علاقة الجمال بصحة الجسم ومخاطر السعي وراء الجمال على الصحة

ما العلاقة بين الجمال وصحة الجسم؟ هل جمال الوجه والجسم يدل على حالة صحية أفضل؟ وما هي مخاطر السعي وراء الجمال على صحة الجسم؟
علاقة الجمال بصحة الجسم ومخاطر السعي وراء الجمال على الصحة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ننجذب للجمال لأنه جمال.. لكن يجب أن يكون هناك سبب أعمق، تجذب الزهرة المبهرجة فراشة، لكن الإغراء يعمل فقط لأن الزهور مصدر غني بالرحيق، فماذا عن البشر؟ حسناً يفترض الكثير منا أن الجمال هو فقط قشرة خارجية؛ أو أن مظهرنا الخارجي لا علاقة له بصفاتنا الداخلية، لكن هل هذا صحيح؟

يعتمد الكثير من البحث العلمي حول الجمال على الفكرة المعاكسة، فكرة أن الأشخاص الجميلين يتمتعون بصحة أفضل، نحن منجذبون إلى الأشخاص الذين تكون وجوههم متوسطة في الشكل أو ذكورية أو أنثوية (حسب الجنس)، وذوي البشرة الصافية.. حيث أننا نفضل هذه السمات ليس من أجلها، لكن لأنها تشير إلى الصحة.

في دراسة ربما تقلب هذه النظرية الشائعة، بحثت زيي تساي (Ziyi Cai) وزملائها حوالي 600 متطوعة شابة لدراسة علاقة الصحة بالجاذبية.. حيث التقطت صور رسمية لجميع المشاركات، ثم صنفت هذه الصور الفوتوغرافية من قبل مجموعة من النساء والرجال على أساس جاذبيتها، وقامت تساي بقياس كل وجه أيضاً، حتى حصلت على درجات موضوعية في قياس معدلات الذكورة والأنوثة ولون البشرة، أجاب المتطوعون على أسئلة حول أي إصابات حدثت مؤخراً وإمكانية تعرضهم للأمراض، حيث أثبتت الدراسة الأدلة على وجود علاقة متبادلة بين الصحة البدنية للمرأة وجاذبية الوجه وأنه أمر لا لبس فيه، وهذه النتائج لا تدعم الافتراض الذي يقول بأن: "جاذبية وجه المرأة هي إشارة لتعرض النساء البالغات الشابات للأمراض المعدية، على الأقل بالنسبة لعينة الدراسة"، حيث نظرت أبحاث سابقة في العديد من متغيرات وعلاقة الصحة والجاذبية حول وجود صلة بين الصحة والجمال، لكن نادراً ما تم دراسة عينة كبيرة من المتطوعين، كما في دراسة تساي.. بالتالي فإن نتائجها جديرة بالثقة أكثر من معظمها، لكن لا يزال من الممكن اكتشاف وجود صلة بين الصحة والجاذبية، لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية.
 

animate

العلاقة بين سمنة الوجه والصحة الجسدية
تم ربط سمنة الوجه أيضاً بالنتائج الصحية المختلفة مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وضغط الدم ووظائف المناعة ومرض السكري والتهاب المفاصل والإجهاد التأكسدي والهرمونات والصحة العقلية، وفق مراجعة علمية فإن السمنة في الوجه، أو الوزن المدرك في الوجه؛ من الأمور ذات الأهمية الخاصة للعلماء لدراسة العلاقة بين إشارات الوجه وتصورات الصحة والجاذبية لدى الآخرين، لأنها أمور تلعب دوراً مؤثراً بشكل خاص في تفاعلاتنا الاجتماعية وسلوكيات التزاوج بين البشر، لذا يحرص الباحثون على فهم المساهمة النسبية التي تقدمها مختلف إشارات الوجه في تشكيل تصوراتنا وأحكامنا حول الصحة والجاذبية، بالمجمل.. فإن شحوم الوجه يمكن أن تكون بمثابة مؤشر موثوق للنتائج الصحية الفعلية بما في ذلك وظائف المناعة، وصحة القلب والأوعية الدموية، والصحة التنفسية، كذلك الصحة العقلية والإجهاد التأكسدي، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحوث لتوضيح هذه العلاقة بين الصحة الجسدية وسمنة الوجه.
 

