فضل برِّ الوالدين في الإسلام وطرق برّ الوالدين

ما معنى برّ الوالدين؟ وكيف تكون بارّاً بوالديك في حياتهما وبعد وفاتهما؟ فضل برِّ الوالدين في الإسلام وطرق برّ الوالدين، والسبيل لتكون ولداً بارّاً
فضل برِّ الوالدين في الإسلام وطرق برّ الوالدين
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

حثت الأديان السماوية على بر الوالدين والإحسان إليهما في كافة الأمور، وفي هذا المقال سنتعرف على معنى بر الوالدين، وكيف يكون بر الوالدين في حياتهما وبعد وفاتهما، كما سنستعرض بعض الأحاديث عن بر الوالدين، وحقوق الوالدين، وفضائل بر الوالدين.

بر الوالدين يعني طاعة الوالدين والإحسان إليهما، وإظهار الحب والاحترام لهما، ومساعدتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله تعالى للوالدين منزلة عظيمة، لا تعادلها منزلة، والعمل على إرضائهما فرض عظيم.

animate
  • على الفرد طاعة والديه إن لم يكن في الأمر معصية للخالق، كما عليه أن يبتعد عن معصيتهما، أو رد طلبات أحدهما باستثناء الابنة المتزوجة، فهي تقدم طاعة الزوج على طاعة الوالدين.
  • الإحسان إلى الوالدين من خلال الأقوال والأفعال، وفي كل شكل من أشكال الإحسان المعروفة.
  • على الفرد أن يخفض جناحه لوالديه ويتذلل لهما، ويتواضع في تعامله معهما.
  • كما يتوجب على الفرد أن لا يهينهما، وأن يتلطف عند الحديث معهما، ويحذر من رفع صوته فوق صوتهما أو نهرهما عن أي شيء.
  • أن يصغي لحديثهما، من خلال التركيز البصري، وعدم مقاطعتهما أثناء الحديث، والحذر من تكذيبهما أو رد حديثهما.
  • أن لا يتأفف من أوامرهما أو طلباتهما، ولا يضجر منهما.
  • أن يقابلهما بوجه بشوش وابتسامة دائمة.
  • من بر الوالدين أن يتحبب ويتودد لهما، فيبدأ بالسلام عليهما، ويوسع لهما في المجلس، ولا يأكل قبلهما.
  • أن يحترم وجودهما في الجلسة من خلال الجلوس بطريقة مهذبة أمامهما، وأن يبتعد عن كل ما يتسبب بالإهانة لهما.
  • أن لا يتمنن عليهما في تقديم أي خدمة لهما.
  • أن يساعدهما في أعمالهما المختلفة.
  • أن لا يزعجهما أثناء نومهما بالصراخ أو فتح التلفاز بصوت مرتفع.
  • ومن صور بر الوالدين أن يسرع في تلبية ندائهما عند الاستغاثة، سواء كان مشغولاً أم لا.
  • من صور بر الوالدين أن يستنير برأيهما، ويأخذ بمشورتهما في كافة أمور الحياة.

يمكن للمرء أن يبر والديه بعد وفاتهما، فما هي صور بر الوالدين بعد موتهما؟

  • أن يكثر من الاستغفار لوالديه.
  • أن يكثر من الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.
  • أن يقضي ما عليهما من ديون.
  • أن يقضي ما عليهما من نذور، مثل نذر الصيام، ونذر الحج أو العمرة أو غيرها.
  • أن يقضي ما عليهما من كفارة، مثل كفارة القتل الخطأ، أو اليمين، أو غير ذلك.
  • أن ينفذ وصيتهما إذا كانت لهما وصية.
  • أن يصل الأرحام التي لا توصل إلا عن طريقهما.
  • أن يكرم أصدقاءهما.
  • أن يتصدق عنهما.

وبين لنا الإسلام كيفية الإحسان للوالدين، وبرهما بالعديد من الصور والطرق.
وقد قرن الله سبحانه وتعالى توحيده وهو أهم ما في الإسلام ببر الوالدين، كما قرن شكره بشكرهما، وذكر الله في محكم كتابه عدداً من الآيات التي تحث على توحيده وبر الوالدين، ومنها:

  • قال تعالى: "وَقَضى رَبك أَلاّ تَعبُدُوا إِلا إِيَاهُ وبالوالدين إِحساناً إِما يَبلغَنَ عِندكَ الكبرَ أَحَدُهُما أو كِلاهُما فَلا تَقُل لهما أفٍ ولا تَنهَرهُما وقُل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جَناح الذُلِ من الرحمةِ وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيراً". سورة الإسراء، الآية 23- 24
  • قال تعالى: "وإذ أخذنا مِيثَاقَ بني اِسرَائيلَ لا تَعبدون إلا اللهَ وبالوالدينِ إحساناً". سورة البقرة، الآية 83
  • ويقول الله في محكم كتابه العظيم: "واعبدوا الله ولا تُشركوا بهِ شيئاً وبالوالدينِ إحساناً". سورة النساء، آية 36

ويعتبر عقوق الوالدين من الكبائر التي يعاقب الله تعالى فاعلها بالعذاب الشديد، ومعنى العقوق أن يؤذي والديه أذى شديداً، وبذلك فإن إيذاء الوالدين إيذاءً خفيفاً أو كبيراً فهو حرام، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة عاق".

