أنواع مضادات الهيستامين (مضادات الحساسية) وطريقة استعمالها

تعريف مضادات الهيستامين، طرق استعمال مضادات الهيستامين، أنواع وآثار مضادات الهيستامين والفرق بين مضادات الهستامين القديمة والحديثة
أنواع مضادات الهيستامين (مضادات الحساسية) وطريقة استعمالها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

شعور بحكّة في الجلد والعينين، أنف محتقن وعطاس مستمر، طفح جلدي أحمر اللون، جميع الأعراض السابقة وغيرها قد تنتج عن التحسّس لبعض المواد كالعشب، غبار الطلع، أبواغ الفطور خصوصاً في فترة الانتقالات الفصليّة، كما قد يكون امتلاك حيوان أليف سبباً للحساسيّة، ولحسن الحظ قام الخبراء بتصنيع العديد من الأدوية المخصّصة للتخفيف من هذه الحالة، وتُعد مضادات الهيستامين أحد أهم هذه الأدوية، بالإضافة لحلول أخرى من الطبيعية نناقشها في مقالنا التالي.

علينا أن نعرف القليل عن الهيستامين حتّى نفهم الآليّة التي تعمل بها مضاداته.
الهيستامين (Histamines) هو أحد المواد الفيزيولوجيّة المهمة من عناصر الاكتفاء الذاتي، بمعنى أنّ جسمنا من يقوم بتصنيعه دون حاجتنا لتناوله مع الطعام أو الشراب، ويلعب الهيستامين دور الوسيط في استجابة الخلايا للعوامل الخارجيّة، كدفاع الجسم عن نفسه من الجراثيم بالالتهاب، وإفراز المعدة للحمض بعد تناول الطعام، كذلك تحسّس الجلد بظهور الطفح بعد التعرض للدغات النحل، وهو الناقل العصبي المهم على مستوى الجملة العصبيّة المركزيّة حيث يؤدي دوراً أساسيّاً في تنظيم مستوى اليقظة والإدراك (فعل منبه) ويزيد من الشهيّة وكسب الوزن.
يتوزع الهيستامين في عدد من النسج حيث يوجد بكثرة محيطيّاً في الجلد، الرئة، المخاطيّة المعديّة، الكبد، الملتحمة، كما يتواجد مركزيّاً في أغلب مناطق الدماغ.
عندما يقوم جسمك بالتعرّف على مادّة أجنبية وغريبة عنه تبدأ خلاياك بتصنيع الهيستامين الذي يؤدّي بدوره لحدوث التهاب ووذمة خفيفة في هذه المنطقة، لكن في الوقت الذي يخطئ به الجسم بالتمييز ما بين مادّة غير مؤذية لنا كحبّة غبار الطلع وأخرى مؤذية قد ينتج عن ذلك ما يعرف بالتحسّس الفصلي (التحسّس الربيعي).

animate

عبارة عن أدوية تثبط أو تلغي تأثيرات الهيستامين، حيث يوجد العديد من أنواع الهيستامين، لكنّنا غالباً ما نستطيع أن نقسمها إلى مجموعتين رئيسيّتين هما: 

  • مضادات الهيستامين القديمة (الجيل الأوّل): قد تُشعرك أدوية هذا الجيل بالنعاس، مثل: الكلورفينامين (Chlorphenamine)، الهيدروكسيزين (Hydroxyzine)، البروميثازين (Promethazine).
  • مضادات الهيستامين الحديثة (الجيل الثاني): لا تسبّب النعاس، مثل: سيتيريزين (Cetirizine)، اللوراتيدين (Loratadine)، الفيكسوفينادين (Fexofenadine).
  • كما توجد مضادات هيستامين من الجيل الثالث مثل: الـ (Desloratadine ) والـ (Fexofenadine)، ومن الجيل الرابع؛ تسبّب شعوراً أقل بالنعاس وغيره من الآثار الجانبيّة، لكنّ أدوية الجيلين الأوّل والثاني هي الأكثر انتشاراً واستعمالاً في وقتنا هذا.
  • توجد أشكال صيدلانيّة عديدة لهذه الأدوية، فقد نجدها على شكل حبوب، كبسولات، شراب، كريم، غسول طبّي، جيل، قطرة عينيّة، بخاخ أنفي.

