أسباب قشرة الرأس وطرق علاجها
يشغل المظهر الصحي للشعر بال الكثير من النساء والرجال على حد سواء، ومن أهم العوامل المساهمة في صحة وجمال الشعر هي فروة الرأس الصحية والعناية الصحيحة بها.
يمكن لتلك القشور البيضاء الجافة التي تعلق بين الأشعار أو تتساقط على الملابس أن تكون مشكلة محرجة ومزعجة خصوصاً لدى المجتمعات التي لا تزال تربط هذه المشكلة بقلة النظافة الشخصية، في هذا المقال سوف نتحدث بالتفصيل عن أسباب ظهور القشرة وطرق علاجها.
ما هي العوامل التي تؤدي إلى إصابة فروة الرأٍس بالقشرة؟
تقوم الفروة بإنتاج خلايا جديدة من الجلد وإطراح الخلايا القديمة بشكل تدريجي للحفاظ على صحتها، وعند اضطراب دورة التجديد تلك تصبح عملية الإنتاج أسرع من عملية الإطراح فتتراكم طبقات الجلد الميت على سطح الفروة وبين الأشعار، بالإضافة إلى هذا السبب يمكن للقشرة أن ترافق بعض الأمراض في الفروة مثل:
- التهاب الجلد الدهني: وهي حالة شائعة يحدث فيها فرط في نشاط الغدد الدهنية الموجودة في الجلد خصوصاً في منطقة الفروة بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل المنطقة خلف الأذن، الحاجبين وجانبي الأنف فتنمو في هذه المناطق الفطور ويصبح الجلد حاكاً، محمراً ومغطىً بالقشور الصفراء.
- أكزيما فروة الرأس: من الشائع أن تصاب فروة الرأس بالأكزيما فيصبح الجلد جافاً، حاكاً ومتقشراً، كما يمكن أن تأتي القشرة كإصابة ثانوية لأكزيما اليدين أو الصدفية.
- حساسية الجلد (أكزيما التماس): أي ظهور الأكزيما على الفروة كرد فعل تحسسي تجاه بعض المواد الاصطناعية التي تطبق عليها مثل صبغات الشعر، مثبتات الشعر، وبعض أنواع الشامبو.
- بعض الحالات الطبية الخاصة: أظهرت الدراسات أن مرضى داء باركنسون وغيره من الأمراض العصبية أكثر عرضةً للإصابة بالقشرة والتهاب الجلد الدهني، بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من نقص في المناعة أو يتعافون من أزمة صحية كبيرة.
- النظام الغذائي السيئ: تؤهب الحمية الغذائية الفقيرة بالزنك وفيتامينات B إلى الإصابة بالقشرة بحسب ما أظهرت الدراسات.
- العمر والجنس: تزداد الإصابة بالقشرة لدى البالغين والشباب أكثر من كبار العمر، كما تغلب عند الرجال أكثر من النساء لأن الهرمونات الذكرية تزيد من إفراز الدهون في البشرة.
من الجدير بالذكر أن القشرة لا تنتج أبداً عن قلة النظافة الشخصية إلا أنها تظهر بشكل أوضح عند الذين لا يغسلون شعرهم بشكل منتظم، كما أنها تزداد سوءاً في الجو البارد والجاف، إضافة إلى الشدة العاطفية أو الجسدية.
ما هي الحلول الممكنة لمشكلة القشرة؟ وما هي العلاجات الفعالة؟
يعتبر غسول الشعر المخصص للقشرة (الشامبو الطبي) هو العلاج الأساسي لهذه المشكلة وتتوافر في الأسواق أنواع كثيرة لهذه الغسولات، ينصح الأطباء بانتقاء الغسول الذي يحوي على أحد المكونات التالية:
- بيريثيون الزنك (Zinc Pyrithione): الذي يبطئ نمو الفطور.
- حمض الساليسليك (Salicylic Acid): الذي يساعد الفروة على تقشير وإزالة خلايا الجلد الميتة المتراكمة لكنه يملك أثراً جانبياً مزعجاً وهو جعل البشرة جافة جداً.
- كبريتيد السيلينيوم: الذي يقوم بإنقاص كمية الدهون الطبيعية المفرزة من الفروة.
- كيتوكونازول: (مضاد للفطور يقضي على الفطر المساهم في المرض يمكن استعماله لدى جميع الأعمار)
- القطران: فهو مادة مضادة للفطريات، ولكنه يملك عدداً من الآثار الجانبية مثل زيادة احتمال التسرطن بجرعاته العالية، وزيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس.
لابد من قراءة تعليمات الاستخدام وتطبيقها بدقة لمدة شهر على الأقل قبل أن تستطيع الحكم على فعالية غسول دون عن الآخر، فمن الشائع أن يضطر الشخص إلى تجريب أكثر من علاج حتى يقرر ما يناسبه، كما يمكن أن يقل عدد مرات الاستخدام مع مرور الوقت واستقرار أعراض القشرة ليقتصر مثلاً على مرة في الأسبوع، لكنه غالباً ما تعاود القشرة الظهور عند إيقاف استخدام الشامبو نهائياً.
تعتبر القشرة مشكلة بسيطة وسليمة لا تتطلب استشارة الطبيب عادةً إلا في الحالات التالية:
- فشل الشامبو المضاد للقشرة في تحسين الأعراض بعد استخدامه لمدة شهر على الأقل.
- في حال كانت القشرة شديدة جداً أو الحكة المرافقة لها مزعجة جداً.
- ظهور أعراض الالتهاب الذي قد يحدث بسبب خدش الفروة أثناء الحك مثل تورم واحمرار فروة الرأس.
