تأخر الزواج والغيرة من العروس "أرقص في أعراس من هم أصغر مني وأتحسر!"
معادلة الزواج دائماً محيرة، فيختار البعض زوجته لجمالها، بينما يختار آخرون الزوجة لأخلاقها أو دينها، ويفضل البعض الآخر الزواج القائم على المصالح المتبادلة. ومجموعة تضع أمامها مقاييس مثالية جداً تبقى تبحث عنها لسنين، ثم يقودها الملل إلى ما لا يطابق أحلامها أبداً، فيكون خياراً عشوائياً بحتاً. وهناك رجال لا يتقبلون الزواج التقليدي، بل يفضلون الزواج الناتح عن علاقة حب مليئة بالمشاعر والشوق. ورجال آخرون يفضلون الزواج التقليدي ولكنهم يبحثون عمن تلتقي معهن أرواحهم، فلا يتزوجون الجميلة أو الثرية أو ذات الطبقة الاجتماعية المرتفعة، بل يتزوجون من يجدون عندها نصفهم الثاني الذي يكملهم!
تبقى معادلة الزواج أعقد من الحل، فصديقتنا على موقع حلّوها، تتمتع بالشخصية والجمال والأخلاق والعلم والذكاء، وغيرها من الصفات التي يتمناها أي رجل، ولكنها تشتكي بأنها قاربت الثلاثين واحتفلت بأعراس كل صديقاتها اللواتي أصبحن أمهات، ولم يطرق بابها أي عريس بعد! إليكم التفاصيل كما روتها بكلماتها الخاصة تحت عنوان "لم أتزوج إلى الآن، لا دراستي ولا جمال ساعدوني!":
"حافظت على نفسي خوفا من ربي واحتراما لتربية اهلي وثقتهم بي، لم ارتبط باي شاب ولم اعش فترة المراهقة ودخلت الجامعة وتخرجت منها ولم اصاحب شابا من اجل التسلية ابدا، كنت زميلة للشباب ونساعد بعضنا بالدروس وعلاقتنا بحدود الاحترام ثم عملت في اكثر من مكان وكل الشباب زملاء لي وبيننا صحبة طيبة .. ولكن العمر مر بي وللان لم ارتبط واصبح عمري في نهاية العشرين ولم يطرق بابي عريس، انا جامعية ومهذبة واجتماعية ولدي العديد من المعارف وحسب كلام الناس انني جميلة الشكل واملك صفات مميزة .. وابدو بالشكل اصغر من عمري .. ولكني اصبحت احضر اعراس من هم اصغر مني بكثير، فقدت ثقتي بنفسي واصبحت حزينة لانني لم اعطي لنفسي فرصة ان اصاحب (اعرف ان الاغلب سيقول تفكير خاطئ) ولكنني الان ارى ان الفتيات يصاحبن ويرتبطن بشباب ثم يتزوجن من خبرتهن بالتعامل مع الرجال .. وكل من كن معي ايام الدراسة تزوجن وانجبن واصبحن امهات .. اما انا فارى ان لا جمالي ولا ثقافتي افادتني من هذه الناحية واصبحت حزينة واشعر بالسوء اذا سمعت ان فلانة خطبت او تزوجت، ولا اريد لهذه الحالة ان تزداد معي لاني طوال عمري احب الخير للناس ولا احب ان تتغير هذه الصفة فيي".
مشكلة المرأة في مجتمعنا أنها تربط سعادتها بالزواج، بوجود رجل في حياتها، فإن لم تتزوج غابت عن عينيها جميع النعم الأخرى التي وهبها إياها الله من جمال وعلم وثقافة وعمل وعائلة وصحة وأصدقاء وحياة اجتماعية زاخرة، وينصب كامل تركيزها في الحصول على زوج، رغم أنه لا يكون دوماً مصدر سعادة وأمان، بل مع الاختيار المتسرع الخاطئ قد يكون الزوج أحياناً مصدراً للتعب والتوتر والتعاسة والإحباط!
وهذا ما حدث مع صاحبة المشكلة التي محورت كامل تركيزها واهتمامها حول موضوع الزواج، فباتت تشعر بالحسرة عند حضور أي مناسبة زفاف لا تكون فيها هي العروس، حتى وصل بها الأمر إلى الخوف من أن تتحول إلى إنسانة تكره الخير للآخرين!