أي نوع من مضادات الهيستامين هو الأفضل؟ وما مدى فاعليته؟
لا يوجد دليل واضح يشير إلى أفضليّة أحد نوعي مضادات الهيستامين على الآخر عندما يتعلّق الأمر بقدرة كلّ منهما على إزالة أعراض التحسّس، فقد يعمل أحدهما بشكل جيّد لدى بعض الأشخاص بينما لا يحدث ذلك لدى البعض الآخر، قد يقوم طبيبك بتبديل نوع الدواء الذي تأخذه عدّة مرّات قبل أن تجد مضاد الهيستامين الأفضل لك.

وبشكل عام فإنّ مضادات الهيستامين غير المسبّبة للنعاس (جيل ثاني) تعدُّ الخيار الأفضل، لكن قد يكون ذلك النوع المسبّب للنعاس (مضادات الهيستامين جيل أوّل)؛ أفضل في حال كنت تعاني من الأرق وقلّة النوم بسبب تلك الأعراض التي تعاني منها "فربّ ضارّة نافعة"، وفي بعض الأحيان قد لا تكفي حبوب مضادات الهيستامين لوحدها بالتخلّص من الأعراض، وهنا قد يفيد استخدامك قطرة عينيّة أو بخاخ أنفي حتى تزول الأعراض التي تزعجك بشكل نهائي.

وبشكل عام تعد مضادات الهيستامين أكثر فعاليّة عندما تؤخذ بشكل مستمر وليس بشكل متقطّع خصوصاً إذا ما كنت تعاني من حمّى القش (التهاب الأنف التحسّسي الفصلي)، إذ تبدأ كميّة غبار الطلع في الجو بالازدياد أثناء أشهر الصيف، الأمر الذي قد يجعلك تتعرّض للمواد المثيرة للحساسيّة باستمرار، وبذلك فإنّ أخذك لأدويتك بشكل منتظم قد يساعد على إبقاء الأعراض تحت السيطرة، كما أنّ مدى فعاليتها يعتمد على الجرعة التي تأخذها وعلى تركيبة الدواء ذاته.

  1. الحالات التحسّسيّة (التهاب الأنف التحسّسي، التهاب الملتحمة التحسّسي، الشري (الطفح الجلدي)، لدغ الحشرات، والتحسّس الدوائي) وغير ذلك من حالات التحسّس.
  2. الإقياء والغثيان، والوقاية من دوار السفر.
  3. كأدوية فاتحة للشهيّة.
  4. للوقاية من الشقيقة لتأثيرها المضاد للهيستامين والسيروتونين.
  5. كأدوية منومة لعلاج الأرق.
  6. السعال وخاصة السعال التحسّسي.
  7. كأدوية مهيّئة للتخدير العام.
  8. كأدوية مهدئة لعلاج القلق.
  9. لتخفيف أعراض داء باركنسون.

خذ أدويتك بما يشير إليه الطبيب أو الصيدلاني، أو عبر قراءة الورقة التي تأتي ضمن علبة الدواء (الراشتّة).

عليك أن تعرف ما يلي قبل أن تأخذ مضادات الهيستامين:

  • كيف تأخذها؟ أي هل تأخذها مع الماء أو الطعام، وما هي الطريقة الصحيحة لاستعمالها؟ إذا كانت على شكل قطرات عينيّة أو بخاخ أنفي.
  • كم تأخذ (الجرعة)؟ وهو ما قد يتنوع اعتماداً على أمور معيّنة كعمرك ووزنك.
  • متى تأخذها؟ متضمّناً عدد المرّات التي عليك أن تأخذ فيها مضاد الهيستامين في اليوم الواحد، وما الأوقات التي عليك أن تأخذها فيها؟ يجب أخذ مضادات الهيستامين من الجيل الأول قبل النوم كونها تسبّب النعاس.
  • إلى متى تأخذها؟ يمكن استعمال بعض مضادات الهيستامين لفترات طويلة، لكن ينصح بأخذ البعض لعدّة أيام فقط.
  • ماذا تفعل إذا فاتتك إحدى الجرعات أو أخذت جرعةً مفرطة؟ تختلف التعليمات التي عليك اتباعها باختلاف نوع الدواء الذي تعتمده، إذا لم تكن متأكداً من الطريقة اسأل طبيبك.

