كيفية اتخاذ القرار الصحيح

أهمية عملية اتخاذ القرار في حياتنا، كيفية اتخاذ القرار الصحيح ودراسة أنواع القرارات، مراحل اتخاذ القرار وأمثلة عن اتخاذ القرارات الصحيحة
كيفية اتخاذ القرار الصحيح
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

إذا سألت الأشخاص الناجحين والمميزين عن سر نجاحهم في الحياة ستجد أن قدرتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة لطالما كانت الحصان الرابح!.
معظمنا يختبر شعور التردد أمام القرارات المحيرة خاصة القرارات المصيرية منها، ومعظمنا يختبر الندم على قرار اتخذه أو يختبر الشعور بالرضا لنتائج قراراته، لكن هل هناك طريقة معينة لاتخاذ القرار؟ بمعنى هل يمكن أن تكون عملية اتخاذ القرار عملية منظمة؟ وإن كان ذلك ممكناً فما هي طريقة اتخاذ القرارات الأفضل؟ وما هي طريقة التعامل مع القرارات السريعة؟ لنتعرف معاً على إجابات هذه الأسئلة.

تعتبر عملية اتخاذ القرارات واحدة من أهم وأعقد وأخطر العمليات العقلية التي يقوم بها الإنسان في حياته اليومية

والفرق بين اتخاذ القرارات بشكل عشوائي وبين عملية اتخاذ القرار المنظّمة أن عملية اتخاذ القرار المنظّمة تخضع للوعي بشكل كامل، حيث يحاول الإنسان من خلال هذه العملية أن يسيطر على الجوانب العاطفية والمشاعر والانفعالات في سبيل تقييم الخيارات تقييماً صحيحاً يفضي إلى قرار منطقي.

ومع ازدياد تعقيد الحياة أخذت عملية اتخاذ القرار حيزاً كبيراً من اهتمام الباحثين في مجالي الإدارة والتنمية البشرية بشكل خاص.

animate

ما هي أنواع اتخاذ القرار وكيف تتأثر عملية القرار بالظروف المختلفة؟

مما لا شك فيه أن عملية اتخاذ القرار عملية متغيرة حسب الظروف والأشخاص والمواقف، فاتخاذ القرار في الحالات الطارئة ليس كاتخاذ القرار بهدوء، واتخاذ  القرارات العائلية ليس كاتخاذ قرارات العمل، لكن هذا التنوع الكبير في الحاجة لاتخاذ القرار لا ينفي جود بعض المعايير والمراحل الرئيسية التي تساعد بشكل أو بآخر على اتخاذ القرار الصحيح في معظم الأوقات والظروف والمواقف.

القرارات السريعة والمفاجئة

نبدأ سريعاً مع أصعب تجارب اتخاذ القرار، وهي حالة اتخاذ القرارات السريعة حيث لا تكون الظروف تسمح بكثير من التفكير والتروي في القرار، وغالباً ما نقع بفخ رد الفعل في هذه الحالة، حيث يكون قرارانا انفعالياً وربما طائشاً لأننا في مكان ضيق ونريد أن نخرج منه بسرعة.
لكن عندما تكون متمرساً باتخاذ القرار وواعياً بطرق السيطرة على الانفعال والتفكير الحكيم ستجد نفسك قادراً على اختيار الأفضل بالسرعة المطلوبة، وهذا ما سنناقشه لاحقاً.

اتخاذ القرارات الحاسمة والقرارات المرنة

تتميز القرارات الحاسمة أنها ستغير أمراً ما بشكل كبير، فيما تكون القرارات المرنة أقل تأثيراً أو يمكن التراجع عنها بخسائر أقل، ومعرفة طبيعة القرار إن كان حاسماً أو مرناً ستلعب دوراً كبيراً في عملية القرار.
مثال القرارات الحاسمة أن تقوم الشركة مثلاً بافتتاح سوق جديد، قرار كهذا يتطلب مقرات جديدة وسياسات تسويقية جديدة وطاقم عمل أكبر، والخسائر التي قد تنتج عن قرار كهذا إن لم يكن مدروساً قد تصل إلى الإفلاس.
وأما القرارات المرنة فمثالها أن يقرر المدير زيادة ساعات العمل في الشركة ساعة إضافية دون مقابل، فالتراجع عن هذا القرار أو إدخال تعديلات عليه سيكون أمراً يسيراً مقارنة بالقرارات الحاسمة.

