الخوف المرضي من الخيانة
يمكن أن يكون لخداع وخيانة شريك/ شريكة الحياة تأثير ضار وطويل الأمد على إحساس الشخص بذاته وعلى علاقاته المستقبلية، حيث يمكن أن تحطم الخيانة الثقة بشكل نهائي، ومن الصعب للغاية استعادتها، وللتعامل مع هذه المخاوف من الخيانة الزوجية، تابع القراءة.
كيف ينمو الخوف من الخيانة في العلاقة الزوجية؟
يرتبط الخوف من الخيانة الزوجية بالخوف من الهجر، وعلى الرغم من أنها ليست رهاب، إلا أن الخوف من الهجر هو أحد أكثر المخاوف شيوعاً والأكثر ضرراً، وقد يميل الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الهجر إلى إظهار السلوكيات القهرية وأنماط التفكير التي تؤثر على علاقاتهم، وهذا الخوف يمكن أن يكون مدمراً، لذلك فهم هذا الخوف هو الخطوة الأولى نحو حل المشكلة، فالملايين من الناس يعانون من هذا الخوف؛ عندما يتعلق الأمر بالعلاقات فإن علاماته تشمل:
- التردد في الالتزام الكامل بأي علاقة.
- زيادة في الرغبة في ممارسة الجنس غير المرغوب فيه.
- غالباً ما يكون الشخص صعب الإرضاء.
- التعبير عن الحميمية العاطفية صعبة.
- الشعور بعدم الأمان وعدم استحقاق الحب.
- صعوبة الثقة بالناس.
- الغيرة من كل شخص شعور طبيعي.
- مشاعر القلق من الانفصال.. مكثفة.
- مشاعر الاكتئاب شائعة جداً.
- الميل إلى الإفراط في التفكير بالأشياء والعمل لمعرفة المعنى الخفي في كل شيء.
- الحساسية الشديدة للنقد.
- اللوم الذاتي شائع.
هل يمكن أن يؤدي الخوف من الخيانة إلى وقوع الخيانة؟
غالباً ما نتجاهل المخاوف الكثيرة التي ترافق الخوف المرضي من الخيانة، فقد تكون الخيانة بسبب المخاوف وهذه المخاوف نفسها قد تؤدي إلى الخيانة الزوجية! لماذا.. وماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ هذا ما سيجيب عليه الطبيب النفسي سيريني بيلاي (Srini Pillay):
- الخوف من الوقوع ضحية الخيانة الزوجية: واحدة من أعظم المخاوف هو الخوف من الوقوع كضحية، عندما يشعر الناس بأنهم محاصرون، تتمرد أدمغتهم بشكل فطري! نتيجة لذلك قد تغلب دوافعهم البدائية على تفكيرهم "المنطقي"، بالتالي قد لا يتمكنوا من التحكم بأنفسهم.
- والحل: التحدث عن مشاعرك هذه في وقت مبكر من العلاقة، كذلك بإعطاء المساحة الكافية لكلا الشريكين في العلاقة.
- الخوف من فقدان الشريك (الهجر): عدم اليقين في العلاقات غالباً ما يدفع الناس لفعل الشيء الذي يخشونه وهو إنهاءها! في كتابه "سبعة دروس ثورية للتغلب على الخوف" يشرح الدكتور بيلاي؛ كيف أن الرعب غالباً ما يؤدي إلى عكس ما نريد أن يحدث وما يمكن أن نفعله حيال ذلك.
- والحل: أن تكون قادراً على بث مخاوفك هو أمر مهم في وقت مبكر من العلاقة، كما أن القدرة على إدراك أنه يمكنك التركيز على الإيجابيات بدلاً من الخوف أمر مهم أيضاً.
- الخوف الذي يبعد الشريك: خوفك من الخيانة الزوجية يمكن أن يدفع شريكك لتركك، لأن خوفك سوف ينعكس تلقائياً إليه، قد لا يميزون هذا على أنه "خوفك" ولكن بدلاً من ذلك يصبح "خوفهم"، وقد يهربون نتيجة لذلك.
- والحل: تحدث عن كيفية انتشار الخوف، اعترف بخوفك وأنه يمكن أن يؤثر على الآخر، وتعلم أن تنأى بنفسك عند الضرورة لحماية العلاقة.
- الخوف من فقدان السلطة أو الهوية: وهي الحالة التي تفسر الخشية من الزواج في المقام الأول لدى العديد من الرجال والسيدات، فعدنا تدخل في علاقة غالباً ما تخسر جزء مما كنتَ عليه، وهذا يؤدي إلى شعور الشخص وكأنه غير قادر على أن يكون أناه الحقيقية، نتيجة لذلك قد يسعى لعيش هذا الخوف.
