أسباب نقص الكالسيوم وأعراضه
الكالسيوم (Calcium)؛ أحد المعادن الأساسية الداخلة في بناء العظام، الأسنان، القلب، الأعصاب، بالإضافة إلى دوره الهام في عملية تخثر الدم والحفاظ على توازن الشوارد في مجرى الدم، لذلك ينجم عن نقصه أعراض خطيرة قد تكون أحياناً مهددة للحياة.
تبلغ الحصة اليومية للشخص البالغ من الكالسيوم ما بين 900-1200 ملغ، ويعود سبب نقصه (Calcium Deficiency) إما إلى طبيعة الغذاء الذي يحصل عليه الإنسان أو بسبب مرض معين، سنتعرف في هذا المقال على أهم أسباب نقص الكالسيوم في الجسم، وعن أعراضه وأهم طرق تعويضه.
ما هي الأسباب التي تؤدي لنقص الكالسيوم في الجسم؟
- نقص الكالسيوم في الغذاء: أحد الأسباب الرئيسية لنقص الكالسيوم هو عدم الحصول على الكميات الكافية من الكالسيوم في غذائك اليومي، ولفترات طويلة خصوصاً لاسيما عندما كنت طفل ، حيث بالتالي يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظام لتعويض النقص الحاصل ولإتمام الوظائف الحيوية المطلوبة مما قد يؤدي إلى الإصابة بترقق العظام مع استمرار هذا الحال.
- نقص فيتامين D ونقص الفوسفور والمغنيزيوم: يبرز دور هذه العناصر الغذائية في تعزيز امتصاص الكالسيوم في الجسم وبالتالي فإن نقصها سوف يؤدي بشكل واضح إلى نقص الكالسيوم الغذائي ويُذكر أن الحليب ومنتجاته الأخرى غنية بهذه العناصر، بالإضافة إلى أن فيتامين D يتم إنتاجه في البشرة عند التعرض لأشعة الشمس.
- انقطاع الدورة الشهرية (سن اليأس): من المعروف أن هرمون الأستروجين (الهرمون الجنسي الأنثوي المسؤول عن ظهور الصفات الجنسية الأنثوية وإنتاج المبيض للبيوض) يساعد في الحفاظ على الكالسيوم داخل العظام،، وبالتالي فإن انقطاع الطمث يؤدي إلى انخفاض في مستويات الأستروجين في الجسم، حيث يترتب على ذلك زيادة في هدم العظام نتيجة انخفاض امتصاص الكالسيوم.
- التقدم في العمر: مع التقدم في العمر تنخفض كفاءة الجسم في امتصاص الكالسيوم من الأغذية بشكل عام، لذلك ينصح الأطباء والمختصُّون بأن يتناول المسنُّون كميات أكبر من الكالسيوم مقارنة مع غيرهم ممن هم أصغر سنَّاً.
- نقص نشاط نظائر الدرق: تُعرف الغدد الدرقية بدورها الهام في تنظيم وتخزين الكالسيوم والفوسفور في الجسم،، ولعل نقص نشاط جارات الدرق من الأسباب الرئيسية في انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى الخلل في عملية تخزين الكالسيوم وبالتالي نقص مستواه في الجسم.
- الأمراض: إن بعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والبروستات من المرجح أن تؤدي إلى نقص الكالسيوم، بالإضافة إلى أن التهاب البنكرياس وتعفُّن الدم يلعبان دوراً هاماً في انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.
الأعراض التي ترافق نقص الكالسيوم في الجسم
يجمع أغلب الباحثين والمختصين على أنه في المراحل المبكرة من نقص الكالسيوم لا توجد أعراض واضحة، لكن مع تقدم الحالة قد تظهر العديد من الأعراض التي تؤكد حدوث نقص في الكالسيوم نستعرض منها الأعراض التالية:
- تشنج العضلات: يُعتبر تشنج العضلات من الأعراض الأولية لنقص الكالسيوم، يكون في العادة بشكل آلام في عضلات الفخذين والذراعين وتحت الإبطين، وتحدث هذه الآلام أثناء الحركة والمشي غالباً.
