التنمر أسبابه وأنواعه وحلول ظاهرة التنمر
لا تعتبر ظاهرة التنمُّر (Bullying) ظاهرةً حديثةً، لكن خلال السنوات الأخيرة كشف خبراء التربية وعلم النفس عن النتائج الكارثية للتنمُّر، ودرسوا بشكل عميق آثار التنمُّر على الأفراد وعلى المجتمع، ما جعل من محاربة التنمُّر والتوعية بأضراره واجباً اجتماعياً يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع.
تعريف التنمُّر (بالإنجليزية: Bullying) ويعرف التنمُّر أيضاً باسم البلطجة أو التسلّط، هو أي شكل من أشكال العنف والإيذاء والإساءة التي يمارسها فرد أو تمارسها مجموعة ضد فرد أو مجموعة من الأفراد حيث يكون المتنمِّر أقوى من الضحية، ويمكن تعريف التنمُّر أيضاً أنه إساءة استعمال السلطة والتفوّق البدني أو الطبقي أو الاجتماعي لإيذاء أشخاص آخرين، واستغلال الاختلاف الطبيعي بين الناس ليكون مادة للسخرية والمضايقة.
والتنمُّر في اللغة العربية من الفعل تنمَّرَ أي رفع صوته وغضب وقلّد النمر في شكله وسلوكه، وتنمّر الشخص أي ساء خلقه عند الغضب، ويقال لمن يهدّد غيره ويمدّ صوته في التهديد متنمّرٌ، كما يعني التنمُّر في اللغة الإخلاف في الوعود والتنكّر للعهود.
يكون التنمُّر عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظي أو البدني أو غيرها من أساليب التعنيف والإساءة، ويتبع الأشخاص المتنمِّرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد، إضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص ضحية التنمُّر، وقد يكون التنمُّر مستمراً ومتكرراً كما في التنمُّر المدرسي، أو عابراً كما في التنمُّر الإلكتروني والحوادث العنصرية التي قد يتعرض لها ضحية التنمُّر في أماكن عامة.
- التنمُّر اللفظي: ويشمل الإغاظة والسخرية والاستفزاز والتعليقات غير اللائقة وإطلاق الألقاب والألفاظ العنصرية إضافة إلى التهديد اللفظي، وقد يكون التنمُّر اللفظي بالتلميحات وقد يصل إلى جرم السب الذي يحاسب عليه القانون.
- التنمُّر الجسدي: ويشمل الضرب والعنف الجسدي بما في ذلك الدفع والسحب وأي شكل من أشكال الإيذاء البدني للضحية بأي درجة كان والذي قد يصل إلى حدّ جريمة قانوناً.
- التحرش الجنسي: يعتبر التحرش الجنسي لفظياً أو جسدياً أو بالإيحاءات والإيماءات أحد أنواع التنمُّر، إضافة إلى كون التحرش الجنسي بجميع أشكاله ودرجاته جريمة يحاسب عليها القانون.
- التنمُّر الاجتماعي: ويتجلى التنمُّر الاجتماعي في محاولة عزل الضحية ونبذها اجتماعياً، أو استغلال المعايير التي يفرضها المجتمع للتأثير على حياة الضحية سلبياً والتسبب لها بالفضيحة أو النبذ، ومن أشكال التنمُّر الاجتماعي أيضاً العمل على إقصاء الأشخاص من المجموعات بشكل منظّم أو غير منظّم.
- التنمُّر بالتمييز العنصري: ويشمل كافة أشكال التمييز العنصري بناءً على اللون أو العرق أو الدين، ويضاف إليه التمييز ضد أصحاب الاحتياجات الخاصة والأشخاص المختلفين مهما كانت طبيعة اختلافهم.
- التنمُّر النفسي: وهو كل سلوك يؤدي إلى إلحاق الضرر النفسي بالشخص، مثل المقالب التي يقوم بها المتنمر لإحراج الضحية أو استغلال مشاعره وسماته النفسية في السخرية منه والإساءة إليه.
