أسباب النواسير وأعراضها وعلاج الناسور
الناسور اتصال أو ممر غير طبيعي يربط بين عضوين أو وعائين دمويين لا يتصلان عادة مع بعضهما البعض،، يمكن أن يتطور في أي مكان من الجسم، بين الأمعاء والجلد، بين المهبل والمستقيم، وغير ذلك من الأماكن لذلك تختلف تسميته وأعراضه بحسب مكان نشوئه. فيما يلي أشهر أنواع النواسير وأسباب حدوث كل منها وطرق علاجها والوقاية منها.
أسباب الناسور الشعري وأعراضه وعلاجه
يتفق الأطباء على أن أسباب حدوث الناسور تعود إما لحدوث إصابة رضيَّة معينة أو عقب جراحة ما، وفي بعض الأحيان تكون بسبب حالة التهابية أو عدوى،، وفي بعض الحالات يمكن أن ينشأ عن طريق الجراحة لأسباب علاجية.
الناسور الشعري (Pilonidal cyst): يعرف أيضاً باسم الناسور العصعصي أو بالعامية "كيس الشعر" وهو عبارة عن قناة أو كيس تحوي شعراً متساقطاً،، يعاني المصابون به من الألم خاصةً في حالة الجلوس بالإضافة إلى إفرازات دموية مزمنة وفي بعض الحالات يظهر بشكل مفاجئ على هيئة خراج مسبباً تورماً أسفل الظهر وتنتج عنه آلام حادة جداً.
أسباب الناسور الشعري
إن السبب المباشر والرئيسي لا يزال غير معروف، لكن توجد عدة نظريات مثل التي تصف الناسور الشعري بالعيب الخلقي أو التي تعود بالسبب إلى دخول الشعر في الجلد وما يدعم هذه النظرية هو أن أغلبية المصابين بهذا المرض هم رجال مشعرين ما بين سن ال20 وال30،، إن تواجد الناسور الشعري لا يقتصر على منطقة أسفل الظهر بل يمكن أن يظهر في السرة وتحت الإبط وبين الأصابع، كما أنه لا توجد بصيلات للشعر الموجود داخل الناسور، والجدير بالذكر أن البدانة،، الخمول،، التعرق الشديد، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية تلعب دوراً هاماً في حدوث النواسير الشعرية.
أعراض الناسور الشعري
إن أكثر ما يميز الناسور الشعري؛ حدوث تورم واحمرار مصحوب بألم شديد في منطقة أسفل الظهر بين الإليتين وخصوصاً عند من يكثر لديهم شعر الجسم أو من لديهم فرط نشاط في الغدد العرقية لا سيما إذا كانت طبيعة المهنة التي يمارسونها تفرض عليهم فترات جلوس طويلة.
يبدأ كيس الشعر بالتكون على شكل فتحات صغيرة في هذه المنطقة يليها سقوط الشعر الملوث غالباً في هذه الفتحات، فيبدأ حدوث الالتهاب وتكون القيح، ومع استمرار تجمع الشعر على شكل كيس يزداد الشعور بالألم ويزداد احتمال حدوث إفرازات (مثل القيح أو الدم)، لكن في أغلب الأحيان لا توجد إفرازات.
طرق العلاج والوقاية من الناسور الشعري
يتلخص العلاج بالخطوات التالية:
- إزالة كل الشعيرات السائبة من فتحات الغدد العرقية.
- العناية الطبية والحصول على المضادات الحيوية في حال حدوث حالة التهابية حادة للغدد العرقية في منطقة الإصابة.
- الجلوس في وضعية صحيحة وعدم الجلوس لفترات طويلة.
وفي حال تكرار الالتهاب في المنطقة لابد من اللجوء للعمل الجراحي حيث يتم فتح المنطقة المصابة وتنظيف الجرح ويترك مفتوحاً، مع الحرص على الغسيل المستمر والحفاظ على نظافته وغيار الضمادات حتى يتم الشفاء بشكل كامل.
