تشريح الجهاز التناسلي عند الأنثى ووظائفه
إنّ الجهاز التناسلي الأنثوي (Female Reproductive System) واحدٌ من أكثر الأجزاء حيويةً بالنسبة لعملية التكاثر البشري، فالجنين يتطور داخل جسم الأنثى ومن خلاله يعبر إلى الحياة، تولد الأنثى بعدد معين من الخلايا البيضية الأنثوية (الخلايا الجنسية عند الأنثى التي تشكل نصف الجنين)، لكنَّ هذه الخلايا لا تصبح ناضجةً حتى سن البلوغ -حوالي 12 عاماً- وبعدها فإنّ خليةً واحدةً تنضج وتُطرح كل شهر حتى تبلغ المرأة سن اليأس والذي يبدأ بين سن 45 إلى 55 .
في هذا المقال سنلقي نظرةً عامةً على تشريح الجهاز التناسلي الأنثوي ووظائف كل من أعضائه، يتألف هذا الجهاز كما الجهاز التناسلي الذكري من أعضاء داخلية وأخرى خارجية.
الأعضاء التناسلية الخارجية عن الأنثى
تتمثل وظيفتها في تمكين النطاف من الدخول إلى جسم الأنثى وفي حماية الأعضاء الداخلية من العضويّات الممرضة، تشمل هذه الأعضاء:
- الشّفران الكبيران (Labia Majora): يحيطان ببقية الأعضاء الخارجية ويؤمنان لها الحماية، كبيران نسبياً وممتلئان ويمكن تشبيههما بالصفن عند الذكور، يحتويان غدداً عرقيةً وغدداً زيتيةً، ويُغطَّيان بالشعر بعد البلوغ.
- الشفران الصغيران (Labia Minora): قد يكونان صغيرين جداً، يتوضعان داخل الشفرين الكبيرين ويحيطان بفتحتي المهبل والإحليل (الأنبوب الذي ينقل البول عبره من المثانة إلى خارج الجسم).
- غدتا بارتولان (Bartholin's Glands): تتوضع هاتان الغدتان بجانب الفتحة المهبلية وتفرزان سائلاً مخاطيّاً.
- البظر (Clitoris): نتوء صغير وحساس، ويُغطى البظر بثنية جلدية تدعى قُلفة البظر، كما يمكن للبظر أن يكون حساساً للتنبيهات الجنسية وأن ينتصب (كالقضيب الذكري).
الأعضاء التناسلية الأنثوية الداخلية، وهي تشمل كل من المهبل والرحم كذلك المبيضان وقناتي فالوب وبنيتها التشريحية بالتفصيل:
- المهبل (Vagina): عبارة عن قناة عضلية تصل عنق الرحم بخارج الجسم، يستقبل القضيب أثناء الممارسة الجنسية، ويسمى أيضاً بقناة الولادة؛ لأن الوليد يمر عبره من الرحم إلى خارج جسم الأم.
- الرحم (Uterus): عضوٌ مجوّف إجاصي الشكل، وهو المكان من جسم الأم الذي يتطور بداخله الجنين. ويُقسم الرحم إلى جزأين:
- عنق الرحم (Cervix): الجزء السفلي الذي ينفتح على المهبل.
- جسم الرحم (Body): الذي يمكن له التوسع ليستقبل تطورات الجنين.
- المبيضان (Ovaries): غدتان صغيرتان بيضويتا الشكل تتوضعان على جانبي الرحم، ينتج المبيضان الخلايا البيضية الأنثوية والهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون).
- قناتا فالوب (Fallopian Tubes): أنبوبان ضيّقان يتصلان بالجزء العلوي من الرحم، يعملان كناقلين تنتقل عبرهما الخلايا البيضية من المبيضين إلى الرحم، وفيهما يحدث تلقيح النطفة للبويضة، والبيضة الملقحة تنتقل بعدها إلى الرحم وهناك تنغرس في البطانة الرحمية.