- جفاف الجلد لا سيما تحت الأظافر: إن أحد نتائج نقص الكالسيوم هو البشرة الجافة والأظافر الضعيفة والهشة القابلة للتكسر بشكل كبير، وهذه الأعراض تُعتبر من النتائج المرئية لنقص الكالسيوم في الجسم.
- تأخر سن البلوغ والدورة الشهرية: يترافق نقص الكالسيوم مع مشاكل في الدورة الشهرية عند الإناث مثل التشنجات أو التغير في تدفق الطمث، وفي بعض الحالات قد يؤدي نقص الكالسيوم إلى تأخر البلوغ عند الإناث المراهقات.
- تسوس الأسنان: لا يخفى على أحد أهمية الكالسيوم في تشكيل وتكوين الأسنان وبالتالي فإن نقص الكالسيوم يؤثر بشكل مباشر وواضح في بنية الأسنان؛، وقد تكون الأسنان الصفراء أو مشكلة تسوس الأسنان من أهم الأعراض الدالة على نقص الكالسيوم،، كما قد يؤدي نقص الكالسيوم في مرحلة الطفولة إلى تأخر تشكّل الأسنان.
- كثرة الإصابة بالكسور: يلعب الكالسيوم دوراً جوهرياً في بناء العظام وجعلها قوية ومتينة إذا يتركز 90% من كالسيوم الجسم داخل بنية العظام، وبالتالي فإن ضعفها والكسور المتكررة بأنواعها سواء كسور صغيرة أو كسر عظمي كامل دليل واضح على نقصٍ في الكالسيوم.
- مشكلة الأرق وقلة النوم، أكَّد الأطباء أن الأشخاص الذين ينقص لديهم الكالسيوم؛ يعانون من الأرق بسبب تقلقل النوم أو عدم الحصول على نوم لساعات كافية.
ما هي الأمراض الناتجة عن نقص الكالسيوم؟
أصبح من المسلَّمات أن الجسم عبارة عن مجموعة من العناصر والمعادن والفيتامينات المتوازنة فيما بينها بطريقة تؤمِّن استمرارية الحياة والقيام بمختلف الوظائف الحيوية، وبالتالي وكنتيجة حتمية فإن نقص أو اختلال أحد هذه العناصر سوف يؤدي إلى أمراض مختلفة، وفيما يلي نستعرض أبرز الأمراض الناتجة عن نقص الكالسيوم:
- مرض هشاشة العظام: من أبرز الأمراض الناتجة عن نقص الكالسيوم، فالعظام مخزن الكالسيوم الرئيسي وتفقد بسبب نقص الكالسيوم في الغذاء اليومي مع مرور الوقت؛ معظم المعادن بسرعة أكبر من سرعة الجسم في إعادة انتصاص هذه المعادن من الغذاء، بالتالي تصبح العظام مسامية البنية وهشة وغير قادرة على مقاومة الصدمات العادية أو الضغط الذي قد يتعرض له الجسد فيزداد خطر الإصابة بالكسور.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: أكَّدت معظم الدراسات أن الحصول على ما يكفي من الكالسيوم في غذائك اليومي كفيل بالوقاية من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، بالتالي فإن نقص الكالسيوم قد يزيد من مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.
