أهم نصائح حماية الجنين والطفل الرضيع من الخطر
في هذا المقال؛ نتعرف وإياكم إلى أبرز نصائح حماية الحامل والجنين من الأخطار المحتملة في فترة الحمل، ثم أهم ما يجب على الأم فعله لحماية ابنها الرضيع، من خلال حماية الرضيع من نفسه ومن الآخرين، وحماية الطفل الرضيع من الأمراض الخطيرة والتشوهات التي تصيب الرضع، إضافة إلى نصائح مهمة لتجنب الموت في المهد.
تكمن أهمية التخطيط المسبق للحمل إتاحة الفرصة للأم للقيام بإجراء مجموعة من الفحوص الطبية التي تساعدها على تجنيب نفسها وتجنيب جنينها الأخطار المحتملة.
وهذه الفحوص تشمل الفحوص العامة كصورة الدم وفحص البول والبراز والهرمونات، إضافة إلى الفحوص التي تتعلق بظروف صحية سابقة تعرضت لها الأم كعوز الفيتامينات والمعادن أو استئصال الغدة الدرقية أو فقر الدم أو غيرها من الظروف الصحية التي يجب أن تتأكد منها الأم قبل الإقدام على الحمل.
وأمَّا إن حدث الحمل دون تخطيط مسبق؛ فلا بد أن تقوم الأم بالفحوص المتعلقة بالمشاكل الصحية السابقة بالسرعة القصوى، إضافة إلى الفحوص الاعتيادية التي يطلبها الطبيب من الحامل في مراحل الحمل المختلفة، وإليكِ بعض النصائح المهمة لحماية الجنين من الأخطار المحتملة:
- التزمي بمراجعة الطبيب بشكل دوري بمعدل مرة على الأقل عند تمام شهر الحمل لغاية الشهر السادس، ومرتين على الأقل في شهر الحمل بعد الشهر السادس حتى شهر الولادة، أو وفق برنامج الزيارة الذي يحدده الطبيب.
- إن الاستخفاف أو الاستهتار بزيارة الطبيب قد يؤخر الكشف عن بعض المشاكل الجوهرية في الحمل التي قد تشكل خطراً على نمو الجنين، أو خطراً على حياة الأم وجنينها، لذلك لا تتأخري عن موعد زيارة الطبيب.
- لا تترددي أبداً بالاتصال بالطبيب في حال شعوركِ بأعراض غير طبيعية، وإن لم يكن طبيبكِ واسع الصدر وصبوراً فابحثي عن طبيب آخر أكثر اهتماماً بصحتك وصحة جنينكِ.
- وأهم الأعراض التي يجب النظر إليها طول فترة الحمل هو النزيف، فوجود النزيف يعتبر إشارة صريحة لمشكلة في الحمل، إضافة إلى علامات ارتفاع الضغط أو ارتفاع السكر التي تعتبر من المشاكل الشائعة في الحمل.
- وما أن تتمكني من الإحساس بحركة الجنين حتى تصبح مراقبة حركته من مهامك، فيجب أن تتأكدي أن جنينك يتحرك عشرة مرات كحد أدنى خلال 24 ساعة.
- قومي بإجراء فحوصات دورية حتى وإن لم يطلبها منكِ الطبيب، ما عدا الفحوصات السريرية أو التي يتم منعها في فترة الحمل، أهم الفحوصات التي يجب القيام بها بشكل دوري:
- فحص الدم العام للتأكد من نسب السكر والخضاب ومعدل الكريات البيضاء والحمراء وغيرها من المعلومات الضرورية.
- إضافة إلى فحص البول الدوري، فالتهابات المسالك البولية واحدة من أبرز أسباب الولادة المبكرة، حيث تقوم الجراثيم بإحداث ثقب في الغشاء الذي يحيط بالجنين ما يؤدي إلى تسرب سائل الحمل وحدوث انقباضات الولادة، وغالباً ما يحدث هذا بين الشهر الخامس والسابع، وتكون فرص نجاة الجنين قليلة جداً، لذلك تأكدي من إجراء فحص البول بشكل دوري.
- ممارسة الرياضة أثناء الحمل تعتبر من الإجراءات المهمة للحفاظ على صحة الأم والجنين، ويجب أن تعلم الأم تماماً التمارين الرياضية المناسبة لفترة الحمل.
- حافظي على نظام تغذية صحي في فترة الحمل، فالحامل تحتاج إلى كميات أكبر من العناصر الغذائية المختلفة، إضافة إلى الحصول على المكملات الغذائية وخاصة الفوليك أسيد في الشهور الأولى من الحمل، والذي يجنب الجنين التشوهات الخلقية، إضافة إلى الفيتامينات والمعادن التي تأخذها الحامل على شكل أقراص طيلة فترة الحمل تحت إشراف الطبيب.
- امتنعي عن التدخين والكحوليات والمهدئات، وتجنبي التدخين السلبي.