قرارات تغيير المسار وتحديد المصير

من أكثر القرارات تأثيراً على مستوى حياتنا الشخصية هي قرارات تغيير المسار التي تنتمي بطبيعة الحال إلى القرارات المصيرية، وهي أجدر القرارات بالدراسة والتروي، كقرار تغيير التخصص الجامعي، أو قرارا الهجرة، أو قرار الانتقال من العزوبية للزواج.

القرارات المالية

على الرغم أن معظم القرارات تخضع لمجموعة من العوامل التي تساهم في جعلها قرارات حكيمة، إلَّا أن القرارات المالية لها عالمها الخاص، لأن القرارات المالية على المستوى الشخصي أو على مستوى الأعمال لا ترتبط بالظروف المحيطة بالقرار فقط، ولا تتعلق بالوقت المتاح أو الأطراف المتأثرة وحسب، بل أكثر ما تتعلق به نظرة المرء نفسه إلى المال وإدراكه للمفاهيم المالية.

القرارات العائلية

عادة ما نهتم أكثر بالقرارات التي من شأنها أن تغير حياتنا بشكل واضح، ونولي اهتماماً أقل بالقرارات البسيطة ونتعامل معها كبديهيات، فالقرارات العائلية مثلاً المتعلقة بأنماط تربية الأولاد أو اختيار المدارس أو حتى اختيار الأثاث المناسب للبيت وغيرها من القرارات التي قد تبدو بسيطة؛ تحتاج فعلياً لتركيز وتروٍ لما لها من آثار طويلة الأمد، وهذا ما ينطبق على القرارات العائلية المصيرية.

  1. حدد نوع القرار ومدى تأثيره: بالدرجة الأولى يجب أن نفكر بنوع القرار الذي ندرسه ومدى تأثيره، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
    • ما هي المدة الزمنية المتاحة لاتخاذ القرار، هل هو من نوع القرارات السريعة أم أن أمامنا بعض الوقت لنفكر؟، وهل ستختلف نتائج القرار إذا اتخذناه بسرعة أو تمهلنا به؟، بناء على ذلك يمكنك ترتيب الخطوات اللاحقة في عملية اتخاذ القرار بالشكل الأمثل.
    • ما هو مدى تأثير القرار أفقياً، بمعنى من هم الأشخاص الذين سيؤثر عليهم هذا القرار؟ هل سيؤثر على أبنائك وزوجتك؟ هل له انعكاسا على العاملين معك في الشركة؟.
    •  ثم ما هو تأثير القرار على رأسياً، أي تأثيره عليك شخصياً؟ هل سيحمِّلك مسؤولية إضافية؟ هل سيجبرك على التخلي عن شيء ما مقابل شيء آخر، وهكذا.
    • ما مدى مرونة هذا القرار؟ هل التراجع عنه ممكن؟ هل يحتمل إدخال بعض التعديلات لاحقاً بناءً على التجربة؟ أم هو قرار نهائي لا رجعة به؟
  2. دراسة المخاطر في اتخاذ القرار: أحد الأمثلة المشهور عن عملية اتخاذ القرار قصة إنقاذ الأطفال؛ حيث تتخيل نفسك أمام سكة القطار وهناك مجموعة من الأطفال يلعبون على السكة، خمسة منهم يلعبون على سكة تمر عليها القطارات بشكل دوري، وواحد فقط يلعب على السكة المعطلة.
    أتى القطار وأنت أمام عتلة تحويل المسار، هل ستترك القطار يدهس الأطفال الخمسة، أم أنك ستقوم بتحويل مسار القطار لإنقاذ الخمسة ويموت الطفل الذي يلعب وحيداً؟.
    إذا كنت تميل لإنقاذ الأطفال الخمسة من منطلق إنساني فمن المؤسف أن نقول لك "لقد ارتكبت جريمة كبرى بحق الإنسانية"، فأنت عند إنقاذك الأطفال الخمسة قمت بتحويل مسار القطار إلى السكة المعطلة، ما سيؤدي لخروج القطار المحمَّل بالمسافرين عن السكة وإحداث دمار كبير وإزهاق مئات الأرواح، فضلاً عن الطفل الذي اعتقدت أنه سيموت ليحي الخمسة الآخرين.
    من وجهة نظر أخرى فإن الطفل الذي على السكة المعطلة قد التزم باللافتات أو التعليمات وابتعد عن السكة التي يمر منها القطار، وقتله ينافي العدالة!.
    طبق هذه القصة على جميع قراراتك لتتمكن من تحديد المخاطر التي ستنتج عن قرارك، وذلك من خلال تحليل المعطيات تحليلاً دقيقاً موضوعياً.
  3.  الاستشارات ودراسة التجارب: لنتكلم بالأمثلة عن عملية اتخاذ القرار، مثلاً أنت تريد أن تطور نفسك في مجال البرمجة وتطوير المواقع الإلكترونية، وشاهدت إعلاناً عن دورة تطوير المواقع يوفر لك مجموعة من الخبرات ويعدك أنك ستتحول لمحترف، وذلك مقابل مبلغ مالي ليس بسيطاً.
    أفضل ما يمكن أن تفعله هو الاستشارة؛ فكر بشخص يمتلك خبرة جيدة في مجال تطوير المواقع الإلكترونية وأرسل له الإعلان لتعرف تماماً أهمية مخرجات الدورة التدريبة، ثم اسأل عن سمعة الجهة التي تنظم الدورة، وحاول أن تتواصل مع أصحاب تجارب سابقة لتتعرف إلى آرائهم.