- التنمُّر الإلكتروني: التنمُّر الإلكتروني هو استغلال التكنولوجيا والإنترنت وتقنياته لإيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية، ويشمل الاتصالات والرسائل والتعليقات التي تسعى للسخرية أو للترهيب والإيذاء والتخويف أو للتلاعب والابتزاز وتشويه السمعة، كذلك تعديل صور الأشخاص ونشرها، واستبعاد الأشخاص من المجموعات، وكل سلوك يهدف أو يسبب الأذى على شبكة الإنترنت وبالوسائل التكنولوجية الحديثة.
- التنمُّر المدرسي: حيث تكون أماكن الدراسة هي البيئة التي يحصل فيها التنمُّر، ويشمل أيضاً إساءة معاملة الأساتذة للطلاب وتنمُّر الطلاب على المدرسين، ويلحق به التنمُّر الأكاديمي الذي يحصل في أماكن الدراسات العليا.
- التنمُّر في أماكن العمل: وهو الحاصل بين زملاء العمل أو ما يمارسه الرؤساء على المرؤوسين، ويشمل كل سلوك يهدف لمضايقة الأشخاص في بيئة العمل.
- التنمُّر الأسري: وهو الذي يحصل من قبل الوالدين على الأبناء، أو بين الإخوان، أو الزوجين أو الأقارب، وخطورة هذا النوع من التنمُّر أنه يكون أكثر استمرارية وأكثر تأثيراً بسبب العلاقة بين المتنمِّر والضحية والتي يفترض بها أن تكون علاقة صحية وسوية.
- التنمُّر بين الأصدقاء: فالعلاقة بين المتنمِّر والضحية لا تكون دائماً علاقة عداوة، بل أن أغلب حالات التنمُّر طويلة الأمد تكون بين الأصدقاء والأشخاص المقربين من بعضهم.
- سلوك التنمُّر المباشر: وهو الإساءة المباشرة من المتنمِّر إلى الضحية من خلال الضرب والدفع والأذى الجسدي أو السخرية والتنمُّر اللفظي عليه مباشرةً، ويشمل أيضاً التهديد بالإيذاء والابتزاز بشكل مباشر وصريح.
- التنمُّر غير المباشر: وهو إساءة غير مباشرة تتضمن التسبب بالأذى النفسي أو الجسدي أو بالعزل الاجتماعي عن طريق نشر الشائعات والأخبار الكاذبة أو خصوصيات ضحية التنمُّر وأسراره مثل إعادة نشر المحادثات الخاصة معه، وفي بعض الحالات قد لا يعلم ضحية التنمُّر بما قام به المتنمِّرون من تبادل ونشر معلومات معينة تعتبر إساءةً له، لكنه يعاني من آثار ذلك في حياته اليومية.
- التنمُّر السرِّي: وهو الذي يحدث بين المتنمِّر والضحية بشكل سرِّي دون أن يعلم به أحد أو يكون عليه شهود، مثل التحرش الجنسي الذي تتعرض له الموظفة من مديرها أو زميلها، أو المضايقات الذي يتعرض لها الطالب في حمام المدرسة أو مكان لا يراه فيها الطلاب والمعلمون.
- التنمُّر العلني: حيث تتعرض الضحية للتنمُّر أمام الناس وبشكل علني سواء كان التنمُّر في المدرسة أو مكان العمل أو في البيت، ولا يسعى المتنمِّر لإخفاء البلطجة على الضحية.
- التنمُّر المتكرر: وهو استهداف مستمر ومتكرر للضحية من شخص أو مجموعة أشخاص، وغالباً ما يحصل التنمُّر المتكرر في بيئة تسمح به مثل المدرسة أو مكان العمل أو الأسرة، وأكثر الأشخاص معاناة من التنمُّر المتكرر هم الأشخاص الذي لديهم اختلافات واضحة أو لا يستطيعون الرد بشكل قويّ على حوادث التنمُّر.
- التنمُّر العابر: حيث لا يكون هناك سابق معرفة بين المتنمِّر والضحية ولا يوجد بيئة اجتماعية تجمع بينهما وقد لا يلتقيان إلّا مرة واحدة في الحياة، مثل تنمُّر المراهقين على شخص مسن في الشارع، أو المعاكسات التي تتعرض لها الفتيات في الشارع أو المواصلات العامة.
