أسباب وأعراض سرطان المعدة وعلاجه

كل ما تريد معرفته عن سرطان المعدة، ما هي الأعراض التي تشير إلى وجود ورم في المعدة؟ وما هي الأسباب التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان المعدة؟
أسباب وأعراض سرطان المعدة وعلاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

المعدة (Stomach) هي عضو رئيسي في الجهاز الهضمي، فهي تجمع الطعام وتفرز العصارات الهاضمة والحمض الذي يفكك الطعام ويجعله أكثر قابلية للامتصاص في الأمعاء.
يحدث سرطان المعدة عندما تنشأ الخلايا السرطانية من الطبقة المبطنة للمعدة وتنمو لتتحول إلى كتلة ورمية في عملية تستغرق مدة طويلة قد تصل إلى سنوات قبل ظهور أعراض واضحة.
وانطلاقاً من فائدة التشخيص الباكر ودوره في زيادة فرص العلاج الفعال والشفاء، من الضروري أن نعلم الأعراض المنذرة بهذا المرض وعوامل الخطورة التي تزيد احتمال الإصابة، سنتعرف على هذا وأكثر في المقال التالي.
 

ما الذي يسبب سرطان المعدة؟ وما هي عوامل الخطورة المعروفة؟
لم يصل العلماء إلى تحديد سبب واحد قاطع لنشوء الخلايا السرطانية وتكاثرها في المعدة، ولكنهم مع ذلك تمكنوا من تحديد عدد من العوامل التي تزيد احتمال هذا التحول الورمي، منها الإصابة ببكتيريا الملتوية البوابية المعروفة باسم جرثومة المعدة، والتي تسبب القرحة الهضمية والتهاب المعدة المزمن وشكلاً خاصاً من فقر الدم المزمن، ومن العوامل الأخرى التي تزيد من فرصة تطور سرطان المعدة:
- التدخين.
- زيادة الوزن أو البدانة.
- نظام غذائي غني بالأطعمة المدخنة أو المملحة أو المخللات.
- سوابق إجراء عملية جراحية لقرحة هضمية.
- أصحاب الزمرة الدموية A.
- الإصابة بفيروس إبشتاين بار (EBV) الذي يسبب داء وحيدات النوى الإنتاني (Mononucleosis) المعروف باسم داء القبل (Kissing Disease)، كما يرتبط هذا الفيروس بعدد من الأورام السرطانية مثل لمفوما بوركيت (وهو ورم سرطاني خطير وسيء السير)، بالإضافة إلى أورام خبيثة في الجلد والجهاز الهضمي.
- بعض المورثات والطفرات الجينية تجعل الشخص معرضاً للإصابة أكثر من غيره.
- العمل في بعض المجالات الصناعية مثل الفحم أو الخشب أو المطاط.
- التعرض لمادة الأسبستوس (Asbestos) المستخدمة كعازل حراري في الصناعة.
 

animate

الأعراض والعلامات التي يظهرها سرطان المعدة في مراحله المبكرة والمتأخرة
في المراحل المبكرة تكون أعراض سرطان المعدة مبهمة وغير مميزة منها:
- عسر الهضم.
- الشعور بالنفخة بعد الطعام حتى لو كانت الوجبة صغيرة.
- الحموضة والحرقة الهضمية.
- الغثيان الخفيف.
- فقدان الشهية.

هذه الأعراض شائعة ويمكن أن تحدث لدى جميع الأشخاص لذلك من غير المنطقي أن نفكر بالسرطان كلما شعرنا بالنفخة بعد الطعام، ولكن تكرار هذه الأعراض واستمرارها بدون مبرر يوجب استشارة الطبيب للبحث عن علامات الإنذار وتشخيص الأسباب المرجحة.

مع نمو الورم تتطور الأعراض وتصبح أكثر إزعاجاً وخطورة، ومن هذه الأعراض المتأخرة.
- ألم شديد في البطن.
- خروج الدم مع البراز.
- الإقياء.
- فقدان الوزن بالرغم من تناول كميات كبيرة من الطعام.
- صعوبة في بلع الطعام (عسرة البلع).
- تلون الجلد والعينين باللون الأصفر (اليرقان).
- انتفاخ البطن.
- اضطراب حركة الجهاز الهضمي على شكل إسهال أو إمساك.
- الضعف والشعور المستمر بالتعب.
- الحرقة.
 

