فوائد الأوميجا 3 ومصادره النباتية والحيوانية
أوميغا 3 عبارة أحماض الدهنية، إما أن تكون أحماض دهنية نباتية أو حيوانية، وتحتوي أوميجا3 ذات المصدر الحيواني على حمضين هما حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتانويك (EPA)، حيث تعتبر دهون الأسماك وزيت كبد الحوت من أكثر المصادر الغنية بالأحماض الدهنية الحيوانية، أما الأحماض الدهنية النباتية المعروفة باسم حمض ألفا-اللينولينيك (ALA) فتتركز في بذور الكتان والجوز.
وللأحماض الدهنية أوميغا3 فوائد مهمة للجسم ودور في الوقاية من بعض الأمراض، لذلك توصي العديد من المنظمات الصحية أن يتناول الأشخاص البالغون الأصحاء ما لا يقل عن 250 إلى 500 ميللجرام من الأوميغا3 يومياً.
في هذه المادة؛ نتعرف وإياكم أكثر إلى فوائد زيت السمك أو الأوميغا3، من خلال استعراض فوائد الأوميجا3 لصحة الجسد عموماً ولصحة البشرة والشعر ودور أوميغا3 في الحمية الغذائية، إضافة إلى أهمية أوميجا3 للحامل وللأطفال، كما نتحدث عن مصادر أوميغا3 النباتية والحيوانية.
دهون الأوميغا 3 من الدهون غير المشبعة الأساسية، أي أن الجسم لا يستطيع أن يكونها وينتجها بمفرده، لذلك تعتبر من المواد الأساسية التي يجب أن تكون ضمن نظامك الغذائي سواء من المصادر النباتية أو المصادر الحيوانية، والدهون غير المشبعة هي دهون تحتوي على روابط كيميائية ثنائية، التي تكون أسهل في الهضم من الدهون المشبعة وأكثر فائدة، لنستعرض معاً فوائد الأوميغا3 المتنوعة في الفقرات التالية.
ينمو الشعر عادة حوالي نصف ملليمتر يومياً وكذلك يفقد الشخص العادي كمية من الشعر يومياً تتراوح من 50 إلى 100 شعرة، ومن المفترض أن ينمو شعر جديد مكان الشعر المفقود ولكن أولئك الذين لا يحصلون على تغذية سليمة وعلى وجه الخصوص الأشخاص الذين يفتقرون في نظامهم الغذائي للأحماض الدهنية أوميغا3؛ يتضرر شعرهم وتفقد بصيلة الشعر القدرة على التجديد، مما يؤدي إلى تساقط الشعر أو بطء في نمو الشعر.
كما تساعد الأوميغا 3 على تقليل التهاب فروة الرأس، وتساهم أحماض أوميجا3 في تغذية وترطيب فروة الرأس وتعزز الدورة الدموية، مما يشجع نمو الشعر ويحافظ على صحة الشعر بشكل عام، إضافة إلى المساعدة في منع حدوث جفاف وقشرة في فروة الرأس.
كما أن الأحماض الدهنية تساعد فروة الرأس على إنتاج الزيوت التي تغلف وتغذي الشعر وتقويه وتمنحه النعومة واللمعان وتزيد من سمك الشعرة وتقلل من تساقط الشعر، وتلعب الأوميجا3 دوراً في الوقاية من حدوث الصلع أو الثعلبة، حيث تساهم الأحماض الدهنية بنمو الشعر وتجديده.
- تساعد الأوميغا3 على ظهور جلدك بمظهر صحي، حيث أن المكونات الأساسية للأوميغا3 مفيدة جداً لعلاج مشكلات البشرة المختلفة مثل حب الشباب والبقع والصدفية والأكزيما وتحسس البشرة لأشعة الشمس الضارة.
