فوائد الطماطم لصحة الجسم والعناصر الغذائية في البندورة
دخلت الطماطم المطبخ العربي من أوسع أبوابه، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ في العديد من الوصفات العربية بسبب مذاقها الرائع وسهولة طبخها. لا تشتهر الطماطم بسبب نكهتها وحسب، بل تشتهر بالفوائد العديدة التي تقدمها لصحة الإنسان العامة. سنتعرف في هذا المقال سويةً على تاريخ الطماطم وفوائدها والآثار الجانبية لتناولها والعناصر الغذائية التي تحتويها، تابعوا معنا.
ما هي الآثار الإيجابية للطماطم على صحتنا؟
تصنف الطماطم على أنها من أنواع والفواكه والخضراوات في الوقت ذاته، وتعتبر جزء لا يتجزأ من الأطباق حول العالم ولا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط. تقدم الطماطم فوائد صحية مذهلة لجسم الإنسان، سنتعرف إليها معاً ضمن هذه الفقرة.
الطماطم ومضادات الأكسدة
تحتوي الطماطم على كمية كبيرة من الليكوبين (نوع من أنواع الصبغات العضوية التي توجد بشكل طبيعي في الخضراوات والفواكه كالطماطم)، وهو مضاد أكسدة فعال جداً في تنظيف الجذور الحرة المسببة للسرطانات في الجسم. لا تفقد الطماطم هذه المادة بعد تعرضها للحرارة أو الغليان كبقية الخضراوات والفواكه، بل تحافظ عليها حتى وإن قمنا بتحويلها إلى كاتشب.
أثبتت الدراسات إلى أن الليكوبين الموجود في الطماطم فعال في مكافحة سرطان البروستات بالإضافة إلى بعض حالات سرطان الثدي. كما تشير دراسات أخرى إلى أن هذا المركب الموجود في الطماطم يساعد في منع سرطان الخلايا الكلوية.
الطماطم وصحة القلب
يساعد الليكوبين الذي تحدثنا عنه في فقرتنا السابقة في أمور أخرى غير الوقاية من السرطانات، حيث أكدت بعض الدراسات أن مفعوله الوقائي قوي ضد حالات أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تقول الأبحاث أن الاستهلاك المنظم للطماطم وعصيرها يقلل من مستويات الكوليسترول المنخفض الكثافة ومن الدهون الثلاثية في الدم. بالطبع تعتبر هذه الدهون سبباً رئيسياً لأمراض القلب والأوعية الدموية وترسب الدهون في هذه الأوعية.
الطماطم والتدخين
تحتوي الطماطم على حمض الكومباريك وحمض الكلوروجينيك الذين يستطيعون مكافحة النتروزامين (المواد المسرطنة الرئيسية الموجودة في السجائر). كما تعتبر الطماطم غنية بفيتامين A الذي أثبتت الدراسات أثره في الحد من خطر السرطان الناجم عن التدخين. وبالعودة إلى مركبنا الرائع الليكوبين، وجدت بعض الدراسات أثره الإيجابي في الوقاية من السرطانات التي قد تنتج عن تدخين السجائر.
الطماطم والرؤية
الطماطم غنية بفيتامين A الذي يستطيع المساعدة في تحسين الرؤية ومحاربة العمى الليلي والتنكس البقعي. يعتبر فيتامين A الموجود في الطماطم مضاد أكسدة قوية جداً لذا استطاع العلماء ربطه بتحسين العديد من مشاكل الرؤية التي تحدث بسبب التأثيرات السلبية للجذور الحرة التي يتسبب بها الإجهاد التأكسدي.
الطماطم والهضم
تحافظ الطماطم على صحة الجهاز الهضمي من خلال منعها للإمساك والإسهال معاً، كما تستطيع الطماطم مكافحة اليرقان وإزالة السموم بشكل فعال من الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فهي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف التي تستطيع التحكم بحركة الأمعاء وتخفف من أعراض الإمساك من خلال مساعدتها للعضلات الهضمية وإطلاقها للعصائر المعدية بشكل سلس. في النهاية، تتمكن الطماطم من تنظيم حركة الأمعاء مما يعني بالضرورة تحسين الصحة العامة للجهاز الهضمي والمساعدة في الحماية من المشاكل الصحية التي قد تصيبه.