عند وجود أحد الأعراض التي توجه لنقص كالسيوم الدم والتي سبق ذكرها، يطلب الطبيب عينة من الدم لقياس مستوى كالسيوم المصل فيها للتأكد من التشخيص، وبعد التأكد من نقص الكالسيوم في الدم يمكن طلب بعض الاستقصاءات الهامة لمعرفة السبب وراء هذا النقص، ومنها:
- نسبة الكرياتين (وهي مادة تدل قيمتها على جودة الوظيفة الكلوية) في الدم والبول: يتم معايرة الكرياتين الموجود في المصل والبول للبحث عن الأمراض الكلوية التي تؤدي إلى طرح الكالسيوم بشكل مفرط في البول وبالتالي نقصه في الدم
- عيار هرمون جارات الدرق في الدم: تكون مستويات هذا الهرمون منخفضة جداً في الحالات التي ينجم فيها نقص الكالسيوم عن نقص نشاط جارات الدرق (وهي غدد مفرزة لهرمون مهمته رفع كالسيوم الدم) ومرتفعة في بقية أسباب نقص الكالسيوم.
- عيار المغنيزيوم في الدم: يؤدي النقص الحاد في مستويات المغنيزيوم إلى خلل في وظيفة غدد جارات الدرق وبالتالي نقص مستويات كالسيوم الدم.
طرق العلاج والوقاية من نقص الكالسيوم
عند تشخيص نقص الكالسيوم لابد من تحديد السبب ومن ثم تقرير العلاج المناسب له وذلك لمنع حدوث مشاكل صحية على المدى الطويل وللحفاظ على عظام قوية ومتينة، ويمكن أن يكون العلاج في المراحل الأولية من نقص الكالسيوم بسيطاً لا يتعدى اتباع نظام غذائي يعتمد على الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامينD أيضاً بسبب دوره الهام في تعزيز امتصاص الكالسيوم.
يوجد طرق أخرى للعلاج وذلك بما يتناسب مع المرحلة التي وصل إليها المصاب بنقص الكالسيوم، نذكر منها:
- مكملات الكالسيوم: نلجأ إلى هذه الطريقة عند تعذر الحصول على كميات كافية من الكالسيوم من النظام الغذائي المتَّبع، تُستخدم هذه الطريقة عادةً لعلاج الحالات التي تسبب نقص كلس الدم وتحت إشراف طبي مباشر؛ لأن الجرعة الزائدة من هذه المكملات قد يكون لها عواقب وخيمة.
- الحقن: يمكن الاستعانة بطريقة الحقن عندما يكون المريض عاجزاً عن الحصول على الكمية المناسبة من الكالسيوم سواء من الغذاء اليومي أو من المكملات الغذائية ، حيث يتم تحقيق مستويات صحية من الكالسيوم في الجسم عن طريق إعطاء حقن كالسيوم عادية.
المصادر الأساسية للكالسيوم والحاجة منه لابد من أن نشير إلى بعض الأطعمة التي تعد من المصادر الأساسية للكالسيوم:
- خبز الحبوب المختلطة أو الحبوب الكاملة.
- التفاح، البرتقال، البروكلي، السبانخ، فول الصويا، البقوليات.
- الحليب والجبنة.
- الدجاج، البيض، السردين، سمك السلمون.
وأوصت بعض الدراسات بالكميات التي يجب تناولها من الكالسيوم بحسب الفئات العمرية وذلك كما يلي:
العمر | الذكر | الأنثى |
---|---|---|
0-6 شهور | 200ملغ | 200ملغ |
7-12 شهر | 200ملغ | 260 ملغ |
1-3 سنوات | 700 ملغ | 700 ملغ |
4-8 سنوات | 1000 ملغ | 1000 ملغ |
9-13 سنة | 1300 ملغ | 1300 ملغ |
14-18 سنة | 1300 ملغ | 1300 ملغ |
19-50 سنة | 1000 ملغ | 1000 ملغ |
51-70 سنة | 1000 ملغ | 1000 ملغ |
أكثر من70 سنة | 1200 ملغ | 1200 ملغ |
وفي الختام.. لا بد لنا من الاهتمام بالنظام الغذائي اليومي الذي نتَّبعه للحصول على المقادير اللازمة من مختلف المعادن والفيتامينات، كي نقي أجسامنا من الإصابة بالكثير من الأمراض التي نستطيع تجنبها بسهولة مع قليل من الحرص.