- تساعد الأوميغا3 على تجديد خلايا البشرة والمحافظة على حيوية ونعومة ونضارة البشرة ومعالجة البشرة من الالتهابات ومحاربة علامات الشيخوخة مثل الانتفاخات أسفل العين وتجاعيد الوجه وترقق البشرة.
حيث تساهم الأوميغا3 في إنتاج الكولاجين في بشرتك، والذي بدوره يساعد على منع الخطوط الدقيقة وترهل البشرة وزيادة سمك البشرة وتقليل إفراز صبغ الميلانين، بالتالي التقليل من ظهور البقع في الوجه وزيادة توحيد لون البشرة.
- تساعد الأوميغا3 على ترطيب الوجه، حيث تترقق الطبقة الخارجية من جلدنا مع تقدمنا في العمر وتكون ذات رطوبة أقل، لكن مع تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأوميغا3 يسمح لخلايا البشرة بالاحتفاظ بالماء بشكل أفضل، مما يحافظ على بشرتك ناعمة ورطبة.
هناك دراسة أجرتها جامعة جنوب أستراليا على 75 شخصًا يعانون من السمنة المفرطة والبدانة، حيث قام الباحثون بتقسيمهم إلى أربع مجموعات، أعُطيت لمجموعة نصف جرعة من زيت سمك التونة الغني بالأوميغا3، في حين أعُطيت المجموعة الأخرى نفس كمية زيت عباد الشمس الذي لا يحتوي على الأوميغا3، ثم عمد الباحثون إلى تقسيم هذه المجموعات نصفين، نصفهم لم يمارسوا تمرين رياضي إضافي بينما أكمل الآخرون ثلاث جلسات من التمارين الرياضية لمدة 45 دقيقة كل أسبوع وتم تشجيع المشاركين على عدم تغيير نظامهم الغذائي.
وبعد مرور3 أسابيع أظهرت ثلاث مجموعات تغير طفيف في الوزن، ولكن أظهرت المجموعة التي أعطيت زيت السمك ومارست التمارين الرياضية بانتظام انخفاض في نسبة الدهون في الجسم حوالي 2 كجم بالمتوسط.
فخلص الباحثون إلى أن الحصول على زيت السمك أو الأوميجا3 مع ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي المتوازن سيلعب دوراً إيجابياً في تخفيض الوزن.
ويعتقد أن زيت الأوميغا3 يحسن تدفق الدم إلى العضلات أثناء ممارسة الرياضة، مما يساعد على تحفيز الإنزيمات التي تحرق الدهون للحصول على الطاقة، كما أن الأوميغا3 تقوم بالمساهمة بامتصاص الدهون الزائدة والذائبة في الدم وتخفض من نسبة الكوليسترول الضار، بالإضافة إلى أن هذا الحمض يساهم في بناء وتقوية العضلات والعظام أثناء الريجيم.
وعلى الرغم من أن تناول أوميغا3 في شكله الطبيعي (من الأسماك على سبيل المثال) قد يعطي أعظم الفوائد، لكن مكملات زيت السمك أوميغا3 قد تكون مكمِّلًا فعالًا لفقدان الوزن الطبيعي مع برنامج التمارين الرياضية أيضاً.
من الضروري أن تتناول الحامل المكملات الغذائية التي تحتوي على أوميغا3 أو تناول المأكولات الغنية بزيت السمك، حيث أثبتت الدراسات أن الأوميغا3 يساهم في تطوير الجهاز العصبي والبصري في وقت مبكر من مراحل نمو الجنين، وبناء الخلايا العصبية ومراكز الحس بشكل طبيعي وبناء المخ والمساهمة في تعزيز نموه وتعزيز تشكيل شبكة العين.
تحذير: يجب على الحامل ألَّا تحصل على أي نوع من أنواع المكملات الغذائية إلَّا تحت إشراف الطبيب، ولا غنى عن استشارة الطبيب بخصوص النظام الغذائي والمكملات الغذائية المهمة في مرحلة الحمل.
