أهم التمارين لتقوية الذاكرة وزيادة التركيز
الدماغ هو عضو حيوي يتكيف باستمرار ، والذاكرة والتذكر من أهم وأعقد العمليات التي يقوم بها دماغنا، لكن بعض العادات اليومية قد تؤثر بشكل كبير على عمل الذاكر، فإن أسلوب الحياة الصحي سيدعم صحة الدماغ و يشجع دماغك على تشكيل مسارات عصبية جديدة، وهى عملية تعرف باسم تكوين الخلايا العصبية Neurogenesis أو المرونة العصبية Neuroplasticity.
تشير الدراسات أن المناطق المسؤولة عن تخزين المعلومات والتركيز في المخ هي الفص الصدغي من قشرة المخ والأجسام الحلمية في المهاد والجهاز الطرفي، وهناك أشكال للمعلومات؛ إما أن تكون المعلومة على هيئة صورة فتدرك بالقشرة البصرية للمخ أو أن تكون المعلومة مسجلة فتدرك بالقشرة السمعية للمخ وهكذا.
ولدى الإنسان نوعان من الذاكرة، وهما الذاكرة قصيرة المدى التي تقوم بإدراك المعلومات واستيعابها ثم تقوم بتخزينها في النوع الآخر للذاكرة وهي الذاكرة بعيدة المدى التي تحتفظ بها لسنوات عديدة، ويمكن للذاكرة قصيرة المدى أن تسترجع المعلومات المخزنة في الذاكرة بعيدة المدى إذا أراد الإنسان استذكارها، لكن هناك بعض العوامل التي تؤثر على قدرة الذاكرة على استرجاع المعلومات، فما هي هذه العوامل؟
هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على الذاكرة وأبرزها:
- مشاكل الغدة الدرقية
تعتبر مشاكل الذاكرة إحدى الأعراض الواضحة للخلل في للغدة الدرقية، حيث أن ارتفاع أو انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية (فرط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية) قد يؤدي إلى صعوبة في الذاكرة والتركيزوالنسيان المتكرر، ولكن مع علاج الغدة الدرقية تتحسن حالة الذاكرة.
- سن اليأس وعلاقته بالذاكرة
هناك علاقة بين انقطاع الدورة الشهرية ومستويات الهرمونات الجنسية وبين صحة الذاكرة، حيث أُجريت دراسة قامت بعمل اختبارات الذاكرة على عدد من الأشخاص من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 45 و55سنة، واختبارات تقارن بين أداء النساء في مراحل عمرية مختلفة.
أظهرت النتائج تفوق النساء على الرجال، وتفوق النساء في مرحلة ماقبل انقطاع الطمث على النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وبالتالي ارتبطت قوة الذاكرة بمستوى الهرمونات بغض النظر عن العمر الزمني، وتبين أنه مع انخفاض هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث تجد المرأة صعوبة أكبر في تعلم شيء جديد، لكنها تستمر في الحفاظ على الذكريات المخزنة.
كما وجدوا أن انخفاض مستويات الاستروجين أثناء انقطاع الطمث يؤثر على نشاط الدماغ، وبالتالي اتضح أن أي تذبذب في مستوى هذه الهرمونات يؤثر على أداء الذاكرة وعلى الاستيعاب والفهم.
- التدخين وتأثيره على صحة الذاكرة
التدخين له تأثير سلبي على الصحة عموماً، فهو يعتبر سبباً رئيسياً لبعض أنواع السرطانات وأمراض القلب والأوعية ويؤثر على صحة الدماغ، حيث أن الطبقات الخارجية للدماغ تتأكل تحت تأثير الشيخوخة ومع مرور الوقت، لكن عملية التآكل تلك تكون أسرع مع المدخنين، وهذه المناطق المتآكلة تكون في منطقة القشرة الدماغية المسؤولة عن الذاكرة والتركيز.
- القلق والاكتئاب وعلاقتهما بالتذكر
يؤدي الاكتئاب إلى إتلاف أجزاء من المخ، وبالتالي يصعب على الفرد البقاء منتبهاً لمدة طويلة، ويزداد الأمر سوءً إذا تعرض الشخص إلى نوبات اكتئاب متعددة بدون علاج.
- قلة النوم وتأثيرها على صحة الذاكرة
هناك الكثير من الأضرار الناتجة من قلة النوم وعدم انتظامه ومن تلك الأضرار ما يؤثر على الذاكرة، حيث أن الحرمان من النوم يؤثر على عمل الخلايا العصبية في منطقة تسمي "الحصين"أو "قرن أمون"، هذه المنطقة توجد في المخ مسؤولة عن تشكيل الذكريات على المدى البعيد وتحويل الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة الأمد، فقلة النوم تقلل من كفاءة هذه المنطقة في تخزين الذكريات والمعلومات المختلفة.