تسبب مضادات الهيستامين كغيرها من الأدوية بعضاً من الآثار الجانبيّة، ومن هذه الآثار التي تسبّبها أدوية الجيل الأوّل:

  • النعاس، ونقص سرعة اتخاذ القرار والمحاكمة، لذا لا تقم بالقيادة بعد أخذك لمضادات الهيستامين بسبب هذا الخطر.
  • جفاف الفم والأغشية المخاطيّة.
  • صعوبة في إخراج البول.
  • زيادة عدد ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط العين وتشوش الرؤية.
  • دوار وصداع.
  • اضطرابات هضميّة (عسر هضم، إمساك).
  • عجز جنسي عند الذكور (تثبيط قذف، ضعف انتصاب).
  • نقص إفراز حليب عند المرضع.
  • التحسّس للضوء.
  • زيادة الشهيّة للطعام وزيادة وزن.

يمنع أخذ الأدوية المضادة للهيستامين من الجيل الأوّل في الحالات التالية:

  • الزرق (مرض عيني يرتفع فيه الضغط داخل العين).
  • ضخامة البروستات.
  • الوهن العضلي.
  • الانسداد الهضمي.
  • الإرضاع.

الآثار الجانبيّة التي تسبّبها أدوية الجيل الثاني (مضادات الهيستامين غير المؤدّية للنعاس):

  • الصداع.
  • جفاف الفم.
  • الشعور بالإنهاك والتعب.
  • الوسن (النعاس)، أقل شيوعاً في أدوية الجيل الثاني منها في الجيل الأوّل.
  • تحقق من الراشتّة المرافقة لتتعرف على كل الآثار الجانبيّة الممكنة.

أخذ مضادات الهيستامين مع الأدوية الأخرى، الطعام، الكحول
تكلّم مع الصيدلاني أو مع طبيبك قبل أخذك لمضادات الهيستامين في حال كنت خاضعاً للعلاج بأدوية أخرى؛ وذلك تحاشياً لخطر حدوث تداخل ما بين هذه الأدوية أو أن تؤثر على بعضها بعضاً، ما قد ينجم عنه توقفٌ لعمل أحد الدواءين أو زيادة خطر حدوث الآثار الجانبيّة.

من الأمثلة على بعض الأدوية التي تؤدي بأخذها مع مضادات الهيستامين لحدوث مشاكل:

  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية علاج القرحة المعدية أو أدوية القلس المعدي المريئي (إحساس حارق خلف الصدر ناجم عن صعود الحمض المعدي باتجاه الأعلى).
  • أدوية السعال والزكام التي تحوي أيضاً مضادات الهيستامين.
  • من المفضّل تجنّب تناول الكحول عندما تكون خاضعاً للعلاج بمضادات الهيستامين خصوصاً الجيل الأول منها، ما قد يزيد فرصة شعورك بالنعس.
  • لا تؤثر الأطعمة والمشروبات الأخرى على مضادات الهيستامين، لكن من الأفضل لك أن تتأكد من ذلك عبر قراءة الوصفة المرفقة بعلبة الدواء.

مضادات الهيستامين الطبيعيّة لعلاج التحسّس الفصلي
يسبّب غبار الطلع العديد من الحالات التحسّسية لدى الكثير من الأشخاص في فترة الانتقالات الفصليّة، ليصابوا بأعراض الحساسيّة المزعجة كاحتقان العينين وسيلان الدموع منهما، تحريض نوبة ربو (لشخص مصاب بالربو أساساً)، سعال وحكّة بالحلق. يوجد لدينا الآن المئات من مضادات الهيستامين المتاحة لك حتى تجرّبها، لكن العديد منها يؤدي إلى آثار جانبية كما ذكرنا سابقاً، فربّما تكون فكرة استعمالك لمضادات الهيستامين الطبيعيّة أمراً جيّداً. 