من حقوق الوالدين على الأبناء:

  • طاعة أمرهما واجتناب معصيتهما، ما دام أمرهما لا يخالف الخالق.
  • الإحسان إليهما بالقول والفعل.
  • الابتعاد عن رفع الصوت عليهما.
  • الفرح بأوامرهما وعدم التضجر والتأفف بوجههما.
  • التودد والتحبب لهما بالسلام والابتسامة الدائمة.
  • تأمين حاجياتهما ومساعدتهما في أعمالهما.
  • تذكيرهما بالله دائماً.
  • الحفاظ على سمعتهما من خلال الصحبة الصالحة والطيبة.
  • عمل الأمور التي تدخل السعادة إلى قلبهما كصلة الرحم ورعاية الأخوة والمبادرة بتقديم الهدايا لهما.
  • فهم طبيعتهما والتعامل معهما على أساسها.
  • الدعاء والاستغفار الدائم لهما.

ما هي فوائد بر الوالدين؟

  • رضا الوالدين وبرهما سبب في رضا الله تعالى على العبد.
  • بر الوالدين هو سر الرزق وزيادة العمر.
  • بر الوالدين سبب في غفران الذنوب والمعاصي.
  • بر الوالدين سبب توفيق العبد بكل خطواته.
  • قال يزيد بن أبي حبيب: إيجاد الحجة على الوالدين عقوق. (أي الانتصار عليهما بالكلام).
  • سُئل الحسن في رجل تقول له أمه أفطر، هل يفطر أو يصوم؟ قال: ليفطر وليس عليه قضاء. وله أجر الصوم والبر. (المقصود به صوم التطوع)
  • أن يحاول الولد فهم حاجات والديه ليبادر بها قبل طلبهما فذلك أبلغ وأكثر وقعاً، كالمبادرة بالإهداء والهبة.
  • حين يختارك الله ويصطفيك لتبرّ بأحد والديك أو كليهما. لا يفسد الشيطان عليك هذا الاصطفاء فيقول لك: وباقي إخوتك ما دورهم؟ أين هم؟
  • قال الحسن البصري لرجل: تعشَّ العشاء مع أمك، تؤانسها، تجالسها، تقرُّ بك عينُها، أحبُّ إليّ من حجة تطوُّعاً.
  • رجل عنده زوجتان كان لا ينام بالليل إلا في بيت والده المسن ليخدمه طوال الليل ولمدة 6 سنوات حتى مات والده والآن مع أمه المسنة يخدمها ويقوم برعايتها.
  • إذا جرحوك أظهر بساطة الأمر وإن انفطر قلبك اعلم أن حزنك يفطر قلبهما مرتين.
  • إظهار حسن علاقتك بأخواتك وإخوانك والسكوت عما يؤلمك منهم والتماس الأعذار لهم وإبداء محاسنهم وإخفاء مساوئهم أمام والديك.
  • أن ترافق والديك، فمن المؤلم أن يكون للوالد عدد من الأبناء الكبار العقلاء، ثم لا تكاد تراهم معه بل هو بصحبة صديق في المستشفى أو المسجد أو في المناسبات.
  • أن لا تفصلك هذه الأجهزة عن التواصل الحسي واللفظي مع الوالدين! عيب عليك أن تكون بحضرتهما ومشغولًا عنهما!
  • أن تعلم والديك ما يجهلون وتبصرهم بأمور دينهم ليعبدوا الله على علم، لكن احرص أن يكون بحسن لفظ وبأدب.
  • حدثهم بما يريدون لا بما تريد وأشعرهم بأنك تحبهم وتسعد بخدمتهم، العامل النفسي من أوسع مجالات البر إذا أحسنت استخدامه!
  • ليس من البر أن تشعرهما أن إخوتك لا يهتمون بهما، وأنك البار الوحيد، أكّد لهما أنهما قرة عيون أبنائهما وأن تقصير فلان كان لظرف طارئ! 
  • أظهر لأمك وأبيك شيئاً من عبادتك لله فلا أقرّ ولا أسعد لقلبيهما من صلاح أبنائهما.
  • لا تحتد مع إخوتك في نقاش ولا يرتفع صوتكم في حضرتهما ففيه إزعاج لهما وعدم احترام لمقامهما.
  • أن يعلم الواحد منا أن والديه عند الكبر تضيق نفسهما وتكثر مطالبهما، ويقل صبرهما، "فلا تقل لهما أف".
  • الإلحاح على الله بالدعاء أن يعينك ويوفقك لبر والديك "إياك نعبد وإياك نستعين".

اللهم إنَّ الحَقَّ لهما أعظم مما نُقدم، اللهم اغفر لنا تقصيرنا في حقهما. رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيراً.
وإلى هنا أرسينا بمقال بر الوالدين، ومهما أبحرنا في هذا البحر الهائل في العظمة، لن نوفيه حقه، كيف لا، وبر الوالدين هو الركيزة لهذا الكون البديع، ورضا الوالدين من رضا رب السموات والأرض، فاغتنم هذه النعمة، بالشكر وخدمتهما والقرب منهما في كل حال. كن الابن البار الذي يريده الله ورسوله! والله ولي التوفيق.