عملية القلب المفتوح الإجراءات والمخاطر
تُعد الأمراض القلبية في عصرنا الحالي واحدةً من أكثر الأمراض انتشاراً وخطورة، فلا يكاد يوجد أحدٌ منا إلا ويعرف شخصاً مصاباً بأحد الأمراض القلبية، ولعله من المألوف لدينا أو العالق في أذهاننا أن بعضهم قد خضع لعملية جراحية لمعالجة هذا المرض القلبي تدعى بعملية القلب المفتوح، فهذا المصطلح يبدو من جهةٍ أنه مألوفٌ للكثيرين بل ومخيفٌ أيضاً، كيف لا و هذا العمل الجراحي يتم على القلب الذي هو العضو المحوري للحفاظ على حياة الإنسان، لماذا يتم إجراء العملية؟، ومن هم المرضى الذين يحتاجون لمثل هذه العملية؟، ذلك ما سنوضحه معاً في هذا المقال.
يعتبر القلب واحداً من الأعضاء المحورية في جسد الإنسان، فهو الذي يقوم بعملية ضخ الدم في أنحاء جسدنا، هذا الدم الذي يحمل الأوكسجين والمواد الضرورية لكل خلية من خلايا الجسم ويأخذ منها الفضلات والمواد الضارة ليتم اطراحها، لهذا يعتبر أي مرض أو اضطراب في عمل القلب من الأمور التي تؤثر على الجسم مباشرة بنحو سيئ وقد تهدد الحياة.
ونظراً لخطورة هذه الأمراض القلبية يتم التدخل عليها بسرعة وبكل الوسائل الممكنة _ومن ضمنها عملية القلب المفتوح_ لمنع حدوث الاختلاطات الخطيرة، وقبل البدء بالحديث عن عملية القلب المفتوح لا بد لنا أن نتحدث عن القلب وموقعه ووظيفته
يقع القلب في الجهة اليسرى لمنتصف الصدر بين الرئتين، وهو عبارة عن عضلة بحجم قبضة اليد تقوم بضخ الدم إلى الرئتين وإلى باقي أنحاء الجسم، يتألف من أربع حجرات أذينتين وبطينين تكون وظيفتهما كالتالي:
- الأذينتين (Atrium): تقعان في الجزء العلوي للقلب، تُقسمان إلى أذينة يسرى وأذينة يمنى، تقومان بجمع الدم القادم من الرئتين ومن بقية أنحاء الجسم، تعملان على ضخ هذا الدم إلى البطينات التي تقع في القسم السفلي للقلب.
- البطينين (Ventricle): يقعان في القسم السفلي من القلب كما ذكرنا، كما يكون لدينا بطين أيسر وبطين أيمن وهما أكبر من الأذينات حجماً، يقوم البطينان بضخ الدم إلى الرئتين وباقي أنحاء الجسم.
أي بالمحصلة يكون القلب مكون من أذينة وبطين أيسر وأذينة وبطين أيمن، تكون وظيفة الأذينة والبطين الأيمن تجميع الدم من الجسم وإرساله إلى الرئتين، والأذينة والبطين الأيسر تجميع الدم القادم من الرئتين وضخه إلى بقية الجسم.
وتكون آلية عمل القلب كالتالي:
- أولاً: تقوم الأذينة اليمنى بتجميع الدم القادم من أنحاء الجسم، هذا الدم يكون فقير بالأوكسجين وغني بغاز ثنائي أوكسيد الكربون.
- ثانياً: تتقلص الأذينة اليمنى وتدفع الدم إلى البطين الأيمن الذي يجمع هذا الدم بدوره.
- ثالثاً: يتقلص البطين الأيمن ويدفع الدم إلى الرئتين عبر ما يعرف بالشريان الرئوي، وهناك في الرئتين يتم التخلص من غاز ثنائي أوكسيد الكربون (co2) وتزويد الدم بالأوكسجين الضروري لخلايا الجسم، تدعى هذه العملية بأكسجة الدم.
- رابعاً: يعود الدم الحاوي على الأوكسجين إلى الأذينة اليسرى، تجمع الأذينة اليسرى هذا الدم وتضخه إلى البطين الأيسر.
- خامساً: يتجمع الدم الحاوي على الأوكسجين في البطين الأيسر، حيث يقوم البطين الأيسر بضخ الدم إلى بقية أنحاء الجسم عن طريق الشريان الأبهر ليقوم بنقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم وأخذ ثنائي أوكسيد الكربون، يعود هذا الدم مجدداً إلى الأذينة اليمنى لتبدأ الدورة مجدداً وهكذا، تدعى هذه العملية بالدورة الدموية (Blood Circulation).