سنورد لكم بعضاً من النصائح والأفكار حول بعض العناصر الطبيعيّة في مطبخك ذات الدور المضاد للهيستامين:

  1. استعمل مسحوق الكركم لتخفّف من الحالة الالتهابيّة للطرق الهوائيّة. يحوي الكركم مادّة كيميائيّة تدعى الكركمين (Curcumin) والتي تمنع تحرير الهيستامين في الجسم ، كما أن لها دور فعّال كمادّة مضادة للالتهاب مخفّفةً من التهاب الطرق الهوائيّة والتهاب الحلق التالي للتفاعل التهابي.
    • يمكنك أن تزيد من وارد مسحوق الكركم عبر إضافة رشّة منه إلى أية خضراوات أو أسماك أو لحوم موجودة على طبقك، ليس للكركم نكهة قويّة إلّا أنه يعطي الطعام لوناً أصفراً لطيفاً.
    • الكميّة التي ينصح بتناولها يوميّاً 300مغ.
  2. تناول العسل لتزيد من مناعتك ضد غبار الطلع، يساعد غبار الطلع الموجود في المادّة الأوليّة للعسل على تعزيز المناعة والوقاية من التفاعلات التحسّسية والالتهابيّة، فتعرّضك لكميّة صغيرة من غبار الطلع كل يوم يؤدّي بالنهاية إلى وقايتك من التحسّس له.
  3. تناول الريحان لتخفيف الالتهاب، يحوي الريحان خصائص مضادات الهيستامين ما يساعد على منع الالتهابات التحسّسية، كما يمكن استخدامه لإزالة سم لدغات النحل أو الحشرات.
  4. تناول البصل لتنقص الهيستامين الذي ينتجه جسمك، يحوي البصل مركباً كيميائياً يدعى البلوطين (Quercetin) الذي يساعد في التحقق من إنتاج جسمك للهيستامين وإنقاص أعراض الحساسيّة تجاه غبار الطلع، يساعد البلوطين أيضاً على فتح الطرق الهوائيّة ما يسهّل من عمليّة التنفس.
  5. أضف الزنجبيل إلى الطبخ لتنقص من التفاعلات التحسّسيّة، يملك الزنجبيل خواص مضادة للالتهاب ومضادة للهيستامين بنفس الوقت، وتساعد الاثنتان على الوقاية من التفاعلات التحسّسيّة.
  6. استخدم الثوم لتزيد من مقاومة جسمك للمواد المسببة للحساسية، يعمل الثوم على كبح بعض الأنزيمات المسؤولة عن إحداث التهابٍ في جسمك، كما أنّه يُعتبر كصاد حيوي طبيعي (الصادات عبارة عن مواد قاتلة أو مثبطة للجراثيم والطفيليات والفطور)، فيعزّز قوّة جهازك المناعي ويساعدك على محاربة الالتهابات والحساسيّة.
  7. اشرب الشاي الأخضر لتتخلّص من جميع أنواع الحساسيّة، يحوي الشاي الأخضر على مركب يدعى (Catechin) يعمل على منع عمليّة تحويل الهيستيدين إلى هيستامين (إحدى مراحل تركيب الهيستامين)، وهو العلاج الذي يوقف التفاعلات التحسّسيّة قبل أن تسنح لها الفرصة لإظهار أعراض.
    • حاول أن تشرب 2-3 أكواب من الشاي الأخضر في اليوم.
    • يساعد الشاي الأخضر على الوقاية من الحساسيّة الحاصلة لأسباب أخرى غير غبار الطلع.

وفي النهاية.. أصبحنا نعرف الآن وبعد قراءة هذا المقال ما هي مضادات الهيستامين وما أهميتها وأكثر آثارها الجانبيّة شيوعاً، بالإضافة إلى قيامنا بتقديم لمحة عن أهم مضادات الهيستامين الطبيعيّة التي تتوفر في منازل أغلبنا.

المراجع