مرض الصدفيّة (Psoriasis) وطرق العلاج الطبيعية والدوائية

ما هو مرض الصدفية؟ أسباب الصدفية وأكثر الناس عرضة للإصابة بالصدفية، علاج الصدفية بالطرق الدوائية وعلاج الصدفية بالطرق الطبيعية، ومعلومات مهمة عن مرض الصدفية
مرض الصدفيّة (Psoriasis) وطرق العلاج الطبيعية والدوائية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تُعدّ الصدفيّة واحدةً من أكثر الأمراض الجلديّة شيوعاً لتتسارع في هذه الحالة أحداث دورة حياة الخليّة، الأمر الذي يؤدي لحدوث تراكم سريع لهذه الخلايا على سطح الجلد، ومن ثمّ فإنّ هذه الكميّة الإضافيّة من الخلايا ستشكّل قشوراً وبقعاً جلديّةً حمراء تُعطي شعوراً بالحكّة أو الألم في بعض الأحيان، وهي من الأمراض المزمنة (تستمر لفترة طويلة) التي تأتي وتذهب، لكن ولحسن الحظ فهناك الكثير من الخيارات والخطط العلاجية الموجودة في يومنا هذا والتي  تساعدك في التغلب على هذا المرض، كما فعلت مابيلين كابيلوج (Mabelynn Capelui) التي هزمت الصدفيّة وحصلت على لقب ملكة جمال كاليفورنيا لعام 2013م. 

لايزال حتّى يومنا هذا من غير المعروف بدقّة ما السبب الأساسي للصدفيّة، لكن يعتقد العلماء بأنّ الصدفيّة عبارة عن نتيجة لتضافر  بين مجموعة من العوامل الوراثية والبيئيّة وبين الجهاز المناعي.

  1. الرابط الوراثي للإصابة بالصدفيّة: إذا كنت مصاباً بالصدفيّة فعلى الأغلب أن أحداً آخر من عائلتك مصابٌ بها أيضاً، وذلك لكون الوراثة تلعب دوراً مهمّاً في حدوث الصدفيّة، حيث تُشير التقارير الطبيّة إلى أنّ شخصاً واحداً من أصل كل 3 أشخاص مصابين بالصدفيّة لديه قريب مصابٌ بها أيضاً، فتشير الأبحاث المتعلّقة بالصدفية إلى أن نسبة 10% من البشر قد يكونون حاملين لواحدةٍ أو أكثر من المورّثات التي تجعلهم معرّضين لتطور المرض لديهم، إلّا أنّ نسبة 2-3 % فقط من حملة هذه المورّثات هم من سيصابون بالصدفيّة بالنهاية.
  2. العوامل البيئيّة التي تزيد من مخاطر الإصابة بالصدفيّة: قد تعمل بعض العوامل الموجودة في البيئة المحيطة بنا على إطلاق الزناد لتلك المورّثات المسؤولة عن إصابتنا بالصدفيّة حتّى تتفعّل، وتختلف هذه العوامل من شخصٍ لآخر، فما سبّب الصدفية لصديقك قد لا يملك أي تأثير عليك. تتضمن بعض الأمور المعروفة بتأثيراتها المُطلقة للمرض:
    • التوتر.
    • الإصابات الجلديّة كالجروح والخدوش، لسعات البعوض، حروق الشمس الشديدة.
    • الإنتانات (كالتهاب الحلق بالجراثيم العقديّة، القلاع).
    • بعض الأدوية مثل الليثيوم الذي يوصف لعلاج الاضطراب ثنائي القطب (اضطراب نفسي يختبر فيه المريض نوبات متتالية من الاكتئاب والهوس)، مضادات الملاريا، الكوينيدين Quinidine))، الإندوميثاسين (Indomethacin) (مضاد التهاب لا ستيروئيدي)، أدوية ارتفاع الضغط الشرياني كحاصرات بيتا واليود.
    • التدخين: لا يزيد التدخين من خطر الإصابة بالصدفية فحسب بل يزيد من شدّة المرض أيضاً.
    • استهلاك كميّات كبيرة من الكحول.
    • عوز فيتامين D.
  3. الجهاز المناعي ودوره في الإصابة بالصدفيّة: ينبغي على جهازك المناعي أن يقوم بحمايتك عندما يدخل زائرٌ غير مُرحّبٍ به إلى جسمك كفيروسٍ أو جرثومةٍ ما، لكن وفي بعض الأحيان قد يرتكب هذا الجهاز خطأً ما ليعتقد أن الخلايا السليمة لجسدك؛ عضويات ضارّة فيبدأ عندها بالهجوم عليها، وبالرغم من أنّ العلماء لا يعرفون بالضبط سبب الصدفيّة، إلّا أنّهم يعتقدون أنّ للجهاز المناعي دوراً أساسيّاً في الإصابة بها.
    •  يبدأ جهازك المناعي بالعمل بشكل زائد عندما تصاب بالصدفيّة، فيبدأ حدَث التهابيّ بالتفعّل داخل جسمك ظاهراً بأعراض الصدفيّة على سطحه.
    • وما يتم هنا إنتاج كميّات أكبر من الخلايا الطبيعيّة التي يتم دفعها باتجاه السطح بشكل أسرع بكثير مما يحصل في الحالة الطبيعيّة التي تأخذ مدّة شهرٍ أو عدّة أسابيع لتصبح بضعة أيام فقط في حالة الصدفيّة.
    • والآن لن يعود جسمك قادراً على التخلص من هذه الخلايا الجلديّة بتلك السرعة، عندها ستبدأ بالتراكم فوق سطح جلدك.
    • وفي الواقع فإن البقع الحمراء السميكة (تدعى باللويحات) ما هي إلّا تراكم لكثير من الخلايا الجلديّة.
animate