- التنشئة الاجتماعية: على الرغم أن التنمُّر سلوك يصدر عن المتنمِّر لكنه في الأصل آفة اجتماعية، وهناك مسؤولية اجتماعية كبيرة في انتشار هذه الظاهر وكذلك في محاربتها، فالمجتمع المتساهل مع التنمُّر أو الذي يلوم الضحية ويتخلى عن حمياتها ومحاسبة المتنمِّرين، يعمل بشكل مباشر وغير مباشر على تفشي ظاهرة التنمُّر بين أفراده، وكما هو الحال في ظاهرة العنصرية لا يكفي ألّا تعلّم الأطفال التنمّر، بل يجب أن تعلّمهم كيف لا يكونون متنمِّرين ولا ضحايا للتنمُّر.
- فقدان القدرة على التعاطف عند المتنمِّر: السبب الرئيسي للتنمُّر هو انخفاض قدرة الشخص المتنمِّر على التعاطف مع الآخرين وعلى وجه الخصوص الأشخاص المختلفين أو الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم لأي سبب كان.
- الشعور بالسلطة والقوة: من أهم دوافع وأسباب التنمُّر إساء فهم المتنمرين لحدود سلطتهم الاجتماعية وإساءة استعمالهم لبعض المميزات الشخصية مثل قوة البنية الجسدية أو الملاءة المالية والطبقة الاجتماعية أو الجمال والوسامة، وعادةً ما يعوّض المتنمّر عن نقاط الضعف لديه باستعراض نقاط القوّة من خلال البلطجة والتنمُّر.
- مشاكل أسرية واجتماعية: تشير الكثير من الأبحاث إلى أن المتنمرين يعانون من مشكلات كبيرة في أسرهم ونشأتهم ويعانون من مشاكل نفسية معقدة تدفعهم لسلوك التنمُّر، وليس من الغريب أن يكون الشخص المتنمِّر نفسه ضحيّةً للتنمُّر في بيئة أخرى هو الأضعف فيها!
- نقص تقدير الذات: قد يكون انخفاض احترام الذات دافعاً قويّاً للتنمّر والإساءة للآخرين لتعويض الشعور بالنقص أو إخفائه، فالتسلط والبلطجة على الآخرين قد تساعد المتنمر على تجاوز مشاعر الدونية.
- البحث عن الظهور والانتماء: على وجه الخصوص عندما يكون سلوك التنمر علنياً وأشبه باستعراض قوة أمام الآخرين في الأسرة أو المدرسة أو العمل، حيث يبحث المتنمِّر عن تقدير الآخرين من خلال استعراض قوّته وتفوّقه، والحقيقة أن المتنمِّر في هذه الحالة لا يضمر عداوة شخصية للضحية وإنّما يريد أن يكون بارزاً في المجموعة.
- بعض الاضطرابات النفسية: بعض المشاكل والاضطرابات النفسية تلعب دوراً في تطوّر سلوك التنمر على الآخرين، مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع الذي يدفع المريض لأفعال عنيفة وضارّة منها إفساد الممتلكات وتعذيب الحيوانات وإهانة الأشخاص أو إيذائهم، كذلك الحال مع الشخصية النرجسية التي تفتقر إلى التعاطف مع الآخرين، كما أن الاكتئاب قد يجعل من المريض أقل تعاطفاً وسلوكه غير منضبط.
- يؤدي التنمُّر إلى مشاكل نفسية وعاطفية وسلوكية تعاني منها الضحية على المدى الطويل كالاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق.
- قد يلجأ الفرد الذي يتعرض للتنمُّر للسلوك العدواني والتنمُّر المضاد، فقد يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمِّر أو إلى إنسان عنيف.
- التعرض للتنمُّر يسبب انسحاب الفرد من الأنشطة الاجتماعية في العائلة أو المدرسة أو مكان العمل، حتى يصبح إنساناً صامتاً ومنعزلاً.
- قد يسبب التنمّر دخول الضحية في حالة من الرهاب الاجتماعي تصل إلى نوبات الهلع.