كيف تؤثر صحتك على مظهرك ونصائح لكيفية تحسينه؟
سنناقش جميع الطرق التي تتشابك فيها الصحة والجمال معاً، وبطبيعة الحال النصائح المفيدة التي ستوجه طريقك نحو الصحة.. بالتالي الجمال الطبيعي:
- التغذية: هناك علاقة قوية بين الجهاز الهضمي والجلد، لذا فإن نوع الطعام الذي نسمح بدخوله إلى أجسامنا سوف ينعكس على بشرتنا عاجلاً أم آجلاً، هذا هو بالضبط السبب في أن اتباع نظام غذائي مناسب ليس فقط دعامة لصحة جيدة بل وحتى شخصية جميلة وبشرة رائعة، لذا استمع إلى احتياجات جسمك، وأعطه الكثير من الأطعمة المفيدة مثل الخضروات الورقية والبيض والسمك وجميع أنواع الفاكهة والعديد من الأطعمة ذات التركيز العالي لمضادات الأكسدة أو الألياف أو أحماض أوميجا 3 الدهنية.

- الرياضة: ممارسة التمارين الرياضية تعني الجمال والصحة بنسبة 30%، وإتباع نظام غذائي بنسبة 70% وهو يعني نمط حياة صحي؛ صحة القلب والأوعية الدموية والمزاج الأفضل والبشرة الجميلة، عند ممارسة الرياضة يتخلص جسمك من جميع السموم، حيث يمكنك ممارسة أي رياضة تجد أنها الأكثر تحفيزاً وتوافقاً مع احتياجاتك وتفضيلاتك، حيث سترى النتيجة على شكل جسمك أيضاً.

- مستحضرات العناية بالبشرة: لا ننكر أن الحلول الموضعية تلعب دوراً رئيسياً في صحة بشرتك، فاتباع نمط حياة صحي لا يعني أنه يجب عليك التخلي عن منتجات العناية بالبشرة، على العكس فهي تكمل الجمال، وكما هو الحال مع الأطعمة الصحة؛ من الأهمية بمكان العثور على منتجات العناية بالبشرة عالية الجودة.

- التأمل: محكوم علينا أن نعيش قدراً معين من التوتر، في بعض الأحيان يكون الأمر صعباً، وأنت تعلم أن الإجهاد هو السبب وراء العديد من الأمراض، لذا في بذل قصارى جهدنا لنعيش حياة خالية من الإجهاد؛ يُعد التأمل أحد أقوى الأدوات ضد الإجهاد، الذي يمثل القلق والاكتئاب وعدد كبير من المشكلات الجسدية والعاطفية والعقلية، ولأن الضغط يؤثر سلباً على الصحة، ووجهك هو انعكاس لحالتك الداخلية؛ يوصى بالتأمل لما له من الفوائد.

- النوم العميق: الأرق والحرمان من النوم يؤدي إلى الانتفاخ والهالات السوداء تحت العينين وحتى حب الشباب على البشرة، إن قلة النوم تؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية، بما في ذلك القدرات المعرفية، فالنوم هو الأقرب إلى ينبوع الشباب، لأنه عندما ننام.. يحصل جسمنا بشكل أساسي على إعادة شحن الطاقة، وبمجرد قيامك بوضع روتين صارم ومتسق للنوم، فالنتائج ستكون واضحة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

- الماء: الجلد الجاف ضعيف وعرضة للكدمات، لذا يحتاج معظمنا إلى زيادة الاستهلاك اليومي من الماء، وإذا كنت تواجه مشكلة في تذكر شرب الماء حاول أن تجعله ألذ مع إضافة بضع النكهات مثل ماء الزهر أو عصير الليمون، وإذا بدأت تعيش حياة أكثر صحة، فسوف تشعر بتحسن وتبدو أفضل وأجمل، ولديك المزيد من الطاقة للقيام بأشياء تحب القيام بها، لذا ابدأ بخطوات صغيرة كشرب المزيد من الماء، وغيّر بعض العادات السلبية، وسرعان ما سترى مدى التحوُّل على شكلك وجمالك الخارجي.
 

هل تشكل معايير الجمال التجارية خطورة على الصحة؟
تُغرق هذه المخاوف المتعلقة بالجمال؛ الفتيات بسبب عملية التنشئة الاجتماعية عندما تنضجن إلى مرحلة البلوغ، حيث يلعب الإعلام دوراً مهماً في تصوير معنى الجمال من خلال تمثيله للمرأة بصورة خيالية، ووفقاً لورقة بحث يؤثر ذلك إلى حد كبير على تصورات المرأة وتغيرها في صورة جسدها وفي محاولة لتحقيق أهداف الجمال كما تمثلها وسائل الإعلام، هذا قد يؤدي لعدم الرضا عن صورة الجسد، حيث يمكن للإعلانات أن تشجع الفتيات والسيدات على الانغماس في التدخين؛ كنمط عصري أو اختيار الجراحة التجميلية في محاولة لاكتساب الجمال، ووفق هذا البحث.. تُظهر النساء في هذه الأيام؛ اهتماماً بالجمال أكثر من اهتمامهن بالصحة، ربما يتأثر هذا الاتجاه بعدة عوامل؛ (التربية الاجتماعية ودور الإعلانات ووسائل الإعلام، والاتجاهات المحلية والعالمية في صناعة الأزياء)، فالأمر يدعو لمزيد من البحث في هذه الظاهرة، كذلك إلى تطوير برامج تعزيز الصحة لتحسين هذا الاتجاه، وتناقش الورقة العوامل التي تؤدي إلى الهوس الجمالي الحالي:

- دور الإعلانات في ترميز الجمال: وجدت دراسة استقصائية شملت سبعين امرأة أن نسبة 43.3% منهن كن منجذبات إلى نماذج إعلانات منتجات التجميل، حيث تم تصوير النساء في الإعلانات على أنهن "جميلات"، بينما اعتقدت ثلاثة أرباع المشاركات في الدراسة بأن النساء في الإعلانات "صغيرات في العمر وجذابات"، حيث تسلط الإعلانات الضوء على أن مستحضرات التجميل تفعل العجائب للجلد أثناء النوم، كم تحث الإعلانات النساء على الاهتمام ببشرتهن من خلال التوصية بالمنتجات، التي يمكن أن تساعد في تحقيق بشرة مثالية.

- إعادة بناء الجسم من خلال منتجات الريجيم والتخسيس: هناك إعلانات تصف السهولة والتحول المعجزة، الذي يمكن أن يحدث للجسم من خلال استهلاك منتج تخسيس ما بحيث تظهر النتائج في 8 أيام فقط! ويلعب المعلنون دوراً في الإجابة على أحلام المستهلك بفقد الدهون مثلاً، وليس الماء أو كتلة العضلات!.. مع الصور المصاحبة لإقناع النساء بكيفية تحقيق المعجزة.

- التنشئة الاجتماعية: في مجتمعنا يتم تربية الأولاد والبنات بشكل مختلف، حيث لا تزال الفتيات والنساء يتعرضن للضغوط للتوافق مع التوقعات الاجتماعية والصورة النمطية السائدة، على الرغم من توقع حدوث تغييرات جسدية وتأثيرات تفاضلية على الإناث والذكور، إلا أن الإناث يهتمون بالشيخوخة أكثر من الذكور، كذلك بالمظهر الجسدي الذي يخضع بشكل كبير للأحكام الاجتماعية، فالجمال يعتبر هدفاً جوهرياً لكل من الفتيات والنساء، ففي مرحلة الطفولة.. يتم الحكم على الإناث وفقاً لمعايير "الجاذبية"، التي تتحول مع تقدم العمر إلى معايير "الجمال"، بالتالي فإن الجمال والصحة مرتبطان بعملية التنشئة الاجتماعية للمرأة.

- تأثير التكنولوجيا على الجمال: فبالسرعة التي تنتقل بها الأخبار عبر القارات، كذلك الأفكار حول الجمال.
 

أصبح الانشغال الجسدي هوساً اجتماعياً، حيث أصبح كل من الرجال والنساء غير راضين عن صورة جسدهم، ويؤدي سوء تقدير الذات الناتج عن ذلك إلى البحث عن تحسينات تجميلية، لدرجة أن الناس يقتلون أنفسهم ليبدون أجمل، على سبيل المثال عن طريق حقن البوتوكس لإخفاء التجاعيد، فقد حقق الانشغال بالجمال تقدم كبير بين الإناث المراهقات، حيث من الممكن أن تكون الرغبة في تقليل الشهية وبالتالي فقدان الوزن دافعاً كبيراً لبدء التدخين بين المراهقين عموماً، ومن المرجح أن يشارك هؤلاء الشباب في إجراءات مختلفة لتغيير مظهرهم الخارجي، مما يُعد عاملاً مهماً في زيادة حدوث اضطرابات الأكل وفقدان الشهية العصبي والشره المرضي.

في النهاية.. تستمر عملية التثقيف الصحي مدى الحياة، لذلك من الضروري أن تبدأ في وقت مبكر من الحياة، وما يمكن للوالدين والأفراد المعنيين في المجتمع تشجيع الاحترام الإيجابي للصحة والجمال، وخاصة بالنسبة للفتيات، لذا يجب إجراء المزيد من البحوث فيما يتعلق بكيفية تشكيل التلفزيون والإعلان ومواقع التواصل الاجتماعي؛ للآراء فيما يتعلق بالصحة والجمال.