تعمل الأدوية المستخدمة في علاج الصدفيّة على إنقاص الالتهاب وتنظيف الجلد، إلّا أنها لا تستطيع أن تعالج المرض بشكل نهائي، ويمكن تقسيم هذه العلاجات إلى ثلاثة أصناف رئيسيّة:

  • العلاجات الموضعيّة.
  • العلاج بالضوء.
  • الأدوية الجهازيّة (الحبوب والحُقن).
  • العلاجات الطبيعية وعلاج الصدفية بالأعشاب

يقوم الطبيب المختص بتحديد نوعة العلاج المناسب مع مراقبة تطور الشفاء والأعراض، وسنقوم فيما يلي بذكر تفاصيل كل نوع من أنواع علاج الصدفية بالتفصيل الممكن.

المقصود بالعلاج الموضعي الأدوية التي يتم استخدامها في موضع الآفة فقط على عكس العلاج الجهازي الذي يؤثّر على كلِّ أجزاء الجسم، يمكن استعمال بعض المراهم والكريمات لوحدها لتُعطي نتائج جيدّة جداً في الحالات الخفيفة والمتوسّطة من الصدفية، بينما غالباً ما  تحتاج أن تشارك الكريم الذي تستعمله مع الحبوب الدوائيّة أو العلاج الضوئي في حال كنت تعاني من حالة صدفيّةٍ أكثر شدّة، وتتضمن العلاجات الموضعيّة للصدفيّة ما يلي:

  1. الستيروئيدات القشريّة الموضعيّة: الأدوية الأكثر وصفاً من قبل الأطباء لعلاج حالات الصدفيّة الخفيفة ومتوسّطة الشدة، تُنقص هذه الأدوية من الالتهاب وتُخفّف من الحكّة كما يمكن استعمالها بالمشاركة مع العلاجات الأخرى.
    • عادة ما يتم وصف مراهم الستيروئدات القشرية الخفيفة لعلاج المناطق الحساسة كالوجه وطيّات الجلد، ولعلاج البقع المنتشرة من الجلد المتأذّي، في حين قد يقوم طبيبك بوصف مراهم الستيروئيدات القشريّة الأقوى لعلاج المناطق الأقل حساسيّة أو التي يكون علاجها أصعب.
    • قد يسبّب الاستعمال طويل الأمد لهذه الأدوية أو الإفراط في استخدامها لزيادة ثخانة الجلد، كما قد تتوقف الستيروئيدات القشريّة الموضعيّة عن العمل بعد فترة من الزمن، لذلك فمن المفضّل أن تستعملها لمدّة قصيرة خلال هجمات الصدفيّة.
  2. مقلّدات فيتامين D: تُبطئ هذه المركبات الصنعية للفيتامين D؛ من السرعة التي تنمو بها خلايا جلدك، من هذه المقلّدات نذكر دواء الكالسيبوتراين (Calcipotriene) الذي يأتي على شكل محلول أو كريم يحوي شبيهاً بالفيتامين D، يعالج الحالات الخفيفة والمتوسطة الشدّة من الصدفية بالتزامن مع الأدوية الأخرى التي تأخذها، لكن قد يؤدي هذا الدواء لحدوث تهيّج في جلدك.
  3. الأنثرالين (Anthralin): يساعد هذا الدواء في الإبطاء من سرعة نمو خلايا الجلد، كما أنه مفيد في إزالة القشور وجعل الجلد أكثر نعومة لكنّه قد يهيّج الجلد أيضاً، فيترك بقعاً على أي شيء يلمس به، غالباً ما يتم تطبيقه على الجلد لمدّة قصيرة ليتم غسل هذه المنطقة بشكل جيّد بعد ذلك.
  4. الريتينوئيدات الموضعيّة (Topical Retinoids): عبارة عن مشتقات للفيتامين A تفيد في إنقاص الالتهاب الحاصل، ويشكّل تهيّج الجلد أكثر الآثار الجانبيّة التي تسبّبها شيوعاً، كما قد تزيد من حساسيّة الجلد تجاه أشعة الشمس، لذلك فكّر باستعمالك لمرهم جلدي قبل أن تخرج أثناء النهار، لكن خطر ولادة أطفال مصابين بتشوّهات خلقيّة كنتيجة لاستعمال الريتينوئدات الموضعيّة أقل بكثير مقارنة بالخطورة الناتجة عن استعمال حبوب الريتينوئيدات (الريتينوئيدات الجهازيّة)، ومع ذلك فمن غير المنصوح به أن تأخذي هذه الأدوية في حال كنتِ مرضعاً أو حاملاً أو لديك نيّة الحمل بطفل.