دورة الطمث الشهرية لدى الإناث
تخضع الإناث في سن النشاط الجنسي لدوراتٍ منتظمة من النشاط الهرموني تتكرر كل شهر تقريباً، مع كل دورة يتحضَّر جسم الأنثى لإمكانية الحمل، تتكرر الدورة كل 28 يوماً تقريباً وتحدث ضمن ما يسمى بالأطوار، وهنالك عدة هرموناتٍ تنظم عملية الدورة الشهرية، والهرمونات هي مواد كيميائية تنبِّه وتنظِّم نشاط وعمل الخلايا والأعضاء.
الهرمونات المشمولة في الدورة هي: الهرمون المنبه للجريب (Follicle-Stimulating Hormone FSH)، الهرمون الملوتن (Luteinizing Hormone LH)، الأستروجين، البروجسترن.
يبدأ هذا الطور في اليوم الأول من الدورة، وخلاله يحدث ما يلي:
- يُفرَز الهرمونان المنبه للجريب (FSH) والملوتن (LH) من الدماغ وينطلقان في الدم ليصلا للمبيضين.
- يحرض هذان الهرمونان زيادةً في إنتاج هرمون الأستروجين.
- يؤدي ارتفاع معدلات الأستروجين إلى إيقاف إنتاج الهرمون المنبه للجريب، وهذا يحقق توازناً بين الهرمونات يهدف إلى تحديد عدد الجريبات الناضجة.
- مع تقدم الطور الجريبي: جريبٌ واحدٌ (الجريب يحتوي بداخله البويضة) من أحد المبيضين يغدو مسيطراً ويتابع النضج، والجريب الناضج يعيق نمو باقي الجريبات كلها ويغدو هو الجريب المسيطر الوحيد.
- يقوم الجريب الناضج بإنتاج الأستروجين.
الطور المبيضي (Ovulatory Phase)
- يبدأ بعد حوالي 14 يوماً من بداية الطور الجريبي، فهو يشكل منتصف الدورة الشهرية وخلاله يحدث ما يلي:
- زيادة الأستروجين المُنتج من الجريب المسيطر ينبه زيادة كبيرة في نسبة الهرمون الملوتن (LH) المُنتج من قبل الدماغ.
- يؤدي ذلك إلى قيام الجريب الناضج بطرح البويضة من المبيض.
- ما أن تنطرح البويضة (تدعى عملية الإباضة Ovulation) فإنها تُلتَقط من قبل الأهداب الموجودة في نهاية قناة فالوب، حيث تقوم هذه الأهداب بكنس البويضة إلى داخل القناة.
- في هذا الطور تحدث زيادةٌ في كمية وسماكة المخاط المُنتج من عنق الرحم، وإذا حصل جماعٌ في هذه المدة فإن المخاط الثخين يلتقط نطاف الرجل ويغذيها ويقوم بمساعدتها على التقدم باتجاه البويضة بغية الإلقاح.
- بعد طرحه للبويضة يتطور الجريب الذي يصبح فارغاً إلى بنية جديدة تدعى الجسم الأصفر (Corpus Luteum).
- يقوم الجسم الأصفر بإفراز البروجسترون، حيث يقوم هذا الهرمون بتحضير الرحم لانغراس البيضة الملقحة.
- إذا حدث جماع في هذه الفترة وقامت نطفة ذكرية بتلقيح البويضة الأنثوية فإن البيضة الملقحة الناتجة تنتقل عبر قناة فالوب لتنغرس في الرحم، وحينها يمكن أن تكون المرأة حاملاً.
- إذا لم يتم تلقيح البويضة فإنها تتحلل وتخرج مع دم الحيض، كما أن بطانة الرحم تتسلخ وتبدأ الدورة الطمثية التالية.
ختاماً.. عرضنا في هذا المقال لمحةً عامةً عن تشريح الأعضاء التناسلية الأنثوية ووظائفها، وتناولنا الدورة الشهرية التي تمر بها الأنثى بشكل منتظم، ولا بد من الإشارة في النهاية إلى أهمية اعتناء السيدة بصحة وسلامة جهازها التناسلي ومراجعة طبيبها عند ملاحظة أي عارض.