تحدي مومو أو لعبة مومو تعيد مخاوف الحوت الأزرق ولكن...
لا نكاد ننسى أخبار لعبة إلكترونية من الألعاب الخطيرة حتى تظهر لعبة جديدة أكثر خطورة منها، وتعتبر لعبة الحوت الأزرق من أوائل الألعاب التي دقت ناقوس الخطر وتلتها لعبة مريم ثم لعبة أو تحدي مومو، وعلى الرغم من التحذيرات الكثيرة من تحدي مومو لكنك ستجد الكثيرين يبحثون عن رقم مومو أو الرقم الياباني لتجريب هذه اللعبة من باب التسلية!.
ما هي لعبة مومو أو تحدي مومو؟ وما هي المخاطر المحتملة للعبة مومو؟ وهل تعود مخاوف الحوت الأزرق من جديد مع تحدي مومو؟ هذا ما نحاول أن نجيب عنه في هذه المادة.
ما هو تحدي مومو؟
كالعادة تسابقت العديد من الوسائل الإعلامية للتحذير من لعبة جديدة تشكل خطراً على سلامة الأطفال تسمى لعبة مومو، وقد بدأت قصة لعبة مومو تنتشر مجدداً في بريطانية.
حيث تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تحذيرات من لعبة جديدة تسمى مومو قيل أنها تمتلك حساباً على واتساب وتقوم بمراسلة اللاعب وتطلب منه تحديات تنتهي بإيذاء الذات والانتحار.
وما زاد من المخاوف المتعلقة بمومو أن صورة اللعبة المرعبة حسب ما تناقله الناس تظهر في مقاطع على اليوتيوب مخصصة للأطفال كإعلان للعبة.
تحدي مومو لعبة فيروسية
مع بداية ظهور لعبة مومو أو تحدي مومو حاول العديد من الخبراء تتبع فكرة هذه اللعبة، وزعم بعضهم أن اللعبة مصممة كفيروس يقوم باختراق الهاتف المحمول بمجرد النقر على الصورة وبدء المحادثة، هذا ما يجعل مومو تعرف الكثير عن اللاعبين، وتستغل ما تعرفه في ابتزاز اللاعب ودفعه لإيذاء نفسه.
لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى مبرمج معروف لهذا الفايروس، كما لم يتم التأكد من علاقة لعبة مومو مع انتحار بعض المراهقين في دول مختلفة من العالم، فما هي حقيقة لعبة مومو؟
حقيقة تحدي مومو
بتتبع بسيط عبر محرك البحث جوجل سنجد أن تحدي أو لعبة مومو ليست جديدة، وقد شهدت لعبة مومو موجة سابقة من الاهتمام بين الشهرين السابع والثامن من عام 2018، ثم عادت إلى الواجهة مجدداً مع نهاية شهر فبراير عام 2019(تاريخ إعداد هذا المقال).
لكن المميز هذه المرة أن هناك جهات متخصصة بأمن الإنترنت وأمن المعلومات نفت وجود أي بلاغات عن حالات انتحار أو إيذاء للنفس تسببت بها لعبة مومو، واتهمت الإعلاميين بالترويج للرعب بطريقة مبتذلة وبشكل غير مبرر، واعتبرت أن لعبة مومو مجرد خدعة غير أخلاقية يتم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا ما نقله موقع الجارديان عن جمعية المجتمع الوطني لحماية الأطفال من العنف.
وخلص المقال المنشور على موقع صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن خطر تداول الأخبار عن لعبة مومو يفوق خطر اللعبة نفسها، وأنَّ الهستيريا الإعلامية تساهم في انتشار مثل هذه الألعاب وتخلق لها مخاطر أكبر بكثير مما يمكن أن تحمله بطبيعتها.
كما أكد موقع يوتيوب عبر حسابه على تويتر أنه لم يجد دليلاً يشير إلى وجود ترويج للعبة مومو عبر يوتيوب، وأد أن مقاطع الفيديو التي تشجع على مثل هذه التحديات الضارة هي خطيرة وأن سياسة يوتيوب لا تقبل مثل هذه المقاطع.
كما حذرت دار الإفتاء المصرية من لعبة مومو وناشدت الجهات المعنية بتجريم هذه اللعبة ومنعها، كما ناشدت الأهالي أن يظلوا متيقظين لما يقوم أطفالهم بتحميله ومتابعة الألعاب التي يستخدمونها، واهابت دار الإفتاء بمن استدرج إلى لعبة مومو أن يقوم بالانسحاب منها على الفور
من أين أتت صورة لعبة مومو؟!