  5. مثبطات الكالسينورين (Calcineurin Inhibitors): تُنقص من الالتهاب ومن تراكم لويحات الصدفيّة، من هذه الأدوية التاكروليموس (Tacrolimus) والبيميروكليموس (Pimecrolimus).
    • لا يُنصح بالاستعمال الطويل أو المستمر لمثبطات الكالسينورين؛ لاحتمال قيام هذه الأدوية برفع خطورة الإصابة بسرطانات الجلد أو اللمفومات (سرطانات على حساب الخلايا اللمفاويّة).
    • تفيد هذه المركبات على وجه الخصوص عند استعمالها على المناطق ذات الجلد الرقيق مثل  منطقة حول العينين، حيث تكون الستيروئيدات القشريّة أو الريتينوئيدات مخرّشةً جدّاً أو ذات تأثيرات مؤذية.
  6. حمض السالسيليك (Salicylic Acid): يُعد حمض السالسيليك متاحاً للاستعمال من دون وصفة، وهو يعمل على سلخ ونزع الخلايا الميّتة ويُنقص من تشكّل القشور.
    • يتم في بعض الأحيان مشاركة هذا الدواء مع غيره من الأدوية، كالستيروئيدات القشرية الموضعيّة أو مع قطران الفحم بهدف الزيادة من فعاليته.
    • يوجد حمض السالسيليك ضمن تركيبة بعض الشامبوهات الطبيّة أو محاليل فروة الرأس كعلاج للنوع الذي يصيب الرأس من الصدفيّة.
  7. قطران الفحم: يُشتق من الفحم، له خصائص مفيدة في إنقاص الحكّة والالتهاب و التقليل من تشكّل القشور.
    • قد يؤدي هذا الدواء إلى حدوث تهيج في الجلد، كما أنّه يترك بقعاً على الملابس وأغطية النوم، بالإضافة لامتلاكه رائحة قويّة.
    • يوجد قطران الفحم ضمن بعض الشامبوهات والكريمات والزيوت الممكن شراؤها دون الحاجة لوصفةٍ طبيّة، بينما تُباع التراكيز الأعلى منه في الصيدليّات فقط عند حيازتك لوصفة طبية، لا يُنصح بأخذ هذا الدواء عند النساء الحوامل أو المرضعات.
  8. المرطبات: لا تقوم الكريمات المرطّبة بشفاء الصدفيّة في حال استعمالها لوحدها، إلّا أنّها تعدّ مفيدة للإنقاص من الحكّة وتشكّل القشور  وللوقاية من جفاف الجلد، وتُعد المرطبات الموجودة ضمن المراهم أكثر فعاليةً من تلك الموجودة ضمن الكريمات والغسولات، قم بتطبيق المرطّبات مباشرة بعد الاستحمام لتقوم بحبس الرطوبة.

