وبناته يضع سماعات الرأس ويلعب ببجي، وبالكاد يقضي معهم دقائق قليلة حتى يعود إلى هاتفه النقال وإلى القتل والموت عبر الإنترنت!.
لقراءة تفاصيل الحالة وردود الخبراء والزوار ادخلوا إلى هذا الرابط (ما الحل مع إدمان زوجي على لعبة الببجي).

أخيراً... لا يمكن التكهن بمستقبل لعبة ببجي كما ذكرنا في المقدمة، لكن ما نحن متأكدون منه أن ببجي لن تغادر الأذهان والبيوت إلا بدخول لعبة جديدة أسوأ منها وأكثر وحشية وخطورة، فعالم ألعاب الفيديو للأسف يتطور نحو الأسوأ من الناحية الاجتماعية والنفسية، ونحو الأفضل من ناحية الرسومات والتقنيات، أيُّهما أهم؟