- أخيراً لا بد أن نؤكد على ضرورة الحفاظ على معنويات مرتفعة طيلة فترة الحمل، تجنبي التوتر والحزن وحاربي اكتئاب الحمل بما أوتيتِ من قوة.
على الرغم من حساسية فترة الحمل وأهمية العناية والرعاية الطبية الدورية طول الشهور التسعة، إلَّا أن مهمة الأم تزداد صعوبة بعد الولادة، فالعناية بالطفل الرضيع ليست أمراً هيناً خاصة بالنسبة للأمهات الجدد.
ويمكن أن ننظر إلى أربعة محاور رئيسية فيما يتعلق بحماية الطفل الرضيع من الخطر وهي: حماية الطفل الرضيع من الموت في المهد وحمايته من نفسه، وحماية الرضيع من أمه أو حمايته من المبالغة بالحماية، وحماية الطفل الرضيع من الآخرين، وحماية الطفل الرضيع من تشوهات وأمراض الطفولة المبكرة.
حتى اليوم ما تزال أسباب الموت في المهد مجهولة إلى حد بعيد، لكن هناك مجموعة من الأخطاء التي قد ترتكبها الأم يمكن أن تكون سبباً لموت الرضيع في المهد، لذلك يجب أن تتجنب الأم الأمور التالية:
- لا تتركي طفلك ينام وحيداً دون أن تطمئني عليه كل بضع دقائق.
- إذا كان طفلك يعاني من الارتجاع بشكل مستمر فتأكدي أنه ينام على جنبه خاصة في الشهور الأولى.
- تأكدي أن شيئاً لا يمكن أن يؤدي إلى إعاقة تنفس طفلك، الأغطية والبطاطين أو سلسلة اللهاية أو الصدارة أو غيرها من الأشياء التي قد تسبب اختناق الرضيع.
- لا تتركي طفلك الرضيع ينام على بطنه وحده أبداً، لأن الطفل قد لا يقوى على التحكم برأسه ويختنق في وضعية النوم على البطن.
- في الشتاء تأكدي أن طفلك يرتدي ما يكفيه فقط من الثياب، فوجود طبقات كثيفة من الثياب قد تسبب احتباساً حرارياً للطفل وتعتبر من الأسباب المحتملة للموت في المهد.
- لا تقومي أبداً بإرضاع طفلك وأنتِ نائمة، فمن أحد أسباب الموت في المهد اختناق الطفل أثناء الرضاعة في السرير.
- لا داعي أبداً لاستخدام مخدة نوم للرضيع ما لم ينصح الطبيب بذلك.
- طفلك يجب أن ينام دون سادة وعلى جسم مستوى وأقرب إلى أن يكون صلباً.
- إذا لاحظتِ صوتاً غريباً لتنفس طفلك توجهي إلى الطبيب فوراً.
أصعب ما يمكن السيطرة عليه هو الإفراط في الحماية، وهنا نتحدث عن حماية الطفل الرضيع من المبالغة بالحماية من أمه وأبيه وجميع من هم حوله، ففرض حالة من الحماية الشديدة على الأطفال قد تعود بنتائج كارثية على الصعيدين الصحي والنفسي.
إليك أهم الأمور التي يجب مراعاتها لتجنب تحوُّل الحماية إلى خطر على الطفل الرضيع:
- ذكرنا في فقرة حماية الرضيع من موت المهد أن الثياب الكثيرة قد تؤدي إلى وفاة الرضيع أو إصابته بالنزلات الشعبية الحادة عند تبديل الحفاض أو تغير الحرارة بشكل مفاجئ، فضلاً عن إعاقته عن الحركة، لذلك تجنبي إلباس الرضيع أكثر من حاجته ليشعر بالدفء المتوازن.
- إذا كنتِ ممن يفضلون إلباس الرضيع جوارب وقفازات فتأكدي من فحص اليدين والأقدام كل ساعتين كأقصى حد لتتأكدي من عدم وجود خيوط أو شعر ملتف حول أصابع الرضيع، وتأكدي أن تحصل الأقدام واليدان على التهوية اللازمة.
- لا تبالغي بالتعقيم لأن ذلك قد ينعكس سلباً على مناعة الرضيع، عقمي كل ما يدخل إلى فم الرضيع من لهاية وببرونة وحتى حلمات الصدر، لكن تأكدي أنك لستِ مهوسة تعقيم.
- لا تمنعي الطفل الرضيع من الحركة بل ساعديه على تقوية عضلاته مع التأكد من سند رأسه وظهره.
- الرضيع يحتاج للاستحمام منذ اليوم الأول، لا يوجد ما يبرر علمياً تأجيل استحمام الرضيع، ويجب أن يكون الاستحمام دورياً حسب الطقس، لكن ليس من الصحي أبداً ألا يستحم الرضيع غير مرة واحدة في الشهر مثلاً.