- قد يوصل التنمُّر الضحية إلى الانتحار، حيث أثبتت الدراسات أن ضحايا الانتحار بسبب التنمُّر في ازدياد مستمر وخاصة بعد انتشار التنمُّر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي.
- تعاني ضحية التنمّر من اضطرابات في الأكل والنوم تنعكس على الصحة البدنية وقد يعاني من صداع مستمر وآلام في المعدة دون أسباب فيسيولوجية واضحة وهو ما يعرف بالجسدنة أو الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي.
- يحرم التنمُّر الأفراد من الفرص التي يستحقونها، حيث يتم استضعاف ضحايا التنمُّر في العمل والدراسة واستبعادهم من بعض الفرص، كما أن ضحايا التنمُّر يصبحون أقل شجاعة للدفاع عن فرصهم وحقوقهم.
- يعاني المتنمِّرون أيضاً من شعور عميق بالذنب في بعض الحالات قد يسبب دخولهم في حالة اكتئاب، كما يخسر المتنمِّرون فرصة التعاطف معهم عندما يحتاجون للتعاطف.
- قد يتعدى التنمُّر في بعض الحالات الأضرار النفسية ويسبب ضرراً جسدياً جسيماً أو تلفاً بالممتلكات الخاصة.
- يرجع الطفل ضحية التنمُّر إلى البيت حزيناً وفاقداً للنشاط والطاقة.
- تظهر عليه علامات الضرب أو تمزيق الثياب أو يفقد أغراضه باستمرار ولا يقول لأحد عن السبب.
- كره الطفل للمدرسة وابتكار حجج ومبررات للتهرب من الذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في الأنشطة اللاصفية.
- انسحاب الطفل بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه وفقدانه الاهتمام بهواياته.
- ظهور أعراض الانطوائية والعزلة على الطفل وابتعاده عن أصدقائه وأقرانه.
- إهمال الواجبات المدرسية أو أي أغراض متعلقة بالمدرسة ككتبه ودفاتره.
- ظهور سلوك عدواني على الطفل في المنزل وظهور حالة من الغضب وسهولة الاستفزاز خصوصاً في التعامل مع من هم أضعف منه مثل أخوته الأصغر أو الحيوانات الأليفة.
- يعاني الطفل الذي يتعرض للتنمُّر من القلق الدائم والخوف، ويظهر عليه الحزن أو تقلبات شديدة في المزاج.
- قد يخفي الطفل في حقيبته المدرسية أدوات لحماية نفسه من المتنمرين في المدرسة مثل السكاكين.
- منع التنمُّر الأسري في البيت تماماً على شكل الطفل أو صوته أو سماته الجسدية أو النفسية أو تصرفاته، وإيقاف أي أحد عن الاستهزاء بالطفل مهما كانت صفته.
- الحرص على تربية الأبناء في ظروف صحية بعيداً عن العنف والاستبداد والتنمُّر الأسري.
- تعزيز عوامل الثقة بالنفس والكبرياء وقوة الشخصية لدى الطفل وتعزيز قيمته الذاتية النابعة من تميّزه الشخصي وليس من التقليل من شأن الآخرين.
- مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال والمراهقون على شاشات التلفزة أو مواقع التواصل الاجتماعي وحظر المحتوى المسيء والعنيف والتبليغ عنه.
- بناء علاقة صداقة مع الأبناء منذ الصغر والتواصل الدائم معهم وترك باب الحوار مفتوحاً دائماً، لكي يشعروا بالراحة للجوء إلى الأهل.
- توفير الألعاب التي من هدفها تحسين القدرات العقلية لدى الطفل والبعد عن الألعاب العنيفة.
- تدريب الأطفال على رياضات الدفاع عن النفس لتعزيز قوتهم البدنية والنفسية وثقتهم بأنفسهم، مع التأكيد بأن الهدف منها هو الدفاع عن النفس فقط وليس ممارسة القوة والعنف على الآخرين.
- التوقف عن المقارنة بين الأطفال بطريقة مؤذية للطفل تقلل من شأنه، واعتماد المقارنة الإيجابية التي تعزز رغبة الطفل في التفوق.