تعرَّف عملية القلب المفتوح (Open heart Surgery) بأنها إجراء جراحي على القلب، يتم من خلالها الوصول للقلب من خلال إحداث شق جراحي في منتصف الصدر وفتح القفص الصدري، وبعد الوصول للقلب يتم التدخل جراحياً لتصحيح الخلل به.
أي بما معناه أنه يتم فتح الصدر ويصبح القلب مكشوفاً خلال الجراحة، ومن ثم إجراء الجراحة على نسيج القلب أو صماماته، وخلال الجراحة يتم تحويل الدم إلى جهاز يعمل على ضخ الدم وأكسجته كما هو عمل القلب والرئتين، ولهذا تمت تسميتها اصطلاحاً بعملية القلب المفتوح أو جراحة القلب التقليدية.
ذكرنا قبل قليل أنه في عملية القلب المفتوح يتم فتح القفص الصدري والوصول إلى القلب وجعله مكشوفاً وإجراء الجراحة عليه، لكن السؤال الذي يتبادر لذهننا: هل كل اضطراب أو مشكلة في القلب تحتاج لهذه الجراحة؟ وما هي الأمراض القلبية التي نضطر بموجبها لإجرائها؟
بطبيعة الحال قطعاً ليس كل مرض أو مشكلة على مستوى القلب تحتاج لهذه الجراحة؛ بل هناك حالات معينة يتم اللجوء بها لعملية القلب المفتوح، في حين أنه في المقابل يوجد الكثير من الحالات يتم حلها دون جراحة من خلال إجراءات طبية أخرى، وسنعرض فيما يلي أكثر الأسباب التي تستدعي إجراء عملية القلب المفتوح شيوعاً:
وضع المجازات الإكليلية (Coronary Artery Bypass Surgery):
القلب كغيره من أعضاء الجسم يحتاج لتغذية وأوكسجين باستمرار ليقوم بمهمته، هذه التغذية يحصل عليها من الدم الذي توصله الشرايين المغذية للقلب، تدعى هذه الشرايين المغذية للقلب بالشرايين الإكليلية (Coronary Artery).
تكون هذه الشرايين الإكليلية المغذية للقلب عرضةً عند العديد من الأشخاص لتبدلات وإصابات فيها، فقد تتضيق في مكان ما مما يخفض من وصول الدم إلى أحد أجزاء القلب، بالتالي يضطرب تقلص وعمل القلب المتناسق ويعاني المريض مما يعرف بخناق الصدر أو الذبحة الصدرية (Angina)، حيث يشعر المريض بألم على مستوى القلب وتعب عندما يمارس نشاطاته اليومية وهذا يؤثر على حياته.
وفي حالات أخرى هذه الشرايين الإكليلية المغذية للقلب قد ينسدُّ أحد فروعها بشكل كامل لأحد الأسباب، وبالتالي تمنع التروية والتغذية بشكل كامل عن أحد أجزاء القلب، كما يحدث تموُّت في جزء من نسيج القلب، هذا ما يعرف باحتشاء العضلة القلبية (Myocardial Infraction).
ويكون دور عملية القلب المفتوح في هاتين الحالتين فتح الصدر والوصول للقلب وتحديد مناطق التضيق والانسداد في هذه الشرايين الإكليلية، ومن ثم زرع وعاء دموي يتجاوز المنطقة المتضيقة يقوم بإيصال الدم للمنطقة ناقصة التروية والتغذية الدموية، أي نقوم بإحداث طريق فرعي (مجازة) للدم ليمر فيها ويتجاوز المنطقة المتضيقة، وهذا ما يدعى بعملية المجازات الإكليلية.
علاج صمامات القلب (Heart Valve Surgery)
ذكرنا سابقاً أن القلب يحوي أربع حجرات أذينتين وبطينين، وكل أذينة متصلة بالبطين الذي يوافقها تضخ الدم له من خلال فتحة بين الأذينة والبطين، هذه الفتحة تحوي ما يعرف بالصمام (Valve)، وظيفة هذا الصمام السماح للدم بالمرور من الأذينة إلى البطين وتمنعه من العودة للخلف، أي يقوم الصمام بالحفاظ على الدم ضمن البطينات التي تتقلص وتضخه سواء إلى الرئتين كما يفعل البطين الأيمن أو للجسم كما يفعل البطين الأيسر، أي أن هذه الصمامات مهمة في عمل القلب بشكل طبيعي وللمحافظة على حجم الدم الذي يضخه، وأي خلل فيها سوف يسبب خللاً في عمل القلب ويؤثر على صحة الإنسان.
