بين المغرب والأردن هذه هي حقيقة الحلوى المخدرة في المدارس
كالنار في الهشيم انتشر خبر وجود حلوى مخدرة في المدارس الأردنية، وكان الخبر مدعوماً بمجموعة من الفيديوهات والصور، فما هي حقيقة وجود مخدرات في الحلوى؟ وهل الفيديوهات والصور عن الحلوى المخدرات صحيحة؟ وماذا تقول الجهات المعنية عن وجود حلويات مخدرة في المدارس؟ هذا ما نحاول أن جيب عنه في موقع حلوها.
المكافحة تنفي وجود حلوى المخدرات في الأردن
لكي نطمئن الأخوة القراء ننقل لكم أولاً نفي إدارة مكافحة المخدرات في الأردن وجود حلوى مخدرة في المدارس، جاء ذلك بعد انتشار مجموعة من الفيديوهات والصور لفتيات قيل أنهن تعاطين هذه الحلوى في إحدى مدارس الأردن، وظهرت عليهن أعراض اضطراب شديد.
وأفادت إدارة مكافحة المخدرات في بيانها الذي تناقلته وسائل إعلام إلكترونية أن هذه الإشاعة تصدر في كل عام مع بداية الفصل الدراسي الجديد أو مع بداية السنة الدراسية، وأكدت الإدارة ألا وجود لمثل هذه المخدرات في متناول التلاميذ.
كما أكدت إدارة مكافحة المخدرات أن الفيديو المتداول ليس في أي من مدارس الأردن، وأفادت الإدارة أن الفيديو مصوَّر في إحدى الدول العربية لردة فعل الطالبات على وفاة إحدى زميلاتهن أمامهن.
حقيقة فيديو الحلوى المخدرة في الأردن
فيما اكتفت معظم الصفحات والمواقع الإلكترونية بنقل الفيديو والصور ثم نقل نفي إدارة مكافحة المخدرات لوجود حلوى مخدرة؛ اتجهنا في موقع حلوها إلى البحث والتقصي عن حقيقة الفيديو.
لم نتمكن من العثور على قصة كاملة وواضحة لهذا الفيديو فعلياً، لكن فيما نفت إدارة مكافحة المخدرات الأردنية أن هذا الفيديو في مدرسة أردنية، أكدت وكالة أطلس سكوب المغربية أن هذا الفيديو في مدرسة مغربية في الدار البيضاء، ويعود وجود الفيديو على يوتيوب إلى تاريخ الثاني عشر من فبراير 2019، ويمكن تتبع لهجة مغاربية بوضوح في بداية الفيديو.
وأجرت وكالة أطلس اتصالاً مع مدير أكاديمية الدار البيضاء أكد فيه أن الفتيات اللواتي ظهرن في الفيديو عانين من نوبة هستيرية مفاجئة لا علاقة لها بالمخدرات، فبعد فحصهن لم يتبين وقوعهن تحت تأثير أي مادة مخدرة، وقد تم اصطحاب الفتيات لاحقاً من قبل أولياء أمورهن، وسيتم تقديم الدعم النفسي لهن ومتابعة الحالة، كما أكد المدير أن هذه الحالة قد تعرض لها طلاب في وقت سابق، دون توضيح الأسباب الحقيقية لهذه الهستيريا الجماعية بين الطالبات.
كذلك نفت المتحدثة باسم وزارة التربية والتعليم في اتصال أجراه معها موقع BBC العربي أن تكون الحالة التي أصابت فتيات المدرسة ناتجة عن تعاطيهن للمخدرات، وأكدت رواية المندوب الإقليمي للتربية الوطنية أن الهستريا الجماعية للطالبات كانت بعد أن بدأت واحدة منهن ببكاء هستيري فتبعتها الأخريات دون معرفة السبب، هذا ما ينفي تماماً أن الفيديو في الأردن، وينفي مؤقتا رواية وفاة إحدى الطالبات نتيجة سحر أو شعوذة، وينفي مؤقتاً رواية حلوى المخدرات، على الأقل ريثما تظهر معلومات جديدة متعلقة بالموضوع.
هل هناك حلوى مخدرة فعلاً؟!
الـ Flake أو حلوى الزومبي، يعتبر هذا النوع من المخدرات من أشد أنواع المخدرات خطورةً، يسبب آثاراً شديدة الخطورة على المدى القصير والطويل، ويعتقد أن مخدر الفلاكا هو المستخدم في حلوى المخدرات المزعومة.
وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات يتم تداول أخبار عن وجود الحلوى المخدرة في متناول الطلاب في أكثر من دولة عربية، لكن وحتى الآن لم نتمكن من رصد حالات موثقة لوجود الفلاكا على شكل حلوى تباع في المدارس، فدائماً يتم نفي هذه الشائعات.
الفلاكا مركّب كيميائي (alpha-pyrrolidinopentiophenone) معروف باختصار (alpha-PVP)، وهو نوع من المخدرات المشابهة لعقاقير الكاثينون الاصطناعيّة والمعروفة باسم أملاح الاستحمام، لا يوجد أي استعمال دوائي لهذا المركّب، ويتم استعماله لآثاره الشبيهة بآثار نبات القات المنشّط الذي يزرع في شرق أفريقيا والشرق الأوسط.
يمكنكم زيارة هذا المقال للتعرف أكثر على الفلاكا أو مخدرات الزومبي
لماذا تعرف الفلاكا أيضاً باسم مخدرات الزومبي؟!
نتيجة الأعراض الواضحة لمخدر الفلاكا أو الذي يعرف أحياناً باسم مخدر الفراولة تمت تسميته باسم مخدرات الزومبي، حيث يظهر على المتعاطي أعراض شبيهة بما حصل مع الطالبات في الفيديو السابق، من توتر وصراخ وتشنج عصبي وزحف على الأرض وفقدان كامل للسيطرة وحالة من الهذيان والسلوك العدواني.
كما تم تسجيل مجموعة من جرائم القتل الوحشي حول العالم التي حصلت تحت تأثير الفلاكا أو ألفا بي في بي، والتي اتصفت أغلبها بعدوانية كبيرة أو عض والتهام لأجزاء من لحم الضحية، ما عزز اسم مخدرات الزومبي.
لكن لا يوجد حتى الآن ما يؤكد وجود الحلوى المخدرة في متناول طلاب المدارس، وستظل هذه الإشاعات تصدر بين حين وآخر إلى أن يتم البت بوجود هذه الحلوى بمتناول الأطفال، ومتابعة هذه القضية من قبل الهيئات التعليمية والأمنية المعنية ومن قبل الأهل هو أفضل ما يمكن القيام به لحماية أبنائنا من خطر المخدرات، سواء كانت على شكل حلوى أو أي شكل آخر.