تبقى النظافة الشخصية والحرص على إزالة الشعر من هذه المنطقة بشكل منتظم وبقائها جافة دائماً خير وسيلة للوقاية من حدوث هذا النوع من النواسير.
الناسور الصيواني أسبابه وطرق علاجه
ناسور الأذن (Auricular Fistula): يعرف طبياً باسم الناسور الصيواني الخلقي أو وهدة الأذن وهو عيب خلقي جنيني، يختلف عمق هذا الناسور من شخص لآخر وقد يصل في بعض الحالات إلى الأذن الداخلية.
أسباب الإصابة بناسور الأذن
إن السبب الرئيسي وراء حدوث ناسور الأذن هو سوء التحام الأقواس الجنينية حيث ينشأ من القوس الغلصمية الأولى بسبب سوء التحام الحديبات الأذينية.
أعراض ناسور الأذن أبرزها ثقب صغير أمام صيوان الإذن، مفرزات ذات رائحة كريهة، إنتان وألم خفيف غير مزمن في حالة الالتهاب.
طرق العلاج والوقاية من الإصابة بناسور الصيوان
يندرج ناسور الأذن تحت مسمى العيب الخلقي ويستدعي العلاج في حالة وجود التهاب جرثومي حيث تستخدم المضادات الحيوية (Antibiotics) لمدة سبعة أيام وذلك لمكافحة جراثيم المكورات العنقودية إذا لزم الأمر.
في حال تكرار التهاب الناسور الصيواني يتم اللجوء إلى الاستئصال الجراحي بعد تخفيف الالتهاب نسبياً،، كما يمكن استئصاله بعملية جراحية تجميلية حتى في حال عدم وجود حالة التهابية.
والجدير بالذكر أنه لا يمكن الوقاية من هذا النوع من النواسير وذلك يعود لطبيعة المسبب وحدوثه في وقت مبكر من عملية نمو الجنين.
ما هو الناسور الفموي (Oral Fistula)؟
ناسور يحدث فيه اتصال معيب بين الجيب الفكي وجوف الفم، يصيب عادةً الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 60 سنة، ونادراً ما سجلت حالات عند الأطفال.
أسباب الإصابة بالناسور الفموي
إن خلع الأضراس يشكل السبب الرئيسي في معظم الحالات، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون هناك غياب عظمي حيث لا يفصل بين جذر السن والجيب سوى طبقة مخاطية سمحاقية، وعند خلع السن قد نفتح كيسة سنية يتصل جوفها مع جوف الجيب مما يؤدي إلى حدوث ناسور.
الجراحة في منطقة الجيب الفكي، الأورام الفكية، الرضوض على الفك المؤدية لحدوث الكسور بدورها مسببات لهذا النوع من النواسير.
أعراض الناسور الفموي
- سيلان قيحي من مسكن السن.
- سيلان أنفي قيحي أمامي خلفي.
- خروج هواء من فوهة الناسور عند الزفير بقوة.
- تكون نسيج حُبيبي ووذمة حول المسكن السني.
علاج ناسور الفم: عادةً النواسير الصغيرة التي يكون قطرها أقل من 5 ملم تغلق من تلقاء نفسها في حال عدم وجود حالة التهابية مرافقة، لكن في حالة التهاب الجيب الفكي يجب معالجة الالتهاب أولاً ثم إغلاق الناسور جراحياً،، تُستعمل عادةً في هذه الحالة شرائح حنكية أو شرائح من باطن الخد مع استئصال البشرة (الطبقة العليا) من الناسور.
أسباب وعلاجات الناسور الشرجي (Anal Fistula)
عبارة عن قناة صغيرة تتكون بين نهاية الأمعاء والجلد بالقرب من فتحة الشرج،، حيث يسبب الناسور الشرجي النزيف عند مرور البراز،، ويترافق ذلك بألم شديد في بعض الحالات بسبب التصريف المستمر لخراجات الشرج.