نصائح ووسائل يمكن اتباعها لتجنب الإصابة بهذا السرطان
بما أن السبب المباشر وراء تطور الورم غير معروف، لا يوجد وسيلة حاسمة للوقاية من سرطان المعدة بشكل تام، ولكن تجنب عوامل الخطر الخاصة بهذا السرطان يفيد في تقليص احتمال الإصابة بالسرطان، ويمكن الوصول إلى هذه النتيجة باتباع بعض التغييرات البسيطة في الحياة اليومية، ومن هذه التغييرات:

- مارس الرياضة: ترتبط الممارسة المنتظمة للتمارين الرياضية بمعدلات منخفضة من سرطان المعدة، لذلك حاول تخصيص وقت لممارسة الرياضة المعتدلة (مثل ركوب الدراجة أو الهرولة أو حتى المشي السريع) خلال معظم أيام الأسبوع، يفضل بعض الأشخاص جمع التمارين الأسبوعية في عطلة نهاية الأسبوع ولكن هذا التصرف لا يعطي النتائج المرغوبة للنشاط الجسدي المنتظم.
- تناول المزيد من الخضار والفواكه: حاول إدخال الخضار والفواكه الطازجة في نظامك الغذائي اليومي بدلاً من اللحوم والمعلبات والأطعمة المحفوظة.
- قلل من تناول الأطعمة المملحة والمدخنة: لأن العلاقة بين هذه الأطعمة وسرطان المعدة أصبحت أمراً مؤكداً ومثبتاً.
- ابتعد عن التدخين: سرطان المعدة يحتل مركزاً ضمن اللائحة الطويلة والمخيفة من السرطانات والأمراض المزمنة الخطيرة التي يكثر انتشارها لدى المدخنين، لذلك يعتبر الإقلاع عن التدخين خطوة هامة في الوقاية من السرطان.
- استشر الطبيب: في حال ملاحظة بعض الأعراض وعوامل الخطر المرتبطة بسرطان المعدة أو حدوث هذا السرطان لدى عدد من أفراد العائلة، يكون من المفيد استشارة طبيب الأمراض الهضمية الذي يجري الفحص اللازم ويحدد وجود الحاجة لإجراء استقصاءات إضافية.
 

ما هي الاختبارات المستخدمة في كشف سرطان المعدة؟
سرطان المعدة ليس من الأمراض التي تستوجب إجراء اختبارات مسح روتينية للكشف عنها عند عامة الشعب، ويعود هذا بشكل أساسي إلى عدد المصابين القليل نسبياً، أما بالنسبة إلى الأشخاص المصنفين في فئات الخطر، يمكن إجراء بعض الاختبارات بشكل روتيني من أجل مراقبة الوضع والكشف المبكر في حال حدوث التحول الورمي.

من أجل تشخيص سرطان المعدة، يبدأ الطبيب بالفحص السريري الجسدي، بالإضافة إلى أخذ التاريخ المرضي الشخصي والعائلي لتحديد عوامل الخطورة البيئية والوراثية، ثم نأتي إلى مرحلة الاختبارات التشخيصية التي تشمل:
- التنظير الهضمي العلوي (Upper Endoscopy): تعتمد هذه الوسيلة التشخيصية على إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة عبر الفم إلى المعدة، يمكن للطبيب من خلال التنظير الهضمي العلوي أن يبحث عن علامات السرطان، وإذا وجد منطقة مثيرة للشك يمكن أخذ عينة نسيجية منها (خزعة) لفحصها تحت المجهر.
- الاختبارات الشعاعية: تشمل هذه الاختبارات التصوير الطبقي المحوري (CT scanning) والصورة الظليلة للمعدة، والتي يتم إجراؤها بابتلاع مادة الباريوم التي تظهر بوضوح على الأشعة السينية فترسم الجهاز الهضمي وتظهر القرحات أو الأورام.
 