يعتمد هذا النوع من العلاج على استعمال الأشعة فوق البنفسجة الموجودة في الضوء سواء الطبيعي أو الصُنعي منه، إنّ أسهل وأبسط أشكال العلاج الضوئي تتمثّل بتعريض جلدك لكميّات مضبوطة من أشعة الشمس.
تتضمن الأشكال الأخرى للعلاج الضوئي استعمال الأشعة فوق البنفسجيّة الصنعيّة من النمط أ (UVA) أو من النمط ب (UVB)، إمّا كُل منهما لوحده أو بالمشاركة مع الأدوية الأخرى، ونذكر من طرق العلاج الضوئي ما يلي:

  1. أشعة الشمس: يفيد التعرض للأشعة فوق البنفسجيّة الموجودة ضمن ضوء الشمس أو الضوء الصنعي في الإبطاء من سرعة تشكّل القشور وفي الإنقاص من الالتهاب. فقد يحسّن التعرّض اليومي القصير الأمد لكميّات قليلة من أشعة الشمس من حالة الصدفيّة، لكنّ التعرضّ المكثّف يزيد من شدّة الأعراض سوءاً ويسبّب أذيّةً للجلد.
  2. العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجيّة من النمط (UVB): قد يفيد التعرّض للـ (UVB) من مصدر صُنعي في التحسين من أعراض الصدفيّة الخفيفة أو المتوسطة الشدّة.
    • يمكن استعمال العلاج الضوئي بالـ (UVB) لعلاج البقع الوحيدة، كذلك الصدفيّة المنتشرة وتلك المقاومة للعلاج بالأدوية الموضعيّة.
    • قد تُحدث هذه الأدوية آثاراً جانبيّةً قصيرة الأمد مثل الاحمرار، الحكّة، جفاف الجلد، هنا يفيد استعمال المرطب في الإنقاص من حدّة هذه الآثار.
  3. علاج جويكرمان (Goeckerman Therapy): يعمل بعض الأطباء على مشاركة العلاج بالأشعة فوق البنفسجيّة من النمط ب (UVB) مع قطران الفحم بذات الوقت فيما يُعرف بعلاج جويكرمان، يملك كلا العلاجين معاً فعاليّةً أكبر مقارنة بفعاليّة كُلّ منهما على حدى، حيث يزيد قطران الفحم من تأثّر الجلد بالأشعة فوق البنفسجية من النمط ب.
  4. الأشعة فوق البنفسجية نمط أ مع السورالين (PUVA: Psoralen plus Ultraviolet A): يتضمّن هذا النوع من العلاج الكيميائي الضوئي قيام المريض بأخذ دواء السورالين (Psoralen) قبل جلسة العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجيّة من النمط أ (UVA) والذي يزيد من حساسيّة الجلد لهذه الأشعة.
    • تخترق ال(UVA) طبقاتٍ أعمق من الجلد مقارنة بال(UVB) ، في حين يجعل الـ (Psoralen) الجلد أكثر استجابة لل(UVA).
    • يتم استخدام هذا النوع من الأشعة في علاج حالات الصدفيّة الأكثر شدّة، إلّا أن هناك مجموعة من الآثار الجانبيّة لهذا العلاج والتي تستمر لفترة قصيرة تتضمن الغثيان، الصداع، الحروق والحكّة، بالإضافة لآثارٍ أخرى أطولُ أمداً كجفاف الجلد وتجعّده، ظهور النمش، زيادة الحساسيّة لأشعة الشمس، أيضاً زيادة خطر الإصابة بسرطانات الجلد ومنها الميلانوما.
  5. الإكزايمر ليزر (Excimer Laser): يُستخدم هذا النمط من العلاج الضوئي في حالات الصدفيّة الخفيفة والمتوسّطة الشدّة، وهو يعالج الجلد المتضرّر فقط دون أن يسبّب الأذى للجلد السليم.
    • يتم توجيه حُزم من الـ (UVB) على لويحات الصدفيّة للسيطرة على الالتهاب الحاصل والحد من تشكّل القشور.
    • يتميّز العلاج بالإكزايمر ليزر بجلسات العلاج القليلة مقارنةً بالنمط التقليدي من العلاج الضوئي، وذلك بسبب استعمال تركيز أكبر من الـ (UVB). تتضمن الآثار الجانبيّة له احمراراً في الجلد وتشكّلاً للبثور.

قد يقوم طبيبك باقتراح أخذك للحبوب والحقن الدوائيّة الخاصّة بالصدفيّة عندما يكون المرض شديداً أو مقاوماً لأنماط العلاج الأخرى، يُعرف هذا النمط من العلاج باسم العلاج الجهازي.
يسبب العلاج الجهازي آثاراً جانبيّة شديدة أو قد يتداخل مع العلاجات الأخرى لهذا يُنصح بأخذ بعض أدويته لمدّة قصيرة من الزمن، ومنها:

  1. الريتينوئيدات الجهازيّة (Systemic Retinoids ): من مشتقّات الفيتامين A، تساعدك هذه الأدوية في حال كنت تعاني من الصدفية الشديدة التي لا تستجيب للأنواع الأخرى من العلاج، ومن آثارها الجانبيّة التهاب الشفتين وتساقط الشعر، كما أن بعض أدوية مجموعة الريتينوئيدات مثل: دواء الاسيترتين (Acitretin) تسبّب عيوباً خلقيّة شديدة لدى الأجنّة، فعلى النساء تأجيل الحمل لمدّة ثلاث سنوات بعد أخذ هذا الدواء.
  2. الميتوتركسات (Methotrexate): يُؤخذ الميتوتركسات عن طريق الفم، يساعد على تخفيض الإنتاج من الخلايا الجلديّة الجديدة ويعمل على كبح الالتهاب الحاصل، غالباً ما يمكن تحمّل هذا الدواء بشكل جيد في حال إعطائه بجرعات صغيرة مع إمكانية تسببه بنقصٍ في الشهيّة وألم معدي أو تعب، كما يمكن للميتوتركسات أن يسبب مجموعة من الآثار الجانبيّة الخطيرة عند أخذه لفترات طويلة، مثل أذية الكبد الشديدة ونقص إنتاج نقي العظام للصفيحات الدمويّة ولكريّات الدم الحمر والبيض.
  3. السايكلوسبورين (Cyclosporine): يعمل السايكلوسبورين عن طريق تثبيط الجهاز المناعي، كما أنّه مشابه للميتوتركسات من حيث الفعاليّة، لكن لا يمكن إعطاؤه إلّا لفترة زمنيّة قصيرة، وكل مثبّطات المناعة فإنّ السايكلوسبورين يزيد من خطر الإصابة بالإنتانات والمشاكل الصحيّة الأخرى بما فيها السرطان، كما أن هذا الدواء يجعلك أكثر عرضةً للمشاكل الكلويّة ولارتفاع ضغط الدم، لتزداد هذه الخطورة مع زيادة الجرعة ومدّة العلاج.
  4. الأدوية التي تعدّل على الجهاز المناعي: يُستخدم العديد من هذه الأدوية لعلاج الحالات المتوسّطة والشديدة من الصدفيّة، ومنها:
    • إتانيرسيبت (Etanercept).
    • إنفليكسيماب (Infliximab).
    • أداليموماب (Adalimumab).
    • يوستيكينوماب (Ustekinumab).
    • غوليموماب (Golimumab).
    • أبريميلاست (Apremilast).
    • سيكوكينوماب (Secukinumab).
    • إيكسيكيزوماب (Ixekizumab).
    • يتم إعطاء معظم هذه الأدوية عن طريق الحقن ما عدا الأبريميلاست (عن طريق الفم)، غالباً ما تُستعمل لدى الأشخاص الذين فشل علاجهم بالطرق التقليديّة أو أولئك المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي (اجتماع مرض الصدفيّة مع التهاب المفاصل).
    • يجب توخّي أشد الحذر عند استعمال الأدوية المعدّلة للمناعة وذلك لامتلاكها تأثيراتٍ خطيرة على الجهاز المناعي، ما يؤهّب للإصابة بالإنتانات المهدّدة للحياة، ويجب على وجه الخصوص إجراء الاختبارات الكاشفة لمرض السل بشكل دوري.
  5. أدوية أخرى: يمكن استعمال الثيوغوانين (Thioguanine) والهيدروكسي يوريا (Hydroxyurea) عند عدم القدرة على إعطاء الأدوية السابقة.

يُزعم أن هناك مجموعة من العلاجات البديلة القادرة على التخفيف من أعراض الصدفية كاتّباع بعض الأنظمة الغذائيّة الخاصّة أو استعمال الكريمات، المكمّلات الغذائيّة أوالأعشاب.
في حين لم يتم وبشكل حاسم إثبات فعاليّة أي مما سبق، إلّا أنّ بعضاً من العلاجات البديلة تُعتبر آمنة بشكل عام، وربّما تحمل فائدة لدى بعض الأشخاص في الإنقاص من أعراض وعلامات المرض كالحكّة وتشكّل القشور، ويُنصح بأخذها فقط بالنسبة لحالات الصدفيّة الخفيفة، نذكر من هذه الوسائل الطبيعية:

  1. صبار الألوفيرا (Aloe Vera): قد تفيد الكريمات المستخرجة من أوراق نبات صبّار الأولوفيرا في التقليل من الاحمرار، تشكّل القشور، الحكّة، الالتهاب أيضاً، ربّما ستحتاج لاستعمال هذا الكريم عدّة مرّات في اليوم لمدّة شهر أو أكثر حتى تبدأ بملاحظة ظهور النتائج.
  2. زيت السمك (Oil Fish): ربّما تكون الحموض الدسمة من نوع أوميغا-3 (Omega-3) الموجودة في زيت السمك؛ مفيدةً في الإنقاص من الالتهاب المرتبط بالصدفيّة، وبالرغم من تضارب نتائج الدراسات حيال مصداقيّة فعاليّتها إلّا أنّ تناولك اليومي لـ 3غرامات أو أقل من زيت السمك يعدّ آمناً بشكل عام، بالإضافة لامتلاكه فوائد صحيّة أخرى.
  3. عنب الأوريجون (Oregon Grape): قد يفيد التطبيق الموضعي لعنب الأوريجون في إنقاص الالتهاب وإراحتك من أعراض الصدفيّة

في حال كنت تفكّر باستعمال المكمّلات الغذائيّة أو غيرها من الخيارات التي يقدمها هذا العلاج فإن استشارتك للطبيب  تساعدك على المقارنة بين إيجابيّات وسلبيّات العلاجات البديلة.