الدكتورة سراء الأنصاري، الأخصائية النفسية في خدمة ألو حلّوها، قدمت لصديقتنا النصيحة التالية:
"لن تتغير هذه الصفة إن شاء الله، إن لم ينفعك الجمال والأخلاق فلا بد أن هناك عنصر مفقود، هل هي الجدية أم الغرور؟ وهل يتخوف الشباب منك ومن مركزك أو ثقافتك؟ جربي المرح مع الجميع وكوني أخف في التعامل ولا تحملي الموضوع كثيرا من الثقل والجدية. تقبلي الآخرين وكوني على مستوى تفكيرهم، أي لا بد أن هناك خلل لم تنتبهي له، والوقت لم يفت تعرفي على الرجل كرجل وليس كإنسان فقط".
مجتمع حلّوها من جهة أخرى أثنوا على أخلاقها وحفاظها على نفسها وتمسكها بمبادئها، ودعوها للثبات على موقفها، فالله يعدها بأن يعوضها خيراً على ما تركته من أجله:
- "عزيزتي انا ايضا فعلت ذلك لم اصاحب ابدا خوفا من الله عز و جل ولم اندم يوما و الحمد لله ربي عوضني خيرا لذلك لا تقنطي ثقي ان من ترك منكرا من اجل رضا الله ابدله الله خيرا منه ولو بعد حين".
- " شوفي انتي ونعم البنت ونعم التربيه بس عندي سؤال وأرجو ماتزعلي مني وين ثقافتك بالموضوع وتعليمك اللي بتتكلمي عنهم طالما تفكيرك مثله مثل اللي ماتعلمت وهمها الزواج انتي بنعمه انسانه متلعمه موظفه تخرج تدخل لاتربطي. حياتك وسعادتك بالرجل والزواج الان او لاسمح الله اتزوجتي وطلع ابن كلب بتذكري هذا التفكير السلبي عن الفترة اللي انتي عايشتها بس حاولي تغيري طريقه تفكيرك حبي نفسك اكثر عيشي من اجل نفسك اسعديها دلعيها لاتنتظري اي شخص يعطيكي او يدلعك خلي الرجل مجرد اضافه لحياتك ولااربطي حياتك وسعادتك بوجوده استقلي بذاتك اكثر املي فراغك ووقتك باشياء تخبيها وهوايات اعزمي صاحباتك واخرجو اتفسحو او اعنلو اي شي بالبيت. اقري كتاب شوفي فيلم اشتري لنفسك حاجه تتمنيها الرجل والله ماهو كل شي ورب البيت انك بنعمه كبيرة حاولي تشوفي تفاصيلها وايجابياتها وباذن والله بتتزوجي وتخلفي والاهم انك في سن صغير واسال الله انه يسعدك يارب".
- "انتظري نصيبك ربك الان يجهز لك عريس تنحسدي عليه وحتعيشي أحلا حياه معاه ثقي بالله ولاتجزعي مليون من يتمنى بنت مثلك فقط أصبري وقوي إيمانك بربك ودعي عنك هلاوس إبليس كملي طريقك واصلي عملك وانجحي واشغلي نفسك بأي شي مفيد لحد مايجيلك العريس اللي تتمنيه ولو حصل لاتنسيني من دعائك . فقط ثقي بالله".
- "كانك تحكى عنى كنت مثلك تماما حتى ترقبت ليلة القدر وفزت من خلالها بزوج محترم عن طريق زواج الصالونات ايلى فيه البعض بيهاجمها لانى لا استطيع التعرف على شاب خارج حدود العمل او غيره حافظت على كرامتى فاكرمنى ربى"
ترى لما لم تتزوج صديقتنا حتى الآن رغم كل ما تتمتع به من صفات جميلة؟ هل هناك عيبٌ ما هي لا تدركه؟ أم ربما صفة ما تخيف من حولها من الرجال؟! أم أن الموضوع ببساطة قسمة ونصيب؟! ما رأيك صديقتنا؟ شاركينا أفكارك حول الموضوع على رابط المشكلة على موقع حلّوها: "لم أتزوج إلى الآن، لا دراستي ولا جمال ساعدوني!"