- والحل: توقع أن تتغير أنت وشريكك بعد الزواج هو أمر طبيعي، و تحدث عن الإحساس بفقدان ذاتك قبل الزواج وكيف يمكنك استردادها إذا كنت تريد، حيث كنت معتاداً على أن تكون متحفز وأكثر طموحاً ولكنك الآن تشعر كما لو أنك عبارة عن حبة بطاطس!، اطلب منه مساعدتك في استعادة الطريقة التي اعتدت على أن تكون نفسك من خلالها.
- الخوف من فقدان التأثير: ترتبط فوائد العلاقات طويلة الأمد بالراحة، وهذه الثقة.. مع ذلك يمكن أن تكون مملة للغاية! من الطبيعي أن تكون أقل تحمساً مما كنت عليه في بداية الزواج، وفي كثير من الأحيان لا توجد طاقة كافية لممارسة الجنس بشغف.
- والحل: تجربة الجديد في حياتك الجنسية.. في حين أن لا أحد يريد أن يجبر نفسه على الاستكشافات الإبداعية في نهاية يوم طويل ومتعب! لكنك تعرف أنه يمكن أن يكون لديك إيجابيات للعلاقة طويلة الأجل.. حيث يمكنك تجربة متعة اللمس مثلاً؛ دون توقع عملية جنسية كاملة وأنت مرهق، وحاول أن تكون أكثر تسامحاً مع أوقات ممارسة الحب القصيرة، كما يمكنكما السعي للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية معاً.
يمكن أن تؤدي المخاوف إلى الخيانة الزوجية، لكن كلها قابلة للتسمية.. فلا تتخلى عن علاقة صحية بسبب هذه المخاوف، واجه بدلا من ذلك.
علاج الخوف من الخيانة عندما تكون في علاقة صحية
إذا كنت تعاني من التفكير في كيفية استعادة العلاقة والعاطفة، التي كنت تشعر بها بشكل طبيعي في بداية علاقتك، وتخاف من أن تصبح ضحية لصعوبة الحفاظ على علاقة طويلة الأمد، وشيئاً فشيئاً انتقال العلاقة إلى مجرد غريبين يعيشان تحت سقف واحد، وبقاء الروابط الوحيدة التي تتقاسمها مع الشريك هي جهودكما في تربية أبنائكما، بذل قصارى جهدك كي تبدوان زوجين سعيدين.. لكن الحقيقة ستكون تكرار خيانة أحدكما أو كلاكما للآخر في محاولة لتلبية الاحتياجات التي لم تتحقق.. إنه كابوس حقيقي يعيشه كل زوجين يتمتعان بعلاقة صحية مع خوف مرضي من الخيانة!
قد تكوني قد كبرتي في أسرة حدث فيها الخيانة، أو أنك تعرضتِ لخيانة سابقة، كما أنكَ ظننتَ أنك قد نسيتَ خيانة زوجتك السابقة ومضيت في حياتك قدماً؛ قد يكون الرجل والمرأة ممن اختبروا مواقف تخلي أو خيانة سابقة في حياتهم هم أكثر من لديه هذا الرعب من أن يتعرض لخيانة جديدة، فإما يعزف عن الارتباط مجدداً أو يعطي فرصة جديدة لنفسه، ورغم إيمانه أن علاقته الجديدة لن تنطوي على خيانة إلا أن الخوف من الخيانة الزوجية بات هاجساً مرضياً لديه.. فما تفعل؟!
- لا تعمم: على الرغم من أنه من الطبيعي أن يكون لديك خوف.. استناداً إلى التجارب السابقة، فمن المهم أن تتذكر أن التاريخ لا يحتاج إلى تكرار نفسه في علاقتك الجديدة، لاحظ في كل مرة تبدأ فيها بإنشاء قصص في ذهنك بأن شريكك (أو قد يصبح شريك حياتك)؛ غير مخلص.. لذا ذكّر نفسك بأنك تقوم بالتعميم وأن تقول لنفسك: "هذه القصة لا يجب أن تكرر نفسها، والآن ستمضي العلاقة بشكل رائع"، فمجرد أن تدرك أفكارك الخاطئة؛ ستتعلم السيطرة على مخاوفك وإعادة توجيه أفكارك إلى واقع أفضل: هنا والآن حيث لا توجد مشكلة الخيانة أو التخلي.