بالرغم من أن تدابير العناية الذاتيّة لن تفيد في الشفاء من مرض الصدفيّة إلّا أنها قد تقدّم مساعدة كبيرة في تحسين مظهر الجلد المتأذي، بعض النصائح التي قد تكون مفيدة لك:

  1. استحم بشكل يومي: يساعد الاستحمام اليومي في إزالة القشور وفي تسكين الجلد الملتهب، كما يمكنك أن تضيف زيت الاستحمام، دقيق الشوفان الرغوي، أملاح الإبسوم، ملح البحر الميّت إلى مياه حوض الاستحمام قبل أن تسترخي فيه لمدّة عشر دقائق، قم بالتجفيف اللطيف لجلدك بعد ذلك.
  2. تجنّب الماء الساخن والصوابين المخرّشة؛  كونها ستزيد الأعراض سوءاً، وبدلاً من ذلك استعمل المياه الفاترة والصوابين الحاوية على الزيوت والشحوم.
  3. استعمل المرطّبات:  بعد أن تستحم ادهن جسمك بالمراهم المرّطبة، وفي الوقت الذي لا يزال فيه جلدك رطباً، قد تكون الزيوت مفضّلةً أكثر على المراهم في حال كون الجلد جافّاً جدّاً، فالزيوت وبالمقارنة مع الكريمات والغسولات تبقى لوقت أطول، كما أنّ لها قدرة أكبر على منع تبخّر الماء الموجود على سطح الجلد. 
  4. قد تحتاج لاستعمال المرطّبات عدّة مرّات يوميّاً في حال كان الجو بارداً أو جافّاً.
  5. قم بتعريض جلدك فترات قصيرة لأشعّة الشمس: يفيد التعرّض لكميّات مضبوطة من أشعة الشمس في التحسين من حالة الصدفيّة، لكنّ كثيراً من الشمس قد يحرِّض حدوث الصدفيّة أو يزيدها سوءاً، كما أن الكثير من أشعة الشمس يرفع من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
  6. بدايةً اسأل طبيبك عن ماهيّة أفضل طرق الاستفادة من أشعة الشمس،يمكنك أن تتنزّه وتمضي بعض الوقت في الحديقة نهاراً، ولا تنسَ أن تقوم بحماية أجزاء الجلد التي لا تشملها الصدفيّة بواسطة الواقيات الشمسيّة.
  7. تجنّب العوامل المطلقة للصدفيّة إن أمكن ذلك: قم باكتشاف الأمور التي تحرّض حدوث الصدفيّة لديك، ومن ثم اتخذ الخطوات المناسبة لتتجنبها، حيث يُعدُّ كلٌّ من الإنتانات وأذيّة الجلد، كذلك التدخين التعرض المكثّف لأشعة الشمس عواملاً شائعة لزيادة الصدفيّة سوءاً.
  8. تجنّب شرب الكحول والتدخين: قد يؤدي استهلاك الكحول إلى التخفيض من فعاليّة بعض علاجات الصدفيّة التي تأخذها، لهذا يفضّل أن تتجنّب شرب الكحول في حال كنت مصاباً بالصدفيّة، أو أن تعتدل بشربه على أقل تقدير.

وختاماً.. نخبرك بأنّه يوجد حالياً العديد من الأدوية الجديدة يتم اختبارها تحمل مستقبلاً واعداً في علاج الصدفيًة، ولا تنسَ أن تلتزم بتعليمات الطبيب وأن تسأله عن أي شيء يلتبس بالغموض.