- كل ما عليك فعله أن يكون الحمام دافئاً وأن تكون الغرفة التي سينتقل إليها الرضيع دافئة، فدفء المنزل هو المهم، وتأكدي أنك تقومين بتنظيف جسد الرضيع جيداً.
- مرة واحدة على الأقل يومياً دعي بشرة الرضيع تتنفس لبضعة دقائق عند تغيير الحفاض.
- الرضيع يحتاج للخروج من المنزل بشكل مستمر ودوري للتعرف على العالم، لا تحبسي الرضيع في المنزل.
الطفل عموماً لن يتمكن من إدراك الكثير من الأمور حتى تمام عامه الخامس تقريباً، وعلى الرغم أن الطفل الرضيع غير قادر على التحكم بحركاته غالباً إلى أن هذا من مصادر الخطر التي يجب التعامل معها، إليكِ بعض النصائح لحماية الطفل الرضيع من ذاته:
- تأكدي من وضع الطفل بوضعية صحيحة في الكرسي أو السرير كي لا تؤدي حركته لتعرضه للأذى.
- تأكدي من تشذيب أظافر طفلك الرضيع بعناية وحذر لحماية وجهه من الخدوش خاصة في الشهور الأربعة الأولى.
- يبدأ الرضيع بالتقلب على السرير في الشهر الرابع تقريباً، تأكدي أنه في مكان آمن في حال تقلب.
- عندما يبدأ الرضيع بإمساك الأشياء بيده تأكدي أن كل ما قد يشكل خطراً عليه بعيد عن متناول يده.
- الالتزام بمواعيد التطعيمات من عمر يوم وحتى ينتهي برنامج التطعيمات.
- الالتزام بالزيارة الدورية لطبيب الأطفال مع تمام كل شهر من عمر الطفل أو وفق البرنامج الذي يضعه الطبيب في الحالات الخاصة.
- مراقبة وزن الرضيع ومحيط رأسه وطوله وتسجيل الأرقام في دفتر خاص تحت إشراف طبي.
- مراقبة التطور الإدراكي للرضيع بشكل مستمر تحت إشراف الطبيب.
- إعطاء الرضيع جرعة يومية من فيتامين د لمدة لا تقل عن سنة وتحت إشراف طبيب.
- إعطاء الرضيع المكملات الغذائية اللازمة التي ينصح بها الطبيب، وبمنع منعاً باتاً تقديم أي مكملات دون استشارة طبية.
- الحرص على ضمان تفاعل الرضيع مع العالم من خلال النزهة.
- ضمان الحد الأدنى من الظروف الإنسانية في المسكن من إضاءة وتهوية.
- يمنع منعاً باتاً إعطاء الرضيع أي دواء كيميائي أو طبيعي أو أي عقار دون الرجوع إلى الطبيب المختص.
- حافظي على الرضاعة الطبيعية، واحذري تقديم الأطعمة الصلبة قبل الوقت الذي يحدده الطبيب.
إن رغبة الجدَّات والخالات والعمَّات والجارات في تقديم النصائح لا يمكن كبحها، لكن هناك خطوط حمراء تعتبر الأمُّ مسؤولة عن رسمها لحماية طفلها الرضيع من تدخلات الآخرين، والطبيب المختص هو الوحيد المخول إعطاء النصائح، إليكِ بعض الأمور التي يجب الانتباه لها لحماية الطفل الرضيع من الآخرين:
- التقبيل ممنوع منعاً باتاً للحفاظ على صحة الرضيع خاصة في الشهور الأولى عندما تكون المناعة ضعيفة، وإذا كان ولا بد فيمكن السماح للجدين والأقارب المقربين جداً بتقبيل الرضيع لكن التقبيل من الفم محظور حتى من الأبوين.
- لا تتركي طفلك مع أحد مهما كان، وتأكدي أنكِ أنت الوحيدة المعنية بحمايته ورعايته.
- لا تسمحي لأحد أن يقدم لطفلك الرضيع أطعمة صلبة أبداً، أنتِ الوحيدة المسؤولة عن وضع برنامج التغذية لطفلك، كذلك لا تسمحي بتقديم العسل أو اليانسون أو حليب البقر أو غيرها قبل أن يتم الطفل عامه الأول.
- لا تتركي طفلكِ لعبة بيد الآخرين.
- لا تسمحي للأطفال دون الثامنة بحمل الطفل الرضيع مهما كان الظرف.
- لا تسمعي النصائح إلا من الطبيب المختص، فكل ما تقوله والدتك ووالدة زوجك وغيرهم قد لا يكون صحيحاً دائماً، بل قد يشكل مصدراً للخطر على صحة طفلك الرضيع.
أخيراً... نؤكد ثانية أن الطبيب المختص هو الوحيد المخول بتحديد ما هو مناسب للطفل الرضيع، لذلك يجب الالتزام باستشارة الطبيب في كل ما يتعلق بصحة الطفل الرضيع وتغذيته، والابتعاد عن العادات القديمة التي تبين أن معظمها يشكل خطراً على صحة الرضع.