صورة لعبة مومو المرعبة ليست مصممة خصيصاً لتحدي مومو، بل ليست مصممة لغاية شريرة أو للعبة!، حيث قدمت شركة فيكتوري لينك اليابانية هذا التصميم في معرض فنون الرعب في طوكيو Vanilla Gallery تحت اسم الأم الطائر، ولم يكن الفنان الياباني الذي قدم التصميم يتوقع أن يتم استخدام تصميمه في لعبة شريرة.
مصمم وجه مومو المرعب الفنان الياباني كيوسوكي ايسو صرح أنه تعرض لتهديدات بالقتل على خلفية انتشار تحدي مومو، وعلى الرغم أنه لم يكن ينوي أو يتوقع استخدام تصميمه لغايات شريرة إلَّا أنه يشعر بالمسؤولية تجاه الأطفال الخائفين من مومو، وأكد أن تصميمات وتماثيل الرعب هي عمله الذي يقوم به، وقد شارك كيوسوكي في معرض الرعب في طوكيو أكثر من مرة لكنه لم يكن ينتظر أن يتحول أحد أعماله إلى قصة رعب حقيقية على ما يبدو.
مومو والحوت الأزرق ومريم وغيرها... كيف نحمي أطفالنا؟
على الرغم من التأكيدات الكثيرة أن خطورة لعبة مومو مجرد وهم خلقه الكبار ويعيشه الكبار، إلَّا أن ذلك لن ينسينا خطورة ألعاب أخرى أودت بحياة بعض الأطفال والمراهقين على غرار الحوت الأزرق ولعبة مريم وجنية النار، وألعاب القتال وإطلاق النار مثل ببجي وفورت نايت.
حيث يعتبر البعض أن التحذيرات الأخيرة من لعبة مومو ربما كانت صدمة إيجابية للأهل والمربين لينتبهوا أكثر لخطر قضاء أطفالهم أوقاتهم أمام الشاشات الإلكترونية، هذا ما قالته مثلاً المرشدة التربوية سارة فايد لموقع BBC بالعربي، وأضافت أن على الأهل أن يرافقوا أبناءهم في رحلتهم على الإنترنت كما يرافقونهم في الذهاب إلى أي مكان، وكما نخاف على الأطفال من الذهاب وحدهم إلى أماكن بعيدة وغريبة كذلك يجب أن نتعامل مع دخول الأطفال إلى الإنترنت.
ونحن في موقع حلوها قدمنا العديد من المقالات التي تحدثنا من خلالها عن حماية الأطفال من خطر الإنترنت، ليس فقط من خطر الألعاب الإلكترونية وتحديات النت وإنما أيضاً من خطر المعلومات المزيفة والمعرفة المشوهة ومن خطر الأخبار الكاذبة والابتزاز الإلكتروني والإدمان على الإنترنت وغيرها من الأخطار، ونجدد ذكر بعض أهم النصائح لحماية أطفالنا من أخطار الإنترنت والألعاب الإلكترونية:
- اجعل ابنك يثق بك أكثر من ثقته بجوجل، هذا السبيل الأكيد والوحيد تقريباً الذي يحمي الأطفال من أخطار الانترنت، لأن ثقة الطفل بأهله ومربيه تجعله يطلعهم على كل ما هو مستغرب بالنسبة له، وتجعله يستشيرهم من تلقاء نفسه عندما يريد أن يقوم بتنزيل لعبة ما، وثقة الطفل بأبويه ومن حوله تجعل من أساليب الرقابة الأخرى أكثر فاعلية.
- اجعل أبناءك يستخدمون حساب جوجل ويوتيوب المخصص للأطفال، حتى وإن لم يؤمن لهم حماية كاملة إلا أن الحسابات المخصصة للأطفال تبقى أكثر أماناً.
- شارك أطفالك بجولاتهم عبر الإنترنت، وتأكد أنك تتبع سجلات البحث وسجلات المشاهدة دون أن تشعر الأطفال أنهم مراقبون بطريقة فجة.
- ضع قوانين ومواعيد لاستخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية.
- ابحث لأطفالك عن وسائل تسلية مختلفة لوقت الفراغ، ولا تعزلهم عن عالم الإنترنت بشكل مطلق.
- اطلب الاستشارة عندما تشعر أنك عاجر عن التعامل مع أطفالك أو أن أطفالك يعانون من مشاكل أو اضطرابات معينة.