- في حال كنت تعاني من نقص في المناعة لأي سبب كان، سواء الخضوع للعلاج الكيماوي، الإصابة بنقص المناعة المكتسب (الإيدز) أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
لماذا يصاب الأطفال بالقشرة؟ وما هو علاجها؟
يمكن أن يصاب الأطفال الرضع خصوصاً خلال الشهرين الأولين من حياتهم بالقشرة على شكل بقع صغيرة من القشور الصفراء الملتصقة بجلد الفروة وتعرف عندها هذه الحالة السليمة باسم "قبعة المهد" والتي هي شكل من أشكال التهاب الجلد الدهني الذي يصيب الأطفال الأكبر سناً والبالغين وهي شائعة جداً، سليمة ونادراً ما تكون حاكة أو مزعجة للطفل.
لا تعتبر قبعة المهد مرضاً معدياً أبداً كما لا علاقة لها بقلة النظافة الشخصية أو الحساسية ويبقى السبب المباشر وراء إصابة الأطفال بها غير معروف حتى الوقت الراهن، لكن حديثاً تم ربط حدوثها ببعض العوامل منها:
- المستويات العالية من دهون البشرة في المنطقة المصابة.
- وجود رد فعل تحسسي من قبل جلد الفروة تجاه نمو أحد الفطور المسماة بالملاسيزيا.
غالباً ما تزول بقعة القشور تلك من تلقاء نفسها سواء مع العلاج أو من دونه خلال أسابيع أو أشهر وفيما يلي بعض النصائح لتخفيف تراكم هذه القشور على الفروة:
- الغسل المتكرر لشعر الطفل باستخدام شامبو الأطفال الخاص ومن ثم تمشيطه بلطف بفرشاة ناعمة لكشط القشور الرطبة بعد الاستحمام.
- إغراق القشور بواسطة قطعة قماش بالزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون أو الزيوت المخصصة للأطفال ومن ثم غسلها بالشامبو في الصباح.
لا حاجة غالباً لزيارة الطبيب عند إصابة الطفل بقبعة المهد إلا في حال حدث تورم للجلد في المنطقة المصابة أو ظهور علامات الالتهاب عليها أو امتدت إلى مناطق أخرى في الجسم، تبدي المنطقة المصابة استجابة واضحة للعلاج بهذه الطرق في معظم الحالات وبحال استمرت البقعة على الرغم من تطبيق الزيوت والشامبو قد يلجأ الطبيب عندها إلى وصف مرهم مضاد للفطور بالإضافة إلى ما سبق.
لابد أيضاً من تنبيه الأهل إلى ضرورة عدم نزع القشور باليد بل انتظارها حتى تسقط من تلقاء نفسها بعد الغسل المتكرر لأنها تزيل معها الطبقة السطحية من جلد الفروة وتترك جروحاً وخدوشاً قد تصاب بالالتهاب، وفي حال لاحظ الأهل حدوث ذلك يجب عليهم تعقيم المنطقة بالمطهرات بشكل متكرر وتجنيبها جميع المواد الكيميائية لحمايتها من التهيج ريثما تشفى.
- جفاف الفروة بريء من تهمة القشرة، بل على العكس من ذلك تماماً فالقشرة تنتج من تراكم الدهون المفرزة من جريبات الأشعار في الفروة عند الأشخاص الذين يعانون من فرط إفراز الغدد الدهنية بالإضافة إلى نمو الفطور التي تتغذى على هذه الزيوت وإسهامها في تفاقم حالة القشرة وجعلها معنّدة على العلاج.
- يجب عليك غسل الشعر بشكل متكرر:
في فروة الرأس الطبيعية ينصح الأطباء بعدم الإكثار من غسيل الشعر لأن الغسيل المتكرر يحرم جريبات الأشعار من الغذاء الطبيعي الموجود في الزيوت المفرزة من الغدد الدهنية في الفروة، أما لدى المصابين بالقشرة تنعكس هذه النصيحة فيصبح الغسيل المتكرر هو أحد أركان العلاج للتخلص من تراكم الدهون على الفروة.
- ليس من الضرورة أن تكون جميع حالات الحكة في الفروة ناجمة عن القشرة، فإذا لم تتحسن الحكة مع استخدام الشامبو المخصص للقشرة بعد شهر من العلاج يجب عندها البحث عن أسباب أخرى كالإصابة بالصدفية (مرض جلدي مجهول السبب يترك لويحات بيضاء حاكة على الجلد والفروة) أو الحكة الناتجة عن التحسس من أحد المواد الكيميائية المستخدمة.
- لا يمكن الشفاء تماماً من القشرة فهي حالة مزمنة بل يمكن فقط السيطرة على أعراضها، ففي حال كنت من الأشخاص المؤهلين للإصابة بالقشرة (الرجال، أصحاب البشرة الدهنية أو ناقصي المناعة) ستعاود الظهور في كل مرة تتوقف فيها عن استخدام العلاج، ولهذا يمكن لأصحاب البشرة الدهنية أن يقوموا بضربة استباقية واتباع علاج وقائي للقشرة باستعمال الشامبو المخصص لها واتباع حمية غذائية غنية بالزنك والفيتامينات وفقيرة بالدسم المشبع.
- تزداد شدة الأعراض خلال الشتاء والخريف بسبب الجلوس بجانب المدفأة والبقاء في الجو الدافئ الأمر الذي يزيد من تعرق الفروة وإفراز الدهون فيها.
ختاماً.. تشكل القشرة حالة جلدية شائعة جداً لكنها من دون شك محرجة جداً للبعض عندما تتساقط على الأكتاف والملابس ومزعجة نظراً للحكة التي ترافقها، لكنها تغدو عند الاهتمام بصحة فروة الرأس وتطبيق التعليمات المنصوح بها حالة سليمة يمكن السيطرة عليها بكل بساطة.