أعراض وعلاج مرض السل وطرق الوقاية من السل

ما هو السل وكيف تحدث الإصابة بالسل؟ أنواع السل وأعراض السل حسب النوع، وطرق الوقاية من السل وعلاج المصاب بالسل
أعراض وعلاج مرض السل وطرق الوقاية من السل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في القرنين الثامن والتاسع عشر اجتاح وباء السل أوروبا وأميركا الجنوبية قبل أن يكتشف عالم الأحياء الألماني روبرت كوخ الجراثيم المسببة لهذا المرض عام 1882 والتي سميت باسمه عصية كوخ، تبع اكتشاف كوخ تطوير للقاحات والعلاجات الدوائية الفعالة الأمر الذي قاد للإيمان بأن المرض قد انتهى تقريباً.
في الواقع توقعت هيئة الأمم المتحدة أن السل سيختفي حول العالم بحلول العام 2025 إلا أنه في أواسط الثمانينات بدأت حالات السل بالتزايد حول العالم لذا فقد قامت منظمة الصحة العالمية (WHO) في عام 1993 بإعلان السل حالة طوارئ وكانت المرة الأولى التي يوصف فيها مرض ما على هذا النحو.

ما هي الشكاوى الملاحظة في السل؟
الرئتان(lungs) هما عضوان رئيسيان في جهاز التنفس، إذ يتم من خلالهما عملية التبادل الغازي بين الهواء المستنشق والدم داخل الجسم لتؤمنا ما يحتاجه الجسم من الأوكسجين O2 وتخلصاه من ثاني أوكسيد الكربون CO2.
 

  1. السل (Tuberculosis) أو اختصاراً TB هو مرض جرثومي معدٍ يسببه نوع من البكتريا يسمى المتفطرة السلية (Mycobacterium Tuberculosis)،ينتقل هذا المرض عبر الهواء عند استنشاق الشخص السليم قطرات الرذاذ الصغيرة الحاوية على الجرثومة الصادرة عن مصاب بالشكل الفعال من السل، تتضمن الأعراض والعلامات العامة للسل ما يلي:
    • الشعور بالضعف أو التعب.
    • خسارة الوزن غير المفسرة.
    • ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة.
    • فقدان الشهية.
    • -التعرق الليلي.
    • وكون السل يصيب الرئتين بشكل رئيسي فيما يسمى السل الرئوي فإن أعراضه تشمل الشكاوى الصدرية التالية:
    • السعال الشديد الذي يستمر أكثر من ثلاثة أسابيع، وعادة ما يكون منتجا لبلغم قد يكون ممزوجاً بالدم.
    • الألم الصدري.
    • ضيق النفس الذي يزداد سوءاً مع تدهور الحالة.
  2. السل خارج الرئوي
    • يحدث السل خارج الرئتين بشكل أقل شيوعاً من الشكل الرئوي، ويصيب العقد اللمفية (والتي تشكل جزءاً من الجهاز المناعي)، العظام والمفاصل، الجهاز الهضمي، المثانة والجهاز التناسلي، الجهاز العصبي (الدماغ والأعصاب)، وتشمل أعراض السل خارج الرئوي ما يلي:
    • ضخامة العقد اللمفية.
    • الألم البطني.
    • تخرب العظام والمفاصل مسبباً الألم وتحدد حركة.
    • التخليط الذهني.
    • الصداع المستمر.
    • ويكون هذا الشكل أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يملكون جهازاً مناعياً ضعيفاً.
animate

كيف يحدث السل؟ وما هي أنواعه؟
قد يحوي جسمك على الجرثومة دون أن تظهر لديك أعراض ومن هنا فقد ميز الأطباء بين نوعين من السل:

  1. السل الكامن(Latent TB): في هذا النوع تكون الجراثيم داخل جسمك ولكن جهازك المناعي يمنعها من الانتشار فلا تظهر لديك أية أعراض ولا تنقل العدوى، لكنك معرض في هذه الحالة لتطوير الشكل الفعال للمرض عند وجود عوامل مؤهبة لذلك.
  2. السل الفعال(Active TB): وهو النمط المعدي من السل والذي يتظاهر بأعراض متعددة.

