حقائق وخرافات عن الوحمات (علامات الولادة)
تعتبر علامات الولادة أو ما يعرف بالوحمات من العلامات الخلقية التي تظهر على جلد الطفل منذ ولادته، بعضها يبقى ويرافق الشخص طيلة حياته وبعضها الآخر يبهت ويختفي مع التقدم بالعمر، تختلف علامات الولادة هذه بالألوان، الأحجام ومكان الظهور ، إذ يمكن أن تظهر في أي مكان من الوجه أو الجسم.
لطالما شكلت هذه العلامات فضولًا عند الكثيرين بسبب العديد من المعتقدات المختلفة حول الموضوع، لذلك سوف نتعرف في هذا المقال على علامات الولادة، أسباب ظهورها، خطورتها المحتملة، علاجها ورأي العلم فيها.
ما هي الوحمات أو علامات الولادة؟
كما يبدو من اسمها فإن علامات الولادة هي أي بقعة ذات لون مختلف تظهر على جلد الطفل منذ ولادته أو بعدها بفترة قصيرة، يتنوع لون هذه العلامات ومنشؤها ومكان ظهورها من شخص لآخر، من الجدير بالذكر أنها أقل شيوعاً عند الشعوب الآسيوية مقارنة بمناطق أخرى من العالم، وقد تم الاعتقاد منذ القديم بأن هذه العلامات التي تظهر عند الطفل سببها هو عدم تناول المرأة الحامل لما تشتهيه خلال الفترة الأولى من الحمل أو ما يعرف بالوحام، فعلى سبيل المثال في حال اشتهت الحامل أن تأكل الفراولة ولم تأكلها سوف يولد طفلها بحبة فراولة ترتسم على أي جزء من جسمه.
لا تزال العديد من الثقافات حول العالم مؤمنة بهذا المعتقد حتى يومنا هذا ومن بينها الثقافة الإيطالية، الإسبانية والعربية.
هناك العديد من الأنواع لعلامات الولادة وهي مختلفة الأشكال، الألوان والأسباب، كما يمكن أن تظهر هذه العلامات في أي جزء من الجسم وأشهرها:
- بقعة القهوة بالحليب (Café au lait spot): تكون عادةً بيضوية الشكل وذات لون بني فاتح، تظهر هذه العلامة عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة ويبهت لونها مع تقدم الإنسان في العمر، يمكن أن يكون لدى الشخص أكثر من علامة واحدة في وجهه أو جسمه، لكن قد يدل وجود أكثر من علامة من هذا النوع عند الشخص على إصابته بما يعرف بالورم العصبي الليفي (وهو اضطراب في أنسجة الأعصاب) خصوصاً إذا ترافقت مع أعراض أخرى.
- الوحمة الميلانوسية الخلقية (Congenital melanocytic nevus): تظهر هذه الوحمة في أي جزء من الجسم لكن يغلب وجودها على الرأس والعنق بنسبة 15%، يتراوح لونها بين البني الفاتح والغامق تبعاً للون البشرة، قد تظهر هذه الوحمة بأشكال غير منتظمة وقد تكون مسطحة أو منتفخة، تبهت هذه العلامة أو تختفي مع التقدم في العمر بشكل عام لكنها قد تنتفخ أو يصبح لونها أغمق في حالات معينة، كما قد ينمو عليها الشعر في فترة البلوغ ولها أحجام مختلفة.
- أورام وعائية ((Hemangiomas: تكون عادة حمراء اللون ونامية على سطح الجلد (مثل علامة الفراولة)، تبدأ معظمها مسطحة وصغيرة ومن المستحيل معرفة فيما إذا كان سيتغير شكلها مع الزمن أم لا، تختفي هذه البقعة في كثير من الحالات وقد يسبب وجودها تشوهاً في الجلد إذا كانت تمتد على مساحة كبيرة منه.
- وحمة الشعيرات المتوسعة (Telangiectatic nevus): تسمى أيضاً (رقعة سمك السلمون) أو (علامة اللقلق)، السبب الرئيسي لها هو التوسع الذي يصيب الشعيرات الدموية مما يشكل بقع حمراء في الجسم أو على الوجه حيث تسمى عند ظهورها في الوجه (قبلة الملاك)، تبهت هذه البقعة مع التقدم في العمر وقد يزداد لونها وضوحاً عند بكاء الطفل في العديد من الحالات، وفي حال ظهرت هذه البقع على الرأس يتم إخفاؤها بالشعر.
هناك إلى جانب الأنواع السابقة التي ذكرناها أنواع غريبة ونادرة الحدوث لعلامات الولادة:
- سجلت حالة في جنوب غربي الصين لشخص عانى من وحمة غريبة تجسدت على شكل بقعة عملاقة تغطي كتفه وذراعه مغطاة بالشعر الأسود الكثيف.
- في كولومبيا ولد طفل بوحمة غريبة من نوعها كانت تشبه بيت السلحفاة حيث كانت تغطي جزء كبير من ظهره وقد أطلق عليه الطفل السلحفاة.
- سجلت حالة أخرى من علامات الولادة الغريبة لفتاة مغطى جسمها بالكامل بالشامات مختلفة الأحجام.
لنتفق بداية أن ظهور علامات الولادة هو أمر لا علاقة له بالوراثة وأنّ السبب الرئيسي لظهور هذه العلامات غير محدد تماماً حيث يختلف حسب نوع العلامة، فمثلاً :
- يسبب تراكم الأوعية الدموية للبشرة فوق بعضها البعض ظهور علامات حمراء مثل علامة الفراولة.