حيث اكتشف الباحثون ذلك من خلال إجراء سلسلة من التجارب على الفئران لقياس مدى تأثير الحرمان من النوم أو عدم انتظامه على عمل منطقة الحصين، فوجدوا أن قدرة هذه المنظقة على التذكر والتعلم تأثرت بحصولها على قسط غير كافٍ من الراحة والنوم، وأوصى الباحثون أن الأشخاص البالغين يجب أن تصل عدد ساعات النوم لديهم 7-9 ساعات يومياً حتى تستطيع الخلايا العصبية أن تولد إشارات أثناء النوم تساعد في تشكيل الذاكرة.
هناك الكثير من التمارين التي تساعد على تقوية الذاكرة وتحسينها وزيادة التركيز وسرعة الفهم والاستيعاب، حيث شبه العلماء تمارين تقوية الذاكرة بتمارين تقوية العضلات، التي تعمل على زيادة الكتلة العضلية في جسمك كما أنها تساعد على الحفاظ على تلك العضلات لمدة زمنية طويلة.
كذلك تمارين تقوية الذاكرة تزيد من احتياطي الدماغ الذهني، الذي يحمي المخ من الضرر العصبي الناتج بسبب الشيخوخة مثل فقدان الذاكرة و داء الزهايمر أو البطء في التذكر وقلة الفهم، لذلك يعتقد الباحثون إن اتباع تمارين مختلفة لتقوية الذاكرة يمكن أن يحميك من أمراض الشيخوخة.
إليك أهم التمارين التي تقوي ذاكرتك وتحميها من الشيخوخة، بالإضافة إلى أن هذه التمارين تساعدك على تنمية مهارات التفكير العليا لديك وتزيد من قدرتك على الفهم والاستيعاب:
- اختبار الاستدعاء
قم باختبار الاستدعاء الخاص بك، وذلك بتحديد بعض الأمور التي عليك القيام بها خلال اليوم أو الأشياء التي تنوي شراءها على سبيل المثال، ثم بعد ساعة أو نحو ذلك قم بتذكر تلك الأشياء دون الاطلاع عليها أو شراء الطلبات التي تريدها دون كتابتها في مذكرة، أو قم بتكرار ما قاله الأخرون في سرك، وبهذه الطريقة تنشط الذاكرة على التذكر والاستيعاب.
- تعلم آلة موسيقية
تعلم العزف على آلة موسيقية يساعد على تنشيط ذاكرتك، حيث تشير الدراسات إلى أن تعلم شئ جديد ومعقد يعزز قدرات الدماغ، وأن العزف بانتظام على آلة موسيقية من شأنه أن يؤخر من علامات الشيخوخة.
- تعلم لغة جديدة
يساعد تعلم اللغة على تحسين عمل الذاكرة، حيث أجريت دراسة سنة 2012 على مجموعة من المتطوعين هدفها تحديد تأثير تعلم لغات جديدة على عمل الدماغ.
وعمد الباحث إلى قياس حجم الحُصين قبل التجربة، ثم تمت إعادة قياس الحصين بعد خضوع المشاركين لدروس تعلم اللغة المكثفة على مدى ثلاثة أشهر، ليتبين تطور حجم الحُصين تناسباً مع حصص التعلم.
- تكوين كلمات متشابهة الأحرف
ضع كلمة في ذهنك ثم حاول أن تجد كلمات أخرى مشابهه لأول وأخر حرف من هذه الكلمة، أو قم بحل الكلمات المتقاطعة واستكمال الناقص من الكلمة فمثل هذه التمارين فعالة في تنشيط الذاكرة.
- إحصاء الحروف والكلمات
قم بقراءة مقال ثم قم بإحصاء حرف الألف به على سبيل المثال أو قم بإحصاء حروف الجر، ويمكن تصعيب هذا التمرين بأن تقوم بإحصاء عدد الكلمات التي سمعتها في المذياع وهكذا تقوم بتنشيط الذاكرة وزيادة الانتباه.
- التمارين الرياضية
أظهرت دراسات مختلفة أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تخلق خلايا دماغية جديدة وتحسن أداء الدماغ بشكل عام، وهناك الكثير من التمارين الرياضية التي تنشط العقل والجسم على حد سواء، مثل اليوغا أو الغولف أو التنس والنشاط البدني المنتظم يعزز الذاكرة والقدرة على تعلم أشياء جديدة.
أخيراً... على الرغم من وجود فروقات فردية واضحة بين الأفراد فيما يتعلق بقدرتهم على الاحتفاظ بالمعلومات واستعادتها، إلا أن نمط الحياة وبعض العوامل الذاتية الأخرى تؤثر بشكل كبير على صحة الذاكرة، فضلاً عن عامل الاهتمام الذي يجعلنا نحتفظ بذكريات معينة دون غيرها.