أسباب الإصابة بالناسور الشرجي
يعتبر الخراج الشرجي الأكثر شيوعاً بين أسباب حدوث الناسور الشرجي حيث تبدأ المشكلة عند حدوث عدوى جرثومية في الغدد الصغيرة الموجودة في القناة الشرجية وبالتحديد غدد هيرمان (Hermann Glands) مما يؤدي لحدوث خراج شرجي يحتوي على القيح، وبعد تفريغ الخراج من القيح سواء جراحياً أو تلقائياً يبقى مكان الخراج فارغاً وتتكون قناة صغيرة مفتوحة تكوِّن نواةً لتطور الناسور الشرجي.
من الأسباب الأخرى التي تساهم في حدوث الناسور الشرجي:
- التدرن (السل).
- داء كرون (Crohn’s Disease).
- الشقوق الشرجية.
- الأمراض المنقولة جنسياً (الكلاميديا).
- مرض الرتوج (Diverticular Disease).
- سرطان المستقيم.
أعراض الإصابة بالناسور الشرجي
تهيج الجلد حول فتحة الشرج وتورمه، خروج سوائل قيحية مترافقة بالدم أحياناً من فتحة الناسور،، الإمساك والألم المرتبط بحركات الأمعاء. في بعض الأحيان قد يسبب حدوث حمى.
علاج الناسور الشرجي
يتضمن العلاج شقين، الجراحي وغير الجراحي وذلك حسب طبيعة الناسور،، حيث أن العلاج غير الجراحي يعتمد في الوقت الراهن على تقنية تسمى غراء الفيبرين (لاصق أنسجة) يُحقن في القناة المتشكلة ويتم بعدها غلق الفتحة الخارجية للقناة،، يُترك الغراء ليتفاعل داخلياً حتى يسد القناة بشكل كامل،، لكن أبزر السلبيات في هذه الطريقة إمكانية عودة الناسور بعد فترة.
إن الحل الجراحي يبقى الحل الأمثل والأساسي في 95% من حالات الناسور الشرجي،، كما تختلف التقنيات المستخدمة في علاج الناسور الشرجي وذلك بحسب طبيعته، لكن تبقى النتيجة واحدة وهي استئصال مجرى (قناة) الناسور مع المحافظة على العضلات المعصرة الشرجية.
من هذه التقنيات على سبيل الذكر لا الحصر: فتح الناسور (Fistulotomy)،، استخدام رقعة من المستقيم (Advancement Rectal Flap)،، تقنية سيتون (Seton Techniques)، بالإضافة إلى الأدوية المساعدة مثل المضادات الحيوية وخافضات الحرارة إن لزم الأمر في بعض الحالات التي يسبب فيها الخراج الأولي ارتفاعاً في درجة الحرارة والمسكنات لتخفيف الألم المرافق إلى حين الشفاء التام.
ما هي أسباب وأعراض ناسور الولادة (Obstetric Fistula)؟
أو ما يعرف بناسور المهبل وغالباً ما يتكون بين المستقيم والمهبل(Recto - Vaginal Fistula) أو بين المثانة والمهبل (Vesico-Vaginal Fistula) إثر عملية ولادة عسيرة وعدم توفر العناية الطبية الكافية، ويعرف بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) بأنه: "إصابة أثناء الولادة تم إهمالها إلى حدٍ كبير، على الرغم من الأثر المدمر التي تسببه على حياة الفتيات والنساء المتضررات".
تحدث غالباً نتيجة ولادة متعسرة لفترات طويلة دون تدخل طبي عاجل في الوقت المناسب -غالباً قيصرية طارئة- حيث أن الضغط المتواصل من رأس الطفل على عظام حوض الأم يضر بالأنسجة الرخوة، ويخلق ثقباً أو ناسوراً بين المهبل والمثانة و /أو المستقيم. يحرم الضغط الأنسجة من تدفق الدم ما يؤدي إلى تآكلها.
في نهاية المطاف، الأنسجة الميتة تنزلق خالقةً ناسوراً الأمر الذي يُسبب تسرب مستمر في البول و/ أو البراز عن طريق المهبل."