يحوي القلب أربعة صمامات رئيسية، هي:
- الصمام التاجي (Mitral valve): يقع بين الأذينة اليسرى والبطين الأيسر.
- الصمام مثلث الشرف (Tricuspid valve): يقع بين الأذينة اليمنى والبطين الأيمن.
- الصمام الأبهري (ِAortic valve): يقع بين البطين الأيسر والشريان الأبهر.
- الصمام الرئوي (Pulmonary valve): يصل بين البطين الأيمن والشريان الرئوي.
كما قلنا قبل قليل هذه الصمامات تسمح للدم بالمرور باتجاه واحد من الأذينة للبطين ومن البطين للشريان الموافق، فهي بذلك تحافظ على اتجاه وحجم الدم الذي يضخه القلب، لكن هذه الصمامات قد تصاب بالخلل نتيجة بعض الأمراض وتضطرب وظيفتها، ونتيجة لذلك قد تصاب بالتضيق أو القصور أو حتى التخرب الكامل، في تضيق الصمام الذي يحدث أن الصمام؛ لا يفتح بشكل كامل بالتالي ذلك يؤدي لمرور دم أقل عبره ثم خلل في عمل القلب، أما في القصور فالصمام يفتح بشكل طبيعي ولكنه لا يغلق بإحكام كما هي الحالة الطبيعية، أي هنا يسمح للدم بالعودة من البطين للأذينة بشكل مخالف للحالة الطبيعية، وهذا أيضاً يسبب اضطراباً وخللاً في عمل القلب.
إصلاح هذه الأمراض والاضطرابات بالصمامات يتم بطرق عديدة ومن ضمنها عملية القلب المفتوح في بعض الحالات، حيث نقوم بفتح القلب وإصلاح الصمام أو تغييره بشكل كامل.
إصلاح تشوهات القلب الخلقية (Congenital Heart Defects)
القلب كما تكلمنا سابقاً يكون بشكل وبنية محددة عند غالبية البشر، حيث يبدأ تكون القلب منذ بداية حياة الجنين في رحم أمه، ومع انتهاء الحمل وحدوث الولادة يكون القلب بالشكل المعتاد عند معظم البشر بحجراته وصماماته، لكن هذه العملية من تشكل القلب خلال وجود الطفل في رحم أمه قد تضطرب وتختل لأسباب عديدة مثل تناول الأم لبعض الأدوية الضارة خلال الحمل وغيرها من الأسباب، وتكون محصلة هذه الاضطرابات في عملية تشكل القلب في حال حدوثها ولادة طفل بقلب ذي بنية غير طبيعية ومشوهة.
حدوث التشوه في بنية القلب وتركيبه كوجود فتحات غير طبيعية بين الحجرات الأربع أو وجود أوعية دموية ليست في مكانها الطبيعي كلها أمور تؤثر في عمل القلب ووظيفته وبالتالي في حياة الطفل، ولذلك في حال وجود هذه التشوهات يجب القيام بعملية القلب المفتوح في عمر معين حسب كل حالة وفتح القلب وإصلاحه.
زرع بعض الأجهزة الطبية
يعمل القلب بشكل منتظم حيث يتقلص بشكل متتابع ومتناسق وبعدد ضربات محددة حوالي 60 – 100 ضربة بالدقيقة، لكن في بعض الحالات المرضية التي تصيب القلب قد يضطرب هذا التناسق في تقلصه أو تنخفض عدد الضربات، هنا نحتاج لعلاج هذه الحالات إلى زرع أجهزة على القلب نفسه، هذه الأجهزة تكون مهمتها الحفاظ على عمل القلب بتناسق وعدد ضربات طبيعي، نذكر من هذه الأجهزة ما يدعى بناظم الخطى (Pacemaker) الذي ينظم عدد ضربات القلب، بالطبع هذه الأجهزة لكي يتم زرعها في مكانها وقيامها بالمهمة المطلوبة تتطلب إجراء عملية القلب المفتوح والوصول للقلب لوضعها.
عملية زرع القلب
في الأمراض القلبية المستعصية التي لم تتحسن بالعلاج الدوائي ولا حتى بالعلاج الجراحي يصل القلب لمرحلة حرجة وخطر التوقف والموت في أي لحظة، هنا يبقى الخيار الأخير زرع قلب جديد يتم الحصول عليه من متبرع، عملية الحصول على القلب من المتبرع وإجراء زرع القلب الجديد عملية معقدة وبحاجة لتدابير عديدة يطول شرحها، لكن الأكيد هنا حاجتنا لعملية القلب المفتوح للوصول للقلب المريض واستبداله بالقلب المزروع الجديد.