الطماطم وضغط الدم
إن الاستهلاك اليومي للطماطم يساعد في تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويرجع الأمر جزئياً إلى مستويات البوتاسيوم العالية جداً في الطماطم. حيث يستطيع البوتاسيوم أن يقلل من التوتر الموجود في الأوعية الدموية والشرايين وبالتالي زيادة الدورة الدموية وخفض الضغط على القلب عن طريق تخفيف ارتفاع ضغط الدم.
الطماطم والعناية بالبشرة
تساعد الطماطم في الحفاظ على صحة البشرة، حيث يعتبر التطبيق الموضعي لعصير الطماطم فعالاً في علاج حروق الشمس الشديدة، كما يعتبر الاستهلاك اليومي لها مكافحاً طبيعياً للآثار السلبية للأشعة فوق البنفسجية الناجمة عن التعرض للشمس. تحتل الطماطم وعصيرها مرتبة عالية في تصنيع المنتجات التي تكافح الشيخوخة، كما استخدمها العلماء في تركيب علاجات مضادة للعرق وفرط التعرق.
الطماطم وحصيات المرارة
تعتبر الطماطم مصدراً جيداً لفيتامين C الذي يساعد في توفير الحماية من الحصى الصفراوية. أثبتت العديد من الدراسات فعالية الطماطم ضد الأمراض المزمنة كالسرطان كما ذكرنا لكم سابقاً بسبب غناها بمضادات الأكسدة، إلا أن هذه المضادات تعمل ايضاً في وقاية الجسم من حصيات المرارة والعديد من الأمراض الأخرى.
الطماطم ومرض السكري
أظهرت إحدى الدراسات أن الاستهلاك اليومي للطماطم يقلل من الإجهاد التأكسدي لمرض السكري من النوع الثاني. كما أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول يقل مستوى الجلوكوز لديهم في الدم عند استهلاكهم لغذاء عالي الألياف كالطماطم، أما الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري فيتحسن لديهم مستوى السكر في الدم ومستويات الأنسولين عند استهلاكهم لكوب واحد من الطماطم الكرزية يومياً لأنها تستطيع أن تقدم حوالي 2 غرام من الألياف.
كما تنصح الجمعية الأمريكية لمرضى السكري باستهلاك حوالي 25 غراماً من الألياف للنساء و38 غراماً يومياً للرجال، ونؤكد لكم مرة أخرى أن الطماطم غنية جداً بالألياف ويمكنكم الاعتماد عليها كمصدر للألياف في نظامكم الغذائي.
الطماطم والحمل
يعتبر تناول كميات كافية من حمض الفوليك أمراً ضرورياً قبل وأثناء الحمل للحماية من عيوب الأنبوبة العصية عند الأجنّة (هي المسؤولة عن تكوين الحبل الشوكي والمخ أثناء الأسابيع الأولى من مراحل تكوين الجنين). ينصح معظم الأطباء النساء الحوامل بتناول المكملات الغذائية الغنية بحمض الفوليك، إلا أنه يمكن إرفاقها بكميات جيدة من الطماطم التي تحتوي على هذا الحمض بشكل طبيعي ودون الحاجة إلى وجود مواد كيميائية أخرى.
ما هي المواد والمركبات الغذائية التي تحتويها الطماطم؟
بعد أن تكلمنا في الفقرة السابقة عن أهمية هذه النبتة لصحة الإنسان وعن فوائدها المتعددة للكثير من المشاكل التي قد تواجه صحتنا، سنتحدث الآن عن العناصر الغذائية والمركبات المهمة التي توجد في الطماطم وتعطيها القدرة على تقديم هذا الكم الكبير من الفوائد. تابعوا معنا الجدول التالي.