يحدث السل بسبب العدوى بجرثومة المتفطرة السلية (Mycobacterium Tuberculosis ) التي تنتقل عبر الهواء وذلك عندما يعطس شخص مصاب بالسل النشط أو يسعل أو يتكلم أو يضحك ثم تستنشق هذه القطرات الصادرة عنه.
وعلى الرغم من أن السل مرض معد إلا أن ان التقاطه ليس سهلاً، إذ تنمو العصية السلية ببطء ويتطلب انتقاله إليك قضاء وقت طويل قريباً من الشخص المصاب ، وهذا ما يجعل الانتشار أشيع بين زملاء العمل، الأصدقاء وأفراد العائلة.
لا تعيش العصية السلية على الأسطح الخارجية لذا لا يمكن أن تنتقل إليك عبر مصافحة الشخص الحامل لها أو عبر مشاركته طعامك أو شرابك.
 

عوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوث السل
يمكن لأي شخص أن يصاب بالسل ولكن يملك بعض الناس عوامل تزيد من احتمال أصابتهم نذكر منها:

  1. الذين يعيشون أو يمضون وقتاً طويلاً في بلدان أو مناطق تملك معدل انتشار عال للمرض مثل أفريقيا، جنوب شرق آسيا (مثل الهند، باكستان، إندونيسيا)، روسيا، الصين، أميركا الجنوبية، أفغانستان، غرب المحيط الهادئ ومن ضمنها الفيليبين وكمبوديا وفيتنام.
  2. من هم على تماس قريب مع شخص مصاب.

إن كان جهازك المناعي سليماً فإنه يحارب جرثومة السل ولكن عندما تملك أياً مما يلي فإنك لن تكون قادرا على مقاومة المرض الفعال:

  • الداء السكري.
  • الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (HIV) الذي يسبب مرض الإيدز: هذا الفيروس يضعف جهازك المناعي مانعاً إياه من السيطرة على جرثومة السل وبذلك يزداد احتمال إصابتك بالسل وتطور الشكل الكامن منه إلى الشكل الفعال مقارنة بالآخرين سلبيي فيروس العوز المناعي البشري .
  • المرض الكلوي الشديد.
  • سرطانات الرأس والعنق.
  • التعرض للعلاجات المضعفة للجهاز المناعي مثل العلاج الكيماوي للسرطان.
  • سوء التغذية ونقص الوزن.
  • الأدوية المستخدمة لمنع رفض الأعضاء المزروعة.
  • بعض الأدوية المستخدمة في علاج الروماتيزم وداء كرون (التهاب مناعي ذاتي يصيب الأمعاء) والنقرس (التهاب المفاصل بحمض البول).
  • العمل في المراكز الصحية المختصة في معالجة مرضى السل عاليي الخطورة.
  • التدخين إذ يزداد خطر إصابتك بالسل إذا كنت مدخناً حتى ثمانية أضعاف مقارنة بغير المدخنين.
  • يزداد احتمال الإصابة بالسل عند الأطفال الصغار والأشخاص المسنين إذ تملك هذه الفئات العمرية جهازاً مناعياً أضعف من البالغين السليمين.
     

أنماط السل المستعصية على العلاج (Multidrug-resistant TB)
قد تظهر لدينا أنماط من السل لا تستجيب للأدوية المستخدمة في علاجه وتحدث هذه الحالات عند الاستخدام الخاطئ للدواء، عدم جودة النوع، إيقاف الدواء قبل إنهاء الشوط العلاجي. حيث تظهر أنواع جديدة من الجراثيم لا تستجيب على الإيزونيازيد(Isoniazid) والريفامبيسين(rifampicin) اللذين يمثلان الخط الأول والأقوى للعلاج.
يشفى السل المقاوم للأدوية عن طريق الانتقال لأدوية الخط الثاني ولكن تبقى خيارات علاج الخط الثاني محدودة وتتطلب علاجاً كيماوياً مكثفاً(أكثر من سنتين من العلاج) باستخدام أدوية سامة وغالية الثمن.
تتطور في بعض الحالات مقاومة أشد للأدوية وهذا النوع يسمى (XDR-TB) وهو نمط أشد من MDR-TB ينتج عن جراثيم لا تستجيب لأقوى أدوية المجموعة الثانية تاركة هؤلاء المرضى بدون أي خيار علاجي. ونعود لنذكر أن الأهم في علاج السل هي أخذ الجرعة الدوائية كاملة طوال المدة الموصى بها.