ذكرنا بأن الآلية الأساسية لعملية القلب المفتوح إجراء شق جراحي في الصدر والقفص الصدري للوصول إلى القلب وإصلاح الخلل فيه، لكن بالطبع هذا العمل الجراحي لا يتم ببساطة، فهو عمل جراحي كبير يحتاج إلى خطوات ومراحل لإجرائه، سنستعرض فيما يلي خطوات تحضير وإجراء الجراحة:
- التحضير لجراحة القلب المفتوج:
- يبدأ التحضير للجراحة في الليلة التي تسبق العمل الجراحي، حيث يجب على المريض إيقاف الطعام والشراب عند منتصف الليل، وفي حال وجود أدوية يتناولها المريض قبل دخول المشفى فيجب عليه أن يلتزم تماماً بتعليمات الطبيب، حيث يخبره بأي دواء يجب إيقافه قبل الجراحة وأي دواء يستطيع تناوله.
- في يوم العمل الجراحي وقبل موعد الدخول لغرفة العمليات يتم إجراء تحاليل وفحوصات لتقييم وضع المريض وحالته قبل الجراحة، وفي حال كان المريض ذكراً مع شعر على صدره يتم إزالة الشعر كاملاً قبل الجراحة، ويتم أيضاً وضع قثطرة في الوريد ليتم حقن الأدوية وإعطاء السوائل.
- أثناء جراحة جراحة القلب المفتوج:
- يتم تخدير المريض تخديراً عاماً ووضع أنبوب تهوية، بعد ذلك يقوم الجراح بإجراء شق جراحي في منتصف الصدر ويصل لعظام القفص الصدري.
- يتم قص العظام والوصول للقلب، هنا نكون أمام حالتين؛ إما أن يتم إيقاف القلب وتحويل الدم إلى جهاز القلب والرئة الاصطناعي الذي يعمل كعمل القلب تماماً ويحافظ على ضخ الدم للجسم، أو أن يتم إجراء الجراحة والقلب يعمل بشكل معتاد وطبيعي، وطبعاً يتم تقرير هذه الآلية حسب الحالة المرضية التي يعاني منها المريض وحسب رأي الطبيب، فمثلاً في حال كان هناك مرض بصمامات القلب فإن إصلاحها يحتاج لفتح أجواف القلب وهنا يجب حكماً إيقاف القلب عن العمل وتحويل الدم، أما في حال كان العمل الجراحي مثلاً على مستوى الشرايين الإكليلية المغذية للقلب فقد يكون بالإمكان إجراء الجراحة دون إيقاف القلب.
- مدة العمل الجراحي تختلف حسب كل مريض وكل حالة، لكن وسطياً فهي تستمر من (3-6) ساعات.
- بعد جراحة القلب المفتوح:
- قلنا بأن عملية القلب المفتوح من العمليات الكبرى ولذلك بعد الانتهاء منها تحتاج لعناية خاصة، فبعد الخروج من غرفة العمليات يُنقل المريض لغرفة العناية المشددة بشكل روتيني، يبقى فيها يوم ليومين يتم بها مراقبته عن كثب ومراقبة حالته بعد الجراحة.
- يخرج المريض من غرفة العناية المشددة ويُنقل لغرفة عادية ضمن المشفى لعدة أيام أيضاً، وبعد الاطمئنان عن حالته يتم تخريجه من المشفى، الراحة في المنزل بعد الخروج من المشفى تستغرق وسطياً شهر لشهر ونصف، في حين أن العودة للنشاط اليومي يجب أن تكون بشكل خفيف وتدريجي ويفضل تحت إشراف اختصاصي طبي، يحتاج المريض بشكل وسطي ستة أشهر ليعود لحياته الطبيعية.
ما هي مخاطر واختلاطات عملية القلب المفتوح؟
نظراً لكون عملية القلب المفتوح من العمليات الدقيقة والحساسة (لأن التدخل يتم على القلب أحد أهم الأعضاء)، فهي تحمل معها مخاطر واختلاطات عديدة، سنعرض أهمها فيما يلي:
- حدوث احتشاء العضلة القلبية: ذكرنا سابقاً بأن احتشاء العضلة القلبية يعني انقطاع التروية والتغذية الدموية عن جزء من القلب نتيجة انسداد الشرايين الإكليلية وبالتالي تموت هذا الجزء، هذا الأمر قلنا أنه قد يكون سبباً لإجراء العملية أساساً ولكن قد يحدث بعد إجراء عملية القلب المفتوح نتيجة للتدخل على القلب والجهد والضغط الذي يتعرض له جسد المريض، بالتالي يحدث احتشاء في القلب.