- يدخل جزء من المشيمة في الجنين في بعض الحالات في مرحلة مبكرة من الحمل مما يسبب ظهور بعض وحمات الولادة.
- وجود خلل في الأعصاب التي تتحكم بتمدد وانكماش الأوعية الدموية يؤدي لظهور بقع خمرية اللون خاصة إذا كانت الأوعية الدموية المتوسعة في منطقة واحدة.
- هناك احتمال ضعيف أنّ السبب وراء ظهور علامات الولادة هو بروتين تفرزه المشيمة خلال فترة الحمل.
لم يسجل لدى الأغلبية العظمى من الأشخاص الذين يملكون علامات ولادة مخاطر صحية لها علاقة بهذه العلامات، كما أن معظم هذه البقع تختفي مع الزمن دون أن يبقى لها أثر يذكر، لكن هناك عدد من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب ومن أهمها:
- قد تصاب بعض العلامات كعلامة الفراولة بالتهابات.
- قد تتحول بعض الوحمات الصبغية لسرطان جلدي خبيث.
- يسبب تجمع العلامات خمرية اللون حول العين إصابتها بالزرق وقد تسبب إضرابات في الرؤية عند الطفل.
- يؤدي وجود الوحمات الخمرية الممتدة على الجبين أو الرأس للإصابة بمتلازمة (ستورج ويبر)؛ وهي اضطراب في الجهاز العصبي المركزي.
تختفي العديد من علامات الولادة مع التقدم في العمر كما ذكرنا سابقاً، لكن يمكن علاجها وإزالتها في حال سببت مشاكلاً صحية أو في حال كانت تسبب إحراجاً للشخص الذي يحملها، قد تكون العلاجات في بعض الأحيان مؤلمة وغير نافعة، لذلك من المهم إدراك أنه لا يمكن إزالة جميع أنواع علامات الولادة وخاصة في حال كانت تترك بعدها تشوهاً في الجلد أو أي مشاكل أخرى. يقوم الطبيب المختص بتحديد طرق دقيقة لإزالة علامات الولادة من على جلد الطفل، تتضمن هذه العلاجات:
- السيتروئيدات القشرية: حيث إما أن يتم حقنها مباشرة في منطقة العلامة الموجودة أو تناولها عن طريق الفم إذ لها دور كبير في إيقاف نموها.
- المعالجة عن طريق الليزر: يتم استخدام هذه التقنية لإزالة علامات الولادة السطحية.
- الجراحة: في حال لم تنفع الطرق السابقة وأصبحت هذه العلامات تسبب مخاطر صحية حقيقية يتم اللجوء للجراحة.
- تعتبر الشامات من أنواع علامات الولادة، تعرف الشامة أو كما تسمى الخالة بأنها بقع صغيرة داكنة ترتسم على الجلد في أماكن مختلفة من الجسم والوجه مكونة من خلايا صبغية قد تتشكل عند الولادة، ولكن معظمها يظهر في مراحل لاحقة من حياة الشخص.
- على عكس اسمها (علامات الولادة) لا يظهر قسم منها عند ولادة الطفل بل بعد ولادته بأسابيع وربما شهور.
- تعتبر وحمات الأوعية الدموية من أكثر الأنواع شيوعاً، فهي تظهر عند 10% من الأطفال.
- يولد تقريباً طفل من أصل ثلاثة أطفال بعلامة ولادة على جلده، وفي الحقيقة إنّ الأمر شائع عند الإناث أكثر منه عند الذكور.
- قد تكون هذه الوحمات إحدى طرق التعرف على جثة أحدهم من قبل أهله عند وقوع الحوادث، حيث تبقى العلامات حتى بعد موت الشخص.
- تسمى علامات الولادة في كثير من الثقافات بالوحمة وهي بمعنى رغبة أو أمنية، وذلك انطلاقاً من المعتقد الذي تحدثنا عنه وهو عدم تناول الحامل لما تشتهيه خلال الحمل.
- قد تكون علامات الولادة مزعجة لكثير من الأشخاص لكنها تعتبر في بعض الثقافات من إحدى علامات الجمال كما في كازاخستان.
- لا تحدث هذه العلامات عند البشر فقط بل يمكن حدوثها عند الحيوانات أيضاً.
هناك العديد من المعتقدات التي توارثتها الأجيال حول سبب ظهور علامات الولادة عند العديد من الأشخاص، هذه المعتقدات ليست حقيقية وغير مثبتة علمياً، حيث روت العديد من النساء قصص تربط فيها ظهور وحمة على جلد طفلها بشيء ما مثلاً:
- إحداهن اشتهت التوت خلال فترة الوحام ولم تأكله فظهرت وحمة تشبه التوت في كتف طفلها.
- يرى البعض أنّها طريقة لإثبات النسب تأثراً بالمسلسلات القديمة.
- إحداهن أرادت تناول الفراولة بشدة لكنها لم تفعل ثم لمست أنفها الأمر الذي أدى لظهور وحمة بشكل فراولة على أنف طفلها.
ختاماً.... تعتبر علامات الولادة من الأشياء المميزة في حال لم تسبب مشاكل صحية للمرأة الحامل سواء كانت مشاكل جسدية أم مشاكل متعلقة بالثقة بالنفس، كما أنه لا يوجد أي ارتباط بين ما تشتهيه المرأة أثناء حملها وعلامات الولادة لذلك لا يجب أن تشعري بالذنب في حال كان لطفلك علامة ولادة في أي جزء من جسده.