للأحماض الدهنية أوميغا3 أثار إيجابية على الحمل نفسه، حيث يخفض الأوميغا3 من خطر الإصابة بتسمم الحمل الذي قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو موت الجنين والتأثير على صحة الأم، كذلك تحد أحماض أوميجا3 من زيادة الوزن أثناء الحمل ويقلل من خطر إصابة الأم بالاكتئاب، كما يستخدم الأوميغا3 بعد الولادة لزيادة إدرار حليب الثدي عند الأم والتقليل من خطر إصابة الطفل بالحساسية.
تناول كميات كافية من الأحماض الدهنية أوميغا3 أمر ضروري للحفاظ على إنتاج متوازن من المواد مثل هرمون يسمى البروستاجلاندين، حيث يساعد هرمون البروستاجلاندين على تنظيم العديد من الوظائف الفسيولوجية الهامة بما في ذلك ضغط الدم وتجلط الدم والاستجابات الالتهابية والحساسية ووظائف الكلى والجهاز الهضمي وإنتاج الهرمونات الأخرى، وفي حالة تأثر أي من هذه الوظائف بضرر سوف يتأثر الجنين بالسلب.
تساعد الأحماض الدهنية أوميغا3 على إدارة الحالة النفسية والسلوكية للطفل، حيث تعمل كناقل عصبي فالبتالي تساهم في ضبط أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط للطفل.
كما ارتبط تناول المكملات الغذائية خاصة الأوميغا3 بزيادة القدرة على الفهم والاستعاب لدى الأطفال وتحسن القدرة على القراءة لديهم، ويعتبر الأوميغا3 علاج لمرض السمنة والربو و التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال.
والكمية الموصى بها من الأوميغا3 للأطفال يومياً هي:
- من 0 إلى 12 شهراً: 0.5 جرام
- من 1 إلى 3 سنوات: 0.7 جرام
- من 4 إلى 8 سنوات: 0.9 جرام
- 9 إلى 13 سنة (الأولاد): 1.2 جرام
- من 9 إلى 13 سنة (بنات): 1.0 جرام
- 14 إلى 18 سنة (الأولاد): 1.6 جرام
- 14 إلى 18 سنة (بنات): 1.1 جرام
علينا أن نتعرف على المصادر الغنية بالأحماض الدهنية الأوميغا3 قبل التوجه إلى تناول المكملات الغذائية، حيث تحتوي تلك المواد الغذائية على فوائد وفيتامينات أخرى بجانب الأوميغا3، وهناك الكثير من المصادر التي تحتوي على نسبة عالية من الأوميغا3 أهمها الأسماك خاصة سمك التونة والسالمون والسردين وغالباً ما ينصح الأطباء بتناول تلك الأنواع من الأسماك مرتين أسبوعيًا على الأقل للحصول على أكبر نسبة من الأوميغا3 وإليك أهم المصادر الغنية بالأوميغا3:
أولاً: المصادر الحيوانية لأوميغا3
سمك السالمون، السردين، سمك الإسقمري البحري، تونة طازجة، سمك السلمون المرقط، سمكة الهلبوت، المحار، الجمبري، اللحم البقري، البيض، العصير، الحليب، الزبادي.
ثانياً: المصادر النباتية لأوميجا3
يمكن الحصول عليها من بذور الشيا الغنيّة بحمض اللينوليك، وبذور الكتان، وبذور فاكهة الكيوي، والكاميلينا، وينجونبيري أو التوت البريّ، والرجلة، والقنب، والكانولا.
في النهاية، تعتبر الأوميغا3 آمنة إلى حد كبير، فهي لها الكثير من الفوائد المثيرة للإعجاب للكبار وللأطفال، فلا توجد أي أثار جانبية للأوميغا3 طالما أن الفرد لا يتجاوز الجرعة اليومية المثالية، لكن لا بد من استشارة الطبيب قبل الحصول على المكملات الغذائية على شكل أقراص أو أي شكل صيدلاني آخر.