العناصر الغذائي في الطماطم | كميتها في كل 100 جرام من الطماطم |
---|---|
الحريرات | 18 سعرة حرارية |
كربوهيدرات | 3.9 جرام |
دهون | 0.2 جرام |
بروتين | 0.09 جرام |
فيتامين B1 | 0.037 ملج |
فيتامين B3 | 0.594 ملج |
فيتامين B6 | 0.08 ملج |
فيتامين A | 42 ميكروجرام |
فيتامين E | 0.54 ملج |
فيتامين C | 14 ملج |
فيتامين K | 7.9 ميكروجرام |
منغنيز | 0.114 ملج |
مغنيزيوم | 11 ملج |
فسفور | 24 ملج |
بوتاسيوم | 237 ملج |
ليكوبين | 2573 ميكروجرام |
ماء | 94.5 جرام |
هل يوجد أي نتائج سلبية لاستهلاك الطماطم؟
من النادر أن نجد شخصاً يعاني من حساسية تجاه الطماطم أو من اضطراب ما ناتج عن تناولها، إلا أن الأمر ليس مستبعد كلياً.
- الحساسية الناتجة عن الطماطم
بالرغم من أن الحساسية تجاه الطماطم نادرة، إلا أنها في الكثير من الأحيان تسبب ردود فعل تحسسية عند الأفراد الذين يعانون من حساسية تجاه حبوب اللقاح، وتسمى هذه الحالة بمتلازمة حساسية حبوب اللقاح أو الحساسية الفموية. تظهر أعراضها في مهاجمة الجهاز المناعي لبروتينات الفاكهة والخضراوات ما يؤدي إلى تفاعلات تحسسية كالحكة في الفم والحلق أو تورمهما. كما يمكن للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاتكس أيضاً أن يعانوا من ردود فعل تحسسية تجاه الطماطم.
- التلوث الإشعاعي في الطماطم
قد تحتوي الطماطم على مستويات عالية من الفلوريد في حال تعرضها إلى غاز الفلوريد أو زرعها في تربة تحتويه. في حال ظهور أي ردود أفعال تحسسية أو سمّية نرجو من قرائنا الكرام ألا يترددوا في استشارة الطبيب المختص حفاظاً على سلامتهم من أي خطر.
تعتبر الطماطم أحد أنواع النباتات التي شقت طريقاً صعباً عبر التاريخ، حيث لم تنتشر الطماطم في جميع أنحاء العالم إلا منذ قرون قليلة مضت. لا يمكننا أن نعرف أين يقع المنشأ الدقيق للطماطم، إلا أن التكهنات تقول بأنها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في منطقة أمريكا الجنوبية. في العام 500 قبل الميلاد تقريباً، تمكنت إحدى الثقافات التي تدعي الأزتيك من تدجين الطماطم ودمجها في مطبخها بالرغم من أنها كانت تستخدم من قبل الحضارات الأخرى لأغراض مختلفة تماماً.
حيث نظرت معظم الحضارات إلى الطماطم عبر التاريخ على أنها سامة وغير صحية وغير صالحة للأكل، كما كانت تستخدم من قبل بعض الشعوب لأغراض الهلوسة. عانت هذه النبتة كثيراً قبل أن يتم اعتمادها صالحة للأكل، فقد استمرت هذه الادعاءات والشائعات حولها لفترة طويلة من الزمن. في زمننا الحالي يعتبر إنتاج الطماطم مزدهراً حيث يصل إلى ما يقارب 158.3 مليون طن سنوياً، ويتركز الإنتاج في الصين والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والهند ومصر وإيطاليا.
في النهاية، نتمنى أن يكون مقالنا هذا قد نال إعجابكم وأن تكون المعلومات التي قدمناها قيمة بالنسبة لكم. تعرفنا في هذا المقال على الطماطم الذي أذهلت العالم لعصور طويلة، فهي لم تكن من أنواع الفاكهة ولا من أنواع الخضراوات، ولم تكن الحضارات متفقة على أهميتها وطرق استخدامها بين صلاحيتها للأكل واستخدامها في الزينة أو لأغراض أخرى تماماً. لا يسعنا إلا أن نشكر العلم والعلماء على جهودهم في تفكيك شيفرة هذه النبتة ومشاركتهم للمعلومات التي اكتشفوها عن فوائد الطماطم المذهلة معنا. نشكر لكم متابعتكم، في حال راودكم أي سؤال حول هذا الموضوع يمكنكم التواصل بشكل مباشر مع خبراء موقع حلوها.