- متابعة السلوكيات المختلفة للأبناء في سن مبكرة والوقوف على السلوكيات الخاطئة ومعالجتها.
- استغلال وقت الفراغ واستثمار الطاقات والقدرات الخاصة للأفراد بالبرامج والأنشطة التي تعود عليهم بالنفع وتمنحهم القيمة الاجتماعية واحترام الذات.
- تقوية الوازع الديني للأفراد وتقوية العقيدة لديهم منذ الصغر، وزرع الأخلاق الإنسانية في قلوب الأطفال كالتسامح والمساواة والاحترام والمحبة والتواضع والتعاون ومساعدة الضعيف وغيرها.
- الاستماع إلى المعلمين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس والحرص على اللقاءات الدورية معهم والأخذ بآرائهم.
- الانتباه إلى أي علامة من علامات التنمُّر في حال ظهرت على الطفل والحديث معه على الفور بهدوء والتواصل مع المدرسة أو أهل الأطفال المتنمرين.
- عرض الشخص المتنمِّر أو الضحية على أخصائي نفسي أو اجتماعي.
- توفير مرشد اجتماعي في كل مدرسة مع تعزيز أهمية التواصل مع المرشد في حال التعرض لأي من أشكال العنف أو الأذى.
- على الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات حماية الأسرة والأطفال إطلاق حملات توعية لكافة الأعمار حول سلوك التنمُّر وأشكاله وطرق التعامل معه والوقاية منه وعلاجه.
ينتشر سلوك التنمر بشكل خاص بين الأطفال والمراهقين، وعادةً تتراجع ظاهرة التنمر في الأوساط والبيئيات التي تضم شرائح عمرية أكبر، لكن مع ذلك هناك من يتعرض للتنمُّر بشكل مستمر في مكان العمل أو في الأماكن العامة ويكون المتنمِّرون من الراشدين، وبعض أشكال التنمُّر ترقى إلى مستوى جريمة يعاقب عليها القانون، مثل الاعتداء الجسدي والتشهير والابتزاز والتحرش.
حلول التنمر عند الكبار
- وضع أنظمة واضحة في بيئات العمل لمكافحة ظاهرة التنمُّر والتسلُّط والبلطجة، مع تحديد العقوبات التي ستواجه المتنمرين.
- العمل على التوعية بمخاطر التنمُّر بين الكبار من خلال برامج مدروسة توضح الآثار الكارثية للتنمُّر على الضحايا وعلى المتنمِّر نفسه.
- توعية ضحايا التنمُّر من الكبار بحقوقهم القانونية ومتى يكون التنمُّر جريمة يعاقب عليها القانون، وتوعيتهم بكيفية توثيق تعرضهم للتنمُّر.
- تفعيل العمل بقوانين الجرائم الإلكترونية التي من شأنها أن تحد من التنمُّر الإلكتروني وتحمي مستخدمي الانترنت من الابتزاز والتشهير والإساءة.
- الاهتمام بتناول قضايا التنمُّر بين الكبار بنفس القدر الذي يتم فيه الحديث عن التنمّر بين الأطفال.
- تشجيع ضحايا التنمُّر والمتنمِّرين على اللجوء للاستشارة النفسية التخصصية، وتأمين الموارد اللازمة لذلك في بيئات العمل.
نهى الإسلام عن التنمُّر بشكل واضح في الكثير من المواضع، والتنمُّر في الإسلام غير جائز لأن فيه انتقاصاً من الكرامة الإنسانية التي كفلها الإسلام للإنسان وحثّ المسلمين على احترامها وتقديرها، بل أن الله تعال أشار إلى السخرية من الناس وإطلاق الألقاب المهينة كذنبٍ وفسوقٍ تجب التوبة عنه، قال تعالى في سورة الحجرات آية 11: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
وقد حثَّ الإسلام على المساواة بين الناس واحترام الاختلافات الطبيعية ونبذ التنمُّر والعنصرية، ولم يعتبر الإسلام فرقاً بين الناس إلا بالإيمان والتقوى، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ" رواه جابر بن عبد الله وأخرجه البيهقي وصححه الألباني.