ما المخاطر الصحية التي قد تنتج عن السل؟
يمكن للسل أن يكون مميتاً إذا ترك بدون علاج، بالرغم من أنه يصيب الرئتين بشكل أساسي إلا ان عدم العلاج قد يسبب انتشاره إلى أعضاء أخرى عبر الدم مسبباً عدداً من الاختلاطات كالتالي:

  • العظام: يمكن أن يسبب ألماً في العمود الفقري وحتى تخريباً في المفاصل.
  • الدماغ: يسبب السل التهاب سحايا وهو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ.
  • الكبد والكليتين: قد ينقص وظيفة الكلية في الترشيح (وهي العملية التي تخلص فيها الكليتين الجسم من الفضلات السامة) ويسبب ظهور الدم في البول.
  • القلب: ينقص قدرة الجسم على ضخ الدم بما يسببه من تجمع للسوائل ضمن الجوف المحيط بالقلب وهي حالة نادرة ولكنها مهددة للحياة.

الوسائل العلاجية المتبعة في السل
يعتمد اختيار الدواء المناسب والمدة اللازمة للعلاج على عمر المريض، صحته العامة، المقاومة للأدوية، نمط السل هل هو كامن أو فعال، ومكان الإصابة (الرئتين، الكليتين، الدماغ)، فقد يتطلب علاج المصابين بالسل الكامن نوعاً واحداً فقط من المضادات الحيوية بينما يحتاج المصابون بالسل الفعال (وتحديداً النمط المقاوم للأدوية MDR-TB) عادة لأدوية متعددة.
يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية تناولها لفترة طويلة إذ تعتبر المدة المتفق عليها للشوط العلاجي حوالي ستة أشهر. 

قد تكون أدوية السل سامة للكبد لذا راجع طبيبك عند ظهور أي مما يلي:

خلال فترة العلاج هذه أنت لست بحاجة للعزل ولكن هناك مجموعة من التدابير الهامة التي يجب عليك اتخاذها لإيقاف انتقال العدوى إلى العائلة والأصدقاء وتتضمن:

  1. التوقف عن الذهاب إلى المدرسة والجامعة والعمل ريثما يسمح لك الطبيب المشرف على حالتك بالعودة .
  2. قم بتغطية فمك دوماً عند السعال، العطاس، الضحك، الكلام حتى تنقص من انتشار العصيات إلى الغير.
  3. احرص على التخلص من كافة الأغطية التي تخصك بوضعها في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق.
  4. افتح نوافذ غرفتك باستمرار لتضمن تدفق الهواء النقي في مكان تواجدك.
  5. تجنب النوم مع الآخرين في نفس الغرفة.

إجراءات صحية مفيدة في منع حدوث المرض
إذا كنت على تماس قريب مع شخص مصاب بالسل يجب عليك أن تقوم بإجراء الاختبارات اللازمة لترى إن كنت مصابا أيضا، هذه الاختبارات تتضمن صورة الصدر البسيطة Chest X-ray،الفحوص الدموية، واختبار مانتوكس (Mantoux Test) وهو عبارة عن اختبار جلدي يتم من خلاله حقن بروتين مستخلص من العصية السلية يسمى التوبرلوكين (Tuberculin) ضمن أدمة الجلد ويعتبر الفحص المساعد الأهم لتشخيص السل.

لقاح السل BCG
يستخدم التطعيم بعصيات كالميت غيرين المسمى (BCG) في البلدان التي ينتشر فيها السل بكثرة إذ يتم تلقيح الأطفال الصغار  مع العلم أن هذا اللقاح لا يمنع الإصابة بالمرض ولكنه ينقص من احتمال الإصابة بالأشكال الخطيرة منه.

وفي الختام... نذكر أن الأمر الأهم في علاج السل هو إنهاء الشوط العلاجي الموصى به من قبل طبيبك المختص واتخاذ التدابير اللازمة للحد من نقلك العدوى للغير علما بأن المستقبل يعدنا بمزيد من النتائج الإيجابية فيما يخص التخلص من هذا المرض إلى لأبد.