- التعبير عن مخاوفك لشريك حياتك: (أو من سيصبح) قد تكون فكرة إخبار شريكك أنك تخاف أحياناً من أنه ربما يكون غير مخلص لك، كأنك تبدو غير واثق أو ضعيف بسبب وجود مثل هذه الأفكار، مع ذلك فإن عدم إخباره سيحول دون مساعدتك على علاج مخاوفك، كذلك العمل على تطمين مشاعرك بعدم الأمان، حيث توفر العلاقات الصحية فرصة لشفاء العديد من الجروح العميقة التي تعاني منها أنت أو شريكك.
- إذا كانت علاقتك سعيدة وسليمة بالفعل؛ سوف يستمع شريكك لألمك ثم يقوم بكل ما هو قادر عليه وممكن لمساعدتك على شفاء تلك الجروح.
- كما عليك أن تطلب من شريكك القيام بأشياء معينة تساعدك على الشعور بمزيد من الأمان لحبه.
- على سبيل المثال يمكنك طلب أن يعبّر كم يحبك، يمكنك أيضاً أن تسأله إذا كان بإمكانك قراءة رسائله النصية أو رسائل البريد الإلكتروني في بعض الأحيان! بالإضافة إلى أن تطلب منه الاتصال بك عندما يتأخر عن العودة إلى المنزل.
- هذا سيساعدك على الشعور بالأمان، قرر ما يمكن أن يقوم به كل منكما لمساعدة الآخر على الشعور بالأمان أكثر في علاقتكما، ستشعران بمزيد من الثقة وسوف تتلاشى مخاوفكما وانعدام الأمان أكثر فأكثر.
- رعاية العلاقة: يخون معظم الناس غير الصادقين لأن علاقتهم لا تلبي احتياجاتهم الأكثر أهمية، على الرغم من أنه في معظم الحالات يكون من الأسهل إلقاء اللوم على بعضكما البعض بعد الخيانة الزوجية، ففي معظم الحالات يكون للشريكين معاً دوراً في علاقة سيئة، مثلما يتقاسمان المسؤولية في الحفاظ على علاقة سليمة، ومن الناحية المثالية أنت والشريك بحاجة إلى بذل جهود لحماية علاقتكما من خلال تعلم كيفية الحفاظ على إحيائها، على سبيل المثال.. ادعُ شريكك لقراءة كتاب عن العلاقات الزوجية معاً، أو الحصول على تدريب واستشارة للعلاقات الزوجية الصحية، نأمل أن يوافق شريكك، أو قم أنت بذلك وطبق ما تعلمته على أي حال! فإذا بدأت بإجراء تغييرات إيجابية في علاقتكما، فسوف تتغير ديناميكيات شراكتك، وإذا رأى أنك تبذل جهوداً نشطة لتحسين الأشياء بينكما؛ سيستجيب على الأرجح بنفس الطريقة.
- عليك أن تدرك الخوف من الخيانة مجهد للعلاقة الزوجية.
- عليك أن تدرك قيمتك الذاتية.
- لا تخجل من كتابة أفكارك ويومياتك حول خوفك من الخيانة الزوجية.
- ثق بغرائزك وفطرتك قدر الإمكان، لأنها تعرف.
- اعترف بأنك شخص لا يشعر بالأمان وحاول أن تشفي نفسك.
- تقبل الخيانة! لا أعني أنها من المفترض أن تحدث، ولكن إذا بدأت في قبولها كاحتمالية بدلاً من التركيز على الخوف منها؛ فلن تأخذ هذا القدر من المساحة في تفكيرك.
- اعرف حدودك: مهم جداً في أي علاقة، إنها تخلق الاحترام المتبادل ويمكن أن تجعل العلاقة أكثر قوة.
- فكر بالخيانة بشكل منطقي: في بعض الأحيان الخيانة هي نهاية العلاقة الزوجية، لكنها في أحيان أخرى مجرد خطأ غبي...فلا بأس من رؤية الفرق.
- اختر الشخص الذي تثق به كشريك لحياتك.
في النهاية.. من المهم أن تتذكر أن أي شخص يمكن أن يرتكب الخيانة، لكن هذا لا يجعلك تخاف أنه أمر لا مفر منه، بل سيطرد خوفك حتى تتمكن من عيش حياتك، بالتأكيد قد يحدث ذلك وقد يكون فظيعاً، لكن عليك أن تتعامل معه في حال وقوعه، فتعرف على علامات الخيانة الزوجية.. لكن لا تدعها تحول حياتك إلى جحيم من الشك.