    النقاط التي تحدثنا بها هي أهم المفاهيم التي تتحكم بعملية اختيار القرار الأنسب، وفيما يلي نعرض سريعاً بعض أهم إجراءات اتخاذ القرار:

    1. لا تعتمد على الخيارات الجاهزة، بمعنى أنك عندما تتعرض لموقف ما قد يعرض عليك الاختيار بين أمرين، والأفضل دائماً أن تبحث عن الخيارات الإضافية، وألا تكتفي بالبدائل الموجودة بل ابتكر حلولاً ما دام ذلك ممكناً.
    2. استخدم مخيلتك وذكاءك في رسم سيناريو الخيارات، فقبل أن تقرر بشكل نهائي حاول أن تختبر كل خيار من الخيارات كيف سيسير وما هي نهايته، وتأكد أنك تختبر الخيارات بشكل عقلاني وموضوعي، ولا ترفض خياراً دون دراسة.
    3. وازن بين حدسك وشعورك وبين المنطق والعقلانية، فاتخاذ القرار لا يجب أن يكون عملية جافة تعتمد على الأرقام والمعطيات فقط، بل يجب أن تستخدم خبرتك وحدسك وشعورك بالقدر اللازم ليكون القرار متوازناً.
    4. رتب الخيارات بشكل تصاعدي من الأكثر فاعلية إلى الأقل فاعلية، وتذكر أن القرار الصحيح ليس دائماً في رأس القائمة!، فإذا كنت تحتاج لمبلغ من المال لترميم البيت قد يكون الخيار الأسرع هو الحصول على قرض من البنك مع فائدة، وقد يكون الخيار الأصح البحث عن زيادة الدخل من خلال عمل إضافي أو تجارة خاصة، الخيار الثاني سيحتاج لوقت أطول لكنه سيعفيك من الفوائد والديون، وهو قرار مرن لن يمنعك من العودة إلى القرار الأول.
    5. وأنت تقوم بتقييم الخيارات ضع بعين الاعتبار وسائل قياس كل خيار من هذه الخيارات، وكيف يمكن أن تتبع نتائج قرارك على المدى القصير والطويل.
    6. لا تنسَ؛ استشر الخبراء ولا تستشر  من لا خبرة لهم في موضوع القرار، استشر أصحاب التجربة، وادرس تجارب مشابهة.
    7. يمكنك مشاركة خياراتك مع مجتمع حلوها وخبراء موقع حلوها من خلال هذا الرابط مجاناً، كما يمكنك الحصول على جلسات خاصة مع خبراء موقع حلوها من خلال خدمة ألو حلوها