- حدوث اضطرابات النظم القلبية: وهو ما يعرف باللانظميات القلبية (Arrhythmias)، حيث قلنا أن القلب وحجراته تتقلص وتعمل وفق إيقاع معين منتظم، وفي حال اضطرب هذا الإيقاع يضطرب عمل القلب ووظيفته، هذا الأمر قد يحدث بعد عملية القلب المفتوح لأننا في بعض الأحيان قد نضطر لإجراء جرح في نسيج القلب وفتحه وأحياناً إيقافه عن العمل، وهذا يؤهب لحدوث اضطرابات النظم في القلب بعد عودته للعمل بعد الجراحة.
- إنتان في الجرح: الجرح المحدث بالجراحة كبير ويحتاج وقتاً ليندمل بشكل جيد، بالتالي يعد وسطاً ملائماً لنمو الجراثيم فيه وحدوث الإنتان لاسيما في حال إهماله وعدم تعقيمه وتبديل الضماد بشكل منتظم، من علامات إنتان الجرح الألم الشديد غير المعتاد والتورم حول منطقة الجرح وسيلان قيح منه.
- الإصابة بذات الرئة: المقصود بذات الرئة إصابة الرئة بالإنتان الجرثومي بعد الجراحة، السبب في ذلك؛ فتح الصدر وتعريض الرئتين لاتصال مباشر مع الوسط الخارجي الذي يكون غير معقم أو انتقال الإنتان من الجرح في حال التهابه إلى الرئتين بالتالي حدوث ذات الرئة.
- النزف الشديد: قد يحدث في بعض العمليات نزيف شديد أثناء الجراحة أو بعدها والسبب في ذلك يعود لأن القلب نقطة تجمع الدم الأكبر في الجسم، بالتالي إجراء الجراحة عليه وعدم إغلاقه بشكل محكم أو إصابة أحد الأوعية الرئيسة في القلب أثناء إجراء الجراحة؛ تسبب حدوث نزيف شديد قد يؤدي للوفاة.
كون عملية القلب المفتوح من العمليات الكبرى والطويلة وتحمل معها مخاوف كبيرة لكل المرضى فبالتأكيد لا بد من وجود نصائح وأمور يجب على المريض الانتباه لها ومراعاتها بعد إجراء العملية، فهذه العملية تتم لإصلاح خلل معين بالقلب كما ذكرنا ولكن إجراءها لا يعني أبداً زوال الخطورة بشكل كامل وعدم حدوث خلل قلبي مرة أخرى أو حدوث اختلاط قد يكون خطيراً على حياة المريض، لذلك يُنصح المريض بما يلي:
- الاهتمام بنظافة الجرح: جرح العمل الجراحي كبير وبالتالي العناية به يجب أن تكون أكبر وأدق لأن خطورة التهابه أعلى، لذلك يجب اتباع تعليمات الطبيب بشكل تام من حيث تبديل الضماد وتعقيم الجرح بشكل كامل ومثالي حتى يندمل الجرح بشكل جيد.
- عدم إهمال علامات الانتان: نعني هنا حدوث إنتان بالجرح أو حتى إنتان خارجي لا علاقة له بالجرح خصوصاً في فترة التعافي من العملية، حيث يكون جسم المريض أضعف والإنتان أخطر، حيث يجب على المريض مراجعة الطبيب وإخباره بسرعة في حال ظهرت أي علامة من علامات الإنتان كتورم في محيط الجرح أو سيلان سائل قيحي منه أو ارتفاع درجة الحرارة ووجود صعوبة في التنفس، وهنا يقوم الطبيب بالتدخل بسرعة وتجنب حدوث أي تطور أو اختلاط لهذا الانتان.
- الالتزام بالحمية الغذائية: خصوصاً المرضى الذين يعانون من انسداد الشرايين الإكليلية أو ارتفاع الضغط الشرياني، حيث يجب أن يكون طعامهم مضبوطاً وفق حمية يحددها الطبيب وتكون فيها كمية الشحوم والملح منخفضة لتجنب عودة المشكلة القلبية التي من أجلها تم إجراء الجراحة أساساً.
- ممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن التدخين.
ختاماً.. يجب أن نقول إنه مع تقدم الطب وتطوره في عصرنا الحالي ظهرت الكثير من الخيارات العلاجية التي قد تغني في بعض الحالات المرضية عن عملية القلب المفتوح، لكن هذا التقدم الطبي أيضاً جعل عملية القلب المفتوح أكثر أماناً وموثوقية وتحقيقاً لهدفها عند إجرائها في الحالات التي تتطلبها ولا داعي للخوف الكبير منها.