تحديد مرحلة سرطان المعدة والفرق بين مراحله
يقسم سرطان المعدة وفقاً لامتداد الورم وانتقاله إلى العقد اللمفية وانتقالاته البعيدة إلى 4 مراحل متزايدة في الخطورة بالإضافة إلى المرحلة 0 التي لا تقع ضمن التصنيف التقليدي وهي:
- سرطان المعدة في المرحلة 0: تتميز هذه المرحلة بوجود عدد من الخلايا الشاذة القابلة للتحول إلى ورم ضمن الطبقة المبطنة للمعدة.
- سرطان المعدة في المرحلة الأولى: في هذه المرحلة يكون الورم محدوداً بالطبقة النسيجية المبطنة للمعدة أو الجزء السفلي من المري، ويكون انتشار الخلايا الورمية إلى العقد اللمفية غائباً أو محدوداً في هذه الدرجة.
- سرطان المعدة في المرحلة الثانية: ينتشر السرطان في هذه الدرجة إلى طبقة أكثر عمقاً ويصل إلى الطبقة العضلية للمعدة، كما تكون إصابة العقد اللمفية أكثر انتشاراً هنا.
- سرطان المعدة في المرحلةالثالثة: في هذه المرحلة يكون الورم منتشراً بعمق ليقطع جميع طبقات المعدة ويصل إلى الأعضاء المجاورة مثل الطحال أو الكولون، كما أن الأورام الصغيرة التي انتشرت بشكل واسع في العقد اللمفية تنتمي إلى هذه المجموعة.
- سرطان المعدة في المرحلة الرابعة: وهي الأكثر سوءاً والأدنى في معدلات البقيا، وهنا يكون السرطان قد انتشر بعيداً إلى أجزاء أخرى من جسم المريض مثل الكبد أو الرئتين.

الوسائل العلاجية المستخدمة في سرطان المعدة
هناك عدد كبير من الوسائل العلاجية المفيدة في سرطان المعدة، ويتم وضع الخطة العلاجية بالاعتماد على مرحلة السرطان وحالة المريض ومن هذه الوسائل:

- علاج سرطان المعدة في المرحلة صفر: يشفى المريض في هذه المرحلة بشكل كامل لدى تطبيق العلاج المناسب، والذي يعتمد على إزالة الكتلة الشاذة أو كامل المعدة بشكل جراحي، إضافة إلى استئصال العقد اللمفية المجاورة لأنها قد تكون مصابة.

- علاج سرطان المعدة في المرحلة الأولى:عادة ما يمكن استئصال الورم بشكل كامل عن طريق الجراحة، كما يمكن استخدام الوسائل المساعدة من علاج شعاعي أو كيميائي إما قبل العمل الجراحي بهدف تقليص حجم الورم أو بعد الجراحة من أجل القضاء على باقي الخلايا الورمية التي قد لا تظهر بالعين المجردة.

- علاج سرطان المعدة في المرحلة الثانية: العلاج الرئيسي هو استئصال المعدة بشكل جزئي أو كامل بالإضافة إلى العقد اللمفية المجاورة، بالإضافة إلى العلاج الشعاعي أو الكيماوي قبل العملية الجراحية وبعدها.

- علاج سرطان المعدة في المرحلةالثالثة: يجب في هذه المرحلة استئصال المعدة بشكل كامل إضافة إلى العلاج الكيماوي أو الكيماوي والشعاعي معاً، يمكن لهذا العلاج أن يقضي على الورم بشكل كامل في بعض الحالات ولكن الهدف في هذه المرحلة هو تخفيف الأعراض وتحسين حالة المريض على الأقل.
بعض المرضى لا يتحملون إجراء الجراحة، لذلك يمكن استخدام العلاج الكيميائي أو الشعاعي وفقاً لما يمكن أن يتحمله المريض.

- علاج سرطان المعدة في المرحلة الرابعة: وهنا يكون الورم انتشر إلى درجة يصبح فيها علاجه أمراً مستبعداً بشدة، لذلك يعتمد العلاج هنا على تحسين الحالة العامة وتخفيف الأعراض، قد يحتاج المريض إلى عملية جراحية لإزالة جزء من الورم وفتح الطريق الهضمي في حال أدى الورم إلى انسداد في أحد أجزائه، كما يمكن استئصال جزء من المعدة وإعادة وصل الأنبوب الهضمي من أجل تجاوز منطقة الورم.

وفي الختام.. نجد أن اتباع قواعد الحياة الصحية من النظام الغذائي المتنوع والابتعاد عن التدخين تفيد في الوقاية من الكثير من السرطانات والأمراض الخطيرة، وسرطان المعدة هو مثال عن الأمراض الخطيرة التي يمكن الوقاية منها إلى حد بعيد بالابتعاد عن عوامل الخطر.