أسباب الإصابة بناسور الولادة
أحد الأسباب الرئيسية لنشأة وتطور ناسور الولادة دخول المرأة الحامل في مخاض طويل دون الحصول على التدخل الطبي الضروري لمساعدتها والتخفيف من حدة آلامها،، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن غالبية النساء اللواتي يُصبن بناسور الولادة يستمر المخاض لديهن 3.8 يوم بالمعدل.
وهناك أسباب أخرى قد تكون عوامل مساعدة في حدوث ناسور الولادة مثل سوء التغذية،، عدم الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د،، طريقة تموضع الجنين في الرحم ليست مناسبة أو كتلة جسمه كبيرة،، التعرض لعملية ختان في الصغر، ويمكن أيضاً أن يكون السرطان أو التعرض للأشعة سبباً لحدوث الناسور المهبلي (ناسور الولادة).
وتلعب الأمراض المنقولة جنسياً دورا هاماً في حدوث ناسور الولادة مثل مرض الورم الحبيبي اللمفي.
أعراض الإصابة بناسور الولادة
إن انتقال البراز أو الغازات عبر المهبل مصحوبة أحياناً بالتهاب المهبل أو التهاب المجاري البولية السفلية تمثل أبرز الأعراض الواضحة للناسور المهبلي،، ويمكن أن يظهر بصورة إمساك أو اسهال دموي.
تترافق الإصابة بناسور الولادة بعدة مضاعفات محتملة منها:
- الإصابة بسلس البول أو سلس الغائط.
- التهاب الحويضة والكلية (Chronic pyelonephritis) أو موه الكلية (Hydronephrosis) أو الحصى في الكلية.
- الفشل الكلوي.
- جروح مهبلية داخلية وعسر الجماع.
- التهاب عظم العانة.
- التهاب الحوض وانقطاع الطمث وربما العقم.
- الإصابة بحالة تسمى الضفيرة القطنية (Lumber Plexus) أو تلف الأعصاب الشظوية (Peroneal Nerve Damage) والبدء بفقدان القدرة على التحكم بنصف الجسم السفلي تدريجياً.
علاج ناسور الولادة
عدد هؤلاء الجراحين في الوقت الراهن،، لذلك فإن اتخاذ إجراءات عامة للوقاية من الإصابة بناسور الولادة هو الحل الأفضل،، كما يمكن إيقاف هذه الظاهرة باتباع عدة خطوات مفيدة مثل:
- تأخير سن الزواج والإنجاب للمرأة.
- تعليم المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
- الاستعداد الكامل لعملية الولادة واتخاذ كافة الإجراءات الطبية في حال الحاجة لها ووجود أطباء على أهبة الاستعداد في حال حدوث طارئ.
- تطوير وعي المجتمع حول هذه الحالة ومخاطرها وخاصة في الدول الفقيرة والنامية.
في أغلب الأحيان تكون الجراحة الترميمية (Reconstructive Surgery) كافية لإصلاح وشفاء الناسور، لكن لسوء الحظ فإن معظم النساء المتضررات من هذه الإصابة في كثير من الأحيان لا يعرفن أن العلاج ممكن أو لا يستطعن الوصول إلى المرافق التي تتوافر فيها سبل العلاج،، حيث أن هذا العلاج الجراحي يتطلب جرَّاحين مُدَرَّبين تدريباً عالياً وذوي مهارة كبيرة لإجراء الإصلاحات اللازمة،، وفي الواقع يوجد نقص في الدول الفقيرة والنامية.
وفي الختام.. إن الانتباه الجيد للتغيرات المرضية التي تحدث مثل أعراض النواسير المختلفة أمر مهم لمنع حدوث الاختلاطات الخطيرة التي تحدث بسبب إهمال علاج النواسير أو علاجها بشكل خاطئ أو غير كامل، فالعلاج في المراحل المبكرة يقلل من احتمال النكس وحدوث اختلاطات لا عودة بعدها.